أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم كطافة - إلى السيد فؤاد النمري.. مع التحية















المزيد.....

إلى السيد فؤاد النمري.. مع التحية


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 07:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعرفت على كتابات السيد النمري منذ مدة ليست بالطويلة.. ومع تدرجي بالتعرف على آراءه في مختلف القضايا التي تطرق إليها كان إعجابي يزداد ومعه شيء يشبه الفرح الذي يدغدغ إحساس لاعب الكرة في الوقت الضائع أن بإمكانه أن يسجل هدفاً وإن بقي من الزمن ثانية واحدة.. قلت مع نفسي ها هو مفكر ماركسي لم يتخلى عن رايته رغم كل الذي حصل ويحصل.. شيوعي لم يتلوث بعد بدوامة التبرير والتبرير المضاد والانتقال من ضفة إلى أخرى والتي تورط فيها كثير من الشيوعيين (السابقين).. إنسان شجاع لم يستسلم لإغراء الاسترخاء لمتطلبات العمر بعيداً عن هموم السياسة والتنظير خصوصاً وهو في عمر يحتاج فيه إلى الراحة.. متناغم بشكل عجيب مع ذلك الشيء الذي يشبه حكمة قاله يوماً شاعر ألماني وهو يصف علاقته بالقارئ، إذ قال: أنا وقارئي على تفاهم رائع لا هو يسمع ما أقول ولا أنا أقول ما يريد سماعه..!! كثيرة هي الأفكار اللافتة التي يقولها السيد النمري.. وبصفتي شيوعياً لا ينكر جهله بالكثير من مفاصل النظرية الماركسية رغم ادعائي أني تعرفت عليها منذ كان عمري سبعة عشر عاماً بصفتي شيوعي مستقيم كان مع الحزب بكل فصول نضاله من العمل العلني إلى السري إلى الكفاح المسلح في كردستان.. لكن رغم هذا وذاك لم أكن أعرف على وجه الدقة واليقين ماذا يعني ومن أين يأتي فائض القيمة مثلاً.. وما هي مفاعيل هذا الاكتشاف الماركسي الذي هز بنى التنظير في وقته.. الآن فقط فهمت هذا الأمر وأشعر أني مدين لهذا السيد به.
كذلك لفت انتباهي توصيفه الرائع والصريح والواضح لدور حركة التحرر الوطني أيام الصراع بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي ومن هذا التوصيف فهمت لِمَ الأحزاب الشيوعية في أي بلد من العالم الثالث لم تتجرأ على مسك زمام السلطة بيدها واقتصر دورها على دعم هذا أو ذاك من الضباط الإنقلابيين الوطنيين والقوميين تبعاً لموقف هذا الزعيم أو ذاك من الصراع القائم بين الاتحاد السوفييتي والغرب.. علماً أن غير قليل من الأحزاب الشيوعية ومنها الحزب الشيوعي العراقي الذي كان سيد الشارع السياسي بلا منازع لعقود طويلة وكان بإمكانه وبسهولة تسلم السلطة لكنه لم يفعلها.. جاء توصيف السيد النمري لعملية توزيع الأدوار التي كان معمولاً بها داخل الحركة الشيوعية العالمية بدءً من تلك الخطط المركزية في الكومنترن وصولاً إلى التحالف المصيري بين كل حزب شيوعي والحزب الشيوعي السوفيتي ليسد لي فراغ الفهم.. أذكر من وصايا الحزب الشيوعي العراقي إلى أعضائه والتي كانت مكتوبة على بطاقة العضوية والتي أسميها الآن (وصايا الحب)، جاء من بينها: أحب بلدك، أحب حزبك، أحب العمال والكادحين، احترم المرأة ودورها في الحياة، أحب الاتحاد السوفييتي وكل قوى التقدم والاشتراكية في العالم..!! بل كان الموقف من السوفييت في حينها مقياساً لشيوعية وتقدمية هذا أو ذاك من الأحزاب والأفراد.. فهمت الآن (والفضل يعود للسيد النمري) أن الدور الذي كان مناطاً بالحزب الشيوعي الوطني لم يكن أكثر من إسناد الحركات الوطنية الساعية لفك ارتباط بلدانها بالاقتصاد الرأسمالي لحرمان النظام الرأسمالي من مورد آخر من موارده طالما الصراع هو صراع أممي.. بمعنى أن الكلائش التي كانت تدبجها الأحزاب الشيوعية في بلدان العالم الثالث في نظمها الداخلية وبرامجها عن أسباب وجودها وإحالته إلى الحتميات التاريخية ونضال الطبقة العاملة وما إليه لم تكن غير ديباجات بلاغية لا علاقة لها بالواقع لأنها في بلدان كانت تفتقر للبنية الرأسمالية الطبيعية من أين يكون لها بروليتاريا..!!؟ إضافة إلى مواضيع وأفكار أخرى كثيرة أدين بفهمي بها لهذا السيد.. لكل هذا أحمل له احتراماً وتقديراً خاصين.
لكني رغم كل هذا أجدني غير متفق معه أو لأقل غير متفهم بعد إصراره غير العادي على قضية تكاد تكون في كل كتاباته بمثابة قضية مركزية، ألا وهي وضع اللوم كله في انهيار التجربة الاشتراكية على عاتق المسكين خروتشيف ومن لف لفه من قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي التي أتت بعد ستالين. أجد هذا الأمر يشكل ثغرة واضحة في منظومة فهم السيد النمري لما حدث. لأن دور الفرد أو القائد في التاريخ هو من الموضوعات الماركسية المطروقة ووفق فهمي المتواضح للماركسية؛ أن دور القائد ليس بالدور الحاسم لكنه قد يكون مساعداً أو مسهلاً لسير العملية التاريخية، بل أن العملية التاريخية السائرة بفعل قوانينها الموضوعية هي كفيلة بصنع القادة أو ما نطلق عليه توصيف العامل الذاتي. ووفق توصيف السيد النمري لما حدث أن الصراع الطبقي كان جارياً في الاتحاد السوفييتي بين البروليتاريا والبرجوازية (الوضيعة) قبل خروتشيف وجاء خروتشيف ليحسمه لصالح الأخيرة.. إذن ووفق هذا التوصيف أن آليات الهدم كانت مفعلة وسائرة لتحقيق غايتها قبلاً، لم تظهر بين عشية وضحاها بمجرد موت ستالين وتسلم خروتشيف القيادة.. لأن التحولات التاريخية هي عملية تراكمية لا تعتمد على القدرات الفردية فقط لهذا القائد أو ذاك.. لعل شرارتها كانت منذ إطلاق ما اصطلح عليه بالسياسة الاقتصادية الجديدة (النيب) للينين، السياسة التي وصفها لينين نفسه أنها خطوة إلى الوراء بالنسبة للاشتراكية ومن ثم واصلها ستالين.. إذن الملام في هذا الأمر هو لينين وخلفه وليس خروتشيف الذي قطف ثمرة فاسدة زرعها غيره واكتمل فسادها في عهده.. وأنا أرى (وهنا لا أعوذ بالله من هذه الـ-أنا- لأنه رأيي الشخصي) أرى أن بدايات الخلل أو الهدم تعود إلى فترة أبعد من هذه إلى تلك اللحظة التي أعلن فيها لينين إعلانه الشهير حول اللحظة الثورية: أمس متقدم وغداً متأخر.. الآن هو موعد الثورة..!! ما فعله لينين أنه حرق مرحلة كاملة كان عليها أن تأخذ مداها الضروري لاستكمال مهام الثورة البرجوازية.. لم تكن كافية فترة الثمانية أشهر بين فبراير وأكتوبر 1917 لإعلان فشل حكومة كيرنسكي في إنجاز مهام الثورة البرجوازية، الثورة التي أخذت في فرنسا وألمانيا وانكلترا أكثر من قرنين من الزمان لتنضج وتصل إلى أعلى مراحلها التي دعاها لينين بـ(الامبريالية)، خصوصاً وأن البلد (روسيا) كان في حالة حرب.. الثغرة الثانية التي تكتنف رؤية السيد النمري وهو يقدم الاشتراكية التي يفهمها، هي عدم وجود ولو تلميح إلى: هل تمتلك الاشتراكية كنظام اقتصادي-اجتماعي أو كمرحلة انتقالية إلى الشيوعية آلية إصلاح الخطأ من الداخل..؟ كثيراً ما يُردد ومن باب المدح للنظام الرأسمالي أنه يتوفر على مثل هذه الآلية الكفيلة بإعادة السير كل مرة إلى الجادة الأساسية. كما نعرف جميعاً مرت الرأسمالية منذ انطلاقها وإلى اليوم بدورات متعددة من الكساد والإزدهار.. هذه الآلية ستظل تعمل إلى أن تصاب بالعطب الكامل حينها تكون نهاية النظام برمته.. الاحتمال الذي صار يطرح هذه الأيام مترافقاً مع الكارثة التي ألمت بأسواق المال في مانهاتن.. لتترافق معه الدعوة للعودة إلى ماركس.. السؤال هنا ما هي آلية إصلاح الأعطاب والأخطاء التي توفرت عليها تجربة لينين وستالين في الاشتراكية.. لأن ليس من المعقول بمجرد موت القائدين (لينين) و(ستالين) تهرأ كل شيء وبدأ العد التنازلي..!!؟ هذا الفهم لا يستقيم مع نظرية علمية يتم التعرف عليها وفق منطق البرهان التجريبي.. مع مودتي واعتزازي بالمفكر الرائع السيد فؤاد النمري..



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخ ياباني.. شيخ تايواني..!!!
- فئران الدين إلى أين..!!؟
- دراجة السيد رامسفيلد..!! (*)
- إعادة تحوير أمخاخ النساء
- قبر لكل صحفي..!!!
- الحاجوز
- العراق بين ظهر النص وصدره..!!؟
- من اللثام إلى الشفافية
- محنتنا مع سارق الأكفان وولده
- أخيراً.. أحدهم قد خجل
- بيروكوست وحكايات صدام حسين
- فاقد الشيء لن يدافع عنه..!!؟
- كرة الدين في ملاعب المسلمين..!!؟
- إلى قناة -الشرقية- حصرياً..!!؟
- عن حكمة إله الدماء...!!؟
- لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون
- تحولات العالس والمعلوس ..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا!!؟
- نسخ الله المتكاثرة..!!؟
- داء الذئب السياسي ومصائد الخرفان


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم كطافة - إلى السيد فؤاد النمري.. مع التحية