أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام البغدادي - الغاء مشروع النهر العظيم في ليبيا















المزيد.....

الغاء مشروع النهر العظيم في ليبيا


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 752 - 2004 / 2 / 22 - 04:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتخذ الباحث الاكاديمى المصري حسن نفاعة في مقالة منشورة له في موقع الحياة بعنوان ‏الشجاعة والحكمة على الطريقتين العربية والغربية من موضوعة اسلحة الدمار الشامل الليبية ‏نموذجاً كان من المفروض اساساً توظيفه للخروج بالاستنتاجات عن مفهوم الشجاعة الحكمة ‏على ريقتين العربية والغربية.. لكنه اذ يعد القارىء بذلك  نجده لا يصل الى اي استنتاج مفيد ‏ونافع البتة.. بل يستعرض الموضوع  ليكرس هدف المقال الى مقترحات تتبنى وجهات نظر ‏اسقاط النظام الليبي
ان قرار القذافي التخلص من اسلحة الدمار الشامل اثر مفاوضات سرية استغرقت شهورا مع ‏الادارتيين الاميركية والبريطانية وصف من قبلهما بالشجاعة والحكمة، الحقيقة المنطقية الاكيدة ‏ان العقل العربي وصل الى مرحلة التشويه للحقائق او عجزه عن ادراكها واستيعابها، فلا تل ‏الشجاعة في المفهوم العربي هو التحدى والتصدي والعنترية الفارغة حتى مع الادراك التام ان ‏هذا التحدي سيواجه الهزيمة الساحقة لخلوه من عوامل انتصاره اساساً كما حصل لمفاهيم الشجاعة ‏الصدامية التى اندحرت  لقيامهها على اسس فارغة مغلوطة، برهن الواقع والمصير ا انتهى ‏اليه صدام  انها كانت استغلال لمفهوم الشجاعة التى انتهت الى الاختباء في وكر.
في حين الشجاعة في المفهوم الغربي هو امتناعك عن الفعل الاحمق في الوقت المناسب ..عندما ‏تدرك العجز التام عن الاستمرار في طريق مسدود لهذا هم  يصفقون لشجاعة الفرد الذى يتراجع ‏عن القاء نفسه من قمة بناية عالية لانه استجاب لنداءات المحيطين به او من جاءوا لانقا . لكن ‏المثقف العربي يحث أحيانا على ركوب موجة التهور او اللامعقول او البعيد عن الواقعية ، ‏ويعتبرها أقداماً ً في طريق البطولات الوهمية  التى اعتاد عقله على تقبلها . والمثقف العربي لا ‏يزال مصراً على تشجيع الحماقة مادام هو لن يكون جزء من الضرر في استمرا. فالمثقف ‏المصري يشجع على دفع الليبي بالسير في طريق الحماقة ولو ارادت غدا السعودية او سلطنة ‏عمان او تونس  امتلاك السلاح النووي فستجد الاف المثقفين العرب  الحمقى يهللون لهذه الدول  ‏ويشجعونها رغم ادراكهم ماذا يعنى هذا الاقدام.. وسوف يشجبون اي صوت مناهضطلق من ‏مثقفى تلك الدول ويعدونه جبانا وانهزامياً.
مشكلة العقل العربي عجزه عن المواجهة الشجاعة مع الذات: ماهي الجدوى من قيام دول مثل ‏العراق وليبيا وسوريا من امتلاك اسلحة نووية ؟ اذا كانت القضية امتلاك اسرائيل لاسلحة الدمار ‏الشامل وتفوقها ، فلماذا  لم تفكر مصر عند توقعيها كامب ديفيد  في زمن السادات  من اتفاق ‏على نزع اسلحة نووية متبادل ؟؟ والعمل على اخلاء منطقة الشرق الاوسط منها؟؟
السؤال الاخر  لماذا لم تقدم دول اخرى مثل : مالطا أو قبرص او بيرو او الفلبين او اليمن على ‏امتلاكها؟؟ ستقول لي هذه دولا فقيرة ، نعم ، اتفق معك ، لماذا لا تحاول دول اخرى مثل ‏البرازيل، السعودية، ماليزيا ، كوريا الجنوبية؟ وهذه دول اغنى‏الشعوب عادة ليس لها حق الاختيار في هذه المسالة  فالامر تقرره قياداتها، وتهدر تلك القيادات ‏مبالغ طائلة هي اجدى بصرفها في تحقيق برامج اخرى لشعوبها.. وخير مثال ان ايران التى تقع ‏على خطوط زلزالية لم تستطيع ان تنقذ سكان احدى مدنها من زلزال اهلك مايقارب 5000نسان ‏واتضح انها لاتملك حتى كلاب مدربة للكشف عن الناجين تحت الانقاض، في حين تسعى لامتلاك ‏قنابل نووية!!. ولو ان صدام حسين استفتى شريحة علمائه أو اعضاء حزبه بنزاهة وأمانة  عن ‏مثل ذلك التوجه فانه حتما سيتلقى حكمة، لكنه بالتالي سيرفضها كما فعل مع خبراء ال عام ‏‏1971-1972  الذين شرحوا له ان تأميم النفط سيعرض العراق الى مشاكل عديدة مستقبلية ، ‏كان رايهم يتسم بالحكمة بأن مثل تلك المسالة يجب ان تدرس بعناية فائقة والا ستكون باهظة ‏الثمن كما حصل لناصر بعد تأميم القناة عام 195
وها نحن نكتشف ان مافعله صدام حسين ‏من مسالة تاميم النفط (راجع كتاب عندما تكون وزيرا مع البكر وصدام لمؤلفه الدكتور جواد ‏هاشم وزير التخطيط في حكومة البعث في السبعينات) لم يكن من أجل العراق بل كان من اجل ‏الاستيلاء على ثروة النفط لتسخيرها لحزبه وعائلته، فكان تأميم النفط بطريقة صدام شجاعة ‏وحكمة او حماقة فردية دفع الشعب العراقي ثمنها على مدى ثلاثة عقود؟
وماذا جنى العراق من ‏تأميم نفطه لكي تجنيه ليبيا من أمتلاك اسلحة الدمار الشامل؟؟ وهاهو العراق الغني يصبح فقيرا ‏مكبلاً بديون تسعى امريكا لتحريره منها لكي تكون أرباح المستقبل في خزائنها وليس تسديداً ‏للديو
اليس مطلوباً من العقل العربي السياسى التراجع عن المضى في الطرق المسدودة  مادام ‏الاعتراف بالخطأ فضيلة وشجاعة في الموروث الثقافي العربي، وعدم النظر دائما بتطرف : أما ‏المضى الى انتصارات صار العرب عاجزين عن الوصول اليها وباتت اوهاماً وتهويمات لذر ‏الرماد ون السواد من المواطنيين او في ادراك المسألة على انها استسلام.

والقذافي بغض النظر عن الاسباب التى دفعته لأتخاذ القرار وبغض النظر عما سيجنيه من الدول ‏الغربية مقابل القرار ، فهو تراجع سليم من السير في طريق ارتكاب الحماقات العربية الكثيرة . ‏فامريكا وبريطانيا لم تطالب القذافي بالغاء مشروع النهر العظيم وردمه ولو طالبتهذلك ووافق ‏على مطالبهما فهذا يعتبر استسلام لانه تسليم بمشروع حيوي يخدم الشعب الليبى ومستقبله ، لكن ‏المشروع النووي لن يضيف شجرة واحدة في صحارى ليبيا ولن يوفر الامن الغذائي لشعبها
لماذا ينظر العقل العربي الى مسالة الغاء المشاريع العديمة الجدوى: على أنه جبن واستسلام ‏؟؟لو ان فردا منكم قام بتاسيس شركة واكتشف انه يمضى بطريق مسدود وغير منتج سينتهى ‏بخسارة فادحة فماذا ينبغى ان يفعل؟ هل يستمر نحو مزيد من الخسائر والافلاس وفقدان السمعة مالية؟ ام التوقف والمراجعة واتخاذ القرار السليم بقبول مامضى من الخسائر والتوقف واعادة ‏استثمار الاموال المرصودة لمثل تلك الشركة الفاشلة الى مشاريع اخرى اكثر جدوى؟؟
دعونا نرى كيف سوف تتصرف سوريا وايران والمطرقة قاب قوسين منهما بحجة موضوع ‏اسلحة الدمار الشامل؟؟ هل سوف تستخدم  سوريا العقل والحكمة الاموية كما فعلت في قضية ‏عبدالله اوجلان؟؟؟ أم ستختار المواجهة مع عدوين من أمامها وخلفها؟؟‏



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقترح بناء عاصمة جديدة للعراق 2-3 & 3-1
- استمارات الجرد الحديثة
- التعليق الرياضي العربي
- الراحل عبد الرحمن منيف بين تألق الروائي وفشل المؤرخ
- العقل العربي وهدر الثروات الوطنية
- البحث عن شقة للايجار
- همسات صباحيـــة-3
- حساسية الكويتيين
- حقوق المرأة العراقية
- موقف اتحاد الكتاب العرب
- غسان كنفاني- نزيف الذاكرة الحية
- حتى أنت يابلبــــــــــل
- سطور مُنتخبة مما كَتبوا
- الابقاء على المهمة في العراق
- البرمجة الكائنية المنحى-03
- المسرح والرياضة في العراق
- موت السرير رقم واحد
- البرمجة الكائنية المنحى-02
- القرار الليبى –خطوة عقلانية شجاعة
- همسات صباحيـــة-2


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام البغدادي - الغاء مشروع النهر العظيم في ليبيا