|
مقدسات في الجزائر: ثروة الثورة والبوليساريو وإرهاب الجنرالات!!
أنور مالك
الحوار المتمدن-العدد: 2437 - 2008 / 10 / 17 - 09:12
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
لكل أمة مقدساتها التي تصنع وجودها وتحافظ على صيرورة بقائها، ويعتبر تجاوزها أو المساس بها جرم لا يغتفر ولا يسمح حتى لمجرد التفكير فيه، ولو أمعنا النظر في الماضي والحاضر الإنساني لوجدنا أن هذه المقدسات تتجلى بوضوح وصراحة في دساتير ومواثيق وشعارات الأمم والأقطار والشعوب، والذي لا يختلف فيه بين الأمم الغابرة والحاضرة وحتى الآتية أن الدين أو الملة أو النحلة هو المقدس المطلق، أما البقية فتعتبر من مشتقاته سواء كانت اللغة أو العلمانية أو المواطنة أو حقوق الإنسان… الخ.
في الجزائر وحسب الدستور الرسمي نجد أن الإسلام دين الدولة (المادة 2)، والجزائر هي الوطن وهي جمهورية ديمقراطية شعبية وهذا في المادة الأولى وقبل حتى إسلامية الدولة، واللغة العربية هي اللغة الرسمية قبل أن تضاف الأمازيغية وفق مرسوم رئاسي وقعه بوتفليقة بعد ضغط منطقة القبائل (المادة 3)، الشعب مصدر كل سلطة والسيادة الوطنية ملك له وحده (المادة 6). لكن التطبيق الفعلي الصحيح لهذه المقدسات يكاد ينعدم، ما يتعلق بالإسلام فحدث عن البحر ولا حرج ولو أردنا إحصاء الإنتهاكات الرسمية له ما كفتنا المجلدات، فالإسلام الموجود هو عبارة عن صلاة العيد وشعوذات بزوايا ونظارات للشؤون الدينية همها جمع أموال الزكاة والصدقات والتبرعات ليس إلا… أما اللغة العربية فهي تهان وعلى المباشر وشعارات حمايتها إن هو إلا تعريب للتغريب ليس إلا وتحكمه مصالح سياسية ظرفية… أما سيادة الشعب فهي كذبة كبيرة للأسف وجد من صدقها، فالشعب تم إغتيال إرادته مرتين لما أستفتي على تقرير مصيره عام 1962، ولم يتحقق له ذلك بل صودر منه ومن طرف ضباط ديغول، وحدث في إنتخابات 1992 وصودر من طرف أولئك الضباط الذين صاروا جنرالات الإليزيه ويسيطرون على ريع البلد كما نهبوا من قبل ثروة الثورة… أول ما نشير إليه من تلك الأزلام التي فرضها النظام على الشعب وألبسها ثوب قداسة على مقاسه، هو موضوع الثورة الجزائرية وتاريخها، بالرغم من تحفظي على التسمية الغريبة على قيمنا وحضارتنا، والذي حدث هو جهاد جزائري ضد حرب صليبية غاشمة، وكان من المفروض أن يستمر ذلك الجهاد بعد 1962 ضد العملاء المتشبعين بقيم المحتل والمتنصرين عن دينهم، لكنه تم إغتيال الجهاد الأكبر من طرف عصابة إستحوذت على غنائم الحرب، وكشفوا علنا عن نواياهم الماكرة، وأغلبيتهم الساحقة من عناصر كانت تعمل في الجيش الفرنسي ومارسوا أبشع الجرائم في حق الجزائريين، والجنرال خالد نزار إعترف أنه من دفعة لاكوست، الجنرال محمد العماري إعترف أنه شارك في معركة الجزائر إلى جانب الجيش الفرنسي وحضر التعذيب… الخ!!. لقد تسرب هؤلاء لجيش التحرير قبل أشهر من إعلان الإستقلال، إستغلوا أطماعا كانت تنتشر في صفوف الثوار، وتورطوا جميعا في إبعاد المخلصين عن طريق التصفية والإغتيالات أو التشويه والتخوين أو السجن والنفي والإبعاد… وبعدها إستغلوا ريع الحكم في شراء ذمم المؤرخين والصحفيين والكتاب في صناعة تاريخ على مقاس جواربهم، وحصنوه بترسانات من القوانين والمعاهدات والتبعية تحرم طرق أبوابه، وصار لا أحد يمكنه أن يتجرأ على البوح بشيء يناقض الرؤية الرسمية للتاريخ، وهكذا يمكننا التأكيد على أي مذهب أو تاريخ إن تمت صناعته على مقاس رسمي فإنه يجني على الأمة ويذهب ريحها يوما. صار لا أحد يمكنه أن يفتح ملف الحركى وعددهم الحقيقي، وتلك الأسماء الثقيلة التي تسللت لدواليب الحكم بالتزوير وصاروا أصحاب القرار… لا أحد يملك الجرأة بالقول أن نسبة 25% من المجاهدين مزيفين، أو يفتح ملف الشهداء المزور، لا يوجد من قد يتجرأ على الخوض في الجانب الأسود لجيش التحرير، الذين صارت قداستهم تفوق قداسة الصحابة الذين تحدث الرواة عن بعض التجاوزات وبلغتنا أحاديث صحيحة في ذلك، بالرغم مما يردده حتى الأطفال عن ظلم سلطوه على بسطاء الشعب وخاصة العائلات التي ليس لها ظهر يحميها ويتمثل غالبا في قائد ميداني بارز، فطالما حدثتنا جداتنا وعجائز لا ناقة لهم ولا جمل في الحسابات السياسية، عن ما يندى له الجبين من جرائم جماعات تابعة لجيش التحرير سواء في حق الأعراض أو الممتلكات أو الأرواح البريئة، حتى أن أحدهم قال لي يوما: ما فعله المجاهدون من سبي للنساء الجميلات وإغتصابهن وإن رفضن يقتل أزواجهن بتهمة تتعلق بالوشاية والخيانة، يفوق ما قام به الفرنسيون… بل أكثر من ذلك أن جرائم التعذيب في السجون يقوم بها حركى جزائريون، وأملك أسماء شهداء ذبحوا على يد حركى ملثمين بينهم اليوم أثرياء يملكون بطاقات المجاهدين. لقد فجر في الآونة الأخيرة نجل القيادي البارز عميروش ـ بغض النظر عن نواياه ـ جدلا إعلاميا واسع النطاق حول عدد شهداء الثورة، والمعروف رسميا بمليون ونصف، ولهذا صارت ثورة الجزائر تعرف في كل الدنيا بـ “ثورة المليون”، وهبت أبواق السلطة في توزيع الخيانة بالمجان قد تصل مستقبلا إلى حد الإنتقام من البرلماني نور الدين آيت حمودة، والتشكيك في تاريخ والده الكبير، أو قد تتجرأ وزارة المجاهدين إلى شطبه من قوائم الشهداء ويعلن أن عدد الشهداء المعروف هو مليون و 499 ألف شهيد، ثم يعتذر عباس للأمة عن هذا الخطأ، طبعا مجرد تعليق ولكن كل شيء ممكن ولا قداسة سوى للأحياء النافذين أما الأموات فهم في المزاد ولو كانوا بقامة عميروش أو بن مهيدي أو حتى البشير الإبراهيمي. إن رقم مليون ونصف شهيد سقطوا ما بين 1954 ـ 1962 لم يقدم عليه أدنى دليل، وإن كانت الوزارة الوصية تملك أسماءهم وتواريخ ميلادهم، فأتحداها أن تنشر مجلدا تسميه مثلا “معجم مليون ونصف شهيد” حتى تخرص ألسنة المشككين، فعيب أنه بعد مرور 46 سنة ولم تقدم على مثل هذا الفعل، فدولة لها تاريخ وثورة عريقة لا يوجد لليوم كتاب يحوي على أسماء شهدائها، بالرغم من محاولات تخليدهم بجداريات عليها الأسماء بولايات الوطن. فترى كيف يمكن إجبار فرنسا على الإعتذار والتعويض ولا نملك حتى أسماء كل الضحايا حسب الرقم المصرح به وإلا فنحن في وضع التزوير؟ هل يتجرأ النظام وينشر لنا أسماء ضحايا الحرب الأهلية مثلا؟!! وموضوع الشهداء هذا كلف خزينة الدولة الملايير من الدولارات، فضلا عن المجاهدين المزيفين الذين لا يختلف في ذلك إثنان وطالما سمعنا تصريحات تعزف على هذا الوتر ولكن كانت للإستهلاك والإبتزاز كما زعم من قبل خالد بونجمة في ندوة صحفية بتاريخ 04/02/2008 وعد بأن يكشف ملفات 1400 حركي الأسبوع المقبل ومرت الشهور ولا شيء حدث،. فترى هل صحيح أن عدد الشهداء هو مليون ونصف كما يزعم النظام منذ أكثر من 45 عاما؟!! كم كان عدد سكان الجزائر في تلك الفترة، وعدد الذين تم تسجيلهم في إستفتاء تقرير المصير الذي جرى في 1962 كان 6549736 مواطن؟ من هم 16534 مواطن الذين صوتوا بالرفض على تأييد الإستقلال؟!! هل تم إحتساب 45000 مواطن سقطوا في 08 ماي 1945؟ أين شهداء ثورة المقراني وبوعمامة والأمير… إلخ؟ كم عدد شهداء قرن و32 سنة من الاحتلال؟!! أي معيار أتخذ في تصنيف الشهداء من غير الشهود وتوقيعاتهم في ملف الطلب شهدت عملية بزنسة لا نظير لها؟!! من الأولى هو التشكيك في العدد أو غربلتهم من المزيفين وإعطاء حقوق آخرين مساكين لا نصير لهم؟!! لقد نصبت التماثيل في ولايات الجزائر، وعلى كل نصب تذكاري نقشت أسماء جميع شهداء المدينة، ومثلا ولايات منطقة الأوراس التي هي معقل الثورة، تجد في أبرز ولاياتها لم يتجاوز العدد 15 ألف، ولو سلمنا جدلا أن في كل ولاية يوجد 20 ألف شهيد المصرح والمعترف بهم، وبعملية حسابية فلن يصل العدد مليون شهيد، هذا بغض النظر من أنه قد تسلل المزيفون لهذه القوائم من أجل الإستفادة من الريع، لأنه يوجد من ركله حماره وأبناؤه اليوم يتزعمون شريحة ما يسمى بأبناء الشهداء ويتحكمون في مصير بؤساء الجزائر… فأين البقية؟ السؤال الذي يطرح نفسه بشدة: لماذا التخوين يطال كل من يشكك في الأرقام الرسمية أو يطالب بمراجعتها حفاظا على ميراث الأمة من التزييف وحماية المال العام من النهب المنظم وبمبررات مختلفة؟!! أليس ما تحصل عليه أقارب بعض “الشهداء” ولو كانوا مزيفين من نفوذ وإمتيازات ومليارات تصب في أرصدتهم هو المانع الحقيقي وهو السبب المبطن لجعل هذا الملف من أقدس المقدسات التي حرم فتحها أو الإقتراب منها، وليس حفاظا على الذاكرة والتاريخ كما يزعم؟!! إن التشكيك في العدد المسوق له حول شهداء الجزائر لا يعني أصلا أنه تجني على عدالة القضية وكفاح شعبنا الذي نفتخر به، لأن المراجعة السليمة والنظيفة والنزيهة للتاريخ هو الدليل على صحوة الضمير، لأن قيمة القضية لا تقاس بعدد الضحايا بل معيار نجاحها هو نبل مقصدها وإنسانية أهدافها، فترى هل وجدنا عالما إفتخر يوما بعدد شهداء الإسلام في عهده الأول أو وجد أي نص قرآني يجعل من ذلك معيارا؟ أيضا لماذا لا نكشف التزييف الذي طال تاريخنا، ونعري بارونات يعتاشون على ظهورنا مرة بشرعية الثورة، وأخرى بشرعية شرعية الثورة، ثم جاء اليوم شرعية الدفاع عن الجمهورية التي هي سليلة للثورة وميراث الشهداء كما يزعمون…؟!! لو كشف المجال للمجاهدين الحقيقيين، لكشف عار الكثيرين ممن صاروا أوصياء على الثورة التي لم يبق منها إلا كشف العورة كما قلت منذ حوالي 15 سنة في قصيدة على مرأى جنرالات أصابتهم في مقتل وسببت لي المتاعب، بل يوجد من بينهم من لم يطلق رصاصة واحدة في حياته، واليوم يسوق إعلاميا على أنه “جيمس بوند” معركة كذا وكذا، وآخر كان عميلا فقام الثوار بتصفيته غير أن بيته مرصع بأوسمة كشهيد سعيد، والأدهى يوجد من كان يعذب الجزائريين في سجون الإحتلال وصار اليوم بطل إستخبارات الثورة… وهكذا!! لقد تألمت كثيرا وأنا أسمع الرجل التاريخي عبدالكريم الخطيب وهو يضع الرئيس بوتفليقة في حجمه الحقيقي، ويؤكد من أنه كان مجرد غلاما لبومدين وليس المجاهد الكبير “سي عبدالقادر” كما يروج، وك ذلك شهادة أحمد بن بلة في حق عبان رمضان وإتهامه له بالخيانة وسبقه في ذلك علي كافي أوصلته مذكراته للمحاكم، وكافي نفسه يروج أن له علاقة خيانة بإستشهاد زيغود يوسف !!… الأحداث مختلفة وكلها تصب في منحى له تأشيرات واضحة على أن التاريخ الذي حفظنا منه الكثير بالمدارس مشوب بالتزوير وتحاط به الشكوك من كل جانب، فما أصعب أن تكتشف زيفا ملأ حياتك وبعد عمر طويل!! فترى متى تعلن مراجعات قبل أن نشيع آخر شهود الثورة إلى مثواه الأخير، حينها يصعب أن نطهر تاريخنا من الشوائب؟ تعست أمة تعيش وأبناءها يكتوون بالشك في تاريخها الذي منه تتحدى التجاذبات وقوى إستكبار تتناحر على خيراتها… البوليساريو هي أمر آخر فرضه النظام على الجزائريين ووشح بقداسة، والطعن فيها هو خيانة عظمى للوطن، حتى أن أحدهم حدثني يوما أن معارضة النظام شيء ومعارضة الجزائر شيء آخر مؤكدا أن قضية البوليساريو ليست قضية جنرالات بل قضية البلاد… حتى لا نعيد ما قلناه من قبل سواء في مقالات أو حوارات أو مداخلات عبر القنوات الفضائية، عن هذه المنظمة المسلحة التي إختلقها النظام العسكري الجزائري ودعمها بالمال والعتاد والسلاح على حساب لقمة فقراء الجزائر، وهذا من أجل تصفية حسابات قديمة مع المغرب يعرف خفاياها عصابة وجدة التي تتحكم في شؤون البلاد، وهكذا صارت هذه المنظمة تؤدي حربا بالوكالة وتستنزف طاقات المغرب غير النفطي وتلهيه عن أراضيه التي تحتلها إسبانيا، ويكفي الدور الجزائري السري في زيارة ملك إسبانيا للجزر المحتلة… لقد صار عدوا للشعب والدين كل من يكشف إنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في محتشدات تندوف، التي هي عبارة عن معتقل يحتجز فيه أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في آلاعيب الأنظمة التي دمرت شعوبنا، ويكفي ما نقرأه من تعاليق وصراعات بين أبناء الجزائر وإخوانهم في المغرب، وكل هذا الحقد الذي راح ضحيته فقراء من الطرفين صار يستثمر من أجل الإستمرار في إستخفاف هؤلاء الفراعنة بشعوبنا، لتبقى تتلهى بأعداء مفترضين لا أساس لهم، أما الحكام فيتفرغون لنهب الثروات ورهن الأوطان للأعداء الحقيقيين الذين يمتصون كالبعوض دمنا ونفطنا… حدثني يوما أحد عناصر البوليساريو أنهم مستعدون لإبادة نزلاء المحتشدات لو فكروا في المغادرة الجماعية نحو الصحراء او المغرب أو حتى أعماق الجزائر، والسؤل المهم: لماذا يخون كل جزائري يرفض السياسة المنتهجة والتي يراد من خلالها تفجير المنطقة المغاربية وتدمير شعوبها بحروب وهمية قذرة؟ لماذا تحولت قضية البوليساريو إلى شيء مقدس في الجزائر وخط أحمر كل من يتجاوزه فقد جنى على نفسه؟!! ما الذي ستجنيه الشعوب المغاربية من دولة جديدة أو حتى أخر قادمة؟ ماذا سيستفيد الصحراويون من دولة تقودها جبهة تربت في ثكنات المخابرات الجزائرية؟ لماذا لا ينظر الصحراويون للواقع المزري الذي تعيشه الشعوب المغاربية بسبب حكام من طينة زعيم البوليساريو؟ لقد ظل نظام الجزائري يروج للصحراء الغربية ويرفض وجود الصحراء الشرقية، فهل من الممكن أن يوجد شرق من دون غرب أو العكس؟ الإجابة واضحة لا تحتاج لمجرد كلمة واحدة. ستظل قضية البوليساريو تراوح مكانها ولا يستفيد من ريع الصراع سوى الغزاة المتربصين، وسيظل المغرب العربي على فوهة بركان تهدده حروب وتفتيتات لا تبقي ولا تذر إن لم يتم تدارك الأمر قبل فوات الآوان وسنفرد مقالا للحلول الممكنة لهذا المشكل الملغوم قريبا. مقدس جديد أضافه النظام لترسانته من خلال ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي صادق عليه الشعب في إستفتاء 29 سبتمبر 2005، فقد شرع موادا تعاقب كل من يكتب أو يبحث في ما سموها مأساة وطنية، كما منع متابعة أي رجل أمن متهم بالإختطاف أو التعذيب أو القتل خلال الحرب الأهلية، وهكذا تم الإحتيال على الشعب من أجل تحصين وحماية الجنرالات من جرائم ضد الإنسانية، وهذا الهروب إن هو إلا دليل إدانة للنظام في إبادة أكثر من ربع مليون مواطن، وفي حرب جهنمية لا يختلف إثنان في قذارتها… ولهذا تم تقديس تلك المرحلة عن طريق تحصينها بقوانين ردعية وأموال من الخزينة تم بها شراء ذمم بعضهم، وبخدعة سموها مصالحة تم تكريس اللاعقاب في حق قتلة ثبتت عليهم الجريمة سواء من النظام أو الجماعات المسلحة، وهذا لا يعني أنني ضد مسعى المصالحة والتي هي الخيار الوحيد، لكن يجب أن تكون مصالحة عادلة يراد منها إحقاق الحق وليس إركاب هذا على ظهر ذاك. حتى لا نطيل أكثر بالرغم أن المواضيع متشعبة، فهذه المقدسات التي يراد منها حسابات ومصالح شخصية آنية، وهي لا تبتعد عن إنقلاب 19 جوان الذي كان يوما وطنيا مقدسا ومن لا يحتفل به تترصده عيون المتلصصين ويجر على نفسه الوبال بمخافر لا ترحم، ولما تربع بوتفليقة على العرش وهو من صناع ذلك الإنقلاب البومدييني، محاه بجرة قلم وأرجع الإعتبار لبن بلة كرئيس أسبق من دون أي حديث عما جرى، وبن بلة الذي مارس المعارضة الشرسة كافأه بأن طلق صفه وصار عرابا لكل أطروحات بوتفليقة المختلفة… نعم… للشعب الجزائري الأبي مقدسات هي الدين واللغة العربية والوطن، وما دون ذلك فيحق لنا مراجعته والبحث فيه، لأن الإستغلال البشع لقيم الأمة منذ 1962 ما جر علينا إلا الوبال، وصار المواطن لا يساوي في قيمته هرا تربيه بنت مسؤول في محمية نادي الصنوبر… أقول أنه صار من يكشف أسرار الثورة أو يطعن في بعض الخونة المحسوبين عليها يتم إتهامه بالعمالة لفرنسا، ومن يندد بجرائم البوليساريو فهو عميل للمغرب، أما من يتحدى تلك القوانين الجائرة ويعري الجنرالات وأمرائهم فهو إرهابي يجب قطع رأسه ولسانه، وهكذا هي الجزائر الآن في ظل هذه الطغمة الفاسدة، بل أنها على أبواب الإنهيار والخراب إن لم يتم تدارك الأمر شعبيا قبل فوات الآوان، فقد طلبنا من قبل ترشيد ثروة النفط وإحتياطات الصرف قبل أن تحل كارثة ما، وها قد حلت الأزمة المالية وتدهورت أسعار النفط ووجد بوتفليقة نفسه يطالب شعبه بالتشمير على السواعد، لكنه تناسى أن سياسته على مدار عهدتين ـ والثالثة على الأبواب ـ عرت الجزائريين، فهل سيشمرون بسلخ الجلد؟!!.
#أنور_مالك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا تبقى للجزائريين حتى يخسروه في الأزمة المالية العالمية؟!
...
-
طوفان الجزائر: الحاجة لقنوات تصريف المسؤولين!!
-
أبشروا بالخراب يا بؤساء الجزائر- الجزء الثالث
-
أبشروا بالخراب يا بؤساء الجزائر (2)
-
أبشروا بالخراب يا بؤساء الجزائر... (1)
-
زمن بوس الواوا: عبث الانظمة وعبث الشعوب
-
ماذا بعد أن نافس الجزائريون الكلاب الضالة على النخالة والمزا
...
-
عولمة العبث الجزائري: ماذا لو شرع السفير الأمريكي فتح الحدود
...
-
قبل تعديل الدستور الجزائري: وعود في ذمة الرئيس!!
-
الإغتيال العربي لحقوق الإنسان: ما يحدث في سجون الجزائر نموذج
...
-
تحت صمت ملايين الفقراء: ثورة المآزر البيضاء في الجزائر
-
عن لجنة التحقيق الأممية: بان كي مون في مواجهة مغامرات البوكي
...
-
عجائب المصالحة الجزائرية: تفجيرات ومساجين صاروا نجوم -القاعد
...
-
ماذا لو ساند المغرب إستقلال القبائل في الجزائر؟
-
الحرب على الرأي الآخر: دم -الجزيرة- المستباح في الجزائر!!
-
بوقرة سلطاني في مفترق الطرق: أو عندما يعاقب الشعب الجزائري أ
...
-
المصالحة الجزائرية: بين قسوة المحاكم ورحمة الرئيس!!
-
الشيعة والتشيع في الجزائر: حقائق مثيرة عن محاولات الغزو الفا
...
-
الشيعة والتشيع في الجزائر: حقائق مثيرة عن محاولات الغزو الفا
...
-
التعذيب في الجزائر:جلادون وزنازين سرية لا تراها الشمس
المزيد.....
-
تنبيه مهم للعرب المبتعثين بالولايات المتحدة.. جامعات أمريكية
...
-
وزيران كنديان يتوجهان إلى فلوريدا لإجراء محادثات مع إدارة تر
...
-
اختبار بسيط يكشف مستوى لياقتك البدنية وصحتك العامة
-
الكويت تسحب الجنسية من 3701 شخص
-
-تاس-: البنتاغون يرفض التعليق على نبأ إسقاط مقاتلة -إف-16- ف
...
-
سلطات سورينام تحقق في ظروف وفاة رئيس البلاد السابق
-
علامات تحذيرية على الأظافر قد تنذرك بارتفاع الكوليسترول
-
زعماء العالم الحر باتوا يعتبرون ترامب عدوا سياسيا خطيرا
-
تفاعل كبير على مواقع التواصل بسبب -مسدس الشرع- خلال لقائه ال
...
-
تطورات طبية هامة في 2024
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|