ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 2433 - 2008 / 10 / 13 - 09:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ( صدق الله العظيم )
(سورة البقرة آية 61)
ما كان الإلتزام الديني في يوم إنتقائياً ؛ يأخذ الفرد ما يعجبهُ من التعاليم ويتركُ غيرها حسب هواه . الشرائع الدينية قوانين مبنية على مبادئ تنظم حياة الفرد سواءً علاقته بخالقه أو ببني البشر في الأرض . فالمفروض أن يكون الفرد مطيعاً لهذه القوانين مطبقاً لها . ومن المبادئ الأساسية في أصول تطبيق القانون أن لا إجتهاد في مورد النصّ . فليس للفرد أن يجتهد ما دام هناك نصّ واضحٌ ومحدد المعنى والغرض .
في نصّ الآية الكريمة أعلاه ، وبوضوح لا لبس فيه ، تمّ تعداد اليهود والنصارى والصابئين المؤمنين بالله واليوم الآخر والعاملين صالحاً ووعدهم الله سبحانه وتعالى بالأجر ، وليس بالعقاب ، وطمأنهم أن هُمُ لا يحزنون . فمن يكون أولئك الذين أعطوا لأنفسهم الحقّ أن يعادوهم ويقتلوهم ويمثلوا بهم شرّ تمثيل ، ويغتصبوا أموالهم ويشردوهم من مساكنهم ، ويفرضوا عليهم الهجرة القسرية بإسم الدين ؟ لقد مارس الإرهابيون التكفيريون شتى الجرائم المروعة بإسم الدين ضدهم ، ورافقهم وكمّل على فعل الإرهابيين والتكفيريين الميليشيات المسلحة التي تدعي التمسك بالدين .
من خمس سنوات والعراقُ يتلظىّ بنار تحرق الأخضر واليابس ، ولا تُرى نهايةٌ لهذا النفق المظلم . فالإعلامُ الحكومي وتصريحات المسؤولين تدّعي تحسّن الأوضاع ولكن الواقع اليومي المعاش يكذب تلك الإدعاءات ، بل بالعكس فإننا كنا نظنّ خيراً وحسن نيّة بالمسؤولين في إدعاءاتهم ولكن خيبة الأمل تأكدت في القرارات التي صدرت والتي تصدرمن مجلس النواب الذي يفترض بأعضائه أنهم يمثلون هذا الشعب .
إن القانون الذي تمّ تمريره بإلغاء المادة 50 مما يؤدّي إلى هضم حقوق كافة الأقليات الأثنية والدينية من التمثيل في مجالس المحافظات يعتبر تكريساً لجميع الجرائم التي إرتكبها الإرهابيون والميليشيات ضدهم ، ويلبسها الشرعية القانونية . إن تمرير مثل هذا القانون في العراق الذي يصرّ حكامه أن يزيّن علمَهُ عبارة ( ألله أكبر ) لا ينسجم مع إلتزام هؤلاء بروح الدين الإسلامي الحنيف . فليس الإلتزام الديني إنتقائياً ، بل أنّ عصيان نصّ في القرآن الكريم يُعتبر كفراً ، فهل أنّ أعضاءَ البرلمان الذين صوتوا لتمرير هذا القانون كفرة ؟ أعوذ بالله !!
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟