أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - لسنا فقط أمة قاصرة .. بل أننا القصور بعينه














المزيد.....

لسنا فقط أمة قاصرة .. بل أننا القصور بعينه


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 752 - 2004 / 2 / 22 - 03:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هل سمعتم بآخر نكتة ؟
سأقولها لكم :
" الحضارة الغربية تترنح من داخلها و هي تستعد لتلقي الضربة القاضية من الحضارة الأسلامية بعد أن تستعيد كيانها السياسي متمثلاً بالخلافة "
بربكم هل هناك ألطف من هذه النكتة الطفولية الرؤية .. الهلامية المحتوى خصوصاً عندما تصدر من  شخص يدعي أنه مثقف و رئيس لرابطة للوعي ؟ ..  فهذا الكلام المخجل و كثير غيره صدر على شاشة فضائية الجزيرة و بالتحديد في برنامج الأتجاه المعاكس عن شخص يدعي أنه ( رئيس رابطة الوعي الثقافية في لبنان ) و ذلك خلال أستضافته في البرنامج للحديث عن صراع الحضارات .
و السؤال الآن .... أذا كان من له وعي لا بل و يدعي أنه رئيس رابطة مهمتها توعية الناس يتحدث بمثل هذا الهراء و ينظر الى الأمور بهذه النظرة الديناصورية الضيقة علانية و على شاشات التلفزيون فكيف بمن و عيه بسيط أو بمن لا وعي له ؟
في الحقيقة لم يعرف أحد حتى الآن سبب هذا القصور في التفكير و الرؤية الذي يتمتع به أغلب مثقفي هذه الأمة .. هل هو سبب عضوي ؟ .. نفسي ؟ .. متأصل أم مكتسب ؟ .. لا أحد يعلم .. فضبابية الرؤية و فنتازية التفكير هي السمة المميزة لهؤلاء في نظرتهم لأمور الحياة و الدنيا .   
اذا نظرنا الى مسألة الحضارة كنتاج فكري و علمي و معرفي و ثقافي و كنقطة تحول في تأريخ البشرية لوجدنا أن هناك ثلاث حضارات كبرى كان لها الدور الأساس في أرساء دعائم مرحلة و حقبة تأريخية طويلة برزت فيها أنظمة سياسية و ثقافات أنسانية عديدة و مختلفة ..  و هذه الحضارات الكبرى الثلاث هي الحضارة السومرية ( حضارة التأسيس ) و الحضارة اليونانية ( حضارة الأكتشافات ) و أخيراً الحضارة الغربية المعاصرة  ( حضارة الأختراعات ) .
لذا فالكلام عن صراع حضارات بين المسلمين و الغرب هو كلام خاطيء و في غير محله لأن تجربة الأمبراطورية أو الدولة الأسلامية هي أحدى التجارب البشرية التي أعتمدت على روح الأسلام و تعاليمه السامية السمحاء التي جاء بها الرسول الكريم ( ص) ثقافياً و أجتماعياً و على تراث ما قبلها من حضارات و دول علمياً لذا لا مجال للحديث عن صراعها مع بقية الحضارات لأنها تفتقد مقومات الحضارة أصلاً بمفهومها العلمي الصحيح و هذا بكل تأكيد لا ينقص من قدر تجربة الدولة الأسلامية التي أغنت الأنسانية في مرحلة من مراحل التأريخ و لقرون بمختلف الأبداعلت .
و بالمناسبة فلقد تبين من خلال كلام هذا السيد بأنه يتبنى أفكار و طروحات و رؤى أحد أحزاب الأسلام السياسي و الذي نشأ و ترعرع و عقد مؤتمره الأول في أحضان الحضارة الغربية ( المترنحة ) .. و قد تبيّن هذا الأمر جلياً عندما ختم حديثه ( القيّم ! ) في البرنامج بذكره للنكتة التي أوردتها في بداية المقال و التي أنهاها بقوله ( بالخلافة ! ) و معروف أي حزب أسلامي يتبنى هذه الفكرة .
أن السبب في تخلف الأمة هذه الأيام ليس مردّه أبتعادها عن الدين كما يدعي مروجوا هذه الفكرة و منهم هذا السيد .. فالدولة الأسلامية ذات القيم الروحية السامية التي أرسى دعائمها الرسول محمد ( ص) و من بعده خلفائه الراشدين (رض) فقدت معناها الروحي كدولة أسلامية منذ بداية العصر الأموي .. فقد تحولت الى دولة دنيوية بكل معنى الكلمة ليس فيها من الأسلام سوى الأسم يحكمها ملوك يتوارثون الملك و العرش فيما بينهم أباً عن جد و يسنّون القوانين على هواهم و كانوا في جميع ممارساتهم بعيدين كل البعد عن روح الأسلام و لم يكن تلبّسهم بعبائة الأسلام ألا حجة يحاولون من خلالها شرعنة حكمهم و أطالة عمره .. و لم تعد الأمة الى روح الأسلام منذ أستشهاد الخليفة الرابع الأمام علي (ع ) ألا في زمن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز (رض) الذي حكم الأمة الأسلامية كحكم الخلفاء الراشدين فأستحق بجدارة أن يلقّّب بالخليفة الراشد الخامس .. أما ما عدى ذلك و منذ اليوم الأول لقيام الدولة الأموية و حتى سقوط ما يسمى زوراً و بهتاناً بدولة الخلافة العثمانية فلم تكن الدولة أسلامية بالمعنى الحقيقي للكلمة لذا فالتشدّق بالقول أن سبب تخلف هذه الأمة و تراجعها المريع قياساً بالعالم يعود لأبتعادها عن الدين هو كلام مردود و عار عن الصحة تماماً و ليبحث مروجوا هذه الفكرة عن مبرر آخر أكثر أقناعاً ليبرروا به فشلهم و تردي أوضاعهم و تأخرهم في كل شيء عن ركب الحضارة البشرية .
و نعود الى كلام عبقري زمانه بأن الحضارة الغربية تترنح و أنه و الميامين من أبناء أمته سيسددون لها الضربة القاضية  فنسأله هذا السؤال البسيط : ألا يعلم هذا الفارس المغوار بأن هذه الحضارة ( المترنحة ) بأمكانها لو أرادت و بعدد صغير من الصواريخ العابرة للقارات و قبل أن يسدد لها ضربته القاضية أن تمحوا في لحضات ثلاثة أرباع الكرة الأرضية و تبقى لوحدها مرتاحة البال ؟ .. لماذا يقول كلاماً و يدعي أدعائات أكبر من حجمه و من أمكاناته ! .. ثم لماذا تترنح الحضارة الغربية و هي مبنية على أساس قوي و متين من القيم و القوانين الراقية فاللسان يعجز عن وصف دول كالسويد و النرويج و الدنمارك و أمريكا و بريطانيا لما و صلت أليه من رقي في شتى مجالات الحياة .. في حين يخجل اللسان من الحديث عن دولنا التي تعتبر الآن من أكثر دول العالم تأخراً و شعوبها من أكثر الشعوب تخلفاً .
في الحقيقة أن السيد رئيس رابطة الوعي هو الذي بحاجة لمن يوعّيه لأن كلامه بكل بساطة لا يقدم و لا يؤخر أو بالأحرى يؤخر بل و يعود بهذه الأمة القهقري لأنه مبني بمجمله على أفتراضات و أحلام سوداوية حاقدة بأن تتهاوى الحضارة الغربية التي أغرقته بأفضالها مقابل قيام دولة الخلافة الأسلامية التي ستقضي عليها .. و يبدوا أن سيناريو الخيال الأجرامي و ليس ( العلمي ) هذا سيحدث بعصا سحرية لأن كل المؤشرات و لمئات بل لآلاف السنين القادمة تقول بأن الحضارة الغربية آخذة في التقدم و التطور في حين نحن آخذون في التراجع و التأخر .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرتزقة و مزورون
- نعم للفدرالية .. من أجل عراق مستقر و آمن
- العرق الجديد .. و خطوة الى الوراء
- وزير الدفاع الأمريكي وأسير حربه !
- لماذا ما هو حلال لكم حرام علينا ؟
- و أَ سكَتوا صوت الحق
- العراق الجديد و هيستيريا القومجيون العرب
- العراق الجديد و بعض الأصوات النشاز
- رياح التغيير و الأنظمة العربية
- هل أصبح للطغاة حقوق يدافَع عنها ؟
- هكذا ينتهي الطغاة
- الحوار المتمدن .. تجربة نتمنى أن تكون نموذجاً لحوار متمدن عر ...
- مروجوا نظرية المؤامرة من العرب يتآمرون على العراق
- وليمة لآكلي لحوم البشر
- بوش في بغداد .. موتوا بغيظكم يا أيتام صدام
- مسلسل - العمة نور - والمثقفون العرب
- حتى الحمير لم تسلم من أجرام الصدّاميين والبنلا دنيين
- عبيد الطغاة يثأرون لأسقاط أصنامهم
- أذا لم تستح فأفعل كما فعلت الحكومة اللبنانية
- الطغاة يحتضرون .. فلماذا السكون ؟


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - لسنا فقط أمة قاصرة .. بل أننا القصور بعينه