هذه المرة الأولى التي لم يتحفنا فيها مفرق اللذات وقاسم الجماعات السيد فيصل القاسم في برنامجه الحواري الشرس بأية إحصائيات مفتعلة ، عن عدد المصوتين لهذا المحاور أو ذاك ، في نهاية برنامجه المبرمج سلفا ، والسبب معروف بالطبع ، ذلك أن المحاور المتمكن السيد القـمْني والذي كان ضيفاً لحلقتة في تلك السهرة ، لم يكن سهل البلع ، بل الْــقـَمَ محدثه ومقدم البرنامج معا، أحجارا ثقيلة ،لم يتمكنوا من صدها، أو الرد عليها ، وكانت الحجة الواضحة، في صالحه دوما، رغم ضربات وهـلـْوسات الفك المفترس ، في الطرف الآخر ... سيد القمْني على سبيل المثال ، أبطل منذ البداية وبشكل حاسم ، مفعول القنبلة الصوتية المعهودة ، التي يثيرها أمثال هؤلاء في كل حديث أو مواجهة حواريه ، فهم يشهرون وبلذة غامرة ، إما سلاح التكفير والتهجير من الملة والجماعة، وإما سلاح العمالة والإنصياع للغرب الكافر ، ليصرف محدثهم المسكين بعد ذلك جل وقته وجهده ، في إثبات أنه ليس بهذه الأوصاف المخيفة، ولكن هيهات ، فقد ثبتت الشبهة ، وصدرت بحقه الفتوى الدامغة .
وغالباً ما يعمد فيصل القاسم إلى تكتيكه المعهود ، حين يسرد علي المحاور الذي بيت له نية الذبح الحلال في الغيب المكنون ، بسلسلة متتالية من الضربات والإتهامات الموجعة الصاعقة، بهدف إرباكه وإضعافه، وما أن يبدأ هذا المذهول في الدفاع عن نفسه ، حتى يفاجئه ويقاطعه ، بحجة أن هناك عدداً من المتصلين ، والذين إختارهم القاسم بعناية ، ينتظرون على الهاتف منذ مده ، ليبدؤوا هم أيضا واحدا بعد الآخر في القضاء على ما تبقى من وقت وأعصاب الضحية المحاصرة في الملعب الروماني، بين أنياب الذئاب المفترسة ، ثم يلتفت القاسم ،لافظ فوه ، في حركة مسرحية إلى ضحيته صارخا مزمجراً ، يقول له : هناك الكثير من الإتهامات والحجج القوية ضدك ، بماذا ترد ،، ولا ينسى أن يذكره باعتقاده الجازم ، أنه سوف لن يتمكن من الرد ،، وما أن يفتح المسكين فمه لينطق بأول جملة مفيدة له طوال المذبحة ، حتى يقاطعه من جديد وبشكل حاسم هذه المرة : آسف آسف ، الوقت داهمنا ، لم يبقى من الوقت الكثير، أشكركم ، أشكركم ، هذا ، هذا ، فيصل القاسم يحييكم ، ونتمنى أن نلقاكم من جديد في حلبة قادمة ، مع ضحية أخرى.
أحمد المعرفي / البحرين.