أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم إستنبولي - بقايــا - آلـــهة - أو قصص غير مفيدة















المزيد.....

بقايــا - آلـــهة - أو قصص غير مفيدة


إبراهيم إستنبولي

الحوار المتمدن-العدد: 751 - 2004 / 2 / 21 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعداد و ترجمة د . إبراهيم استنبولي 
لقد تغير الكثير في العالم بعد انهيار المعسكر الاشتراكي ونشوء نظام عالمي جديد ذات القطب الامريكي الواحد .. مياه كثيرة جرت ـ كما يقال : المانيا الشرقية لم تعد موجودة ، تشيكوسلوفاكيا انقسمت ، بلغاريا وبولونيا وهنغاريا ـ و مثلها جمهوريات البلطيق ـ انضمت الى الاتحاد الاوروبي ، والبعض منها في طريقه للانضمام الى حلف الناتو .. الاتحاد السوفييتي السابق تحول الى مجموعة دول مستقلة ، متناقضة متناحرة في بعض الاحيان ، بل إن بعض الجمهوريات السابقة ذات الغالبية المسلمة من السكان قد تحولت الى قواعد عسكرية متقدمة للولايات المتحدة الامريكية في حربها ضد روسيا الاتحادية وضد الصين وايران ومن اجل بسط الهيمنة على اوراسيا .. وغير ذلك الكثير الكثير ..
مَن يتذكرالآن قادة و زعماء تلك الدول الذين حكموا بلدانهم لسنوات طويلة ومن ثم فقدوا كل شيء بين ليلة وضحاها .. اين هم الآن ؟ ماذا يعمل ابناؤهم ؟ .. هنا بعض القصص التي تدور حول ذلك ..
 
ابن تشاوشيسكو :
بعد الاطاحة بنظام تشاوشيسكو وبعد اعدامه مع زوجته ايلينا ، قاموا بتجريدهم من جميع املاكهم بالكامل ـ بما في ذلك الالبسة ولوازم النوم ..
- هل تريد شراء شيئاً ممتازاً للذكرى من رومانيا ؟ ـ يعرض البائع زوجا من الاحذية التي تمت خياطتها بخيوط من الذهب . لقد كانت ترتديها ابنة نيكولاي تشاوشيسكو زويا .. بسعر زهيد ..؟ 150 $ فقط . او ربما تشتري قميص الابن نيكو .. بسعر رخيص للغاية .. وهذه ربطة عنق نيكولاي تشاوشيسكو ذاته .. خذها بـ 30 $ ..
بدءا من عام 1998 تم بيع اشياء نيكولاي تشاوشيسكو في محلات البيع بسعر بخس جداً.. و مع ذلك لم تلق رواجاً ـ لا احد يريد شراء بقايا واشياء عمرها 15 سنة .. لكن بعض السياح برغبة يقبلون على الاستجمام على يخت نيكولاي تشاوشيسكو حيث الفرش مطرز بالذهب لقاء 1000 $ في الليلة : هناك عاش مايكل جاكسون اثناء زيارته رومانيا ..
لم يتم اللقاء مع زويا تشاوشيسكو .. فقد اعتذر زوجها قائلاً : من الصعب عليها تذكر تلك الايام .. سيؤدي ذلك الى انهيار عصبي مما يتطلب استدعاء الطبيب ..
يحكى انه خلال عام بعد اسقاط الاب ـ لم يدفعوا لزويا الراتب التقاعدي .. مما اضطرها لجمع قارورات البيرة الفارغة. اما اخوها ، رئيس اتحاد الشباب و معبود النساء نيكو ، فقد قضى ستة اعوام في السجن ليموت بعد الافراج عنه بفترة قصيرة : يقال انه لم يعمل وكان في حالة سكر شبه دائم .. ويحكى انه شوهد و هو يرتدي معطفا قديما بالقرب من محطة القطارت حيث راح يتسول و يطلب من المارين كأسا و هو يردد : والدي بنى لكم الوطن .. اما الاخ لاكبر فالنتين فلم يتعاطَ السياسة بل ، وهو العالم الفيزيائي الكبير ـ هاجر الى الغرب حيث راح يقرأ محاضرات ويبلغ دخله حوالي 15000$ اسبوعياً وهو الذي يصرف على الاهتمام بقبر والديه ..
اما اخ و اخت الديكتاتور اندريان و ايلينا فقد ماتا منذ فترة عن فقر مدقع .. وقد اضطر الجيران الى جمع بعض المال من اجل دفنهما ..
حفيدة جيفكوف :
اكثر من حقق نجاحا من اقرباء القادة الشرقيين هي يفغينيا جيفكوفا ـ حفيدة الزعيم البلغاري تيودور جيفكوف الذي حكم بلغاريا منذ عام 1954 ـ فهي من افضل مصممي الازياء في بلغاريا .. ومن اشهر زبائنها المطرب بيدروس كيركوروف ـ حمو آلا بوغاتشوفا ...
- بعد ان اطلقوا سراحه ( اعتقل جيفكوف لمدة 6 اشهر ) انتقل للعيش عندي إذ لم يكن لديه ابداً بيت خاص .. وقد كانت الشرطة تتردد بشكل دوري وتقوم بالتفتيش .. بل هددوا بنزع الملكية نهائيا مني ـ تقول يفغينيا .. لقد كان جدي تحت الاقامة الجبرية تقريبا حتى موته .. وقد عاش متواضعاً جداً وكان يشعر بالحرج لكونه يزعج احداً ما .. واكثر ما كان بزعجه ان اولئك الذين كانوا يتزلفون اليه هم اول من تخلوا عنه .. ولم يكن يحب غورباتشوف : كان معجبا بنفسه ويحب ممارسة اللغو ـ هذا رأيه تجاه غورباتشوف ..
 
- اولاد يانوش كادار ـ " الديكتاتور المخملي " الذي حكم هنغاريا منذ عام 1958 وحتى 1988 ـ سافروا الى الخارج .. ابنته امرأة اعمال ناجحة في الولايات المتحدة الامريكية .. و صهره يعمل في شركة طيران في كندا ..
 
- اما السكرتير العام للحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي ميلوش ياكيش والذي ازاحته الثورة " المخملية " عام 1989 فقد عاد ليعيش في بيته السابق في الحي الراقي من براغ .. وهو يعيش على راتبه التقاعدي وعلى ما يُدفع له لقاء كتابة حلقات من مذكراته .. وقد حركت ضده الدعاوى مرتين : " بسبب اسقاطه السلطة الشرعية عام 1968 " و " محاولة قمع التحرك الشعبي عام 1989 " وفي الحالتين تمت تبرئته .. لأنه " تصرف وفقاً للدستور ".. ميلوش البالغ 81 عاما راض عن حياته وهو يتواصل مع اصدقاء من التشيلي بواسطة الانترنيت .. ويتلقى الدعاوت للاستجمام في كوبا ..
- اما ارملة الرئيس اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو ـ والذي توفي عام 1980 ـ فقد امضت 20 !! عاما تحت الاقامة الجبرية ( السجن في البيت ) ولم يطلق سرحها سوى قبل ثلاثة اعوام .. وقد انتقلت للعيش مع اقرباء لها في المانيا ..
 
- اما بخصوص عائلة القائد التاريخي لالمانيا الشرقية منذ عام 1971 ايريك هونيكر فقد انتقلت بكاملها للعيش في التشيلي .. بعد ان ازيح عن السلطة في عام 1989 .. ففي عام 1992 انتقلت ابنته سونيا مع زوجها المهاجر التشيلي فرديناند يانيس .. وبعدهم بقليل التحقت بهم السيدة مارغوت زوجة هونيكر و من ثم هونيكر نفسه .. خاصة وانه تبينت اصابته بسرطان الكبد .. وقد مات الزعيم السابق لالمانيا الشرقية في عام 1994 .. لكن عائلته لم تغادر تشيلي سوى للاستجمام في كوبا .. وفي مشافي كوبا عولج من الادمان على المخدرات حفيد هونيكر روبيرتو البالغ من العمر 27 سنة .. بينما لا تزال تربط العائلة علاقة جيدة بالزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي كل سنة يدعو السيدة مارغوت وعائلتها للراحة في احسن مكان في كوبا .. والسيدة مارغوت البالغة من العمر 75 سنة لا توافق على لقاء الصحفين على الرغم من ان المصورين الالمان يناوبون بشكل دائم امام منزلها في احد احياء سانتياغو ..
 
- حفيدة ستالين ، بنت ابنته سفيتلانا ــ تعمل نادلة في مدينة امريكية صغيرة ..
- ابن خروشوف ، سيرغي حصل على الجنسية الامريكية عام 1999 وهو يعمل في جامعة بروفيدانس ..
  في عام 1998 توفيت ابنة " ليونيد ايليتش العزيز " غالينا بريجنيفا .. التي امضت السنوات الثلاثة الاخيرة من حياتها في المصح حيث تلقت العلاج من الادمان الكحولي ..عمليا لقد سكرت غالينا بكل عفش المنزل ..
- ابن اندروبوف ايغور ، السفير السابق للاتحاد السوفييتي في اليونان ، تقاعد عام 1998 وهو الآن يبني بيت صيفي ويكتب كتابا عن والده ..
 
اما الزعيم السوفييتي الذي كان و لازال يحظى بالاحترام والتقدير من قبل الشعب الروسي فهو رئيس الوزراء السابق الكسي كوسيغين .. الذي عمل خلال اربعين سنة ونيف في مختلف المناصب العليا في الدولة السوفييتية بدءا من عام 1947 وعاصر كلاً من ستالين وخروشوف وبريجينيف .. ودون ان يكون من اصحاب الدسائس والمؤامرات الحزبية بل كان دوما مخلصاً لعمله وكان مثالاً للمسؤول النظيف الشريف .. ويكفيه انه في عام 1941 اشرف على اخلاء المعامل والمصانع من لينينغراد خلال فترة قياسية و قام بنقلها و مركزتها في الاورال .. ولم يسمع ان نكتة رويت بين الشعب السوفييتي يوماعن كوسيغين ..ولم يكن ميالاً للحفلات التي كان يقيمها بريجنيف والمحيطين به حيث يسود الشرب والرقص والغناء .. بل تحكى قصة ذات دلالة : بعد احد الاجتماعات سأل بريجنيف يوماً : وماذا سنعمل مساء .. فقال كوسيغين : ماذا نعمل .. نقرأ كتاباً نشاهد فيلماً بالتلفزيون، وقام كوسيغين وذهب الى بيته .. فقال بريجنيف : انظروا هو يريد قراءة كتاب ..
و ايضا : بعد ان استحدث وسام ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى ، اتخذت اللجنة المركزية قرارا بمنح الوسام رقم واحد لالكسي كوسيغين لقاء جهوده في خدمة الدولة السوفييتية .. وُقرر ان يقوم بريجنيف بتقليده الوسام .. واثناء التقليد كرر بريجنيف اكثر من مرة على مسمع كوسيغين العبارة : اليكسي ، انا لم احصل على هكذا وسام بعد .. وفي نهاية الامر اضطرت فيما بعد اللجنة المركزية الى منح وسام اكتوبر الى بريجنيف تحت رقم واحد واستبدل وسام كوسيغين الى رقم اثنين .. ( هاتين الحادثتين رواهما زمياتين الذي كان مسؤول المكتب الايديولوجي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي _ المترجم ).
كل ذلك كان يغيظ بريجنيف . الى درجة انه حين اصيب كوسيغين باحتشاء قلب للمرة الثالثة سارع للايعاز الى تشيرنينكو بالطلب من كوسيغين بتقديم الاستقالة .. وفي اليوم الثاني قدم كوسيغين استقالته ( علماً ان بريجنيف نفسه كان مريضاً وكان عاجزاً عن الحركة من دون مساعدة الآخرين وبصعوبة يمكنه الكلام .. المترجم ) .. وعلى الفور تم سحب السيارة والمرافقة .. وكل ماله من امتيازات .. و لم يُترك له سوى الشقة و تلفون عادي .
 
فهل غريب ان تنهار الاشتراكية وينهار الاتحاد السوفييتي بتلك السهولة وبتلك الطريقة طالما ان " القائد التاريخي ليونيد ايليتش العزيز .." لم يكن يقرأ ابداً وكان اكثر ما يحب هو التقبيل والتهريج .. علماً ان بريجنيف تربع على عرش الحزب الشيوعي السوفييتي والاتحاد السوفييتي حوالي عقدين من الزمن تراجع خلالها الاتحاد السوفييتي في جميع المجالات وخصوصاً مع منتصف السبعينات دخل في ازمة الركود العميقة التي اوصلت الى النهاية المعروفة .
 
المصادر :
المجلة الاسبوعية الروسية " ارغومنتي إي فاكتي " او " ادلة و حقائق " .. العدد الخامس لعام2004
بقلم غيورغي زوتوف
التلفزيون الروسي الرسمي .



#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الروسي أوسيب إيملييفيتش مندلشتام قصة حياته و موته
- مــلاحظات حول موضوعات المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري- ا ...
- يفغيـــني يفتوشينـــكو
- الوصية السياسية - لـ : فلاديمــير . إ . ليـــنين
- آنّا آحمادوفا .. عن نفسها
- العولمــــة … ماذا تعـني حقــــــاً ؟
- هل يبتلع الاسلام السياسي دولة - البعث - في سوريا أو تداخل ال ...
- العــــالم من دون رسول حمزاتوف
- نيكـولاي غوميليف
- الولايات المتحدة الأمريكية والهيمنة على العالم
- مبادئ الحرب الإعلامية
- دروس من التاريخ : من الوثائق السرية للجنة المركزية للحزب الش ...


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم إستنبولي - بقايــا - آلـــهة - أو قصص غير مفيدة