أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - حذار من النفخ في القرب المثقوبة....!!














المزيد.....

حذار من النفخ في القرب المثقوبة....!!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 751 - 2004 / 2 / 21 - 09:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أتذكر أنني، ومن خلال الصفحة الثقافية  في إحدى الجرائد السورية  اليومية  كتب ذات مرة  زاوية  صحافية سريعة حول إعلان براءتي من بعض المود التي كنت كتبتها في عدد من نوسمت فيهم الابداع أوالموهبة ، أوالموقف ، أو بيد انني اكتشفت خطاً رهاني رؤيتي فيما بعد.

 وللحقيقة ،إنني وخلال تجربة حوالي ربع قرن من الكتابة (وأقولها بتواضع) أصبت في بعض الأحيان ، وأخطأت في أحايين أخرى كغيري من خلق الله بالتأكيد ولكن ما يشفع لي هو أنني لم أداهن أحداً مرة ما ، ولم أمار يوماً شخصاً ذا مكانة ، أو سطوة ، أو نفوذٍ ، لقاء منفعة أو مكسب ، بل كنت على الدوام – بعيداً عن مدح الذات – رجلاً يعمل ضد نفسه في عموم مجالات الحياة ، بيد أن الخطأ الذي ارتميت في فخاخه ، كثيراً ، وقد أَقع فيه- مستقبلاًَ  - أيضاً- هوانني كنت أتوسم خيراً في كثير من الأسماء المبتدئة في عالم الثقافة والأدب ، وكنت أنفخ في قربها حقاً ، بيد أن بعض هؤلاء أُصيب بانتفاخ في الذات ، وتورّم في الأنانية ، وبدأ يظن حقاً بأنه أهم من كتب من الخليقة على مدار التاريخ ...ويستغرب كل في  عام عندما تظهر نتائج جائزة نوبل ولا يعلن عن إسمه ..!!

وإذا كنت أعضُّ أحياناً على أصابع الندم إزاء أناس من هذا القبيل ، فحسبي أنني كنت أمام شباب في مطلع أعمارهم قمت بتوجيههم في أقل تقدير على قراءة الكتب بدلاً من أن تلتهمهم بحار الضياع التي طالما غرق في مجاهيلها شبابنا ، ويستوي مع هؤلاء هنا الكبار –سناً- ممن استيقظت في أرواحهم شياطين " الابداع " متأخرة ... قائلاً : ما المانع ان يكون كل أبناء بلدنا شعراء ...أو ليس ذلك أفضل من أن يتلوثوا بكل هذا المناخ الفاسد من حولنا  وان من يعد  الى خريطة الواقع المحيط بنا سيجد أن أسماء جد قليلة كانت تكتب بصمت وبوحي من إبداعها ، وما كان يفسح لمثل هذه الأسماء المجال دون تقديمها بلغة العاطفة – التي طالما أسرتني ، انطلاقاً من شعور عام بضرورة ان أسهم وكواجب وطني ،وإنساني ،وأخلاقي ، في تشكيل حالة ثقافية ، مناسبة ، أسوة ً بمناطق ومدن أخرى ظهرت فيها اسماء كثيرة في شتى المجالات الإبداعية دون أن يكون مثل ذلك متوفراً عندنا لأسباب معروفة للجميع ، طبعاً ، لا سيما بعد ذلك الفراغ المريع – منذ جكر خوين  ،وحتى سليم بركات ،وخشية ألا يعمم  حكمي هنا أسرع بالقول : إن هذا النمط الذي أعنيه فقط هو من قدمت إسمه أو نتاجه بعبارات هي أكبر من ابداعه ، أو أفردت له في مجال النشر فسحات نقدية وأضواء لا يستحقها ، من خلال اجراء حوارات مع ناشئة ومبتدئين أو قاصرين ابداعياً تحت وطأة أو عاطفة أراها الآن خاطئة فراح واحدهم يظن  بانه مبدع عصره الذي لا يشق ُّ  له غبار ، وان علة عدم اقبال  الآخرين على قراءته ، انما تكمن في عدم وعي هؤلاء ، لا في قصور " خطابة " ....لأن هناك بالمقابل أسماء جد مهمة وأصلية ، أفتخر  بمجرد علاقتي بها ، ناهيك عن اعتزازي الشديد بكل ما قلته في إبداعها الحقيقي ....‍.

ولعل ما توخيته هنا – وانا أعود – إلى الاعتراف بخطأي ، مرة أخرى ، وعلى هذا النحو ، ذلك  كي يستفيد  من مثل هذه التجربة زملائي القائمين على النشر ، والحضور ، ممن قد يعملون بمحض نوايا طيبة ، لأنهم حقيقة أمام مسؤولية في غاية الخطورة انهم ازاء معادلة جد حسّاسة ، معادلة تفرض عليهم الأخذ بيد الأسماء الجديدة ، ورعايتها ، واحتضانها ، كواجب نبيل عظيم ، مقابل عدم منح أحد شهادات لا يستأهلها ، لا سيما وان كثرة الاسماء من حولنا في عشرات السنوات الأخيرة باتت تسمح لنا بأن نقف إزاءها ، كي نتخيّر الأفضل من بينها ، ونستحث المقصِّر كي يتجاوز ذاته ، ويقدم ماهو أفضل أيضاً  ، معتمدين عبر ذلك كله على معايير نقدية دقيقة بعيداً عن مدائح العاطفة واستسهال النعوت والألقاب التي قد نكيلها بسخاء ، عليها عاجلاً أو آجلا ً ، دون ان نلتفت الى  استغاثات هؤلاء الذين يستجدون " الكتابة " عن كتاباتهم ، أو إجراء حوارات معهم ...دون أن يكون هناك بالمقابل مايشفع لهم ...من أجل هذا الأمر أو ذاك –ولي عودة الى هذه الموضوع -. 



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للمعاناة /2/
- لا للمعاناة - 1
- مهدي خوشناو - سهرة أخيرة لهبُ سرمدي..!..
- بكائيات شباط ومفهوم المقاومة بين التزوير والتشويه ...
- الأكراد ضيوف الله على الأرض
- الباب
- الكرد والآخر: دعوة لإعادة قراءة العلاقة بغرض التفاعل الإيجاب ...
- ماهية الإبداع
- فلسفة الخطأ
- نوستالجيا إسلامية بسبب الموقف من القضية الكردية
- نصوص - قصص طويلة جداً
- المثقف والسلطة ثنائية الوئام والتناحر - الاستعلاء علي المثقف ...
- أزمة العقل العربي -دلالة الموقف من الدكتاتور أنموذجا
- خاطرة بين المسافات - دليل العاثر إلي برج الناشر
- مدائح البياض
- غيوم ابو للينير بين نهر السين ونهر الحب - شاعر فرنسي..المرأة ...
- أضواء - استرخاص الألقاب
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة المنسي - غواية المدن في اصطياد شاع ...
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - حذار من النفخ في القرب المثقوبة....!!