أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - حواراتٌ بائرة














المزيد.....

حواراتٌ بائرة


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"أن نعرف الآخرين هو الذكاء، أن نعرف ذواتنا هي الحكمة. أن ننتصر على الآخرين هي القوة، أن ننتصر على أنفسنا هي القدرة. أن نكتفي هو الغنى الحقيقي، أن نسيطر على أنفسنا هي الإرادة الحقيقية". (لاوتسي)
من أكثر المهازل المثيرة للاشمئزاز، هي تلك المُسماة بمؤتمرات أو حوارات الأديان، بحيث يذهب المشاركون فيها من مختلف البلدان والأديان والطوائف، مُبدياً كُل منهم على الشاشات الفضائية ابتساماته العريضة المُصطنعة والمبتذلة، مُحتفظاً بذات الوقت بخنجره المسموم وعقائده الثابتة خلف ظهره أو تحت عباءته وعمامته أو داخل أكمامه. يذهبون للحوار مع اقتناعهم جميعاً أن كُلا منهم يمتلك الحقيقة المُطلقة، وأن جماعته هم لا غيرهم الفئة الناجية والباقون على ضلال دون أن يخالجه في ذلك أدنى شك. وهم يمتلكون مفاتيح الجنة وملكوت السماء لأنفسهم بيد ومفاتيح جهنّم والنار الأكول لسواهم باليّد الأُخرى، فعلام يجري الحوار وبوس اللحى والذقون التي لا طعم لها ولا لون ولا رائحة..؛ لا أدري؟! لطالما لا يقبل أحدهم بتغيير أو تصحيح جملة أو حرفاً واحداً في الأحاديث والروايات الدينية العقائدية التي ورثوها وسلّموا بها، أو ما أقرّه ابن حنبل أو الشافعي والمالكي وأبو حنيفة أو حتى البخاري وابن تيمية والأشعري وسواهم، ناهيك عن الكتب المُقدّسة التي يعتبرونها ولا شك مُنزلة من إله السماء إلى أوّل الأنبياء المُرسلين أو خاتمهم.
لقد صحّ قول أحد الحكماء: جالس العقلاء، أعداء كانوا أم أصدقاء، فإن العقل يقع على العقل.
فلا يكاد هؤلاء يخرجون من المؤتمر حتى يُشهرون أسلحتهم المُخبأة لتُجدّد حرب التكفير المتبادل وكأن شيئاً لم يكن! ولينفلت كُل من عقاله وتعود حليمة لعادتها القديمة. فما أفسده الدهر وكرّ القرون لا يصلحه العطّارون في مؤتمراتهم، ولا تَعدّد الوجوه والألسن.
فللشيخ القرضاوي مثلاً، بطل مسلسل "الشريعة والحياة" الدائم على فضائية "الجزيرة" قناة التنوير والأنوار! عدّة ألسن، فلكلِ مقام لسان... لسان لـ "الجزيرة"، ولسان للمسجد، ولسان للمؤتمرات وحوار الأديان، ولسان لجلساته الخاصة وللمُقرّبين المؤتمنين على أسرار العقيدة والشريعة، ولسان الأنا السُفلى "الفرويدية" في جلساته التأملية الخاصة، حين يكون المنفرد بذاته.
فأحياناً تراه هادئاً وديعاً، متحدثا لبقاً وعقلانيا وسطيا، وأحياناً أُخرى، متوتراً هائجاً عصبيا متزمّتا، فيعلو صوته ويرعد ويزبد ولا يسيطر على حركة يديه وارتجاف شفتيه، فيقع في زلاّت اللسان ومكنونات الصدر حين تتخلّى عنه أناه العليا فتتركه لسجاياه السفلى.
وما دام القرضاوي وباقي أئمّة السنّة يصرّون على أن الإسلام دين ودولة، وأن لا مجال للفصل بينهما، والشيعة من الطرف الآخر على ذات الإصرار، وما دام الطرفان ينظران لباقي الطوائف والمذاهب على أنهم كفرة ومرتدون كما هم ينظرون لبعضهم بعض، وأن مسيحيي الشرق هم مُجرّد "جراجِمة" و "مَرَدَة" وبقايا صليبية.... وأن أقباط مصر هم أهل ذمّة، حقّت عليهم الجِزية عن يد وهم صاغرون...
فعليكم جميعاً أن تعلموا بأن النتيجة الحتمية لهذا الإصرار هو حروب طائفية وإمارات مذهبية مهما كان عِنادكم الذي يقول بغير ذلك.
لقد استبدلوا حوار الحضارات بحوار الأديان، في مُكابرة جاهلة وهروب من العصر إلى الوراء. فحوار الأديان كحوار الطرشان لا يستمع أحدهم فيه إلاّ ما جاء على لسان نبيّه أو كُتبه المقدّسة وكُتب فقهائه وعلمائه، ويخلص الحوار كما تخلص طاحونة الماء!
المملكة السعودية الوهّابية التي كانت السبّاقة لتأسيس معامل إنتاج الفكر التكفيري والإرهابي في العالمين العربي والإسلامي بالتعاون مع طاحونة الشر الأميركية، ونشر الكراهية "اكره بالله" هذا الفكر الأصولي الظلامي الرجعي في آسيا وأفريقيا وشتّى أصقاع العالم، وهم يقومون اليوم بحصاد مواسمهم المسمومة التي زرعوها على مدى العقود الماضية. فهذه بضاعتكم رُدّت إليكم.
مُضافاً إليها المؤسسة الخمينية في إيران وأتباعها التي تشنّ حرباً عقائدية مُضادة.
وعلى ما يبدو فإن الطبعَ يغلب التطبّع، ولا يريد أحد في هذا العالم العربي الاستفادة من الدرس والاتّعاظ مما يجري من حوله، فلم يتعلّم النظام الديكتاتوري في سوريا أن اللعبَ بهذه النار سوف ترتد عليه وتحرقه كما حرقت غيره، وظن نفسه، الحاوي القادر على إتقان اللعبة بحيث يُخرِج الأفاعي من أكمامه متى أراد ويعيدها حيثما يشاء، والنجاة بنفسه لهدف استمراره بالحكم والسلطة ولو على حساب دم الأبرياء من الشعب السوري، مُضحّياً بأمن الوطن وسلامته. وهذا سلوك غير مُستغرب من نظام عوّدنا عبر تاريخه أن لا قيمة للإنسان والمواطن السوري في قاموسه، وهو على استعداد دائم لهدم المعبد على من فيه في حالة شعوره بدنو أجله...
فالغاية بالنسبة لهم تُبرِّر الوسيلة، لكن الوسيلة قد تطيح بالغايات وأصحابها مهما كانوا واثقين من ذكائهم وقدراتهم الأمنية والمخابراتية التي باتت تأكُل بعضها بعضاً.



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوب ما قبل الدولة والانتماء الوطني- و-الدراما التاريخية-
- عندما يَهزمُ فأرٌ إماماً!
- المَشاهِد المتقطّعة لمسرحية المفاوضات الإسرائيلية السورية!
- أغوال دمشق وجهاً لوجه مع -غيلان الدمشقي-
- الثالوث المُدمِّر الصهيونية والأصولية وأنظمة الاستبداد تحالف ...
- - قصة مدينتين - لو أن غزّةَ يبتلعها البحر
- بين تل الفخّار.. وظهر الحمار
- جحيم الطائفية من حيث تدرون أو لا تدرون
- نيلسون مانديلا...عقبال ال120 ))بوش الصغير... دَربْ يسدْ ما ي ...
- ميشيل كيلو بين - السيف والمنسف -
- خط بيروت الجولان
- ليس بالبيانات وحدها يحيا الجولان!
- -حزب الله- ذابَ الثلجُ وبانَ المرج
- الأول من نيسان كالسابع عشر منه
- لماذا سقط العرب ونهض الغرب؟! -2-
- لماذا سقط العرب ونهض الغرب؟! -1-
- اضبطوا ساعاتكم... حسب التوقيت الإيراني
- نصوصٌ غادرة وعقولٌ ماكرة
- مثقفون ولكن...؟!
- بين السجون...وسوق التنابِل


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - حواراتٌ بائرة