عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 01:04
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
أحكام قضائية بالجملة تمت، كلها تتصف بالظلم والعدوانية تجاه الأقباط قد تم النطق بها خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، ولا نعلم لماذا يتخذ القضاة هذا الموقف العدائي من أي قضية يكون فيها طرف قبطي، وبخاصة لو كان هذا النزاع يشوبه اتجاه ديني، بمعني أن يكون في القضيه طرفين مسلم ويجانبه تعيس الحظ المسيحي.
والبداية في هذه الأحكام الذي تم ضد قداسة البابا وموجهه إلى الكنيسة القبطية ممثلة في شخص البابا، وهي إلزام الكنيسة بإعطاء تصريح زواج لأحد أبنائها الذي رفع دعواه إلى القضاء ليتم الحكم بإلزام البابا بإعطاء تصريح، بالرغم من مخالفة هذا الأمر لدستور الكنيسة وتعاليم الإنجيل.
وتستمر المسيرة القضائية الظالمة ضد الأقباط والكنيسة في تحدٍ واضح، ليتم الحكم على طفلين بريئين بضمهم إلى أبيهم -الذي باع دينه ومبادئه- بالرغم من رغبة الأطفال في عدم الضم إلى هذا الأب، وأنهم سيعيشون مع أمهم ولن يتخلوا عن مسيحيتهم، ووصل الأمر إلى أنهم أعلنوا أخيراً عن أنهم لو تم هذا الأمر بالقوه سيعلنوا إضراباً عن الطعام حتي الموت، ومع ذلك مازال حكم الضم ضدهم بعد أن تم النطق به ولا مراعاة لمشاعر طفولة بريئة أو حقوق إنسان تكفل للفرد حرية العقيدة والديانة.
وليس هذا فقط بل وصل الأمر إلى حد الحكم ببراءة قاتل في وجود كل أركان الجريمة وشواهدها في حادثة مقتل الشاب القبطي بقرية دفش، في حكم في غاية الغرابة ورائحة الطائفية والإضطهاد الواضح التي فاحت مع هذا الحكم الذي أصدره المستشار "عرفان صديق" وهو نفس القاضي الذي أمر ببراءة المتهمين في قضية الإعتداء علي دير أبو فانا.
ولم تكتفِ الأحكام الظالمة بهذا، فقد بل امتدت إلى رجال الإكليروس ليتم الحكم على أحد الآباء الكهنة بخمس سنوات مشددة، في سابقة هي الأولى من نوعها التي يتم الحكم فيها على رجل دين مسيحي بهذا الشكل الظالم، بالرغم من أن القضية لا تمت بصلة في توجيه الإتهام إلى الكاهن، لأن ببساطة الأوراق التي تدعي المحكمة أنها مزورة لم تخرج من تحت يد الكاهن بل هناك سجل مدني خرجت منه الأوراق، ولكن نظراً لأن القضية بها رائحة تنصير فوجب إعطاء هذه البركة إلى هذا الكاهن، الذي أنا واثق أن إرادة الله سمحت له بذلك حتى يصل إلى الخراف البعيدة عن الحظيرة.
وها هي آخر أحكام القضاء ضد الأقباط تمت بالأمس في قضية الإعتداء علي دير أبو فانا وتمت تبرئة جميع المتهمين من العربان وإخلاء سبيلهم ومازال الجانب القبطي المعتدى عليه والمتهم زوراً في مقتل أحد المهاجمين وراء القضبان بعد أن إنقلب ميزان العدل في بلادنا، ولا غرابة في أن كل ذلك يحدث الآن، لأن كل القضاة الآن هم من أنصار جماعة الإخوان المسلمين والذين يؤيدون قيام الخلافة في أرض الكنانة، وأنهم يحكمون بما تنص عليه الشريعة الإسلامية والتي تتنكر لوجود الآخر فلا حقوق أو واجبات ولا حلول سوى أن نقدم إلتماسنا إلى السماء فهناك العدل والقضاء بعد أن غابا عن الارض.
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟