أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - كهنة الرأى العام














المزيد.....

كهنة الرأى العام


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 2434 - 2008 / 10 / 14 - 05:38
المحور: الصحافة والاعلام
    


الرأى العام هو الذى يلبس المواطنين فكرة الانتماء والمواطنة، وصناعة الرأى العام للمواطنين تقوم على مستويين، مستوى موروث ثقافى صنعه كهنة إعلام تاريخيون يجمعون الموروث فى تاريخ منطوق وفن شعبى متداول، ومستوى حاضر يصنعه كهنة إعلام معاصرين يتحكمون فى وسائل الدعاية والإعلام، كلا المستوين يمارس دور سطوة وكهانة على العقول، هكذا يرجع فساد الرأى العام لفساد كهنة إعلام يملكون قدرا كبيرا من فساد الذوق وسوء النوايا، ينصبون موائدهم فى أرفف المكتبات ووسائل الإعلام وحواف الذاكرة.

فساد الذوق لدى كهنة الإعلام التاريخيين لا نملك أمر تعديله ذلك بأنهم عاشوا عصورهم بظروفها، أما فساد الذوق لدى كهنة الإعلام المعاصرين يمكن تعديله، انه يتمثل فيما يقدمونه من برامج إعلامية تستهين باللغة وتنفث انحطاطا لفظيا، تستخف بالبشر وتجعل منهم مسخا للفرجة، تسعى لترويج فكرة المقامرة، وتبث إيمانا بأن الكسب والثراء يعود لضربات حظ غيبى، إنها برامج تحول الاستوديوهات وقاعات التحرير ولافتات الشوارع إلى مصاطب، تتحرك عليها عرائس وتماثيل لبشر منخفضة فى مستواها الثقافى ومشوهة فى رؤاها الجمالية.

يتمثل سوء النوايا لدى بعض كهنة الإعلام فى تسابقهم على شق جيوب من يدفعون رشاوى تقديمهم فى برامج إعلامية تعود بالشهرة والمال على من يصنعون الانحطاط الغالب فى ثقافتنا، يعرضون صورهم على المواطنين كمعيار للتفوّق ومصدر للقيم، وواقع الأمر أن دافعى الرشاوى ليسوا على نبيل من القيم والأخلاق، وأن كثيرا من محترفى إلقاء المواعظ والحكم السّقيمة ليسوا من حماة القيم أو سدنة الأخلاق، هكذا تجرُنا وسائل إعلامنا سادرين فى تخلفنا، نصنع تماثيل قداسة لصنف من البشر، خارجين على قيم التحضر الإنسانى.

إن معظم موادنا الإعلامية المقدمة لجمهور المواطنين، تغلب عليها روح الدعاية لرأى محدد، وتروج لأفكار بعينها، عدوانية لا تترك الفرصة للرأى الأخر أن يظهر على الساحة، هكذا يتدرب المواطنون على رفض ديمقراطية الحوار ولا يتمكنون من حرية صنع ميولهم الثقافية.

حين نسعى لتثبيت هويتنا القومية، من نحن وفى أى زمن نعيش، فنحن بحاجة إلى سياسة إعلامية واضحة، نعلن أهدافها ونكرر إعلانها على رؤوس الأشهاد، قاصدين بسياستنا الإعلامية توضيح العلاقات بين حقوق الجماعة وحقوق الأفراد وقاصدين الفصل بين المنتمى لهذا الوطن وبين المنتمى لوطن آخر قد تتضارب مصالحنا معه.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يستحقون المساءلة
- عذاب أعيادنا!!
- عن التعليم المفتوح
- تعليم بير السلم
- رقصات ماجنة!!
- حوادث تصادم
- ثأر قديم
- تجربة الكتابة لجريدة البديل القاهرية
- حمام بالفريك
- غلابة ترسة . . !!
- عن التحول الدينى
- الباشا . . مليونير
- أولها صحافة
- مرشح حكومى
- تسابيح ثورية
- بلطيم .. القوقعة
- الطريقة .. بَلٌبص
- نصائح سكانية
- فتاوى سكانية
- مقامك يا مكرم عبيد


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - كهنة الرأى العام