أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - انك ليس أحمد سعدات















المزيد.....

انك ليس أحمد سعدات


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 09:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


لست من أنصار عبادة الفرد، لكن بعض الافراد كان لهم دورا في صناعة التاريخ، واتخذوا القرارات والمواقف الصحيحة في الزمان والمكان الصحيح، هؤلاء القادة ليسوا انبياء او قديسين او رجال الاساطير الذين نتحدث عنهم في حكاياتنا الشعبية، انهم مثلنا من ابناء جلدتنا، وما ميزهم انهم كانوا على قدر المسئولية التي فرضها الواقع عليهم غير مرغمين، هم قادة متواضعون وفقراء بعضهم هذة الدنيا كما جاء اليها، نظيفا شفافا متصالحا مع نفسة وشعبة ليحظى على احترام خصومة السياسيون واعداءة التاريخيون، والبعض الاخر ارتضى ان يدفع الثمن صامتا ايمانا منة بان المواقف جبال لا تخضها رياح المصالح والجدل البيزنطي والسباحة في الرمال المتحركة او بالبيضة والحجر.

للكلمة معنى، هي كالسيف في لحظتها، والاحداث العظام التي تعصف بالشعوب بحاجة للكلمة السيف الزاهدة في المصالح والحسابات الطفولية لان الواقع هو صانع المواقف واصحابها، اليس الانسان ابن بيئتة وواقعة، ولهذا لا يحق للقائد اي قائد الالتفاف على واقعة، لانة سرعان ما ينكشف امرة، والكلمة التزام وثمنها كبير بصرف النظر عن طبيعتها، لذلك كان الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات من القادة الذين اسرتهم الكلمة، فكانت فعلا حقيقيا يعبر عن الامتنان والتواصل والتقدير للامين العام السابق الشهيد ابو علي مصطفى في السابع والعشرون من اغسطس عام 2001 باطلاق صواريخ الاباتشي الاميركية الصنع على مكتبة في رام اللة.

ما بين عام 2001 وعام 2008 حدث الكثير، احتجز سعدات في رام اللة ونقل باتفاق مع الامريكين والبريطانيين لسجن اريحا، وفي عام وفي 14 مارس عام 2006 حاصروة واقاموة الدنيا ولم يقعدوها، بقى على كلمتة التي واجهت الجحيم لمدة 11 ساعة من القصف والبلدوزر، بقى متماسكا حتى الجدار الاخير ليخرج مع رفاقة متماسكا متمسكا بكلمتة التي حيرت اصدقاءة قبل اعداءة.

ما بين اغتيال ابو علي مصطفى واعتقال احمد سعدات والاعتداءات العنصرية على نصف البرتقالة الثاني في حيفا وعكا بون شاسع، وتطورات مجنونة تخللتها انقلابات سياسية وايدلوجية ومصالح فردية وصفقات مخفية افقدت البعض البوصلة والكلمة والحمكة التي يفترض انة ورثها عن الاباء الاوائل الذين اصبحوا تحت التراب او في غياهب السجون، احداث عكا الغير مفاجئة اعادت للبعض الفلسطيني الذي نفض يدة من هذا الملف الذاكرة، لتقول ان هناك فلسطينيين في الارض الام يعانون العنصرية والملاحقة وسياسات الترحيل القسرية، كانت ردود الفعل كثيرة ومتفاوتة، هناك من كتب، والبعض الاخر استنكر، وثالث هدد بالرد.

كتائب الشهيد ابو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين توعدت على لسان التطف باسمها"ابوجمال" رئيس حزب اسرائيل بيتنا المتطرف أفيغدور ليبرمان الداعي لتهجير العرب بان يكون مصيرة مشابها لمصير الوزير رحبعام زئيفي الذي اغتالتة كتائب ابو علي مصطفي راد على اغتيال امينها العام السابق او علي مصطفى، ابو جما قال هذا الكلام لاذاعة صوت الشعب، واكد"ان مشروع تصفية وزراء العدو لم ينتة بعد وورصاصات الكتائب وبنادقها لا زالت موجهة نحوهم والاصابع على الزناد والكتائب قادرة على ردعهم ومواجهة مشاريعهم التصفوية والتهجيرية لشعبنا" انتهى الاقتباس.

بتاريخ 15 -10 –2008 أصدرت الجبهة الشعبية في رام اللة بيانا قالت فية" لا علم للجبهة ولا لاي من هيئائها بالتصريحات الصادرة عن ابو جمال باسم الشهيد ابو علي مصطفى، ولا لها بة في الرد على ما يتعرض لة اهلنا في عكا وفي اكثر من مكان على مساحة الوطن على ايدي جيش الاحتلال وعنصرية مستوطنية، وقالت ان ذلك لا يتم باطلاق التهديدات، بل بالفعل السياسي والجماهيري المقاوم للمحتل وممارساتة وتجنيد الراي العام العربي والدولي في مواجهة جيش الاحتلال وعنصريية مستوطنية"، انتهى البيان.

تهديد ونفي، او كما وصفتة بعد الاوساط براءة تعبر تعكس متغيرات في الفكر والايدلوجية والانسجام مع الوضع القائم، وان البيان جاء بضغط من اوساط سياسية رسمية على نائب الامين العام الذي تربطة علاقات وثيقة مع راس السلطة، وان هذة البراءة تخفي خلفها ما يمكن ان يقال ولا يقال من مصالح وصفقات وجولات مشتركة.

قد لا اتفق مع المعارضين للبيان، ولكن المطلوب من اصحاب البيان المزيد من الوضوح في مجمل القضايا الوطنية والتحلل من كلمة لعم التي ستقودهم الى جهنم، وقد يكون من حق نائب الامين العام الارتكاز على منصب سياسي، ولكنني اتوقع منة ان يلفظ جانبا كل ما من شانة تكبيل الموقف السياسي، لان الموقف السياسي لن يكون حرا بفتات المناصب كسفير هنا ومجموعة موظفين هناك، هذا يضرب الموقف السياسي في الصميم، اضافة ان اذاعة صوت الشعب التي نقلت تصريح كتائب أبو علي مصطفي تعود للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمتابع يستطيع ان يطلع على موقع الجبهة الذي لا زال يضع تصريح الناطق باسم الكتائب في مكان بارز، لماذا هذا التضارب؟؟؟.

كتب الزميل راسم عبيدات مقالة بعنوان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- عام الخسارات الثقيلة، تحدث فيه عن الذين غيبهم الموت من الجبهة الشعبية وعلى رأسهم الحكيم، قد اختلف مع الزميل عبيدات لأننا لا نستطيع كبشر أن نخلد من نحب أو نتخلد في هذه الدنيا، إنها حتمية تعكس استمرارية الحياة، وأود أن أشير إلى إن المقاومة الفلسطينية فقدت آبائها الروحيون، أبو على أياد وكمال ناصر وعدوان والكنفاني وأبو إياد وأبو جهاد وياسر عرفات، كوكبة من رجال المقاومة الفلسطينية الذين تركوا بصماتهم على كفاحنا التحرري لتحقيق مصيرنا، ناهيك عن قيادات ارتضت لنفسها الزنزانة دفاعا عن كلمتها، ملايين الشهداء والأسرى الذين دفعوا ثمن مواقفهم، منهم من تجسد في الأرض ومنهم من يقبع وراء القضبان في سجون الاحتلال، والكثيرون الذين يمرون عليهم دون أن يشعروا بوجودهم، هؤلاء طحنتهم الحياة الجديد والقيم الجديد والشعارات الجديدة، لكنهم لا زالوا منسجمين مع ذاتهم، كل له خصوصيتة وحلمة.

لا اعرف كيف قفززت كلمات غسان كنفاني التي قالها في رائعته عائد إلى حيفا"الإنسان قضية، وكلماته في رواية أم سعد"خيمة عن خيمة تفرق"، لقد اختصر كنفاني المواقف، وكأنة بقول لن تكون إلا أنت، حتى لو استنسخوا عنك العشرات، فأنت من لحم ودم، أنت تجربة، وأنت ابن واقعك، وأسيرا لتاريخك أو لحاضرك، لذلك لن تكون شبيه من سبقوك، أنت أنت ، وأنت لان تكون جورج حبش ولا أبو علي مصطفى ولا احمد سعدات.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطة الفلسطينية ترد الصاع صاعين للحاخام الأكبر
- القدس والجعجعة بلا طحين
- لمن الغلبة..؟ لا غالب والكل مغلوب
- الشعب الفلسطيني وحتمية الثورة على الثورة
- الأعلام الفلسطيني بين العسكرة والانجزة
- السماء تمطر دما على مخيم عايدة للاجئين
- أبو أنور: نحبكم بعد موتكم
- من أجلك يا سيدتي
- أنا في عرض الحكومة.. أكلنا زبالة
- الحرية للمعتقلين السياسيين في السجون الفلسطينية
- اتفاق كنيسة المهد جريمة بلا عقاب
- صح النوم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- العبيد الجدد في سوق العمل الإسرائيلي
- السيد قريع إن كنت تعرف قتلك مصيبة وان كنت ....
- من دخل دولة الاحتلال فهو آمن !!!
- نحيا وتموت فلسطين
- يا دعاة التجرد من العاطفة الوطنية تريثوا
- لا يكفي استنكار جريمة بحر غزة
- السيد حسن : لن يبقى في الوادي إلا حجارته الكبيرة
- أولادنا يتعاطون المخدرات.. من المسئول؟؟؟


المزيد.....




- إيران طلبت إذن السعودية لمشاركة حجاجها بالتصويت بانتخابات ال ...
- نائبة رئيس وزراء أوكرانيا: أشعر بالقلق بعد مناظرة بايدن وترا ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.06.2024/ ...
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدميرها 7 طائرات مسيرة بمناط ...
- صحيفة: الولايات المتحدة طلبت من قطر التوسط في حل الصراع بين ...
- السفارة السعودية في روما تصدر تنبيها -مهما- لمواطنيها الراغب ...
- الطوارئ الروسية تطهر شاطئ سيفاستوبول من ذخائر صغيرة بعد الهج ...
- من هو الرئيس الحقيقي؟ تفاصيل غريبة في سلوك بايدن خلال تجمع ح ...
- -أكسيوس-: واشنطن تدفع بصياغة جديدة وتعديل لمقترح إسرائيلي حو ...
- العراق.. السلطات الأمنية تكشف تفاصيل جديدة عن مقتل ضابط كبير ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - انك ليس أحمد سعدات