أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد الهاشمي - تيار الوسط العراقي وأزمة القيادة














المزيد.....

تيار الوسط العراقي وأزمة القيادة


حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)


الحوار المتمدن-العدد: 2434 - 2008 / 10 / 14 - 08:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعد تيار الوسط في أي بلد وأي مرحلة، ظاهرة صحية، خاصة في المجتمعات التي تتسم بالمشاركة السياسية الفاعلة لجميع القوى السياسية فيها على أسس ديموقراطية. كما ويعد إلى جانب الحركات الوسطية بمثابة عامل توازن بين التيارات اليمينية واليسارية، الراديكالية المحافظة والليبرالية والمنفتحة. وقبل كل هذا يعد عامل كبح لجماح ونزق الجماعات المتطرفة من كل الأطراف. وبهذا فمن المتوقع أن تكون التيارات الوسطية عوامل استقطاب في المجتمعات التي تعاني أزمات سياسية مبنية على أسس استقطابات فئوية (طائفية، قومية، مذهبية، ايديولوجية، جهوية ...الخ).
وغالبا ما تكون التيارات المعتدلة التي تحاكي رغبات المواطن في التعايش الآمن وترفع شعارات تهدف إلى تحقيق الرفاهية والعدالة الاجتماعية وتحقيق تكافؤ الفرص والنهوض الاقتصادي والعلمي وما إلى ذلك، غالبا ما تعد مشاريع منقذة للبلدان التي تعاني من أزمات استقطابات النخب السياسية المتطرفة.
ويضم تيار الوسط على الأرجح، الفئات المتعلمة والنخب المثقفة التي تترفع وتربأ بأنفسها عن أي ولاءات فئوية ضيقة لا تنسجم والقيم الإنسانية، والوطنية الحقة والتي تدفع إلى صراعات مسلحة تفسد السلم الاجتماعي.
ولا شك أن تيار الوسط حقيقة ثابتة وموجودة في أي مجتمع، لكنه يحتاج إلى قيادة أو قيادات ناطقة باسمه، تبرز هويته، وتلم شمله وتأخذ بيده نحو تحقيق أهدافه عبر الوسائل السياسية السلمية. وبالتأكيد فإن العملية السياسية المبنية على أساس التداول السلمي للسلطة عبر الوسائل الديموقراطية المتاحة هي السبيل الأفضل، سيما وأن هناك من وسائل الإعلام المتاحة وحرية التعبير عن الرأي وإن كانت على درجات.
وإن هذه القيادة تبرز من بين صفوفه وليست قافزة من خارجها إليه مصطنعة مدعية شعاراته، تفشل في أول إمتحان لاختبار إعتدالها. وأن تجيد أصول اللعبة السياسية الديموقراطية وأسسها.

وفي الشأن العراقي، فإن الصورة تبدو قاتمة إلى حد ما للأسف الشديد، فوفقا لهذه المواصفات فإننا لا نشهد وجود قيادات بارزة خاصة بعد مرور خمس سنوات على التحول السياسي في البلد الذي يعيش مرحلة إنتقالية بكل شيء، ويعاني أزمة وجود قوات أجنبية (احتلال) على أراضيه، ومر بمرحلة قاربت صفة الحرب الأهلية الطائفية، نتيجة لتصدي قيادات متطرفة لفئات نافذة في المجتمع، وقدوم أفواج من الذين جندتهم الحركات الإرهابية التكفيرية. ونفوذ هذه الجماعات هي قوة السلاح بمقابل ضعف سلطة القانون الناجمة عن انهيار مؤسسات وأجهزة الدولة كاملة، وجهل أو هدف مغرض من قبل قوات الإحتلال بالسماح لها بالبروز إلى الساحة.
لقد كانت سمة بعض القيادات السياسية العراقية المحسوبة على تيار الوسط، الإنتهازية والتصيد في الماء العكر. وهو خلاف النهج السياسي المعروف للمنافسة السياسية الشريفة التي تقتضي تسقط أخطاء الخصوم وقلبها لمصلحة الشعب وليس الذات، ولكن ذلك بدا إنه مجرد تسقيط ونيل من الآخر وحسد من بعض نجاحاته التي حققها. ودون طرح بدائل للمشاريع الفاشلة لدى الخصوم.
وهكذا رأينا أن بعض هؤلاء يظل صامتا في أحلك الظروف، ولكن يطل برأسه غيضا وحسدا حينما يرى بعض الأمل في الخروج من مأزق البلد يحسب لهذا الشخص أو تلك الحكومة. والشواهد كثيرة ولا تحتاج إلى سرد. ورأينا مزايدة البعض واستعداده حتى إلى الإنقلاب على العملية السياسية، إذا ما خسر "المعركة".
فأين هذا من تجارب المنافسة السياسية في بعض بلدان العالم المتقدمة في هذا المجال، حيث نرى أن الخصم السياسي سرعان ما يسارع إلى دعم خصمه ومشروعه في حالة تأكد نجاحه، وتجاوز أزمة البلد أو أمل في ذلك.
إن من سمات بعض ما يمكن أن يحسبوا على قيادة تيار الوسط العراقي، الإنزواء أو الإستسلام إلى مشاريع إقليمية دولية، أو ارتداده إلى طبقة طائفية أو جهوية بحته، ناسفا تاريخه بدقائق معدودة. في حين يقتضي النهج السياسي السليم، التروي في إطلاق الأحكام والردود المستفزة وأن تكون طروحاته مستهدفه الناخب قبل الخصم، لأنه الحكم النهائي والسلم الذي سوف يرتقي عليه هذا السياسي.
خلاصة القول، إن تيار الوسط العراقي يفتقد الآن القيادة الراجحة التي تستثمر فشل المشاريع البعيده عنه وعن ذاته وطموحاته. وإن فرصة بعض القيادات التي لم تنزلق بعد، بعيدا عنه لازالت قائمة. ولكن عليها أن تجيد اللعبة السياسية التي تقتضي المنافسة الشريفة وجعل الناخب العراقي هو الهدف وليس الخصم السياسي. وأن توظف هفوات وأخطاء وحتى نجاحات الحكومة لصالحها وذلك من خلال دعم الحكومة في مشاريعها الناجحة وتقويمها في أخطائها. وأن تبني مشاريعها، وترفع شعاراتها وأهدافها المبنية على أساس حاجات المواطن الأساسية وما يطمح إليه.

* د. حميد الهاشمي، كاتب عراقي متخصص بعلم الاجتماع والانثروبولوجيا. http://www.al-hashimi.blog.com



#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)       Hamied_Hashimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة التدخين وخطورة دور وسائل الإعلام
- صدور الترجمة الانكليزية لكتاب عالم الاجتماع علي الوردي -دراس ...
- بين الصورة النمطية والوقائع التاريخية: المرأة مخترعا
- عن المحافظ الذي خلع العمامة من أجل السلطة: علاقة الدين بالسي ...
- على هامش تحركاته السياسية الأخيرة: اياد علاوي في الميزان
- تداول المقاومة في العراق: ما مفهوم المقاومة الشريفة؟
- نظرية بناء الأمة وقابلية تطبيقها في المجتمعات غير الغربية
- مؤسساتنا وثقافة مواقع الانترنت: الجامعات نموذجا
- جريدة الزوراء أم جورنال عراق: نحو تصحيح كتابة تاريخ الصحافة ...
- المثقف العراقي وموقعه من المأزق الراهن لبلده
- المرأة والظلم الاجتماعي في مجتمعاتنا
- المجاهدون وأخلاقيات الحرامية
- الآثار والهوية الاجتماعية -1
- حول استهداف العلماء والتعليم في العراق: العراق يمرض ولا يموت
- حين يكون النسب العشائري معيارا للمواطنة
- خطة أمنية لكل مواطن
- الآخرون وتسخين المشهد العراقي
- العراق: مشاهدات وانطباعات مغترب زائر
- أنا أتكلم لغتك فلماذا لا تتكلم لغتي ؟ مدخل لحوار الأثنيات في ...
- أسوء احتجاج سمعته في حياتي: المثقف ينبغي أن يكون فاعلا لا من ...


المزيد.....




- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 13 شخصًا جراء غارات إسرائيلية ال ...
- زيلينسكي يتوقع الحصول على مقترحات ترامب بشأن السلام في يناير ...
- مصر تتطلع لتعزيز تعاونها مع تجمع -الميركوسور-
- زالوجني: الناتو ليس مستعدا لخوض -حرب استنزاف- مع روسيا
- أكبر الأحزاب في سويسرا يطالب بتشديد قواعد اللجوء للأوكرانيين ...
- استطلاع جديد يوضح بالأرقام مدى تدهور شعبية شولتس وحزبه
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- هل تشعر بالتوتر؟ قد يساعدك إعداد قائمة بالمهام في التخفيف من ...
- النيابة العامة تحسم الجدل حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد ...
- نتنياهو: التسريبات الأخيرة استهدفت سمعتي وعرّضت أمن إسرائيل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد الهاشمي - تيار الوسط العراقي وأزمة القيادة