أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم - بول بلانفا - ماركس وإخوانه المسلمون















المزيد.....

ماركس وإخوانه المسلمون


بول بلانفا

الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 09:22
المحور: ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم
    


ماركس وإخوانه المسلمون
عن النوفيل أوبسيرفاتور (عدد استثنائي ) .

لايقبل ظهور الماركسية في العالم الإسلامي الانفصال عن انحطاط وانهيار القوى الإسلامية عند ملتقى القرنين التاسع عشر والعشرين ، وهو يندرج في إطار حركة إعادة اكتشاف وتشكيل الكيانات الإسلامية المواجهة للاستعمار ، ثم بعد ذلك في معارك الاستقلال وبناء الهويات الوطنية. وقد أثار المسلمين أول الأمر الخلط الذي مارسته الشيوعية عندما جعلت من فكرة الاستبداد الشرقي مبدأ نظريا ، وقد كان في فكرة التقدم القائم على العلم والتي وعدت عن طريق المادية التاريخية بتحقيق اللحاق بالحداثة ، ما يكفي لإغواء النخب المنحدرة من الحرب العالمية الأولى كما يشهد على ذلك مثال الشاعر التركي ناظم حكمت.
لقد كان المثقفون المسلمون قد تبنوا فكرة نشر الثورة في مجموع الإمبراطورية العثمانية غداة قيام الثورة الفرنسية ، وذلك على الأخص بفضل الانقلاب على الدولة الذي قام به شباب أتراك سنة 1909 والثورة الدستورية سنة 1906 بإيران..وقد تاق المسلمون في الإمبراطورية الروسية ، مع ثورة 1917 ، إلى امتلاك القدرة على الحصول على الاستقلال من جديد من خلال تحالفهم مع الشيوعيين ، وبذلك استجابوا لنداء لينين عندما دعاهم إلى أن يتنظموا واعدا إياهم باحترام ثقافتهم ومؤسساتهم. وقد رأى عدد معين من المسلمين تقاطعا في ما بين طموحاتهم إلى قوة إسلامية هي برسم إعادة البناء والتشييد ، وأهداف الشيوعية ومطامحها ، ولذلك اقترح القائد السابق للجنة الوحدة والتقدم أنفير باشا ، منذ سنة 1919 ، إقامة تحالف مع الاشتراكيين بغرض مواجهة " الإمبريالية الرأسمالية " والقيام بثورة مع تكييف الاشتراكية وملاءمتها مع الإسلام. كما أكد المصلح الكبير رشيد رضا الذي وافته المنية بالمملكة العربية السعودية سنة 1935 ، بعد أن اعتنق الوهابية ، أن هنالك تطابقا في ما بين المثل الماركسية والمبادئ الاجتماعية والاقتصادية في الدولة الإسلامية الأصيلة.
بيد أن سياسات الاتحاد السوفييتي إزاء السكان المسلمين جعلت هذه الآمال أوهاما ، وذلك بفعل إنشاء جمهوريات اشتراكية سوفييتية مصطنعة انطلاقا من سنة 1923 ، مؤدية بذلك إلى ميلاد " الشيوعية الوطنية التترية " من قبل السلطان غالييف ، أحد المتعاونين القدماء مع ستالين والذي أعدم سنة 1937 . وقد بدا الاتحاد السوفييتي كقوة إمبريالية عندما عمد إلى إقامة أول جمهورية سوفييتية تابعة ـ وهي جمهورية جيلان الشيوعية بشمال إيران سنة 1920 والتي لم تعمر طويلا ـ في اللحظة نفسها التي ولد فيها الحزب الشيوعي الإيراني . الحزب الشيوعي الإيراني الجديد " حزب تودة 1942 " ، حيث كان الحزب الأول قد تم حله ، وفي الوقت الذي كان فيه السوفييت يحتلون شمال إيران ويمارسون فيه دعاية كبيرة ، لم يستطع الصمود أمام كل هذه التناقضات مع تشيعه في نفس الآن لموسكو ، ولم يستطع أحد في المنطقة غير كمال أتاتورك أن يحقق الاستقلال ضدا على القوى الاستعمارية ، غير أن أتاتورك سبق له أن عرف كيف يستغل تحالف الشيوعيين لصالحه قبل أن يقمعهم ويبطش بهم من أجل بناء دولة حديثة.
وقد لعب الشيوعيون ، بعد أن تحولوا إلى عالم ـ ثالثيين دورا كبيرا في حركات الاستقلال ، لا فقط عن طريق الإغراء الذي مارسوه على المثقفين الذين قطعوا مع التقليد الذي اعتبروه العلة الأساسية في التخلف والانحطاط ، إذ شكل موضوع الصراع مع الإمبريالية التي تمت مماثلتها بالرأسمالية ، أداة قوية لتجميع المعارضين وتوحيد مواقفهم وصفوفهم. وهكذا ساند حزب تودة بإيران سلطة مصدق سنة 1952 ، غير أنه ساهم في عزله بفعل قطع علاقاته مع رجال الدين ، وهو ما فتح الطريق أمام عودة الشاه للحكم. ونفس الشيء بالعراق ، حيث لعب الحزب الشيوعي ، وهو أقدم حزب سياسي عراقي أسس سنة 1934 ، على مسألة تشبث الشيعة بالاحتجاج الاجتماعي بغرض مساندة ودعم الانقلاب الذي قام به عبد الكريم قاسم سنة 1958 . وهنا سيغدو الحزب ضحية سياسته ذاتها . لذلك سينهمك البعثيون الذين أطاحوا بالنظام بمساعدة الولايات المتحدة في عملية تطهير استهدفت الشيوعيين والشيعة الذين كانوا يساندونهم. لقد كانت الأحزاب الشيوعية أسيرة تناقضاتها المتمثلة في انتمائها الأممي وبناء الأنظمة الوطنية المحلية التي لا تلتقي مع الأممية في النهاية إلا في إطار الصراع المناهض للإمبريالية ، وسيستخلص الحزب الشيوعي الجزائري الدروس والعبر من ذلك خلال بناء الذات في إطار جبهة التحرير الوطني.
وقد كان على الشيوعيين أ يأخذوا بعين الاعتبار الحركات الوطنية مثل حزب البعث الذي أسس سنة 1934 أو إيديولوجية جمال عبد الناصر المتقلبة ابتداء من سنة 1952 ، أما الحركات التي ستسمى حركات إسلامية كحركة الإخوان المسلمين التي عرفت النور سنة 1928 ، وبالأخص الجيوش التي كان ضباطها في الغالب وطنيين متحمسين ، فكانت على رأس الحركات الثورية . وقد شكلت الشيوعية الوطنية لدى السلطان غالييف مصدر إلهام بالنسبة لبعض هؤلاء العسكريين كما هو الحال لدى العقيد القذافي الذي سيطيح بالنظام الملكي في ليبيا سنة 1969 .
وستوظف الحكومات الثورية قواها السياسية مستندة أحيانا على هذا الطرف وأحيانا على الطرف الآخر ، كجمال عبد الناصر الذي قمع كلا من الشيوعيين والإخوان المسلمين معا . وقد اندرجت هذه الصراعات السياسية أيضا في إطار الصراع فيما بين الشرق والغرب الذي وظفه حكام الشرق الأوسط للحصول على مزيد من الاستقلال ، ذلك الاستقلال الذي كان الشيوعيون في الغالب هم ضحاياه ؛ فقد كان الاتحاد السوفييتي يؤمن بشكل أكبر بالتحالف مع دول الشرق الأوسط قصد مناهضة " الإمبريالية الأمريكية " أكثر من تطلعه لبناء أنظمة شيوعية حقيقية ، والفشل في أفغانستان هو ما سيؤكد ذلك . ولقد أدمجت الأنظمة العربية الوطنية الماركسية ضمن إيديولوجية اشتراكية " مفرغة من الشيوعية " بإمكانها أن تتآلف مع النزعات الوطنية المحلية أو القومية العربية. إن الشيوعية لم يكن بمستطاعها الانغراس بشكل دائم في تربة العالم الإسلامي لأن استراتيجيات الوصول إلى السلطة فيه فشلت لأسباب متعددة ، حتى في إندونيسيا التي كانت تعتبر فيه قوية ؛ فهي لم تستطع التميز كفاية عن سيطرة موسكو ، كما أنها لم تستطع التجاوب والتعاطي مع الحقائق الاجتماعية على الأرض في شرق أوسط هو في طريقه للتصنيع ومطبوع بالدين بشكل طاغ في كل ممارساته الاجتماعية.
والمؤشر القوي على عجز الأنظمة العربية الثورية عن بناء مجتمعات وطنية جديدة ومستقلة هو الصراع العربي الإسرائيلي ، ذلك الصراع الذي شجع أيضا على نمو الحركة الإسلامية التي تم التنظير لها منذ بدايات القرن العشرين. لقد حملت الاشتراكية العربية الماركسية معها في فشلها ، بينما كانت الصعوبات والتعقيدات الاجتماعية والاقتصادية تتنامى وتبدو الاستقلالات الوطنية دوما عبارة عن سرابات وأوهام. غير أن قوة التنظيم والتعبئة لدى الشيوعيين ومناهجهم في العمل وبعض موضوعاتهم ـ مثل نزعة مناهضة الإمبريالية وأداتها الشرقية المزدوجة ، أي معاداة الصهيونية ـ أثرت في الحركات الإسلامية التي أضحت القوة السياسية الأولى الداعية للحداثة في العالم الإسلامي منذ بداية السبعينيات. وقد وعدت الماركسية أيضا بحل مشاكل التخلف في مواجهة نماذج اقتصادية نظر إليها باعتبارها تمديدا وتوسيعا لنظام سياسي ظالم قائم فيما بين قدماء المستعمرين والشعوب المستعمرة. الخطابة وعبادة الشخصية وإيديولوجية التقدم التي أنعشها الشيوعيون تم استيعابها من قبل النزعات الإسلامية ، كما أن حركات ذات استلهام شيوعي حافظت أحيانا على صفتها تلك في إطار معارك التحرير الوطنية أو الثورات الدولية كما هو حال حزب البيكاكا PKK أو أقصى اليسار بتركيا.
ولقد مكن عجز الأنظمة القائمة عن الإجابة عن هذه المشاكل من تبلور حركات احتجاجية أكثر فاعلية وأكثر تجذرا في الواقع وفي تمثلات مجتمعات الشرق الأوسط. وقد زاوجت الحركات الإسلامية بين العمل الخيري الاجتماعي الموروث عن البنيات التقليدية ومناهج وبلاغة الحرب الثورية ذات الاستلهام الشيوعي ، والمتمثلة موضوعاتها في مناهضة الإمبريالية والصهيونية ، وهي الموضوعات التي مكنت من تكريس فكرة المؤامرة العالمية من جهة ، واستخدام عنف بدائي قائم على التضحية بالنفس ومستهدف لانتزاع جذور الشر سبق للوهابيين أن لجأوا إليه بنجاح في شبه الجزيرة العربية من جهة أخرى.
وهكذا ، فإنه يبدو أن تطور الحركة الإسلامية لا يقبل الانفصال عن تطور موضوعات ومناهج المعركة الموروثة عن قرن من الصراعات السياسية بالشرق الأوسط ، وبشكل من الأشكال ، فإن الحركة الإسلامية اليوم هي بعنفها المتطرف تجذير للاشتراكية وللقومية العربية في فشلهما ذاته.





#بول_بلانفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- ثورة أكتوبر .. منجزات مذهلة تتحدى النسيان / حميد الحلاوي
- بمناسبة مرور(91) عاما على ثورة اكتوبر ((الاشتراكية)) الروسية / حميد الحريزي
- الرفيق غورباتشوف / ميسون البياتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم - بول بلانفا - ماركس وإخوانه المسلمون