أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سيار الجميل - مأساة الاقليات في العراق














المزيد.....

مأساة الاقليات في العراق


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2437 - 2008 / 10 / 17 - 09:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كل العالم يعرف ان موزاييك الشعب العراقي يجمع مختلف الاطياف الدينية والعرقية والطائفية والمذهبية ، وهي في اغلبها من اقدم الاعراق البشرية في الشرق الاوسط ، اذ توطّنت العراق منذ الاف السنين بحكم جغرافيته المركزية ، وتاريخه المتنوع ، وهو من اثرى بلدان الشرق الاوسط بالاقليات السكانية التي عاشت جنبا الى جنب الاكثريات في مجتمع متنوع الاطياف لم يعرف الصراعات الاجتماعية ابدا ، اذ كان التعايش والانسجام يسود بين كل الناس ، وعلى درجة عالية من الاحترام والتعاون وهم يواجهون معا كل التحديات الصعبة التي مرت عليهم ، بل وكان من المعيب ان يطلق عليهم مجموعة " اقليات " ، اذ كانوا مواطنين لهم حقوقهم وواجباتهم . واذا كان للبعض مشكلاته مع الدولة ، فاننا لم نجد اية مشكلات مع المجتمع نفسه .. ويخبرنا كل من التاريخ والمجتمع معا ، ان الاقليات السكانية العراقية عاشت عبر الدهور متميزة بانشطتها وحيويتها وامانتها وانتاجها واجادتها العمل ومهاراتها وحذاقتها في مهن عديدة ، بل وشارك العديد من ابنائها كعراقيين وطنيين بسيرورة النهضة العربية ومشروعات تقدم العراق في القرن العشرين .
ان السياسات الخاطئة التي ارتكبت في العراق بعد احتلاله عام 2003 ، باستخدام خطاب " المكونات الاساسية الثلاث ( شيعة وسنة واكراد ) بديلا عن خطاب وطني يجمع الجميع ، فان اهمالا مريعا جرى للاقليات التي لم تنفعها انتماءاتها الدينية والعرقية اساسا ، فوجدت نفسها لأول مرة ضائعة في بحر متلاطم الامواج من احتكار القوة والارض والارادة على ايدي الاكثريات التي استخفّت بالاقليات التي وجدت نفسها منقسمة ازاء القوى المتصارعة .. الى هنا والامر قابل للمعالجة ، ولكن ان يتحّول التهميش الى القتل والنفي والتهجير للاقليات العراقية وبوسائل اجرامية ومن دون معرفة الاسباب ومن دون الكشف عن حيثيات ودوافع ذلك ضمن اجندة سياسية خفية ، فان هذا كله يعد مأساة تاريخية لابد ان يعرف بها العالم كله .
تخبرنا التقارير الواردة قبل ايام ان الاقليات السكانية العراقية قد زادت معاناتها من الاضطهادات والقمع والقتل والملاحقات التي لا يمكن تخيلها ابدا ، ولقد ازدادت بشكل مخيف في كل اصقاع العراق ... ان المأساة التي يعاني منها الصابئة المندائيون في جنوب العراق ، او المسيحيون : الكلدان والسريان والآثوريون والارمن في شمال العراق ، وبالذات في الموصل .. فضلا عن معاناة طوائف اليزيديين والشبك في اقليم الموصل يجعلنا نتساءل عن اسباب استئصال هذه الاقليات التي عاشت طوال تاريخها مسالمة مع الاخرين ، ومتعايشة مع الاكثريات كالعرب والاكراد والتركمان .. فمن له مصلحة حقيقية في تهجير الصابئة والمسيحيين النصارى او تهديدهم بالقتل وتنفيذ القتل بهم عمدا مع سبق الاصرار والترصّد ؟
لقد زادت المناشدات اليوم من قبل من تبّقى من هذه الاطياف السكانية ، وخصوصا نصارى الموصل لانقاذهم من الموت ورصد الجناة الذين يقتلون ويلوذون بالهرب ، وتزداد نكبة هؤلاء من دون اي رادع دولي ولا اي اجراء حكومي .. ان قوى مسلحة تفرض هيمنتها على الشارع في مدن معينة من دون اي سيطرة ولا اي نفوذ رسمي ، لتعبث بمثل هذه الاقليات وترتكب الجرائم المروعة باستخفاف ورعونة .. لقد تعّرضت العديد من الكنائس والاديرة والمعابد القديمة الى هجومات مسلحة وتفجيرات متتالية .. وليس هناك اي وثائق مكشوفة تشير الى اي مسؤول عن تلك المجازر والتفجيرات .. بل وكم طالب المسيحيون بالكشف عن اسرار مصرع المطران المار فرج رحو الذي قتلوه بعد خطفه ( مارس 2008 ) ؟ من دون اي استجابة تذكر من قبل المسؤولين لا العراقيين ولا الامريكيين .. ان التقارير الدولية تشير الى ان نسبة المسيحيين العراقيين كانت 10% لتغدو اليوم 4 % ، بسبب الهجرة القسرية لهم الى شتات العالم .
وفي العراق ، فان ما يحصل للمسيحيين ، يحصل للصبّة المندائيين الذين تضّرروا جدا من الملاحقات والتفجيرات .ان استمرار هذا الماراثون من مشروعات قتل العراقيين ، لابد ان يتوّقف نهائيا . ان تقريرا وصلني اليوم من الاستاذة ميسون الدملوجي النائبة في البرلمان العراقي تذكر فيه اضطرار أعداد كبيرة من الصابئة المندائيين الى مغادرة العراق بعد أن تعرضت الطائفة الى أعمال قتل واختطاف وتكفير، وقل عددها من 65,000 عام 2003 الى حوالي 3,500 اليوم. ويضيف التقرير قائلا : لا يريد أحد ممن التقيت به ( في الاردن ) العودة الى العراق، ويعتبرون التعايش في ظل غياب سلطة القانون أصبح مستحيلاً، ولاسيما بعد تراجع مبدأ المواطنة وسيادة دولة الطوائف. ويضيف التقرير ان معاناة هؤلاء خارج العراق لا تطاق ، اذ يلحق بهم الاذى في مجتمعات عربية اذ يعتبرونهم كفارا مارقين ! ناهيكم عن حياتهم المنهكة ، فهم من الفقراء المعدمين الذين لا يملكون ما يسّدون به رمقهم . ان الاقليات العراقية بحاجة ماسة الى الامن والحماية ، فلا يمكن استئصالهم ابدا بحجة كونهم كفارا او مارقين .. وان الاحزاب الدينية العراقية مطالبة كلها باعادة النظر في مثل هذه المسألة ..
ان اغلب الاقليات العراقية قد انقسمت اليوم على نفسها للاسف الشديد ، جراء ضعفها ازاء قوى الاكثريات التي كان تصنيفها سببا في الانقسامات الحاصلة اليوم . ومن هنا ، نناشد الحكومة العراقية وكل المسؤولين باتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية العراقيين كلهم ، وملاحقة الجناة ، والكشف عن اسرار كل الجرائم .. كما ونناشد الضمير الانساني في كل العالم ان يقف وقفة مشرّفة ازاء مجتمع عريق مزقّته التفرقة ، وبعثرته سياسات المحتل بعد تاريخ طويل من المكابدات والحصارات والحروب والدكتاتورية .
www.sayyaraljamil.com



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضطهاد المثقفين
- -الاوليغارشية- تهدّد المجتمع العراقي
- مكابدات الوعي هل يكون العراق او لا يكون ؟
- بَرويز مُشَّرف : هروبٌ غَير مُشِّرفْ !
- العراق : مشروع دولة متمدّنة التجربة التكوينية
- اغتيال كامل شّياع : فجيعة مؤلمة لكلّ المثقفين العراقيين
- جورجيا : وَرطةٌ جَديدة !!
- كَثُرَ الراحِلون ... قلّ القادِمون !
- بازار المخفيّات المتبادلة
- تكوين العراق المعاصر
- عولمية عربية بلا تشريعات حيوية
- الأحْياء يخْسَرَهُم الأمْوات ! رِسالَةٌ عابِرةٌ الى كُلّ الأ ...
- الصحافة العراقية تاريخ رائع يدخل متاهة الانفلات !
- المسيري : الرحيل الاخير
- مبادئ وخطوات لا صناديق وشعارات !
- مَن يُنقِذُهُنّ مِن أيدِي البَرابِرة الجُددْ ؟
- هل من ضوابط قانونية للصحافة الالكترونية ؟
- باراك حسين اوباما : البدل الامريكي الضائع !
- مسّلة الجوع : أين سلال الغذاء العربية !!
- إشكالية - التاريخ - في الثقافة العراقية


المزيد.....




- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سيار الجميل - مأساة الاقليات في العراق