إن أغلب الدراسات المغربية التي تناولت طاهرة الإرهاب بالمغرب ركزت بشكل عرف إجماع المحليين على ارتباط تلك الظاهرة بالنشأة الاجتماعية للجماعات المتطرفة في الأحياء الهامشية للمدن الكبرى إذ أن أغلب عناصر تلك الجماعات نشأت في هوامش المدن وخاصة أحيائها المهمشة سواء بالدار البيضاء أو فاس أو الرباط أو مكناس أو سلا أو القنيطرة أو أكادير أو مراكش أو اليوسفية أو طنجة أو تطوان.
وهذا ما يجعل نشأتها مقارنة، بل مطابقة أحيانا لنشأة الجماعات الإسلامية المسلحة بالجزائر التي نشأت هي كذلك في الأحياء الهامشية للمدن الكبرى الجزائرية، مثل أحياء باب الواد والقصبة وبلكور والحراش وبركي بالجزائر العاصمة والأحياء المهمشة بوهران وبليدة وقسطنطينة وغيرها، وهي مدن تحتضن النسبة الكبيرة من العاطلين والمهمشين.
وهذا يجرنا في حالة المغرب إلى إشكالية تدبير الحقل الديني من طرف الدولة وإشكالية السياسة التعليمية المعتمدة والتعامل مع الاجتهاد في مجال تفسير المتن الديني واستفحال الفقر والتهميش والبطالة وتكريس آليات الفقرقراطية وإشكالية الدور التعبوي والتأطيري للأحزاب والهيئات السياسية وغياب استراتيجية وسياسة تنموية من شأنها تحسين ظروف العيش وإشكالية افتقار المدن المغربية لرؤية حضرية قادرة على دمج واستيعاب الشباب.
وقد كشفت كل الدراسات على الوضعية الكارثية التي تعيشها الأحياء المهمشة بالمدن الكبرى المغربية والتي وصفتها بدوائر التهميش وفضاء للالسعودية،يج المخدرات والتهريب والبطالة والأمية وكثافة السكان.
غير أن الخصوصية التي ركزت عليها أغلب الدراسات أن أغلب رؤوس التطرف بالمغرب شاركت في حرب أفغانستان الأولى والثانية أو درست بالديار السعودية ، مما سهل اندماجهم على المستوى المرجعي في أممية التطرف الديني بالعالم الإسلامي .