أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب العراقي المناضل علي كريم سعيد زاغي














المزيد.....

في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب العراقي المناضل علي كريم سعيد زاغي


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 750 - 2004 / 2 / 20 - 07:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في مثل هذه الأيام  من العام الماضي رحل عنا مناضلاً عراقياً وقلماً مبدعاً من أقلام العراق الرصينة والباحثة عن الحق والحقيقة ، ومجاهداً صلباً يقارع الطاغية الدكتاتور سنوات طوال متحملاً الملاحقات الأمنية والغربة الطويلة التي عاناها وعائلته جراء عمله السياسي ونضاله المستمر ضد السلطة الغاشمة للطاغية  ، رحل عنا علي كريم زاغي قبل ان تكتحل عيونه المتعبة برؤية الدكتاتور وهو ينهار ويقع  ويظهر على حقيقته ذليلا مهانا وجبانا رعديداً .
رحل علي كريم وهو في أوج عطاءه الوطني بعد أن قدم للتاريخ العراقي كتب وابحاث  تعد من بين اكثر البحوث و الكتب العراقية نضوجاً وقرباً الى الواقع والحقيقة العراقية المغيبة حين عالج بعض الحقائق التاريخية بحيادية وصدق وجرأة لم يألفها من تعودوا تزوير الحقائق في سرد تفاصيل حقائق العمل السياسي في العراق  ، ولعل من اهمها كتابه ( حسن سريع البيرية المسلحة ) الذي عالج أنتفاضة معسكر الرشيد التي قادها الشهيد الخالد حسن سريع ورفاقة  و كتابه الآخر  ( عراق 8 شباط 1963 ) مع ان الفقيد أصدر كتب بحثية في الفلسفة وهي اختصاصه الأكاديمي من اهمها أصول الضعف – دراسة في الميل العربي المشترك .
وكان الفقيد قد قدم ابحاث غاية في الأهمية خلال عمله الأكاديمي في جامعات الجزائر ضمن تخصصه الفلسفي .
رحل الفقيد الغالي علي كريم تاركاً شذرات من خلقه الكريم وسماحته وكرمه ومحبته للعراق والعراقيين والأنسان بشكل عام ، رحل بعد ان عم الحزن جميع قلوب محبيه ومعارفه وقراءه  وأصدقائه الذين عرفوه عن قرب ، وعلي كريم  مكافحاً ومجاهداً بالرغم من الأمراض والعلل التي حلت به ، كان الفقيد كتلة من المشاعر الوطنية والحس والشعور الأنساني وداعية من دعاة الوحدة الوطنية وتوحد الجهود من اجل ازالة سلطة الدكتاتور الباغي .
عرفت الفقيد منذ بدايات عام 1970 وهو يعيش غربته ونفيه محارباً الدكتاتورية دون هوادة ، وعرفت علي كريم صلباً رغم وداعته ورقته ، كان يحلم بنهاية الطغيان وحمامات الدم الجارية في بغداد وأن يستعيد اهل العراق أنسانيتهم ووطنهم من مخالب الطغيان  ، وكان يحلم بوطن تكلله المحبة ويسبح فيه الأبناء تحت شمس الحرية والكرامة ويتمتع فيه الكرد بالفيدرالية التي يستكثرها عليهم الطاغية وذيوله ، كان علي كريم أنساناً لايمكن نسيانه بسهولة بعد أن طبع أسمه في ذاكرة الزمن العراقي بأحرف مضاءة بالمحبة والنضال والأصرار على بناء عراق جديد .
وبعد أن أدى مراسيم الحج في مكة المكرمة ، وعاد منها الى دمشق آثر أن ينتقل الى جوار ربه غداة عودته من رحلة الحج ، ووري ثراه الطاهر في مقبرة الغرباء في دمشق  التي ضمت بين قبورها رموزاً عراقية أمثال محمد مهدي الجواهري ومصطفى جمال الدين وهادي العلوي وعبد الوهاب البياتي وليس أخرهم علي كريم سعيد الذي أبى الا أن يحل بجوار العقيلة الحوراء زينب بنت علي بن ابي طالب  الذي كان معجباً بتاريخها ومبهوراً بقصتها مع الزمن الظالم الهجين .
رحل علي كريم سعيد زاغي مبتسماً بصمت وهو يقول لنا لقد أديت الأمانة وها أننا نحصد ما زرعه علي من قيم وأصرار على النضال لأسقاط الطاغية وأزاحته عن صدور العراقيين .
أبا فراس كان حاضراً معنا في كل وقت ولم يزل يرفرف بجناحيه فوق قباب الجوامع وجسور الفرات ودجلة وشواطيء الكوفة وأزقة النجف ومقاهيها .
علي كريم سعيد خالداً في الذاكرة العراقية فقد أعطى ولم يأخذ ، وقدم ولم يتقدم ، ورحل عنا الى الله عز وجل دون أن يفرح معنا بسقوط صدام .
لكنه باق في الضمائر مادامت الضمائر حية .
مجداً ايها الطيب الذكر ، ومجداً ايها المعلم والصديق الوفي والقلم المبارك الذي لم يكن الا من اجل الحق والحقيقة .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة
- رسالة الى السيدة توجان الفيصل
- أمنيات عراقية
- حقوق غائبة بحاجة الى معالجة
- ملاحظات حول مسودة قانون أدارة الدولة العراقية للفترة الأنتقا ...
- وحدة العراق
- من يستحق التكريم النايف ام الشهداء
- القضاء العراقي وقلق منظمة العفو الدولية
- أتهامات محمد المسفر
- ورطة السيد نصار
- الفكر المتفسخ والموت السياسي
- سامي عبد الرحمن لم نكمل الطريق بعد !!
- الضمائر القابلة للصرف
- فيصل القاسم
- الطرطور
- مركز الجواهري للتراث وللدراسات والبحوث
- هل تنطلي الأكاذيب مرة أخرى ؟
- السر في الدفع بكوبونات النفط الخام
- من يستفيد من تفجير مقر الحزب الشيوعي ؟
- الحق والحقوق وقضية اكراد العراق


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب العراقي المناضل علي كريم سعيد زاغي