أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد كشكولي - فصل الدين عن الدولة ضرورة لا بد منها لقيام مجتمع مدني حديث في العراق














المزيد.....

فصل الدين عن الدولة ضرورة لا بد منها لقيام مجتمع مدني حديث في العراق


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 750 - 2004 / 2 / 20 - 07:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم تقم المجتمعات الغربية بفصل الدين عن الدولة بطرا أو للنزهة ، بل قامت بذلك بعد مئات السنين من تجريب الدين و  بعد التوصل إلى قناعة راسخة بأن تدخل الدين و سدنته في السياسة و شؤون الحكم يشكل  كبحا لقوى التقدم و يعد  عامل تفريق و اظلام و تعصب . و اصبح الناس ينظرون  إلى المنبر الديني على أنه عدو- وهو حقا كذلك إن كان له زمام الحكم- ، و ليس منبرا بين منابر التعبير ، و الحوار و تبادل الرأي. و قد دعا كثير من  المفكرين في الشرق أيضا ، في فترات النهضة الفكرية ، و من بينهم رجال مسلمون متنورون بأنه لا بد من فصل الدين عن الدولة لتسير الحياة قدما ، وتتقدم مجتمعات المسلمين.  و قد استعار مفكرو الثورة الدستورية في ايران " المشروطة" العام 1904 وكانوا رجال دين أفاضل من امثال آية الله طباطبائي ،  الكثير من أفكارهم من الغرب  ،  و ضمنها القانون الأساسي النمساوي  ، دستورا للحكم في ايران  و قد كان لثورة المشروطة تأثيرا و تأثرا متبادلين في  رجال الدين في العراق ،    و أتذكر جيدا حين  سادت عبارة في فترات المد اليساري و التي هي عبارة عن " الدين لله و الوطن للجميع" ، والمقصود منها كان واضحا ، و كان يعني بها المرء ضمن ما يعنيه أنه   يجب ترك الجوامع و المساجد و الكنائس و الكنيس  و شأنها طالما اقتصرت على الأمور الروحية.
 و يعني قانون الفصل الحياد الصارم فيما يتعلق بالشؤون الدينية، فالدولة عليها ألا تسمح بالدعوة لأي دين في المؤسسات الرسمية و التعليمية و الأبنية  العامة ، ولم يعد من واجب الدولة الدعوة إلى دين معين أو تفضيل اتباعه عن غيرهم
. و كان شهادة على أن بنات و أبناء  المجتمع العراقي واعون ، وأنهم مناضلون في سبيل التقدم و العيش في مجتمع إنساني خال من الاضطهاد و التمييز الطبقي و الديني و الجنسي .
كذلك نرى نتيخة أخرى من سياسة فصل الدين عن الدولة في العالم الغربي ، ألا  هي حرية ممارسة العقيدة لجميع الأديان و الطوائف . و كذلك حرية الدعوة و التبشير للجميع. و لذلك نرى في الغرب الكثيرين ممن يغيرون دينهم إلى الأديان الشرقية  ( هندوسية أو بوذية) و كذلك إلى الإسلام أو إلى الأديان الأوروبية ـ الوثنية  ،  أو إلى الأديان الأفريقية الطوطمية ، أو  الأديان المبتدعة ( سانتيولوجي ، نيو ايج)  ، ناهيك عن عدد هائل من الطوائف المسيحية الحديثة و شهود يهوه و  المعمدانيين  و سواها.
فالمجتمع العراقي المتنوع في أديانه و طوائفه و عقائد أبنائه لو سادت فيه شريعة أو شرائع معينة و جعلت  مصدر تشريع و قانون ، فلن يجني منها سوى الكوارث و النكبات و لن  تستبعد حتي الحرب الأهلية .
و أنه في عالم غير متزمت و منفتح و لايستخدم الحرب و سلطة الدولة لنشر الأديان ، تسود روح السماح و الأخوة بين أبناء المجتمع و  نري العقائدالمختلفة  تخرج من جميع ثنايا المجتمع ، ونرى الناس تختار عقائدها بحيث تشبع رغباتها و آمالها و تتجنب القلق و الخوف.  ففي المجتمع الانساني و العلماني المتسامح يكون الإنسان في أمن وأمان ، و لا يحرم حتى من التمتع بالخيال و الأساطير . فالإنسان بحاجة إلى الأساطير ، وليس من الممكن حرمانه منها بشكل كامل . و لكن يمكن استبدال أسطورة بأخرى . و كذلك من الممكن زيادة تقبله لأساطير الآخرين ، بحيث لا تقتلهم إذا لم تتطابق مع اسطورته الخاصة. و كذلك الملحد أيضا يمارس طقوسه التي يؤمن بها ، و يكون له دينه الذي هو الإلحاد ، و لكنه مثل بقية المءمنين بالأديان الأخرى لا يوظف دينه لحل مشاكل المواطن و المجتمع.  فالمجتمع العلماني  الناتج عن فصل الدين عن الدولة يدعو إلى تحييد الدولة عن الشأن الديني و يتم فيه  نقل الدين من الحيز العام إلى الحيز الخاص، وإبعاد الميتافيزيقيا عن قراءة مصالح الناس لصالح القراءات الوظيفية لها. و يجب التأكيد هنا أن النظام البعثي المقبور لم يكن علمانيا، بل وظف العلمانية ، مثلها مثل المذاهب و التناحر بينها و اللعب على حبل الخلافات بينها، في سبيل إطالة عمر سلطته الفاشية . فالفاشية و النازية  أيضا لا يمكن أن تكون علمانية بالمعنى النزية للكلمة ، و كان هتلر ينحاز إلى الكاثوليكية و يذبح المنسوبين إلى مخالفيها. 
فليست مفارقة   أن العلمانية  التي ننشدها لمجتمعنا  لن تكون معادية للدين و لن  تنكر القيم الدينية سواء الوضعية  منها أو السماوية ، بل ستقاوم   أساسا  أية مؤسسة دينية  فكرية تحارب حرية الفكر و تعرقل تطور العلم و الإبداع الحر . فالمجتمع العلماني يسمح للفرد بالتطور و التقدم ، ويحول دون تدخل الدين و المذهب في شؤونه الخاصة من مأكل ومشرب و علاقات عائلية و جنسية .
و أنه لكي تكون القوى المناضلة في سبيل مجتمع علماني خال من  تدخل الأديان و المذاهب في شؤونه وشؤون أفراده ، ذات تأثير بالغ في الأحداث و يكون لها حضورا فعالا في الساحة الساسية العراقية ، وتعبئة بنات وأبناء الشعب بالوعي العلماني و أسس المدنية و الحضارة الإنسانية  ، أدعوها للتجمع في ائتلاف تقدمي مدني ببلاتفورم واضح يبين لها خطة عملها و ستراتيجها  ، و  تستبعد عنها كل القوى و العناصر المنافقة و الوصولية من قوميين  -  و خصوصا المندسين في اليسار-  و سلفيين عن ميدان نضالها . 



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب الحرب الأهلية في العراق متوفرة – هل يمكن تذليلها؟
- لن تمر جريمة الإعتداء الغاشم على الشيوعيين بدون عقاب
- في ظلال جناحيك
- الوطن مذبح وُلْد الخايبة
- ثلاث قصائد
- بعد غضبة نساء العراق : ومضى عهد الفحولة
- ألا تشعرون بالعار بطرد الشاعر أحمد جان؟
- موجة على شغاف القلب
- 10 يورو للإرهابيين القتلة
- مساء فاطمة للشاعر الكردي دلاور قره داغي
- قفر
- أحضان الصقيع
- قطع الأذنين! ربّما عقاب عادل لجرذ العروبة
- هل حقا كنّا نستحق هذا زعيما؟
- لا حياة بدون حوار و تفاعل
- ثمة جذور تركية للتفجيرات الإجرامية الأخيرة في اسطنبول
- روح في سماء -السليمانيّة- إلى ف
- الريح القدس
- شارلي شابلن بفيلمه - الدكتاتور- انتصر على النازية
- أمام الجدران


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد كشكولي - فصل الدين عن الدولة ضرورة لا بد منها لقيام مجتمع مدني حديث في العراق