صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 06:10
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بمصادقة مجلس الرئاسة على قانون انتخابات مجالس المحافظات نكون قد طوينا صفحة أخرى ألقت بتأثيراتها السلبية على مجمل المشهد العراقي الذي تنافس الكثير من المنغصات والمعوقات على إيلامه وإدامة أحزانه وعدم الوصول به الى بر الأمان.
فما الذي تعنيه تلك المصادقة وتفعيل القرار المذكور تمهيدا ً لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة والتي كان من المؤمل إجراؤها في تشرين الأول الجاري ولكنها أجلت على ضوء الخلافات الناشئة والتي اختتمت بمحاولة التملص مما ورد في المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات والتي كانت تعطي الأقليات العراقية حصة في مجلس النواب تجنبا ً لتهميشهم بصفتهم مواطنين عراقيين اصلاء. وهنا يحق للمواطن العراقي طرح جملة من التساؤلات من بينها هل سيتم إعادة العمل بمحتويات المادة 50 وحجز النسبة الملائمة لممثلي الأقليات في مجالس المحافظات وفي الانتخابات العامة المقبلة مثلما حصل في قضية (كوتا) النساء التي تم تأمين انسجامها مع نظام القائمة المفتوحة بإلزام الكيانات السياسية بضم عناصر نسوية على وفق نسب معينة الى القوائم الفائزة. ومن ضمن التساؤلات الأخرى التي يطرحها المواطن برغم عدم تفاعله مع العملية الانتخابية وهو ما عكسته نسب المراجعة المتدنية الى مراكز التسجيل والتي لم تتجاوز حاجز الـ 2 بالمائة؛ هل ان انتخابات مجالس المحافظات المقبلة ستؤثر على واقع حال المجالس الحالية وطريقة أدائها وتنفيذها لبرامجها الانتخابية إذ أثبتت الوقائع عجز أغلبيتها وفشلها في تنفيذ برامجها الانتخابية وتلبية مطالب الجماهير التي صوتت لقوائمها في الانتخابات السابقة بل ان المواطن لم يطلع حتى هذه اللحظة على البرامج الانتخابية للمرشحين ولا على آلية التصويت برغم قصر الوقت المتبقي حتى موعد الانتخابات المقبلة إذ يشير الكثير من المسؤولين الى انها لن تتجاوز بداية العام المقبل كما لم يجر توضيح الطريقة التي تدار بها الانتخابات في المحافظات الثلاث التابعة لكردستان العراق وهل ان توقيتها وآلية إجرائها سيكون مشابها ً لما يحصل في محافظات العراق الأخرى ام ان الأمر مختلف .. كل تلك التساؤلات وغيرها من حق المواطن ان يعرفها بالتفصيل لكي لا يذهب الى الانتخابات المقبلة وهو مغمض العينين في انتخابات ستلعب دورا ً حاسما فيما يتعلق بمصيره وحياته المقبلة.. فإما التقدم بخطى واثقة الى مستقبل زاهر واما النكوص الى الوراء ولا مجال لحل ثالث.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟