عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 06:46
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لماذا كانت صحيفة Scot الوحيدة التي انفردت في تقريرها بنشر الخبر التالي؟: "انسحاب القوات الاثيوبية تترك الحكومة على شفير الهاوية – الانسحاب الاثيوبي يؤشر لنهاية التدخل الكارثي الذي قاد إلى خلق مرحلة جديدة من العنف والمعاناة."
يظهر أن حكومة الصومال الضعيفة أصبحت على حافة الانهيار. تُسيطر المقاومة الإسلامية الصومالية على أكثر أجزاء جنوب ووسط الصومال، وهي مستمرة في شن هجمات داخل العاصمة- مقديشو.
اثيوبيا التي تدخلت وشنت هجومها العسكري على الصومال في ديسمبر 2006- بدعم من الولايات المتحدة، وفي محاولة لطرد السلطة الإسلامية من مقديشو، تسحب قواتها حالياً.
شحنات الأسلحة والمدرعات الاثيوبية تركت ميناء مقديشو الشهر الماضي كجزء من الانسحاب. هذا بعد أن صار نقل هذه الأسلحة والمدرعات مستحيلاً عن طريق البر، إذ يرى خبراء التحليل أن القوات الاثيوبية وحليفتها حكومة الصومال لا تُسيطر سوى على مساحة صغيرة في مقديشو وبضعة شوارع في Baidoa-شرق البرلمان. ويُقدر حالياً تواجد 2500 فقط من القوات الاثيوبية التي تُرِكَتْ داخل الصومال بالمقارنة مع 15-18 ألفاً من القوات الاثيوبية خلال مرحلة تصاعد الحرب.
لا زالت القوات الاثيوبية في بيدوا تتعرض لهجمات ثقيلة. بينما سلّمت القوات الأمريكية- الداعمة لحكومة الصومال- نفسها إلى مقاتلي قوات المحاكم الإسلامية Union of Islamic Courts- UIC.
نشرتْ بوروندي المزيد من قوات السلام في مقديشو، وليصل عدد قوات الاتحاد الأفريقي (قوات بوروندي و اوغندا) إلى 3200، وهي أيضاً تحت الهجوم طالما يظهر أنها اصطفت مع "الحكومة". هذه القوات وغيرها من القوات الأجنبية، عليها ترك الصومال، ومنح هذه البلاد المنكوبة فرصة لمداواة جراحاتها الكارثية.
وحسب ملاحظات صحيفة Sunday Herald:
إن سقوط الحكومة سيُشكل مَعلمة مُعبّرة عن نهاية كارثة التدخل المدعمة من الولايات المتحدة. فعلى مدى ستة أشهر العام 2006، كانت الصومال هادئة نسبياً، وعادت مظاهر السلام والأمن إلى مقديشو، نتيجة صعود إتحاد المحاكم الإسلامية للسلطة- ائتلاف فضفاض للقادة الإسلاميين ممن نجحوا في طرد لوردات الحرب الأهلية الصومالية.
أنذرت العناصر المتشددة في المحاكم الإسلامية بإعلان الجهاد ضد اثيوبيا- العدو التقليلدي للصومال. وزعمت الولايات المتحدة أن المحاكم الإسلامية تحمي لديها "خلايا للقاعدة"، وهم أمر لم يُصدقه أغلبية خبراء التحليل والدبلوماسيين.
إن قلق "الغرب" حالياً بشأن الصومال، يرتبط بظهور القرصنة piracy. وهذه المشكلة لم تكن معروفة أو كانت ضحلة في فترة حكم المحاكم الإسلامية. أتركوا البلاد لشأنها، وحالوا تقديم المساعدات إليها عند طلبها.. وهذا هو أفضل ما يستطيع "المجتمع الدولي" فعله حاليا!
مممممممممممممممممممممممـ
Ethiopian Troops Leave Somalia, (Moon of Alabama), October 15, 2008.
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟