عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2433 - 2008 / 10 / 13 - 09:10
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
في كارثه قضائية من العيار الثقيل عصفت بكل مبادئ المواطنة وعلى خطى كارثة الكشح الشهيرة وبنفس نتيجتها التي أعلنها قداسة البابا شنودة لا نملك سوى أن نعلن إستئنافنا إلى الله وحده.
حاله من الصمت الرهيب يصاحبها ثورة وكبت داخلي لايعلم مداه سوى الله وحده، هذه هي الحالة التي يعيشها أقباط قرية دفش بعد أن علموا بمنطوق الحكم والذي كان صدمة غير متوقعة بالمرة، أن يصبح دم القبطي مهدوراً بهذه الطريقة فبالأمس كان الموعد في النطق بالحكم على القاتل "خميس عيد" والذي قام بقتل المواطن القبطي "ميلاد فرح إبراهيم" مساء يوم 5 يونيو 2008 بعد أن قام باستدراجه إلى منطقة مهجورة وقام بطعنه بسكين بمساعدة آخرين.
وكانت جلسة الأمس بحسب وصف أحد الشهود من أبناء القرية هي كالآتي:-
قام المحامي والتابع لجماعة الإخوان المسلمين ويدعى "أحمد عبد العزيز" بتقديم خطبة نارية عن حرمة نساء المسلمين والحفاظ علي أرضهم وعرضهم مستشهداً بأحاديث نبوية وآيات قرآنية.
والمشهد الثاني هو المتهم خميس والذي كان ماسكاً بيده سبحة وحلف القسم أنه انتقم بدافع الشرف عن حرمة بيته.
والمشهد الثالث هو القاضي الذي كان ينقصه شيء واحد وهي لحية ليظهر بالحق أنه رجل دين مسلم وليس قاضياً ثم بين يديهم أوراق القضية وتحريات المباحث التي انتقمت من رد فعل الشباب القبطي وتظاهرهم عقب وقوع جريمة القتل.
لتقف كل المشاهد ضد دم القتيل المسفوك وتذهب أدراج الرياح ويتم الحكم ببراءة القاتل "خميس عيد" وينضم القتيل "ميلاد" إلى أبرياء الكشح الذين ضاعت دمائهم هدراً وذلك كونهم أقباط يحل سفك دمائهم، هذه هي العدالة في بلادنا، هذا هو الميزان والمنطق والعقل، كل شواهد الجريمة مثبتة بالشهود والأداة المستخدمة في الجريمة والإعتراف من القاتل، ولكن هو منطق واحد قد حكم في القضية هذا مسلم وهذا مسيحي ولا توجد أي مبررات أخرى غير ذلك وهذا ليس بغريب على القضاء المصري، فكما سفكت دماء العشرات وتم تبرئة القتلة.
هكذا الحال اليوم وكل يوم وإلى منتهى الأجيال مادام هناك توجه ديني داخل النفوس فهو سيكون القاضي والحكم ولن يكون هناك إنصاف لأي قبطي يقع سوى أن نرفع دعوانا إلى الله أن ينتقم لمظلمتنا وأن ينتقم لدمائنا التي تسفك كل يوم على مرأى ومسمع من الجميع.
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟