|
عكا بعد ستين سنة
فاطمه قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2434 - 2008 / 10 / 14 - 00:23
المحور:
القضية الفلسطينية
الأحداث التي انفجرت في مدينة عكا في الأيام الماضية ،بين سكانها الأصليين وأهلها وجماعات التطرف والعنصرية اليهود ، تعود لتطرح القضية من جديد في جوهرها الأساسي ،وتثير الأسئلة مرة أخرى ، مترافقة باستفزاز الخيارات من جديد. عكا ،تلك المدينة التاريخية المدينة الساحلية ، التي هي من أهم ملامح فلسطين التاريخية ، لم تسطع اذبة الجليد ،ولم تستطع إزالة عناصر الاشتباك العنصري ، بينهم وبين يهود ، متطرفو ،صهاينة ،غير قادرين عن رؤية غيرهم ،وعاجزين عن استيعاب الحقائق ،مغلقين ومنكفئين على أنفسهم وعلى ذاتهم العدوانية ، وعرب فلسطين أهل البلاد ، أهل عكا نفسها طرح عليهم السؤال الدموي قبل ستين سنة ، عن جذورهم في مدينتهم ، وعن بقائهم قومية ثانية في وطنهم الذي كانوا فيه قبل ألاف السنين قومية أولى ،إن لم تكن قومية وحيدة ،وقد أجابوا على ذلك قبل ستين سنة عام 1948 وما بعده ،أنهم باقون ،باقون برغم فوران الدم ، باقون برغم الطغيان العنصري ،باقون برغم تدفق الحقد ،باقون رغم التميز العنصري ،باقون رغم عدم المساواة في كل شيء ،حتى عدم المساواة في الملا جيء التي لم يجدوها كمواطنين عرب حين وصلت صواريخ حزب الله إلى عكا في عام 2006،ووجدوا أن الحكومة الإسرائيلية قد دمرت الأحياء اليهودية في عكا حتى لا تكون ملا جيء صالحة تقيهم الخطر ،بينما رفضت أن يبنى في أحياء العرب بعكا مثل هذه الملا جيء .
ولذلك :
فا القرار الحاسم والجوهري عند أهالي عكا من الفلسطينيين العرب هو إدارة المعركة ضد هذا التطرف والتميز العنصري الإسرائيلي ،بأكبر قدر من الحكمة والجدية ،بعيدا بعيدا عن إغراءات الشعارات الطنانة الفارغة،لان الحركة السياسية داخل الخط الأخضر أي داخل إسرائيل ، قد تركزت ملامحها وقواعدها ،بأنها حركة تهدف إلى الإصرار على تجسيد وترسيخ البقاء والثبات على الأرض ،ومراكمة الحقوق وأولها حق المواطنة ،وإجبار إسرائيل على الاعتراف بهم قومية ثانية في الدولة ،بما لهذه القومية م حقوق ومصالح وأحلام وتطلعات ،مع استمرار التأكيد على أن الفلسطينيين داخل دولة إسرائيل هم جزء عضوي من شعبهم الفلسطيني ،وبالتالي فهم جزء عضوي من أمانيه الوطنية والقومية والثقافية والفلسطينيون في عكا ،الذين كانوا وما زالوا من أول المؤسسين للحركة السياسية العربية داخل إسرائيل ،والذين خاضوا غمار التجارب الكثيرة بصمود ونجحوا فيها ،وحافظوا على ملامحهم الوطنية والثقافية بنجاح يستثير الإعجاب ، أهل عكا:
يعرفون أن لدى بعض الجماعات اليهودية في إسرائيل أحقاد واستفزازات تثير القلق ليس لدى العرب أنفسهم بل لدى أوساط كثيرة في الشعب الائسرائيلي فهؤلاء المتطرفين اليهود اليوم يشكلون قطيع من الذئاب ، ويشكلون حركة هيجان استيطاني في الضفة الغربية ، ويصرخون بعته واضح مطالبين بطرد الفلسطينيين أهل البلاد الأصليين ،من مدنهم وقراهم في الجليل والمثلث والنقب ،بل أيضا هذا يحدث في يافا واللد والرملة ،حيث هؤلاء يدفعهم حقدهم العنصري الأسود إلى عدم القدرة عن فهم الحقائق ،يتصرفون وكأنهم خارج المكان والزمان الإنساني ، يمار سو الحقد والبطش بابشع صوره ،،ويروجون خرافاتهم التي يقدسوها ولا يستطيعون رؤية غيرها . ولكن الحقيقة عند الفلسطينيين اكبر من بطش وحقد هؤلاء ، واكبر م السلاح المسموح أن يترك عمدا بأيديهم ليستخدموه بقتل الفلسطينيين ، وكبر من موجات الحقد والكراهية التي تتجاهلها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وتتركها بدون أي قيد أو رادع ،وخاصة في فترة الألعاب الداخلية الإسرائيلية ، وفترة تشكيل الائتلافات الحاكمة ،أو الإعداد لانتخابات مبكرة لان القوى السياسية بهذه الفترة ،تجيز المزايدة السياسية على بعضهم على حساب الدم الفلسطيني ، وعلى حساب الحق الفلسطيني وعلى حساب الأرض الفلسطينية ،والأمثلة لدينا كثيرة ، كما يحدث في بلعين ، وفي نعلين ،وفي مواسم جد الزيتون ، وفي تعديات المستوطنين اليومية ، والصواريخ التي تطلقها ضد العرب الفلسطينيين في الضفة الغربية ،وفي مسلسل الاستفزازات الحاقدة التي يقوم بها قطعان المستوطنين ضد القدس الشريف ،وضد أهل القدس وضد كل قضية تطرح تتعلق بالقدس . هذه الروح العنصرية الحاقدة هي التي وقفت وراء تفجيرالاحداث في عكا ، والتي نتج عنها خسائر من أهلنا أبناء عكا ،وتدمير محلات تجارية ، والتي أعلن موجة جديدة من الحقد العنصري الذي ينادي بطرد الفلسطينيين م أراضيهم وقلع جذورهم التي تمتد إلى ألاف السنين ،
وهنا:
فان الردود الفلسطينية يجب أن تكون حذرة، لأنه كما ذكرنا سابقا، يجب أن تنطلق دائما من ضرورات البقاء، والوجود، والتشبث، والحكمة والصلابة. وان أحداث عكا ، تقول لنا بوضوح منقطع النظير ، إن الجريمة التي ارتكبت بقدر كبير من التواطؤ الدولي قبل ستين سنة ،وان النكبة الفلسطينية بعناصرها المتعددة التي وقعت قبل ستين سنة ، ما تزال حاضرة في ذاكرة الفلسطينيين برغم تعاقب الأجيال ، وحاضرة في مفاصل السياسة ،وحاضرة في وعي جميع الأطراف ،بان القضية الفلسطينية هي قضية وجود ، قضية أن نكون أو لا نكون ، قضية الأرض ومن يفرض نفسه فيها ،وبالتالي فان الهروب إلى مسارات الخلاف فلسطينيا ،، والى نتائج الخلاف فلسطينيا ، والى استمرار الانقسام الفلسطيني هو أمر مؤسف بكل المعاني والمعايير .
لان:
اكبر دعم نقدمه لأهلنا في مالمتعصبين،خالدة هو عودتنا إلى الحوار الوطني، وقدرتنا على تحقيق المصالحة الوطنية، عبر تقديم التنازلات لبعضنا، وعبر قدرتنا على رؤية المستقبل معا، والوصول إلى الهدف معا، الهدف الرئيسي الذي بخلافاتنا نبتعد عنه شيئا فشيئا، وهو الدولة الفلسطينية المستقلة التي تشكل حازا نهائيا ضد أطماع الغاصبين, والتي ستكون سندا وبيتا حقيقيا للفلسطينيين أينما كانوا سواء على ارض فلسطين التاريخية أو في أماكن الشتات واللجوء.هذا هو ردنا على استفزازات المتعصبين، وعلى أوهام المتطرفين الاسرائيلين، أن نخرج من مستنقع هذا الانقسام الذي طال الوقت عليه، حيث أصبح يهددنا جميعا وان نذهب إلى الحوار بوعي وقلب مخلص وحريص، وان نؤسس ونوطد أركان وحدتنا الوطنية، عبر باء نظام سياسي فلسطيني يحتكم أولا وأخرا إلى مصالح شعبنا وليس إلى رهانات وأحلام الآخرين فينا، التحية لمدينة عكا مدينة البحر ولؤلؤة وفخر الزمن الفلسطيني التحية لأهلنا الصامدين المرابطين الضاربين بجذورهم بالأرض الفلسطينية في عكا الباسلة. وان فلسطين وطنا وقضية، ودولة، دائما تحيا بالعقول المستنيرة المتوهجة والسواعد الشجاعة والارادات الحرة.
#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القراصة الصغار والقراصنه الكبار
-
مساهمة مناضلة فلسطينية في الحوار الوطني
-
دولة للفلسطينين ام دولة للمستوطنين
-
الصعود باتجاه الحوار
-
قصيدة للغناء
-
الاستيطان والتحديات الكبرى
-
شرف المحاولة
-
الذهاب إلى الحل ام الذهاب إلى المشكلة
-
الدورة رقم 130
-
الحواروالخريف
-
التعليم قاعدة التنمية البشرية
-
قريبا هناك.... في القوقاز
-
همس الرحيل
-
استنساخ العدو
-
إعادة تركيب المشهد الفلسطيني
-
احتمالات الزمن الصعب
-
ليل يحتاج الى نهاية
-
اطفالنا ذوي الاحتياجات الخاصة بين ظلم المجتمع وعجز القوانين
-
ضرورة اسمها القوة
-
قرارخارج السياق
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|