أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر العدل - فقهاء السلطان الجائر














المزيد.....

فقهاء السلطان الجائر


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 2436 - 2008 / 10 / 16 - 01:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى كل يوم يتلقى المسلمون مئات من فتاوى ونصائح دينية متعارضة تربك حياة البسطاء وتنشئ علاقات تخلف حضارى مهين، فتاوى التعامل مع البنوك والعلاقات الأسرية أمثلة.
فإذا كان القرآن هو االمصدر الأول فى التشريع الإسلامى وكان صحيح السنة يأتى مصدرا فى المرتبة الثانية، وإذا كان الكثير من الآيات والأحاديث يصعب فهمه أو تناول حيثياته بالنسبة لعقل المسلم البسيط المحاصر بثقافة متواضعة، ستكون النتائج المنطقية المترتبة على هذه الفروض هى صعوبة فهم الأسس الفكرية لصحيح الإسلام المعتمد على القران والسنة، ويبقى العقل الجمعى للمسلمين عاريا أسطوريا فى مواجهة فتاوى فقهاء السلطان، عار عن التقييم فلا يستطيع الفصل بين الغث والثمين، أسطورى يكرس لقدسية فقهاء السلطان فكرا وسلوكا، انه عقل جمعى يستعذب تخلفنا المريع حضاريا ولا يجد غضاضة فى صياغة أساطير تبرر قدسية هذا التخلف.

الفقيه المعروف فى عصره، صاحب الفتاوى الأولى بالإتباع، هو إنسان لا قدسية لفتواه، والفتوى عند العقلاء تبقى فى كل وقت محل تصديق أو اجتهاد، هذا الفقيه يحتاج وجوده إلى علم يصل إلى الناس من خلال سلطة عقلية تصنعه تؤازرها سلطة إعلامية تنشره، هكذا تسعى سلطة الحكم لصناعة عقل جمعى تحشر فيه قدسية وجودها، تلبس فى عقول البسطاء أن فتاوى فقهائها أقوال مقدسة وعلم مضبوط، ويبقى السلطان الجائر ممسكا بمصادر العلم وبأدوات السلطة.

هكذا مع غياب العلم أصبح البسطاء فى بلادنا يسعون من جهل أو من مصلحة لتحقيق مصالحهم عبر ما يستهويهم من فتاوى دينية، قد يرون أن فقهاء الوهابية فى الحرم المكى أكثر قدسية من فقهاء السنة فى الأزهر، أو يرون أن أهل الأزهر أكثر اقترابا من ولاية الحق عن فقهاء الشيعة فى قم والنجف الأشرف، إنهم بسطاء لا يعلمون أن فقهاء الحرم أو الأزهر أو النجف أو قنوات التلفزيون أو صحف الحوائط مجرد علماء دين حبيس لا ينشرونه دون الاستعانة بقوة سلطان يطمعون فى جواره، سواء كان السلطان ملكا خادما للحرمين بمكة أو رئيسا فى الأزهر بالقاهرة أو إماما معصوما فى قم بإيران أو مختبئا فى النجف بالعراق أو وزيرا فى التلفزيون أو مجندا فى مباحث أمن الدولة أو مولاى فى المغرب.

هكذا مع غياب الحرية السياسية فى بلادنا تنتشر تجارة الفتاوى الدينية الرديئة، يصدرها فقهاء السلطان الجائر، تطمس قلوبنا فنعيش فى الخرافة، وتكفر عقولنا فلا ندرك موضوعية وجود الأشياء من حولنا، ولا ندرك أن ما يبقى صالحا فى الأرض هو الفكر الموضوعى، فكر يبنى على العقل ويقبل محنة الجدل وينسب قدسية الفكرة إلى مدى صلاحيتها لتحقيق رفاهة الإنسان.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كهنة الرأى العام
- إنهم يستحقون المساءلة
- عذاب أعيادنا!!
- عن التعليم المفتوح
- تعليم بير السلم
- رقصات ماجنة!!
- حوادث تصادم
- ثأر قديم
- تجربة الكتابة لجريدة البديل القاهرية
- حمام بالفريك
- غلابة ترسة . . !!
- عن التحول الدينى
- الباشا . . مليونير
- أولها صحافة
- مرشح حكومى
- تسابيح ثورية
- بلطيم .. القوقعة
- الطريقة .. بَلٌبص
- نصائح سكانية
- فتاوى سكانية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع حيوي في إيلات ...
- حرب غزة: قرار إلزام اليهود المتشددين بأداء الخدمة العسكرية ي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب هدفاً حيوياً للاحتلال في إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر العدل - فقهاء السلطان الجائر