أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحكيم الفيتوري - ابن عبدالوهاب ..ونشره للفكر التكفيري














المزيد.....

ابن عبدالوهاب ..ونشره للفكر التكفيري


عبدالحكيم الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2430 - 2008 / 10 / 10 - 09:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تناولت في بداية سلسلة(مباحث في فهم إزمة العقل السلفي) المحطة الأولى ابن حنبل وتأسيسه للعقل السلفي،وفي المحطة الثانية ابن تيمية وتشييده للعقل السلفي،وفي هذا المقال نتناول المحطة الثالثة عن ابن عبدالوهاب ونشره للفكر والعقل السلفي،وسوف أكتفي بالوقوف على مشهدين من مشاهد المحطة الثالثة،المشهد الأول حول التنظير السياسي.والمشهد الثاني حول تأصيل تكفير المخالف وقتله.ولكن قبل الولوج في صلب الموضوع أكرر القول بأنني لا أقدح في ذوات العلماء وفي لا أهليتهم العلمية ؛ بل اترحم على الجميع المخطي منهم والمصيب.والذي يهمني في هذه السلسلة هي إعادة قراءة الأفكار من جديد،ومحاولة فهمها من خلال سياقاته الاجتماعية وصراعاته المذهبية والسياسية.

قد ذكرت في مقال ابن تيمية وقضايا التكفير،أن عقل الفقيه رغم كل العوائق والمثبطات في النظام السياسي القائم وإنحطاط الواقع ، يبحث عن مختلف المبررات التي تعطيه(الحق)في مشاركة رجل السياسة مجال نفوذه وتأكيد حضور(معرفته)وسلطته العلمية،إن لم يكن في صنع القرار السياسي ففي مساندته وتوجيه الجمهور،فإنه بحكم تعريفه كفقيه بما(عمت به البلوى)مضطر دائما وابدا للتكيف مع الواقع الاجتماعي والنظام السياسي،انطلاقا من مباديء وقواعد أصولية أساسها الأسلاف، كقاعدة الاجماع على ولاية المتغلب ذي الشوكة،وقتال المخالفين له تحت رأيته،وتبديع الخارجين عليه !! ولا يتردد العقل السلفي في الاستنجاد بجملة مفاهيم أصولية تبريرا لشرعية الوقوف مع القائم،ودفعا لأطروحات المخالف،بدون اعتبار لمحدودية تلك المفاهيم والفتوى والاجتهاد،التي ينبغي مراعاة ظروف الزمان والمكان والانسان في فهمها.ولا يعدم العقل السلفي من جهته التبرير الشرعي لمثل هذه التناقضات،وهذا الولاء المزدوج،وهذه القداسة المفرطة للقواعد والتاريخ وصانعيه!!

وفي هذا المقال نبحث عن العلاقة المنهجية بين ابن تيمية وابن عبدالوهاب،في جانب التنظير السياسي؛من حيث كيفية انتقال المنهج إلى ابن عبدالوهاب،وكيف تمت عملية التوظيف.والمقال اللاحق نفرده لجانب تأصيل مسائل التكفير وقتل المخالفين.

كيف انتقل المنهج الحنبلي إلى ابن عبدالوهاب :

في عام(1703-1791م)ولد الشيخ ابن عبدالوهاب رحمه الله،ببلدة العيينة القريبة من الرياض،تلقى علومه الأولى على يدي والده في الفقه الحنبلي والتفسير والحديث،ثم انتقل إلى مكة وتعلم على شيخه محمد حياة السندي،وعبدالله بن إبراهيم وغيرهما.ومن خلال تلك الدروس تلقف ابن عبدالوهاب المنهج الحنبلي خاصة وأنه اعتكف على كتابات ابن تيمية وتلميذه ابن القيم المتاحة آنذاك.وهذه الكتب والمؤلفات قد اعتبرت في القديم ضمن مصنفات تراث الحنابلة بشكل عام إلى أن أدركها الشيخ محمد بن عبدالوهاب فترة طلبه للعلم فأعجب بطرح ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وتشبع بأفكارهما خاصه في مسائل الاعتقاد والولاء والبراء ومسائل الاسماء والصفات وقضايا التكفير،حيث اتخذ تلك المسائل الاعتقادية طريقا ومذهبا خالف به السائد من المذاهب والتصورات الاعتقادية التي كانت عليه الأمة كالاشعرية والماتريدية في الاعتقاد،والصوفية في السلوك،وهذان المذهبان كانا يمثلان مذهب أهل السنة والجماعة في القديم.( في هذا المقام أفسر ولا أبرر).

وهكذا كانت بداية تأسيس الدعوة السلفية الجديدة والتي اتخذت من بلاد نجد منطلقا،حيث عضد السيف القلم فانتشرت الدعوة وظهرت للوجود دولة تدافع وتنافح عن تصورات الفكر الاعتقادي الجديد في إطار الفقه الحنبلي وقواعد استدلاله .

ولما استقر الشيخ ابن عبدالوهاب في حريملاء بدأ ينشر أفكاره ودعوته المتعلقة بالتوحيد ونبذ الشرك ومحاربة التصوف وتقديس الأولياء ومصارعة الاشاعرة في الاسماء والصفات .ولم يكد ينتهي من تأليفه كتاب(التوحيد)حتى كان صيته قد ذاع بين القبائل والمدن النجدية،كما قال ابن غنام: اشتهر حاله في جميع بلدان العارض في..العيينة والدرعية ومنفوحة..وكان الناس عند ذلك حزبين وانقسموا فيه فريقين فريق أحبه وما دعا إليه ؛ فعاهده على ذلك وبايعه وحذا حذوه وتابعه ،وفريق أنكر عليه(انظر:روضة الأفكارلابن غنام).حتى أن أمير الأحساء ارسل إلى أمير العيينة رسالة يأمره فيها بقتل الشيخ،فخرج ابن عبدالوهاب من العيينة وتوجه صوب الدرعية مقر إمارة آل سعود الأمير محمد بن سعود الذي حكم خلال الفترة(1139-1179هـ)فرحب به وعاهده على حمايته بشروط ،حيث اشترط الأمير على الشيخ شرطين:

الشرط الأول:أن لا يرتحل عنهم وأن لا يستبدل بهم غيرهم.والثاني:ان لا يمانع الشيخ في أن يأخذ الحاكم وقت الثمار ما اعتاد على أخذه من أهل الدرعية!!

أما عن الشرط الأول فقد قال له الشيخ:ابسط يدك أبايعك..الدم بالدم،والهدم بالهدم.أما عن الثاني فقد قال له:لعل الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك من الغنائم ما هو خير منها !!

تم هذا الاتفاق بين رجل القلم ورجل السيف في ظل ما يسمى بالخلافة التركية الإسلامية !! مما يعني عند العقل التقليدي منازعة السلطة الشرعية في ولايتها على العباد والبلاد ، لأن ولاية الخليفة أو السلطان التركي انعقدت بإجماع فقهاء الأمصار ؛ هذا من جهة. ومن جهة أخرى فإن هذا الاتفاق الذي تم بين بن عبدالوهاب وآل سعود،صار بمثابة إعلان الحرب على سلطة سلطان آل عثمان التركي،فإن هذا الأول سوف يهرع إلى مفهوم الإجماع سهل الاستغلال والتوظيف من طرفه ضد إجماع فقهاء الأمصار على ولاية آل عثمان،وهذا الأجماع هو ولاية المتغلب الذي كرسه ابن تيمية وابن جماعة وقبلهما الجويني،حتى ولو كان هذا الاجماع من عالم واحد !!



#عبدالحكيم_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن تيمية ... والتنظير السياسي
- ابن تيمية .. وتشييده للعقل التكفيري
- العقل السلفي... من التفكير إلى التكفير
- ابن حنبل وتأسيسه للعقل التكفيري
- الاسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (4)
- إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا... وإشكالية الفهم
- الاسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (3)
- الاسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (2)
- الأسطورة وأثرها في الفكر السني والشيعي (1)
- المرأة والازدراء المركب (5)
- المرأة والازدراء المركب 4
- فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (3)
- المرأة والازدراء المركب (3)
- المرأة والازدراء المركب(2)
- تطور العقل وتدرج الشرع (2)
- فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (1-3)
- المرأة والازدراء المركب (1-5)
- الإمام الشافعي راح ضحية ضربة قاتلة من مالكي !!
- الإمام الشافعي وحقيقة شعاره رأي صواب يحتمل الخطأ،ورأي غيري خ ...
- الإمام الشافعي ومشروعه الأصولي


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحكيم الفيتوري - ابن عبدالوهاب ..ونشره للفكر التكفيري