|
يحتل العراق الجديد المرتبة الثانية في انتهاك حقوق الانسان بعد الصومال و !!
سندس سالم النجار
الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 07:51
المحور:
حقوق الانسان
يحتل العراق الجديد المرتبة الثانية في انتهاك حقوق الانسان بعد الصومال و ـ ـ ـ !! لابد ّ للاشارة مرارا وتكرارا الى ان حالات انتهاك حقوق الانسان بجميع اشكالها في الدولة العراقية سُجلت منذ تاريخ طويل. فجميع الحكومات التي تعاقبت على الحكم بعد تأسيس الدولة العراقية في العام 1921 ظلت متهمة بممارسة خرق حقوق
الانسان بقدر او بآخر.. ولو تتبّعنا ذلك السجل بدقة متناهية بما شمله العهد الدكتاتوري وما تلاه العهد الجديد ـ الديمقراطي ـ نكاد نلتمس مفارقة عجيبة تتمثل في تراجع تلك الحقوق بتعاقب السلطات وتراجع مؤسسات النظام الديمقراطي الذي يكفل تلك
الحقوق ويحميها .. قبل الاسترســــال في ما آل اليه مقالي لابد لي ان القي الضوء بصورة جلية على ما نقلته وكالة رويتر في دراستها الكاملة التي اعدتها المجموعة الدولية لحقوق الاقليات في العالم ,حيث ان الاقليات التي تكون على الخطوط الامامية للحرب ضد الارهاب
هي الاكثر تهديدا في العالم . واعدّت الدراسة العراق في المرتبة الثانية بعد الصومال ومن ثم افغانستان ، السودان ،بورمـــا ، جمهورية الكونغوا الديمقراطية ايضا ، نيجيريا ، الباكستان ، انغولا، تركيا ، روسيا ، موريتانيا والامازيغ في شمال افريقيا.. حيث لازالت فيها الاقليات تتعرض للقمع والاضطهاد من قبل انظمتها المتسلطة عليها وحرمانها من ممارسة حقوقها الاساسية وتهميشها ، وان ، اعطتها شيئا من الحرية او بعضا من الحقوق اعتبرته مكرمة تجمّدها متى ما شاءت !! واكدت ان حقوق الاقليات في المواثيق الدولية مثبتة في اعلان بشان حقوق المواطنين المنتمية الى الاقليات الدينية او الاثنية او القومية الذي اُعتُمد ونُشر بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة بتاريخ1992ـ12ـ18 الذي تضمن " اعتراف الدول
بوجود الاقليات وبهويتها القومية والثقافية والدينية والفكرية وحمايتها وتهيأة الظروف الكفيلة بتعزيزها . ولهؤلاء الحق الكامل في المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمشاركة الجادة على الصعيد الاقليمي والوطني بشكل لا يتعارض
مع التشريع الوطني .. مما يجدر بالذكر ، ما يتعرض له العراقيون الاصلاء " الاخوة المسيحيون " كما تعرض من قبلهم اقرانهم من الايزيديون الى حملات الجينوسايد المتعاقبة منذ القدم ومرورا بزمن الطاغية ، وحتى الحملة الاخيرة في العام الماضي في زمن العراق اجديد
اي ( الديمقراطي ) !! الى حملة شرسة مسعورة ومنظمة تستهدف شعب عراقي اصيل لا يعرف سوى المحبة ويجيد كل قيم السلام والتعايش الانساني مع كافة اخوته من المكونات الاخرى . ذلك الخلق المفعم بالوفاء والامانة والتفاني بلا حدود ولا كلل ، حتى قدموا ارواحهم قرابينا ً للوطن ولأنسانيتهم النادرة الرفيعة . ومن المعلوم ان الاخوة المسيحيون بجميع طوائفهم واقوامهم الكلدان والآشوريون والارمن والسريان هم ْ سكان بلاد الرافدين الاوائل !الذين بنوا دولة حمورابي مشرّع اول قانون . هـــُم مَــن ـ تعايش مع ابناء سومر وبابل واكد تعايشا ً سلميا َ وبأمان وتآخي . هــُم مَــن ـصنع وشيّد حضارة وادي الرافدين منذ فجر التاريخ واستعان الحكام المسلمون بفلاسفتهم وعلمائهم وحكمائهم .في العصور المختلفة . أليســـوا هُـــم مَـــن انجب ذلك القائد البطل العنيد العراقي الاصيل الكلدواشوري في عهد كان العراق يرضخ الى هيمنة الاحتلال البريطاني في عهد نوري السعيد وكان الشعب العراقي المسكين فريسة للفقر والجهل والمرض كما هو عليه اليوم في العراق
الجديد ! انه ذلك الرجل الذي تحدى وواجه جلّاديه ببسالة ورجولة وتحدى المشانق مدافعا ً بروحه قربانا لارض الرافدين ، انه المناضل القائد ( يوسف سلمان يوسف ) الملقب " فهد "الذي اُعدم عام 1949 وغيره من الرجال النماذج والقائمة تطول ... في تعليق للكاتب " نزار ملاخا " على مقال للاستاذ الكاتب كامل السعدون يقول فيه ضمن مقال موجه للاخوة المسيحيون ، نصّه : " مضيفونـــا اذ جئنا من الصحراء على دوابنا لا نحمل الا ّ السيوف وحبات التمر اليابس ، والهزيل من الثياب فوجدنا عندهم العجلة والعمران والحضارة الراقية والمجد العظيم " ويطالب الاستاذ السعدون بان تعاد حقوق الكلدانيين كاملة وتعويضا عن صفاقات التاريخ التي حلّت بهم مطالبا ً بتكريمهم وذلك بأعادة تسمية قراهم ومدنهم التاريخية باسمائها القديمة !! يضيف الاخ المعلق / اليس هذا اعترافا ً صريحا ورسميا ً باننا مظلومون ؟ أليس هذا اعترافا ً بأن اجدادنا خدموا الامبراطورية الاسلامية والعربية من غير منّة ؟وشاركناهم كل الاحتلالات ولم نبع ْ العراق ولم نبعــْهم بلْ بايعنا العراق وملكُه وبايعناهم ملوكا ً على العراق !! بماذا تكافؤنا ؟ بالقتل ؟ بالذبح ؟ بالتهجير ؟ باحتلال منازلنا ؟بطرد اهالينا ؟ ام ياستحلال المحرمات ؟ هل هكذا تفهمون الاسلام ؟ ويقول ايضا : لقد قرات في سطور الاستاذ كامل السعدون مالم اقرأه من اي كاتب اخر . لقد اوفى الرجل ضميره وهكذا تكون الرجال ... !!! كامل انصف الكلدان ويجب ان يدرج اسمه في سفر الكلدان الخالد .. !! وانا اقول شكرا للاستاذ كامل السعدون لانصافه الرفيع وشكرا للاخ نزار لتعليقه القيم على ما ورد .. ان مفهوم الديمقراطية والمصالحة الوطنية الذي رفعته الحكومة العراقية في العراق الجديد ينبغي ان يبنى على المصطلح ذاته ولا يكون فقط ادعاءً، فمنذ الازل كانت الديمقراطية مصالحة الشعوب ، وهناك من يحس بتلك الشعوب ويحاول لملمتها وجمع
شملها والاعتراف بها لتشق طريقها نحو بناء الوطن وتربية جيل جديد خال من الكراهية وبعيد ٌ عن الفرقة بين كافة الاديان والمعتقدات . لذا على الحكومة العراقية : 1ـ ان تدرك جيدا ان مسالة المكونات المختلفة هي اعادة نظر ينبغي ان يؤخذ بعين الاعتبار . وان وحدة العراق اسوة بوحدة بلدان العالم قاطبة لا يمكنها ان تاخذ حيز التنفيذ في صيغتها العادلة الا ّ على اساس ديمقراطي حقيقي والاعتراف العملي
بحقوق الانسان وتعدد الاديان والقوميات والاندماج والتفاعل والعمل فيما بينها بما يخدم مصلحتهم بشكل خاص والبلد بشكل عام .. 2ـ ان تطبق النصوص الواردة في الدستور كما وردت ولا تحاول ان تخترع طرقا ملتوية كبديل عن التطبيق المطلوب والحقيقي للنصوص الدستورية .حيث نجد في اول الدساتير التي صدرت في الدولة العراقية كان عام 1925 ـ وصدر تحت اسم
القانون الاساس لعام 1925 ان المادة السادسة منه نصت ( على ان لا فرق بين العراقيين في الحقوق امام القانون وان اختلفوا في المعتقدات واللغة . 3ـ ان مسألة الحقوق للقوميات والأديان المتعددة في العراق مسألة في غاية الاهمية وتمثل مطلبا ً وطنيا ً عراقيا ً حقيقيا ً وهي بحاجة الى اقرار وطني للاعتراف بحقوق جميع المكونات المتعددة على ارض العراق وذلك بعجن كل ذلك في بودقة واحدة
للتوصل الى نصوص دستورية تختزل المحنة العراقية وحق الانسان العراقي .. 4ـ عليها ان لا تتبع السرية في اجراءاتها ضمن ميدان حقوق الانسان كي لا يكون التحقيق ضمن وسائل معقدة وغير مباشرة ، وان لا تجعل من التحقق والتدقق والحصول على المعلومةامر في غاية الصعوبة وبالتالي اغفاله وتركه عرضة للنسيان
والاهمال والاضحلال كما سبق . 5ـ عليها ان تقلع عن سياسة التهميش والابعاد وان تتبع سياسة تستقطب جميع مكونات شعبها الاصليين لعدم فسح المجال للذين يراهنون على تفكيك وتقسيم ابناء الشعب الواحد بهدف تنفيذ خططهم السامة الداعية لاضعاف العراق واستمرار الهيمنة
الاجنبية على ثرواته وشعبه ومقدراته .واخيرا " ان الحكومة العراقية ملزمة بتوفير الحماية التامة وتعزيز اجراءاتها الامنية الصارمة لحماية الاقليات بما فيهم الاخوة المسيحيين من هذه الحملات الظالمة وما فيها من العناصر التي وراء تلك الفتن .
آملين ان تنل نداءاتنا الحس والضمائر الانسانية للتحول والعمل بالشعار الديمقراطي الذي تُوج به العراق الجديد وان يطال بنية النظام السياسي والقانوني لأرساء دولة القانون والمؤسسات اسوة بباقي العالمين ، والشرعية على اساس المساواة والمواطنة
الحقيقية والتعددية واحترام حق تقرير المصير لتلك المكونات الاساسية والاصيلة وخياراتها المشروعة في اطار عراق ديمقراطي دستوري ولا سيما ان تلك الحقوق تتطلب جهدا مضاعفا وعملا استثنائيا لمعالجة هذه الاوضاع المكبلة بالمواجع والالام . فلن يتم هذا دون حماية روح الانسان اولا وتعزيز ثقافة حقوق المواطن وارساء احترام الراي والرأي الآخر في اطار من التعددية وعلاقات مبنية على جسور المودة والثقة واضعة مهمة توفير مستلزمات الامان والعيش الرغيد في سُلّم اولوياتها ...
سندس سالم النجار
#سندس_سالم_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تساؤلات تنتظرالتوضيح .. !!
-
هل يموت المناضلون والعظماء برحيلهم !! ؟؟
-
صباح ُ ألحب ّ ِ أبدآ
-
الأجنحة المتكسّرة
-
انطولوجيا شعراء النمسا اصدار جديد
-
يا وعدا في الذاكرة !!
-
اغتيال الحبر الجليل قداسة ( المطران بولص فرج رحو ) اعتداء عل
...
-
فالنتاين : يوم الحب يوم الحياه
-
ألشخصية ألكاريزمية ، من تكون ؟
-
أنا يا طائرَ شجني !
-
أاِكتمل َ القمرُ .. !!
-
الى شطآن ِبلادي
-
اغتيال السيدة بي نازير بوتو ( علامة بارزة على التخلف والرجعي
...
-
بعض الحقائق العلمية ( الأنثى هي الأصل )
-
نداء الى المرأة الأيزيدية والى جميع الأحرار في العالم !!
-
العنوسة كارثة اجتماعية تقود المجتمعات الى الهاوية !!
-
صرخة اُم ْ من جبل سنجار
-
نَمْ مطمأِنا ًيا قَريرَالعين !!
-
بعض الاضواء على مؤتمر الجالية الايزيدية في المانيا
-
بغداد العاشقة !!
المزيد.....
-
دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت
...
-
قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
-
مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
-
كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
-
حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن
...
-
133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا
...
-
بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي
...
-
قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا
...
-
معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|