أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - مشكلة المتأسلمين مع شيخ الأزهر ليست في الحجاب بل في تصفية الحساب














المزيد.....

مشكلة المتأسلمين مع شيخ الأزهر ليست في الحجاب بل في تصفية الحساب


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 751 - 2004 / 2 / 21 - 09:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


  عندما كان طه حسين حياً هاجمه الكثيرون واتهموه بالكفر وسحبوا منه شهاداته، وعندما شرع الإمام المصلح محمد عبده إصلاح الإسلام ليتوافق مع روح عصره تعرض لهجوم عنيف لآرائه الجريئة والسليمة والعقلانية، وبعد موتهما عدنا بعد فترة من الزمن نعترف بفضلهما وسبقهما وتبنينا آرائهما مرة أخرى، وهنا يصدق علينا قول جمال الدين الأفغاني:"نحن في الشرق نقتل الأديب حياً ونحييه ميتاً" فلقد شن المتأسلمون حملة نكراء على فضية شيخ الأزهر كتلك التي شنها أسلافهم من شيوخ الجمود كما كان يسميهم الأستاذ الإمام، فما حقيقة هذه الهجمة الشرسة على إمامنا الكبر؟
فإمامنا الأكبر د. محمد سيد طنطاوي _ أطال الله في عمره _ لم يقل شيئاً يؤاخذ عليه، وما قاله صراحة هو :
" أن الحجاب فريضة إسلامية، وأنه حين تستجيب امرأة مسلمة لقوانين دولة غير مسلمة فإنها بذلك في حكم المضطر، قال تعالي:" فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم"، وقال إن من حق فرنسا أن تفرض ما تراه من قوانين، وأضاف فضيلته في حوار مع مجلة روزليوسف العدد 3943 الصادر بتاريخ 9/1/2004 قائلاً:" لا أسمح لغير المسلم بأن يتدخل في شؤوني كمسلم، وما دمت اتخذت هذا المبدأ فأنا أيضاً إنسان عادل لا أكيل بمكيالين لذلك لا أسمح لنفسي بأن أتدخل في شئون غير المسلم". خاصة وأن علماء الإسلام في فرنسا وفي مقدمتهم عميد جامع باريس د. دليل أبو بكر ابن الشيخ حمزة أبو بكر مترجم ومفسر القرآن إلى الفرنسية وعميد جامع باريس سابقاً ،ومفتي مرسليا الأكبر الشيخ صهيب ابن الشيخ ابن عميد جامع باريس سابقاً الشيخ عباس قد سلموا بصدور القانون عملاً بقواعد الفقه الإسلامي السني التي تأبي الاعتراض على قانون أصدره ولي الأمر أي حاكم البلاد الرئيس جاك شيراك.فأين الخطأ فيما قاله إمامنا الأكبر؟ أم أنه كلما جاءنا صوت عاقل نعلن الحرب عليه؟
فماذا كان يتوقع المتأسلمون من إمامنا الأكبر؟ هل كان عليه أن يخرج بعد لقاء وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي ويعلن أن ليس من حق فرنسا أن تفعل ذلك، وأن ما فعله الرئيس جاك شيراك هو عداء للإسلام ، وأننا يجب أن نهب لمساندة إخواننا مسلمي فرنسا "المضطهدين" كما يزعم المتأسلمون في فرنسا؟ فلو كان إمامنا الأكبر قد فعل ذلك لأصبح في نظرهم بطلاً دينياً قومياً، ولأشعل معركة صراع الحضارات والأديان، ولكنه وبرجاحة عقله وبعد نظره حلل الأمور بعقلانية وموضوعية على ضؤ روح الدين الإسلامي الحنيف، فموقف الإمام الكبر من مسألة الحجاب في فرنسا هو نفس الموقف الشرعي الحكيم الذي اتخذه من فتوى أحد شيوخ الأزهر بتكفير مجلس الحكم الانتقالي في العراق فقد ألغي الفتوى قائلاً:" لا يجوز لشيوخ مصر التدخل في شأن يهم شيوخ العراق"، فقراره رحمة بمسلمي فرنسا لأن فتنة الحجاب التي أيقظها فرع الإخوان المسلمين في فرنسا
"اتحاد الجمعيات المسلمة الفرنسية" ما أريد بها وجه الله بل أريد بها تأجيج "الأسلامفوبيا"  أي خوف الفرنسيين من الإسلام والمسلمين وهذا ما حدث فعلاً فهناك 69 % من الرأي العام الفرنسي يؤيدون صدور القانون لمنع الحجاب والعلامات الدينية الاستفزازية الأخرى.
إن السبب الحقيقي لكل هذا الهجوم على إمامنا الأكبر هو انه يكشف ألاعيب المتأسلمين ويقف لهم بالمرصاد في فتاويهم المغرضة والمنحرفة التي لا يرجون بها وجه الله بل يرجون بها وجه البترودولار ، ووجه القفز على السلطة كما يقفز الذئب على الحمل في الظلام، ففضيلة الإمام الأكبر يكشفهم لأنهم يتاجرون بالدين لسرقة أموال الغلابى باسم الدين عن طريق شركات توظيف الأموال وبنوكهم الإسلامية ، في حين أن فضيلة الإمام عارضهم وأقسم أن فوائد البنوك حلال وأنه يطعم أولاده منها وأنه يتحمل مسئولية ذلك أمام الله.
هم يكرهونه لأنه منذ أن اتخذ موقفاً رافضاً لهدم الحضارة ممثلة في تماثيل بوذا التي أطاحت بها طالبان، ومنذ رفضه إرهاب 11 سبتمبر ، ومنذ أن نأي بشيوخ الأزهر عن السياسة وعن مبدأ "التكفير" البغيض الذي يرفعه المتأسلمون ضد الأدباء والسياسيين والمبدعين، هم يكرهونه لأنه يرفض التطرف ولا يقف أمام النصوص جامداً بل يدور مع علة الحكم وجوداً وعدماً، لأن الشريعة الإسلامية كما يقول المفكر الإسلامي الكبير جمال البنا أحكامها معللة وحكم الشرع يدور مع العلة وجوداً أو عدماً، فإذا انتفت العلة انتفي المعلول، مثلاً الخمر حرام، لكن إذا طبخت وتبخر كحولها فإنها لا تعود حراماً لأن علة تحريمها وهي الإسكار قد انتفت،آراء إمامنا الأكبر هذه  تهدم دعاوى المتأسلمين المتطرفة، والذين يحولون بها حياة الناس إلى جحيم ، بل وإنهم يسعون إلى تأليب الغرب علينا بإشعال نار الإسلامفوبيا.
هذه هي الأسباب الحقيقة لكراهيتهم لفضيلة الإمام الأكبر د. محمد سيد طنطاوي، فلم تكن القضية معه  قضية رأي في الحجاب، بل كانت قضية تصفية حساب. و أحمد الله على أن أرض مصر معطاءة دائماً، مصر التي أخرجت الطهطاوي ومحمد عبده وشيخا الأزهر العظيمين مصطفي المراغي ومحمود شلتوت ، والمفكر جمال البنا والمستشار العشماوي وغيرهم من أعلام التنوير الإسلامي، هي أيضاً من أنجبت إمامنا الكبر د. محمد سيد طنطاوي، ولا عجب فرسولنا الكريم يقول :"الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين".



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رداً على واصف منصور: الأمية ليست فضيلة بل رذيلة وأمة اقرأ لا ...
- د. سيد القمني في حديث غني - إصلاح الإسلام فرض وواجب حتى لا ن ...
- نداء إلى نساء العراق لا قهر ولا وصاية للمرأة بعد اليوم
- د. سعد الدين إبراهيم مثال لمثقف القرن الحادي والعشرين يجب أن ...
- حمداً لله أن الحقد الإسلاموي الأعمى لم ينفجر في -الأحداث الم ...
- حديث صريح جداً مع الرئيس السابق صدام حسين
- صدق أو لا تصدق الشيخ يوسف القرضاوي يتزوج بطفلة تصغره بستين ع ...
- حوار مع الدكتور محمد عاطف أحمد السيد طنطاوى
- الحجاب- ما له وما عليه
- النوم في العسل و التفكير بالوهم
- 13/12/2003 يوم سيذكره التاريخ
- حديث مع مربي الأجيال المفكر جمال البنا- شقيق حسن البنا- العل ...
- فريدة النقاش في حديث صريح - نحن في حاجة إلى تأويل النص الدين ...
- الموقع الضرورة
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس مبارك من أجل وقف مسلسل العنف الكريه ...
- مؤرخ مصر المعاصرة: الدكتور رفعت السعيد في حديث مثير وعميق
- رسالة إلى روح دلال..!
- بل هناك -اجتهاد- مع النص!


المزيد.....




- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - مشكلة المتأسلمين مع شيخ الأزهر ليست في الحجاب بل في تصفية الحساب