نحن الموصوفون بالكتاب العلمانيين والعياذ بالله ، ممن يُــنـْـسبَون إلى هذه الملة المارقة ، وينشرون غسيلهم الفكري للعامة والخاصة كل يوم ، على شبكات الإنترنت الشَّــفْاطة الفاضحة، أكثر الناس مضْـلوميَّة ، وعرضة للأذى والخطر ، في الدنيا الآخرة ، فمن جانب ، نحن محرومون من الجنة وفردوس النعيم ، إذا جاءنا غداً الأجل المحتوم ، حسب أدق المعلومات التي يرويها لنا سَــدَنة الدين وأهل الشريعة، وما يبشروننا به من عذاب مقيم ، ومن جانب آخر ، هم لا يتركون لنا فرصة للراحة وقطف ثمار وملذات ما تبقى لنا من أيام قليلة ، في الدنيا الفانية ، ويصرون بشكل تطوعي عجيب ، وهمة لا تتعب ، أن يطينوا علينا عيشتنا ويقلقوا راحتنا الدنيوية ، كأنما ندبوا لإنجاز هذه المهمة المقدسة ، بل إن البعض منهم قرروا ومن ذات أنفسهم ، أن يأخذوننا معهم صاغرين في رحلة العودة إلى العالم الآخر، مفجرين أجسادهم وأجسادنا معهم في الأسواق والطرقات، لإرسالنا سريعاً إلى حتفنا قبل الأوان ، دون أن تأخذهم بنا رحمة، أو حتى يحصلوا على موافقة خطية منا، بالإشتراك في هذه الرحلة الإجبارية ، و يعطونا فرصة لترتيب أوضاعنا وتسديد ديوننا للبنوك الربوية ، حتى لا تكون إثماً علينا، يوم الحشر وبئس المصير .
لكن العذاب الأقسى الذي نعاني منه ، لا يأتينا دائما من هؤلاء، ممن يطلقون على أنفسهم السلف الصالح ، أوالفرقة الناجية ، والمحسوبين على الأقل في خانة الخصوم ، فنحن نعرفهم ونميزهم بلباسهم وهيئتهم ولحاهم ، ونستطيع في أغلب الأحيان أن نتجنبهم، ونبتعد عن دربهم ، بشيء من الفطنة والحذر . لكن الأذى أحياناً ، يأتينا ، من المحسوبين علينا والمندسين بين جماعتنا ، فنحسن الظن بهم ، ونعاملهم كالأصدقاء ، ولا نحسب لتقلبات الأيام والسنين عليهم ، وتبدل طبائعهم وأفكارهم ومصالحهم ، وإنقلابهم المفاجىء، وما يضمرونه في السر، فتأتينا الهجمة منهم ساحقة، لأنهم يعرفون باليقين ، مكامن الضعف لدينا، فيسددون ضربتهم القاتلة هناك ، فويل لنا يوم نولد ، ويوم نموت ويوم نبعث أحياء .
أحمد المعرفي / البحرين .