أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد جميل حمودي - اصلاح خطبة الجمعة ومقاربة الصادق النيهوم














المزيد.....

اصلاح خطبة الجمعة ومقاربة الصادق النيهوم


أحمد جميل حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 07:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلما أردت ان اشهد خطبة الجمعة المعهودة تتثاقل رجلاي واردد قولة الرشيد ان تسمع بالمعيدي خير من ان تراه! فخطبة الجمعة باتت اليوم صورة تعبر عن ازمة خطاب اسلامي يجيد اطراء الماضي وسبّ الحاضر وخوف المستقبل. ولك ان تستنبط وجوه الشاهدين وهي تتململ مطرقة الرأس تستحث الزمن بالاسراع,فهي فريضة حيث نجد المصلي مدفوع الى صلاة الجمعة بقوة الدين ولولا ذلك لرأينا مساجدنا خاوية على عروشها تسكنها عشش الطير وبيوت العنكبوت. لقد اصبح الخطيب غير المؤهل عالة على المجتمع, وما حدث في مصر السنة الماضية من قيام شاب بالهجوم بسكين على خطيب مسجد الحسين بالقاهرة أثناء خطبة الجمعة، مطالبًا إياه بتناول هموم الناس بدلاً من المواعظ المملة الباردة، يثير الكثير من علامات الاستفهام حول خطبة الجمعة، ودور الخطيب تجاه قضايا المجتمع بشكل عام، والشباب بشكل خاص. في كل جمعة اسمع ما لايسرني ويغيظني واقول لقد بلغ السيل الزبا وحان للمجتمع ان يقف في وجه هؤلا الخطباء الذين يطرحون خطابات تبين عن تخبطهم في مسارات الغيبوبة ومحاولة تسميم الافكار وتخدير العقول وعمليات غسيل الدماغ المستمرة التي تستنزف قوى شبابنا الفكرية
وتقذفهم في اعماق الماضي, وكل يوم يمر علينا يعيد تأكيد اننا امة مسكونة بالتاريخ هروبا من مواجهة الحاضر واستشراف المستقبل. وفي خطبة اليوم انصت على مضض واذ بخطيبنا- وفي سياق معين- ينطق بجوهرته المتلألئة التي تنم عن نرجسية دينية,باننا نحن الامة الاسلامية " الذين علمنا الغرب النظافة" وبدا يتباكى على أطلال الاندلس... وبدا خطابه الخنفشاري بالتلعثم وتداخل الافكار عفوا اللخبطة والتطويث. وعلى سيرة الخطاب الخنفشاري فله قصة في ادبنا الفكاهي, فقد كان رجل يفهم في كل شيء كاطباء وشيوخ زماننا والمجتمع لا يرده على اعقابه كمجتمعات زماننا التي تتسم بالسلبية والهروب من الواقع تحت دعوى لقمة العيش وطلب السترة, فقال نبيه ظن انه سيسكت حماقته يا ايها الرجل ما معنى الخنفشار؟ فوقف مليا وهو يبرمج فكرته! آه انها ورقة تنبت باليمن تاكلها الشاة فيعقد الحليب لبنا وفيها يقول الشاعر
لقد عقدت محبتكم بقلبي كما عقد الخنفشار اللبن!
واعود لخطيب اليوم وهو في غمرة حماسه اذ به يفصح عن ازمة خطاب يحرض على العنف وكره الاخر" انا لااكره الغرب ولكن اكره افعالهم "! ازدواجية الكره والحب والرفض والقبول هي المخرج من سوط السلطة وزبانية الكلمة.
ان خطبة الجمعة - اذا تجاوزنا الطرح الدوغماتي الى طرح اصلاحي يبحث عن بدائل لاصلاح خطبة الجمعة والتي هي ظاهرة اجتماعية دينية - تحتاج اولا الى اعادة صياغة في منظومتها الفكرية من خلال اصلاح المناهج الدينية في جامعة الازهر وام القرى.... صياغة في بنية الخطبة وآلية الطرح تضع في الاعتبار الابتعاد عن الجمود على النص والدعوة الى تجديده وتحليل الواقع بعمق ممكن... وثانيا اصلاح الخطيب من حيث اعداده وجاهزيته لتحمل المسؤولية فيما يقول وادراكه لما يدور حوله طارحا قضايا الساعة واقفا الى جانب الجمهور دون ان يبيع نفسه للسلطة الحاكمة,وثالثا اصلاح المستمع او المتلقي الذي احيانا يطيب له مناخ المواعظ الرقيقة والبكاء على الماضي.. من خلال المقاربة في الطرح - متجاوزين التقسيم الثنائي المعهود في فكرنا العربي الذي يقسم المجتمع الى نخبة وجمهور- بحيث يهبط الخطيب الناضج الى المستمع ليصعد به الى سماء الفكر والتامل.
وكلما احضر الجمعة يعاد الى ذهني شخصية المفكر الليبي الصادق النيهوم الذي يعد من اوائل المعاصرين الذين دعوا بجرأة الى اصلاح ما اسماه بنظام الجامع,ففي كتابه "المسلمون في الأسْر.. من سرق الجامع وأين ذهب يوم الجمعة؟" درس الصادق النيهوم حالة الأسر التي وقع فيها الإسلام في يد هؤلاء الشيوخ حيث حرفوه عن مساره الإنساني والأخلاقي لخدمة أغراض فئوية و تنظيمية, و يؤكد المفكر الليبي الراحل على أن العرب والمسلمين ليس أمامهم الآن للخروج من ظلمات الجهل والتخلف، سوى طريق واحد يستطيع أن يقودهم إلى الخلاص، وهو طريق استعادة نظام "الجامع"، وتطوير خطبة الجمعة من لقاء للوعظ إلى مؤتمر اجتماعي تشارك فيه الأمة، ويعيد إلى المواطن حقه المسلوب في الإشراف على إصدار القوانين، ومراقبة أداء الإدارة، وإيجاد السلطة الجماعية البديلة عن سلطة الدولة، وسلطة رجال الدين في آن واحد.





#أحمد_جميل_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية المقارنة: سياسات تنمية الموارد البشرية في ضوء تجارب ...
- التربية المقارنة: استراتيجيات تنمية الموارد البشرية -سيناريو ...
- موت المخترع: من بيداغوجيا التعليم الى ايكولوجيا التعلم
- التربية المقارنة: تطبيقات المنهج المقارن (6)
- التربية المقارنة: منهج البحث المقارن في التربية(5)
- التربية المقارنة: مجالات البحث المقارن في التربية (4)
- التربية المقارنة: تاريخانية المجال ومراحله المتطورة(3)
- التربية المقارنة: الابعاد المتعددة في طور الالفية الجديدة (2 ...
- التربية المقارنة: محدّدات المفهوم (1)
- الاتجاه النقدي( الراديكالي) اليساري: التطبيقات التربوية المم ...
- وظائف الإدارة وتطبيقاتها المدرسية
- العوامل الاجتماعية/ غير المدرسية المرتبطة بالتحصيل الدراسي: ...
- الطفل والأسرة العربية: التفاعلات, بناء الأدوار, القيم..
- القراءة للجميع أم الخبز للجميع؟: واقع القرائية في العالم الع ...
- رفاهية اليأس!
- وداعا ايها المسيري مفكرا ومناضلا
- الأمّية الجديدة:تدني مستوى اللغة العربية عند غير المتخصصين ف ...
- الأسرة العربية والتنشئة الاجتماعية
- هل التعليم عامل ترابط أم استبعاد اجتماعي?
- الاتجاه الراديكالي اليساري: رؤية نقدية للتربية


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد جميل حمودي - اصلاح خطبة الجمعة ومقاربة الصادق النيهوم