أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - عندما ينافس -تليفزيون الواقع- مسلسلات رمضان!














المزيد.....

عندما ينافس -تليفزيون الواقع- مسلسلات رمضان!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 09:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نقول دائما أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته.. ونردد هذه المقولة باعتبارها إحدى المسلمات التى لا تحتمل الأخذ والرد أو الجدل والمناقشة.
وفى كل مسلسلات التليفزيون والبرامج الحوارية التى تبثها جميع القنوات تتردد العبارة ذاتها بكثافة شديدة، وبمناسبة حينا ودون مناسبة أحياناً.
لكن يبدو أن "الأقوال" شئ و "الأفعال" شئ آخر تماماً، وأن ما يردده أبطال مسلسلات التليفزيون وضيوف برامجه الحوارية شئ، وما يفعله المسئولون عن التليفزيون شئ آخر تماماً.
والسطور التالية تقدم نموذجاً لهذه الفجوة بين "الخطاب" و"الواقع" التى تحتاج إلى تفسير من وزير الإعلام أنس الفقى وقيادات ماسبيرو الذين يعنيهم الأمر، لأن الموضوع يتعلق بقيمة أساسية من المفترض أنهم فى مقدمة حماتها، ألا وهى قيمة "العدل".
والحكاية باختصار هى حكاية المذيعة هويدا فتحى التى أصبح الجمهور يعرفها من المكتوب عنها فى صفحات الحوادث أكثر مما يعرفها من برامجها التليفزيونية رغم أنها مذيعة "قديمة" وتشغل – على الورق – منصب مدير إدارة العلوم بالقناة الثانية (هل سمع أحدكم عن إدارة بهذا الأسم وهل رأى أحدكم أى شئ له صلة بالعلم أو البحث العلمى فى التليفزيون المصرى الذى تبشر كثير من برامجه بالخرافة والهجوم على العقلانية؟!).
وحكاية هذه المذيعة تشبه مسلسلات الميلودراما المصرية، فقد حصلت على وظيفة مذيعة بالتليفزيون المصرى منذ سنوات ليست قليلة. وهذه فرصة لا يحصل عليها – فى بلدنا – سوى أقلية قليلة من المحظوظين. وقدمت برامج عديدة كان آخرها برنامج "أوراق على الهواء" التى دأبت على إعداده وتقديمه لعدة سنوات متتالية. وبعد أن كانت ملء السمع والبصر باعتبارها إحدى نجمات ماسبيرو، انتقلت فجأة من صفحات الاعلام إلى صفحات الحوادث عندما صدر فى 6 فبراير 2007 الأمر رقم 4 من إدارة الكسب غير المشروع بمنعها وأولادها القصر من التصرف فى جميع أموالهم النقدية وممتلكاتهم العقارية والمنقولة. وبتاريخ 3 أبريل 2007 تم تأييد هذا الحكم من محكمة جنايات القاهرة.وترتب على ذلك عدم إسناد قطاع التلفزيون أية أعمال لها (وهذا شئ منطقى) مع ما صاحب ذلك من تشهير بها وتلويث لسمعتها فى هذه القضية التى تمس الذمة المالية.
لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب فى 26 نوفمبر 2007، أى بعد سبعة أشهر تقريباً من الإدانة والتجريس، حيث صدر فى ذلك اليوم حكم محكمة الجنايات بإلغاء الأمر رقم 4 الصادر فى 6 فبراير من العام ذاته من إدارة الكسب غير المشروع واعتباره كأن لم يكن.
وكان طبيعياً ان تعود هويدا فتحى إلى عملها بعد أن برأت المحكمة ساحتها بحكم بات ونهائى. لكن الأيام مرت دون إسناد أى عمل إليها. فتقدمت فى 2 سبتمبر 2007 بطلب إلى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون توضح فيه حالتها وتخلى مسئوليتها عن "تعطلها" عن العمل.
وجاء الرد على هذا الطلب فى 15مارس 2008، أى بعد أكثر من ثمانى شهور من خلال مذكرة رفعها أحمد أنيس رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى أنس الفقى وزير الاعلام جاء فيها أنه "ببحث الموضوع قانونا تبين بأنه لا يوجد مانع قانونا من عودتها لمباشرة عملها الذي كانت تمارسه بقطاع التليفزيون، أما بالنسبة لبرنامج "أوراق على الهواء" فقد تم رفعه من على الشاشة ضمن العديد من البرامج التى استنفدت الغرض منها واستهلكت فكرتها وذلك فى إطار الخطة التى تم وضعها للارتقاء بمستوى البرامج ولمسايرة التطور المنشود. وعلى السيدة هويدا فتحى أن تقوم بتقديم أفكار جديدة لبرامج تتناسب مع مايعرض على الشاشة وخطط التطوير التى تجرى حالياً". وأن "قطاع التلفزيون ليس لديه ثمة ما يمنع من إسناد برامج للسيدة هويدا فتحى طالما تم إقرار فكرة وشكل البرنامج وبما يتمشى مع خطط التطوير المحلية. وعلى ضوء ماسبق فإنه لا يوجد ما يبرر تضررها من عدم إسناد أعمال أو برامج لها وإنما يتطلب الأمر تقدمها بفكرة جديدة لتطوير البرنامج".
وكانت تأشيرة الوزير أنس الفقى على هذه المذكرة:
"السيد رئيس الاتحاد .. لاخطارها بذلك رسمياً".
وهذا معناه أن المشكلة ليست لدى التليفزيون وإنما لدى المذيعة التى لم تتقدم بأفكار جديدة وخلاقة.

وبناء عليه تقدمت هويدا فتحى، فى 15 يونيه 2007، إلى رئيسة القناة الثانية بمشروع لتطوير برنامج "أوراق على الهواء" كما تقدمت بفكرة برنامج مسابقات ثقافى وبرنامج منوعات "توك شو".
وفى 22 يوليو 2008 وصل إليها خطاب من رئيس القناة الثانية يفيد بأن "اللجنة العليا قررت الآتى:
1- إلغاء برنامج "أوراق على الهواء" لاستنفاد أغراضه.
2- تكليف السيدة المذيعة بعمل أربع حلقات من البرنامج الذى تقدمت به "بينى وبينك" ليذاع فى رمضان.
3- أما بالنسبة لبرنامج المسابقات فقد رفض من اللجنة.
لكن مرت الأيام والأسابيع والشهور دون أن يتم اتخاذ أى إجراء لتنفيذ برنامج "بينى وبينك" الذى تمت الموافقة عليه من قبل اللجنة العليا رغم قيام المذيعة بتقديم فكرة البرنامج واسكريبت حلقة تجريبية للفنان عادل إمام بتاريخ 10 يونيه 2008 وافقت عليها اللجنة العليا .
أى أن حجة امتناع التليفزيون عن إسناد عمل إليها بسبب عدم تقدمها بأفكار جديدة لم تكن حجة حقيقية.
ومازال هذا المسلسل الميلودرامى مستمراً، بكل عيوب المسلسلات المصرية، من افتقار إلى المنطقية فى سير الأحداث، إلى التطويل الممل دون مبرر درامى (لونجير).
لكن الأهم من الملل والعبثية فى حكاية هويدا فتحى هو إهدار أحد أهم مبادئ العدالة، فإذا كان القضاء قد برأ ساحتها، فلماذا يعاقبها التليفزيون، ويدوخها السبع دوخات فى تفاصيل بيروقراطية سخيفة معناها من الناحية العملية منعها من حقها فى ممارسة عملها دون مماحكات؟
بينما كان المنطق يقول أنه من المفترض أن يساندها التليفزيون فى المطالبة بتعويض عما لحقها من أضرار مادية واغتيال معنوى بعد أن ثبت بحكم قضائى نهائى أن الاتهامات التى وجهت لها كانت ملفقة وباطلة!.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة مبارك الشجاعة: الوطن هو الرابح الأول
- من مبطلات الصيام: تقرير الحريات الدينية
- أشواك فى طريق حب الوطن
- اعتذار.. وباقة ورد.. للدكتور إبراهيم سعد الدين
- الدولة تسحب استقالتها!
- تخاريف صيام!
- تضميد جراح الدويقة .. -حين ميسرة-!
- تقرير درويش: الحكومة ضد الحكومة -2-2-
- رثاء للدويقة.. بقلم أحمد بهاء الدين!
- اختراعات مصرية: الحكومة ضد الحكومة!
- مصر الأخرى!
- مبروك للدمايطة.. على الانتصار فى نصف المعركة
- من يستحق التعويض .. -أجريوم- أم -دمياط-؟!
- تسليم وتسلم!
- إحرقوا كتب الفلسفة.. اليوم قبل الغد!!
- وثيقة مستقبل مصر «2»
- الجريمة... والعقاب
- تنويعات علي لحن المشروع الليبرالي (1)
- دبرنا يا وزير!
- وقفة احتجاجية.. من أجل البحث العلمي!


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - عندما ينافس -تليفزيون الواقع- مسلسلات رمضان!