أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - طريق وحدة العراقيين وسلامتهم؟















المزيد.....

طريق وحدة العراقيين وسلامتهم؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 750 - 2004 / 2 / 20 - 07:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتصاعد اليوم وتائر الهجوم على العراق والعراقيين حتى أنَّ الأمر لم يعد قاصرا على التدخلات الإعلامية المعروفة عبر الإذاعات المشبوهة الموجهة وعبر التصريحات السياسية المعادية التي تثير المشكلات ومحفزات الإثارة السلبية, بل راحت أصابع قوى التدخل تحمل متفجرات الموت الانتحارية وغيرها لتهربها عبر حدود شبه مفتوحة لتلك القوى الظلامية وإذ لم تجد مَن يقوم لها بمهمة التخريب والتدمير راحت تمرر [سياح الموت] الذين يفجرون أنفسهم بين أطفال المدارس ومرضى المستشفيات وهكذا دواليك...
ولنركز على تلك الأصوات التي تتصاعد ناهضة بمهمة محاولة تمزيق نسيج المجتمع العراقي الموحَّد فمنها تلك التي تستثمر الحديث في موضوع الفديرالية التي توافق عليها العراقيون طوال عقود من الزمن من تاريخهم المعاصر لتؤولها بتوجه كردي إلى الانفصال وهي حركة ساذجة يعرفون أنَّ أخوة الوطن من الكرد لم يصرِّحوا عبر قادتهم وقواهم السياسية والاجتماعية بمثل هذا الأمر ولم يضعوا في برامجهم الحزبية وأجنداتهم السياسية أيَّ شئ من قبيل الانفصال أو الاستقلال.. بل يسجل العراقيون للكرد توجهاتهم في العمل على وحدة التراب العراقي ووحدة شعبنا...  ولطالما استقبل الكرد حركة المعارضة العراقية بين جوانح كردستان عندما كان الطاغية يسيطر على أجزاء واسعة من الوطن.
والمحاولة الأخرى لتمزيق وحدة نسيجنا الوطني تمرّ عبر اللعب على وتر الطائفية والديانات والأقليات فمن ذلك محاولات الإيقاع بين القوى الكردية والكلدوآشورية والأيزيدية والتركمانية والعربية! ومحاولة الإيقاع بين الصابئة والمسيحيين والمسلمين! وهم يدفعون الغالي والثمين لتحقيق مآرب الفصل الديني إياه كما يحصل بعمليات تهجير المسيحيين من مدينة البصرة بملاحقتهم برصاص الموت والدمار... وهم ينعقون في قربة مقطوعة بخصوص تهجير أبناء المحافظات والقصبات الكردية من العرب والتركمان والكلدوآشور وهي مشكلة تركها النظام البائد بعد عمليات التعريب التي سجلت تهجير الكرد من بيوتهم ومدنهم!
كما تلعب قوى سياسية خطيرة التأثير بحجمها الدولي والإقليمي والعربي بمد أصابع التدخل ومحاولة إشعال الفتنة الطائفية ودق أسفين بين أكبر مكونين في نسيج المجتمع العراقي.. وهنا تصب الزيت في نار طائفية بغيضة ظل شعبنا يرفضها عبر عصور متعاقبة من المحاولات السقيمة لتمزيقه...
وللرد المقابل ينبغي على قوى شعبنا العراقي المتجذرة تاريخا وفكرا ومنهجا وسياسة أنْ تؤكد في مفردات عملها على ما يوقف أعمال العنف ويقطع الطريق على أدواته بعدم الاكتفاء بردِّ الفعل من شجب واستنكار ورفض, وينبغي لفئات شعبنا وطوائفه ألا تستجيب لمنزلقات خطيرة تريد قوى العنف جرّها إليها.. وبالضد من التدخلات الأجنبية من دول مختلفة ومن قوى متنوعة بمصالحها ومآربها وأطماعها لابد من تعزيز الهوية الوطنية والتمسك بوحدة التراب الوطني والنسيج الاجتماعي والسياسي العراقي...
وهكذا سيكون الرد العراقي على تدخلات إقليمية مزيدا من الهوية الوطنية تمسكا وتوثيق عرى وبمزيد من تقديم المواطَنَة العراقية على كلِّ ما عداها أيا كانت أهمية المرجعيات الأخرى وقوة الجذب نحوها إذ سيكون لاهتمام أكبر بالخصوصية الطائفية مقدمة لتمزيق وحدتنا وتمهيدا للحرب الأهلية المزعومة المدعومة!! ولكنَّ الحديث عن أنفسنا بوصفنا عراقيين أولا يفتح الطريق واسعا عن الحديث عن أنفسنا بخصوصياتنا الأخرى بكل تفاصيلها ومفرداتها..
بينما سيكون تقديم الهوية الطائفية الدينية على الروح الوطني وسمة الهوية الوطنية مقدمة وتمهيدا للتمزق والتشتت والتناحر والاقتتال ولن نجد ولا فرصة واحدة حينها لكي نمارس خصوصياتنا لأننا حينها سنكون مشغولين بحرب طاحنة لها بداية وسبب ولكنها بلا نهاية وبلا سبب للحل المباشر ... وإلا فلماذا نبدأ اقتتالا وننهيه بسرعة مع قبول بخسائر وضحايا جديدة وهذه المرة بأيدينا نحن أبناء الشعب المقتتلين بالإكراه وبالخديعة والتضليل!!!
إنَّ الردَّ على قلق بعض الشخصيات التي تحلل الشأن العراقي هو بمزيد من العقلانية والموضوعية والهدوء ورسوخ الحل الوطني وتجذيره في التعاطي مع قضايانا المتنوعة. وبمزيد من الامتناع على أصابع التدخل ورفض السماح لها بالوصول إلى مبتغيات مغرضة تخص مصالح ضيقة وفوق ذلك تقوم على جثث العراقيين وضحاياهم...
وهكذا فإنَّ حديث بعضهم عن عراق يعود لطائفة الأغلبية أو عراق يعود لطائفة متنورة متعلمة أوعن عراق يعود لطائفة تلتقي مع هذه الجهة الإقليمية أو الدولية أو القوى الخارجية أو تلك.. وحديث عن تكفير العلمانيين وحكم الشريعة على الطريقة الإيرانية! أو البطرياركية الأبوية كما في بعض دول المنطقة أو النظم الإسلامية من التاريخ أو من زمننا حيث ضيم فئة تدعي القدسية باسم المرجعية تارة وباسم النسب الشريف أخرى وباسم أية قدسية المهم ادعاء يمنع ويحظر المناقشة ويصادر الرأي الآخر بمعنى العودة مرة أخرى لدوامة عراق تحكمه فئة وتـُضام فيه بقية الفئات!!؟
أما بديلنا فهو يكمن في عراق الجميع من دون استثناء وعراق لا تحكمه فئة أو طائفة أو جهة أو طرف وتـُصادر فيه الأطراف الأخرى عراقنا الجديد عراق الديموقراطية الحقيقية التي يطرز أشعتها أبناء شعب العراق جميعا بلا ولاءات أجنبية دولية أو إقليمية وبلا مرجعيات مطلقة الصلاحيات تصادر رأي المواطن والوطن لصالح قدسيتها المستنزلة من سماوات  أو من أراضين فليس من يحكم العراق إلا إدارة مختارة من الشعب على وفق توافقات وتواضعات دستورية حرة غير مقيدة بشروط تمييز لديانة أو عرق أو قومية أو طائفة أو لغة أو اعتقاد أو سياسة وليس من صوت يعلو فيه إلا صوت العراق والعراقيين ووحدة كلمتهم وسلامتهم جميعا بتكافل وتعاضد وتفاعل وتشارك وليس لجهة أنْ تفرض قيمها على أخرى إلا بما تواضعت عليه مع الآخرين من قيم مشتركة توحِّد ولا تفرِّق وتكون سفينة سلامة لا عبارة ندامة..
وليس من كلمة بعد غير دعوة لوقف كلمات الحماس الطفولية والاندفاعات الانفعالية الرخيصة لقوى الراديكالية المتطرفة المتشنجة التي لا ترى في الحياة الإنسانية إلا ميدان اختبار لا مناص ولا مفرّ إلا بمزيد من أضحيات بلا ثمن يدفعها شعبنا على مذبح أولئك الذين لا يفقهون مما يُفتون فيه إلا ما ينطقه ببغاء عديم عقل فينصبون أنفسهم وصاة على حيوات الناس يصادرون حياة هذا ويفتون بذبح ذاك .. وما ينبغي لنا هو تعبئة شعبية عامة ضد المرجعيات المزيفة وضد أفكار المصادرة والاستلاب وضد سطوتها لا على الشارع بقوة عصاها الغليظة وعنفها ودمويتها بل ولنوقفْ سطوتها على عقول الناس البسطاء الذين يبحثون عن العدل والتقوى والمنهج المستقيم وهو ما ينبغي أنْ نقدمه للناس صحيحا غير معوج أو ظالم..
وتلك من مهماتنا الجوهرية الكبرى.. قبل أنْ تندلع مشكلات لا نسطيع وقفها بغير هيلمان عظيم من الكوارث والضحايا.. فهلا أقبلنا على عمل الصواب؟؟!

خاص بالحوار المتمدن   



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقضات المرحلة وتأثيراتها على العملة العراقية وانعكاسات ذلك ...
- قطاع التربية والتعليم الجدوى الاقتصادية الستراتيجية بين المش ...
- العلوم والتخصصات الإنسانية: لماذا يستسهلون التدخل في شؤونها ...
- الخلط بين السلطتين الروحية والدنيوية!
- قال الغزالي و قال ابن رشد فـماذا نقول؟ و ماذا نريد؟
- إدارة الدولة العراقية الجديدة والمرجعية الدينية
- حاجزَي الخوفِ والانفلاتِ بــيـن المركزيةِ المطلقةِ وفوضى الع ...
- آلية التفكير الأسطوري بين استلاب المنطق العقلي ومصادرة حرية ...
- التطيّر وروح الاستعداء والشتيمة الأهداف والحقائق في مقالات ب ...
- مقاربة أولية بين قراءة نظرية المؤامرة وقراءة حركة الواقع الح ...
- فوضى التفجيرات الإرهابية
- خلق فرص العمل بين الظروف الطارئة راهنيا ومراعاة التخصص و الك ...
- يوم مهم في تاريخ المسرح العراقي؟! العام الستون لاعتلاء الفنا ...
- الحوار المتمدن بين سجالات اليوم وديموقراطية الغد المنتظرة
- مهاجمة الشيوعيين اعتداء على العراقيين ومحاولة لإرهابهم
- هل نحن ضد الانتخابات؟
- لغة الحوار وأصولها والتناقضات الأخلاقية المنتشرة على بعض موا ...
- قرار إلغاء قانون الأحوال الشخصية اعتراضات مسوَّغة وأخرى ادعا ...
- أزمة السكن في العراق بين اضطراب الوضع الاقتصادي والمشكلات ال ...
- ما يؤسِّس له دعاة البرلمان في العراق؟


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - طريق وحدة العراقيين وسلامتهم؟