أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - هوليود .. على من تطلق الرصاص ؟














المزيد.....

هوليود .. على من تطلق الرصاص ؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 08:42
المحور: الادب والفن
    



أطلقت السينما الأمريكية من رصاص أفلامها ما يفوق كل كميات الرصاص التي علا دخانها في الحربين العالميتين ، وأردت عددا لا يحصي من الممثلين والكومبارس وذلك عبر رحلة بدأت عام 1895 حين جري أول عرض لصور متحركة على الشاشة إيذانا بميلاد فن السينما ، أو " الفن السابع " ، وبعد ذلك بأعوام وضع جريفت الشكل العام السينمائي الذي نعرفه الآن . وفي 1926 استخدمت المؤثرات الصوتية والموسيقي بنجاح في فيلم " مغني الجاز" ، وعام 1932 ظهر الفيلم الملون وأصبحت هوليود المركز الأول لصناعة السينما في العالم بلا منازع. وعلى مدى نحو مئة عام انقضت الأفلام الأمريكية على تاريخ الشعوب الأخرى الحقيقي وأعادت تصويره من وجهة نظرها : فشعوب أفريقيا كتل سوداء همجية تتدلى من أنوفها حلي غريبة ترقص حول قدور النار في الغابات وتلتهم لحوم البشر، أما الشعوب الصفراء كالفيتناميين فلا هم لها سوى تعذيب الأمريكيين المتحضرين في أكواخ من بوص ، أما العرب فهم شعب لا يعرف سوى الاغتيالات وتفجير الطائرات وتقويض دعائم الأمن الأوروبي، أما الهنود الحمر أصحاب البلاد الأصليين فإنهم محترفي سلخ فروات رؤوس الآخرين ومعتدين برابرة ، وبذلك كان الوعي بحقيقة تاريخ الشعوب الأخرى وحضاراتها وثقافتها أول ضحايا رصاص هوليود ، الأكثر من ذلك أن هوليود لم تشوه تاريخ الثقافات الأخرى فحسب ، بل انقضت بلا رحمة على الشعب الأمريكي ذاته ، الذي لم يعد العالم يتخيله إلا بصفته شعبا لاهم له سوى إطلاق الرصاص لأوهي الأسباب داخل الحانات ، وإشعال نار المشاحنات والملاكمات في الشوارع ، واغتصاب النساء ، والسطو على البنوك ، وتحطيم كل ما تقع عليه اليدان لحظة الانفعال من كئوس وموائد كأنها صنعت بالمجان، واللهاث المحموم وراء الجرائم السادية.هكذا قدمت هوليود الشعب الأمريكي للعالم ، ومسخت بنفس الدرجة التي شوهت بها الشعوب الأخرى وجود الشعب الأمريكي في وعي العالم بحيث أصبح من الصعوبة بمكان تخيل صورة المواطن البسيط في تلك البلاد أو مشكلاته أوأحلامه ، واستخدمت هوليود في ذلك كل قوة الفن السينمائي المركب الذي أخذ من الرواية الأدبية عنصر الحكاية ، ومن المسرح فن الحوار وتوزيع المجموعات البشرية ، ومن الموسيقي التصوير النغمي للحالات والبيئة ، ثم استفاد من الفن التشكيلي والرسم في تحديد أبعاد الصورة ، فغدا الفن السينمائي عن حق " أخطر الفنون تأثيرا " خاصة أنه يعفى المتلقي من أية شروط ثقافية كالإلمام باللغة أو غير ذلك . وبالرغم من أن هوليود صنعت تاريخا سينمائيا مزورا للعالم وللشعب الأمريكي نفسه ، فإن ثمة عددا قليلا من الأفلام يظهر بين الحين والآخر وإليه يرجع الفضل في الوعي بصورة الإنسان الأمريكي الحقيقي ، من هذه الأفلام فيلم " غرفة مارفن " وهو فيلم قديم شاهدته مؤخرا ، قامت ببطولته النجمة اللامعة الرقيقة ميريل ستريب ، ووضع السيناريو له الكاتب سكوت ماك فيرسون عن إحدى مسرحياته . والفيلم قصيدة مرئية عن العلاقات الأسرية المفككة والوحدة والحاجة إلي الحب والحنان ووهن الشيخوخة في غرفة الجد مارفن. إنها غرفة لا ينهمر فيها لا رصاص ولا يقتل فيها أحد ، ولا تخفي فيها أوراق نقدية ، ولا تتعرى فيها إمرأة ، ولا ترتكب فيها جريمة يحتاج كشفها إلي مخبر ذكي ، إنها مجرد غرفة صغيرة للأمل في أن تصبح العلاقات الإنسانية دافئة وصادقة لا أكثر ، غرفة تثبت من جديد أن حياة الناس وهمومهم هي موضوع كل فن عظيم .
ـــ
أحمد الخميسي . كاتب مصري
[email protected]



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابتنا والتطبيع
- نظرة واحدة إلي روسيا
- مدرسة تولستوي لتعليم الكتابة
- إسرائيل من غزة لأوسيتيا الجنوبية
- مارينا تسفيتايفا .. الشعر والموت
- فالنتين راسبوتين .. بحثا عن الحقيقة
- المعلمون في مصر يطالبون بحق الحياة
- محاسبة المطبع مع إسرائيل جورج البهجوري
- محمود درويش .. والعابرون في كلام عابر
- رحيل سولجينتسين .. أسطورة المواجهة
- ثورة يوليو والثقافة
- الفن والكرامة
- ماذا كسب جورج البهجوري بزيارته لإسرائيل ؟
- د. محمد غنيم .. من أحلام مصر
- النقاش والطفلة
- وداعا أيتماتوف !
- دمياط تواجه حملة - أجريوم - الكندية
- رواية العمامة والقبعة لصنع الله إبراهيم .. زمن الغزو
- الآخرون .. ترف أم ضرورة ؟
- مصر .. أكواخ وقصور


المزيد.....




- أعلان الموسم 2… موعد عرض مسلسل المتوحش الموسم 2 الحلقة 37 عل ...
- من كام السنادي؟؟ توقعات تنسيق الدبلومات الفنية 2025 للالتحاق ...
- الغاوون:قصيدة (نصف آخر) الشاعر عادل التوني.مصر.
- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الغاوون:قصيدة (جحود ) الشاعرمدحت سبيع.مصر.
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - هوليود .. على من تطلق الرصاص ؟