أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود عكو - إسلام متطرف أم تطرف إسلامي















المزيد.....

إسلام متطرف أم تطرف إسلامي


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 752 - 2004 / 2 / 22 - 03:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بسم الله الرحمن الرحيم
( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ). صدق الله العظيم            سورة النساء الآية /32/ .


إن من يقرأ عنوان هذه المقالة سيظن بأني أسب أو أشتم الإسلام الحنيف ( ما عاذ الله ) ولكن اقتضت ضرورة الأحداث المتسارعة والتي تمر أمامنا كلمح البصر من تفجيرات وعمليات انتحارية وإرهابية بحق الكثير من سكان الخليقة وسواءً كانوا هؤلاء مسلمون أم نصارى أو حتى يهود المهم في الأمر أنهم كلهم مستهدفون في هذه العمليات الانتحارية والتي لا يدفع ضريبتها إلا الإنسان البسيط والذي لا حول له ولا قوة قد يكون مر من جانب ذلك المكتب أو يتسوق في ذلك السوق أو راكباً تلك الحافلة عائداً إلى منزله وعياله فيلقى مصيره المحتوم وهو القتل على يد جماعات مسلحة وكل ذلك باسم الدين سواء كان ذلك الدين يوافقهم أم لا المهم باسم ترتكب هذه المجازر بحق الأبرياء من أبناء الشعوب التي تدفع ضريبة حكامها وأنظمتها.


بعد مرور ما يقارب العام على انهيار النظام البعثي الرجعي قي العراق وانتهاء الحقبة الإرهابية التي كان يقودها الجزار صدام حسين دخل العراق في متاهات سياسية وطائفية وقومية وابتدأت الأيدي الخفية تتلاعب بمصير الشعب العراقي وتحرض العربي على الكوردي والشيعي على السني من خلال تمويل عمليات إرهابية تستهدف كل ما به من حراك وتقتل الشخصيات والرموز الوطنية والدينية والسياسية وحتى الثقافية وكل ذلك على يد جلاوذة يمهر خطابهم بشعار من الدين الإسلامي الحنيف هنا يخطر على البال سؤال هل الإسلام هكذا هل هي السلامة التي كان يدعو بها محمد صلى الله عليه وأله وسلم هل حديثه الشريف (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ( رياض الصالحين  ص104)) يوحي بالعكس لا أظن أن لو كان قائد الإسلام الأول معمر إلى وقتنا هذا ورأى هذه الإرهابيات لا أعتقد بأنه سيكون عنها راضياً .


بعد كل تلك الأعمال الإرهابية التي أودت بحياة المئات بل الآلاف من الشخصيات الوطنية سؤال أخر يسأله أحدهم لماذا الدين بالذات ولماذا الدين الإسلامي بعينه يصبح مطية لهؤلاء لركوبها ومن خلاله يتاجرون باسمه ويقتلون الأبرياء ويبيحون القتل الإرهابي والمحرم في القرآن والحديث والتي هي من أهم مصادر وأولها للفتاوى في هذا المجال لماذا يكون الإسلام هو من ينفذ هذه العمليات قد يكون المتشدد يظن أن الإسلام والمسلمين ليسوا واحداً أنا معه ولكن تعال واقنع غيرك بأن تلك الأعمال الإرهابية التي ترتكب باسم الدين افصلها عن الدين وعن متدينيهم لماذا تحارب أمريكا وأوروبا الإسلام لماذا بات الشارع الإسلامي نفسه يرفض دينه ويأبى الصلاة وأركان الإسلام الأخرى لماذا؟؟!!.


أن أكبر العمليات الإجرامية والانتحارية في العالم والتي تستهدف بالدرجة الأولى الناس العزل يتهم بها الإسلام والمسلمون فتفجيرات الحادي عشر من أيلول وتفجيرا بالي وتفجيرات الخبر وتفجيرات العراق كل تلك الأعمال المتهم الوحيد هو الإسلام والمسلمون.
 لماذا لا يتهم غير المسلمين بها؟
 لماذا لا يتهم اليهودي أو النصراني أو البوذي أو أي دين أخر بها؟
 أليست تلك أسئلة وواجب على علماء الدين والمسلمين أجمعين الإجابة عليها ؟
لماذا تفتخر الشعوب الأخرى بدينها وصار المسلم يخجل من دينه؟
لماذا صار المسلم والإسلام على رأس قائمة الإرهاب العالمية؟ سواءً كانت تلك القائمة حقيقة أو مزورة؟
لماذا تبنى المساجد إذاً؟ لماذا يتاجر باسم الدين؟ لماذا كل ذلك الإرهاب المعنون باسم الدين؟


الجواب بسيط جداً فأنا لو أطلقت لحيتي الآن وترددت إلى المسجد بشكل يومي ومنظم وأبديت على نفسي طهارة الإسلام وتزهدت قليلاً لرأيت الناس كلهم وحتى الكافر الذي لا يؤمن بالله في مجتمعنا الإسلامي لرأيتهم يوقرونني ويمجدونني ويرفعوني إلى مراتب الملالي والشيوخ دون أن يعرفوا عني شيئاً أو حتى ولوا عرفوا ماضيي سواء كان مشرفاً أو مخجلاً  ولو جلست إلى مجلس عزاء أو وليمة غداء لأنصت كل من في الجوار إلي حتى ولو كان حديثي عن أفلام الكارتون إذاً المجتمع يعطي قدسية لرجل الدين لا يعطى لغيره من العلماء الأخر وهذه أهم نقطة يستغلها الإرهابي ليمد بجذوره النتنة والفاسدة في أروقة فكر هؤلاء الطبقة البسيطة من المجتمع .


أما الشيء الأخر فهو دور رجال الدين الذين مازالوا صامتين عن التعليق على هذه العمليات الإرهابية والتي ترتكب باسم الدين الإسلامي الحنيف فلنأخذ أمثلة فالبوطي مجتهد فقط بأن يضع نسبه المخزي له تحت قدميه لأن الأكراد تعانوا مع الأمريكان لدحر النظام البعثي البائد ويتبرأ من نسبه الكوردي والذي تبرأ الكورد منه قبله ويعلق على الحرب الأمريكية على الطاغوت صدام وينعتهم بالمسلمين ولا يذكر على سبيل المثال المجازر المرتكبة بحق الشعب العراقي بكورده وعربه وكل أطيافه الإثنية ولكن يفضل الصمت لأنه راض عن تلك الأعمال يا أخي نحن معك عندما يفجرون أنفسهم بدوريات أمريكية ( علماً أن لي رأي أخر في هذه المسألة ) ولكن سنسايرك فيها فما ذنب هؤلاء الشبان الذين أتوا ليتطوعوا في الجيش العراقي الجديد ماذا كان ذنب الشهيد آية الله محمد باقر الحكيم و رفاقه وهم يقتلون بعد خروجهم من بيت الله ما ذنب هؤلاء الأكراد الذين استشهدوا في عمليتي هولير في الأول من شباط وفي أول أيام عيد الأضحى فلوا كانوا مسلمين حقيقين لما قاموا بالتفجير في عيد الأضحى على الأقل أجلوا ذلك  بعد انتهاء العيد فأين الإسلام وأين المسلمين؟.


 لو ندد شيخ الأزهر وغيره من علماء المسلمين بهذه العمليات لتقلصت أعداد تلك العمليات الإرهابية إلى النصف ولوا غيرت أجهزة الإعلام العربية والإسلامية لهجتها العدائية الإرهابية واكتفت عن تصدير الإرهاب الفكري ووصفها هذه بالعمليات الانتحارية والإستشهادية لفكر الناس قليلاً وتراجع هؤلاء الإرهابيون عن هذه العمليات المنظمة والتي هدفها الوحيد تكريه الناس والعالم بالإسلام ويصب ذلك في خدمة أعداء الدين بل هم عملاء لأعداء الدين وتكون الأمور أكثر إصلاحاً وأكثر عقلانية.


قتل الناس بغير حق حرام في كل الأديان السماوية والتي ابتدعها البشر ولا يجوز لأي شخص أن يبيح قتل الآخرين بغير وجه حق فمن أين أتوا هؤلاء بالفتوى وقتل النفس في سبيل قتل الآخرين بغير ذنب وكل من يستفتي لهم فهو كافر يفتي بما حرم الله ورسوله ولا بد أن يكون له مقعد في جهنم خالداً مخلداً فيها وخزي وعار في الدنيا لأن الحق بين والباطل بين ولا يجوز الاستفتاء في هذه الأمور الواضحة بأنها حرام حرمة دائمة.
 
 
أم يخصنا كأكراد فنحن نفخر بأن ندين بدين كان محمداً مؤسسه وقائده ولا يشرفنا هذا الدين الذي نقتل ونشر باسمه لا بل تتوحد الدول الإسلامية عليه والتي تكون مختلفة في كل شيء وتتوحد آرائها وأفكارها حول خنق وإذلال الشعب الكوردي أينما كان فما أن تفتح فمك بالقومية قالوا لك نحن مسلمون وأخوة في الدين ولوا تكلمت عن حقوقك في السيادة والإدارة فأنت كوردي انفصالي تريد اقتطاع الأراضي وإلحاقها بدول الجوار فأين الدين وأين المساواة وهل يطبق الدين ساعة وينهى عنه سنين وعقود؟.


نريد العيش بسلام مع شعوب المنطقة ونريد تطبيقاً حقيقياً للدين وعلى كل البشر ولا أن يكون هناك أبناء الست وأبناء الجارية ولا كالقول الشعبي خيار وفقوس حين ئذ نفخر بأن يكون ديننا الإسلام و ونكون مسلمين كغيرنا من شعوب هذا الدين أما أن نقتل ونسلب من أموالنا وحقوقنا وأراضينا باسم هذا الدين فباسمي واسم أكثر من أربعين مليون كوردي نعلن ردتنا عن الإسلام الذي تدينون به وسنعود إلى أدياننا التي كنا نتدين بها قبل دخولنا الإسلام عل ذلك يقينا القتل والتدمير والتشريد باسم الله وباسم دينه الذين تدينون به ووقتها لكل واحد رب يحاسبه.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية عطرة إلى شهداء المجزرة
- الأوراق المخفية لألعاب صدام المكشوفة
- الدونكيشوت ديلامانشا بأشكال متعددة
- الفجر الأحمر
- المؤامرات الدولية بحق الأمة الكوردية
- تجاوزات يومية لمواد دستورية
- الحوار المتمدن حوار للتمدن
- رسول حمزاتوف ........... وداعاً
- حضارة على أنقاض حضارات
- اللغو في الكلام
- الكورد بين مبادئ الإسلام وظلم المسلمين
- حبر على ورق
- الكورد والمواثيق الدولية
- شر البلية ما يبكي
- أصبح الكون قرية صغيرة
- بين ثقافة السياسي وسياسة المثقف
- المسلم أخو المسلم لا يظلمه لا يسلمه لا يخذله
- ع الدور يا عرب
- الحروب همجية الحكماء أم ضريبة الشعوب
- الضربة الأمريكية المحتملة ضد العراق - أراء وحسابات


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود عكو - إسلام متطرف أم تطرف إسلامي