أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - في سياق الجدل العقيم...!؟














المزيد.....

في سياق الجدل العقيم...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 06:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عبّر الكثيرون عن استغرابهم للجدل الحامي الوطيس الذي يدور هذه الأيام بين بعض الفقهاء الإسلاميين من السنة والشيعة وكأن هذا الجدل كان توقف يوماً منذ بدأت الدعوة إلى الإسلام...!؟
لقد رافق الجدل، والخلاف، والاختلاف، الدعوة الإسلامية منذ بدايتها، ومن بدهيات الأمور أن تتمظهر الخلافات والحوارات المتعارضة وفقاً للظروف الموضوعية السائدة.! فاليوم، يأخذ الحوار الفقهي المتفجر شكله السياسي المباشر والمكشوف بخلفيته وأهدافه..! وفي أحيان أخرى كان الاختلاف والجدال يدور على مجمل قضايا الحياة وتفاصيلها إضافةً إلى مسائل لا تعد من غير أن يكون لها قيمة حقيقية غير أن معظمها ظلَّ مسكوتاً عنه ومنزوياً في بطون عشرات الآلاف من المؤلفات والمخطوطات الفقهية التي بدأ تدوينها بعيد تأسيس الإمبراطورية الإسلامية فلا يصل إليها غير الباحثين عن الحقائق والتفاصيل والأسرار...!؟
لقد اختلف الفقهاء وكتاب السير طويلاً على سبيل المثال حول اسم ولون البغلة التي أهداها ـ المقوقس ـ للرسول ـ محمد ـ ص..! وحول الأحصنة التي امتلكها في بداية تحركه المبارك..! وحول الحمار المعروف باسم ـ عفير ـ لونه، وشكله، وخصاله، غير أنهم اتفقوا على أن عفير هذا نفق حتماً أثناء العودة من حجة الوداع.!
حدثني الحارث قال: حدثنا ابن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: ـ دلدل ـ أهداها له فروة بن عمرو الجذاميّ ويقال لهل: ـ فضة ـ وقد وهبها محمد صلعم لأبي بكر.!
لكن موسى بن محمد بن إبراهيم التيميّ قال عن أبيه: كان اسم البغلة ـ القصواء ـ ابتاعها أبو بكر وأخرى معها بثمانمائة درهم واشتراها منه الرسول بأربعمائة وهي التي هاجر عليها وكانت أول بغلة يراها الناس في ذلك الحين...!
غير أن ابن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني ابن أبي ذئب عن يحيى بن يعلى عن ابن المسيب قال: كان اسمها ـ الغضباء ـ وكان في طرف أذنها جَدْع.!
نفس الأمر حصل حول الأفراس الثلاثة التي كانت عند ـ محمد ـ ص غير أن الكفة رجحت عند أسماء: لزاز والظرب واللخيف..!
ثم إن الفقهاء الأجلاء الذين اتفقوا على اسم الزوجة الأولى التي كانت أرملة ـ خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزَّى ـ اختلفوا وتجادلوا حول عدد الأبناء الذين أنجبتهم وحول أسمي زوجيها السابقين..! وبعد موت ـ خديجة ـ اشتد وطيس الجدال حول عدد وأسماء الزوجات اللاحقات وهل كن جميعهن أرامل ومطلقات كما قال البعض أم بينهن عازبات أبكار مثل عائشة..! وكان الخلاف الأشد حول العدد فمنهم من قال: تزوج محمد ص خمس عشرة امرأة ومنهم من قال: لا إنه لم يتزوج غير ثلاث عشرة وغيرهم نزل العدد عنده إلى إحدى عشر ومنهم من قال: توفي محمد ص عن تسع زوجات..! ثم كان الجدال والخلاف حول اسم الزوجة الأولى بعد خديجة فمنهم من قال: إنها عائشة بنت أبي بكر ومنهم من قال: إنها سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر.! ثم اتفق الجميع في حالة نادرة على أن الرسول تزوج عائشة قبل سودة ولكنه نكح وبنى ودخل على سودة التي كانت ثيباً قبلها وذلك لصغر سن عائشة وعدم جاهزيتها.!؟
ثم إن أجداد الفقهاء الراهنين تجادلوا كثيراً حول حقيقة أن ـ محمد ـ ص ولد مختوناً أم لا مقطوع السّرة أم لا واقعاً على الأرض من بطن ـ آمنة ـ جاثياً أم لا..!؟ عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله: ( من كرامتي على الله أني ولدت مختوناً ولم ير سوأتي أحد )....!؟
وقد اختلف الفقهاء الشطار على وضعية البول عند الرسول فمنهم من اعتمد رواية يحيى بن درست: أنبأنا أبو إسماعيل قال: حدثني يحيى بن أبي كثير أن عبد الله بن أبي قتادة حدثه عن أبيه أن رسول الله قال: ( إذا بال أحدكم فلا يأخذ ذكره بيمينه ) ورد في البخاري ومسلم والترمزي وابن ماجة. وعن أبي وائل عن حذيفة قال إن رسول الله أتى سباطة قوم فبال واقفاً أخرجه الترمزي وأبو داود غير أن مخالفيهم اعتمدوا على السيدة عائشة في حديث نقله علي بن حجر عن شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت: ( من حدَّثكم أن رسول الله بال قائماً فلا تصدقوه ما كان يبول إلا جالساً )..! وكانوا فبل ذلك قد اشتبكوا حول أسبقية النهار أم الليل والشمس والقمر أيهما خلق قبل صاحبه.! لقد اختلفوا وتجادلوا حول كلِّ شيء في الأكل والشرب والجماع ولون شوارب الرجال من أهل الجنة لقد اختلفوا حتى على الريح التي تخرج من مؤخرات أهل الجنة هل هي كريح المسك أم العنبر...!؟
وهكذا، فإن الجدل العقيم الدائر هذه الأيام بين مشايخ السنة والشيعة، لا يشكِّل تنويعاً حوارياً مستجداً يبنى عليه وذلك لأنه مجرّد استمرار لظاهرة إسلامية تاريخية عريقة..! وما يقوله الشيخ القرضاوي قاله أسلافه آلاف المرات كذلك الردود التي واجهته فقد واجهت أسلافه آلاف المرات.. ولهذا، قلنا سابقاً، ولا نزال نقول: إن حكاية الحوار الذي يجري في المؤتمرات التي تقام من أجل التقريب بين المذاهب، أو بين الأديان، هي مجرَّد وهم كبير..! إن مسألة الحوارات هذه، لا تزيد عن كونها ترف ملكي، أو أميري، أو جملكي، لا فرق....!؟
السيرة النبوية لـ ابن كثير
نساء النبي لـ عائشة عبد الرحمن
السيرة النبوية لـ الطبري
طبقات ابن سعد
سيرة ابن هشام
الاستيعاب



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع ( حاج ).. و تنظيم النخبة...!؟
- ذيل الكلب...!؟
- أمريكا في المرمى...!؟
- لماذا بقيت كتابات البعض بلا مردود...!؟
- فتيل جهنم لبنان......!؟
- الميئوس منه.. أم المسكوت عنه...!؟
- زوال إسرائيل... أم غيرها...!؟
- العابرة للأديان.. والأيديولوجيات.. والحدود...!؟
- أم علي.. ومناورات السلام الإسرائيلية...!؟
- الفضائحيون الجدد....!؟
- المختصر في: الأفسد من الفاسدين...!؟
- حول الغلاء والحكومات والذي منه...!؟
- دوام الاحتلال بالديمقراطية...!؟
- فساد التدِّين.. أم ( تديِّين ) الفساد...!؟
- الإنسان: حيوانٌ عاقل..أم غير ذلك...!؟
- الثرثارون العرب...!؟
- سيمفونية الهزيمة...!؟
- ثمّ ولكن: لسنا محكومين بالأمل...!؟
- كيف انتصر القوميون العرب لمواطنيهم...!؟
- شرُّ الانتخابات ما يضحك...!؟


المزيد.....




- قدم الآن.. وظائف وزارة الشؤون الإسلامية 1446 للثانوية العامة ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجمة هدف حيوي في-إيلات-ب ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجمة هدف حيوي في -إيلات- ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا في إيلات الاسرائيلية ...
- الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو: أعبر باسم الكتلة التاريخية ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات والقمر عرب ...
- تظاهرات في عواصم إسلامية وعربية تنديدا باغتيال الشهيد القائد ...
- تظاهرات في عواصم إسلامية وعربية تنديدا باغتيال القائد السيد ...
- المقاومة الإسلامية في العراق: هاجمنا بالطيران المسيّر منطقة ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: قصفنا هدفا حيويا في أم الرشر ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - في سياق الجدل العقيم...!؟