أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صلاح عودة الله - ردا على مقالة ابراهيم علاء الدين-الدكتور صلاح عودة الله يساري يكتب باليمين-..!















المزيد.....

ردا على مقالة ابراهيم علاء الدين-الدكتور صلاح عودة الله يساري يكتب باليمين-..!


صلاح عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 00:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


في البداية أريد أن أتقدم بشكري للأخ ابراهيم علاء الدين والذي قام بالرد على مقالتي" لا, لن أفقد الأمل", وكذلك على ما جاء في تعقيب لي كرد على تعقيب لأحد الاخوة على احد مقالاتي الأخيرة, بمقالة طويلة ولم يكتفي بالتعقيب عليها بتعقيب عادي كباقي المعقبين.
وأهم ما جاء في مقالتي: 1- وصف الوضع الفلسطيني الراهن كما هو معروف للجميع.
2- أسئلة كثيرة تطرح نفسها وهي عبارة عن جزء بسيط من الكثير من الأسئلة والتي قامت باملائها الحالة المأساوية والمأزومة لشعبنا العريق العظيم والذي يعيش في ظل احتلال بغيض ومهيمن منذ ما يزيد عن الستين عاما(هل من بصيص أمل لايقاف نزيف الدم؟وهل من الممكن اعادة الأمور الى مجاريها بين "الاخوة الأعداء" واعادة اللحمة الوطنية؟ وهل من تخمينات وتوقعات بأن لهذه الأمور التي نراها ونسمعها نهاية سعيدة وحتى أقل مأساوية في زمن من الممكن أن يكون قريبا؟وهل توجد امكانية للحفاظ على الأقل على ما تبقى من وطننا الغالي؟وهل بالامكان الاحتفاظ بتاريخه العريق ودون تزوير وتشويه؟). 3- ايقاف نزيف الدم..اعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية..الحفاظ على الأقل على ما تبقى من الوطن المحتل).
4- محاولات العدو وتخطيطاته لتهجير فلسطيني جديد وذلك لجعل دولته فقط لليهود(يهودية الدولة).
5- التشديد على أننا نحن اصحاب هذه الأرض وملحها الذي لا يذوب.
6- الاقتتال الداخلي وتداعياته وعلى جميع الأصعدة.
7- الهدف المرجو وهو اقامة الدولة الفلسطينية "التاريخية" وزوال الاحتلال.
8- وأما ما جاء في تعقيبي على تعقيب أحد ألاخوة الذين عقبوا على احد مقالاتي الأخيرة, حيث يحمل المعقب الكريم السيد ابو مازن مسؤولية كل ما يحصل لنا,وجاء تعقيبي كما يلي: "بغض النظرعما تقوله عن السيد ابو مازن, ماذا سيفعل غيره؟أعتقد ان المشكلة ستبقى كما هي فالاحتلال قائم ويلعب بالسلطة كما يلعب ويحرك لاعب الشطرنج احجاره..فالوضع هو الان كما يلي:السلطة في رام الله بقيادة ابو مازن تتسول الرواتب، والسلطة في غزة بقيادة هنية تتسول فتح المعابر، ولو جزئياً، لادخال كميات من الطعام والوقود والأدوية، أي اننا نعود كشعب الى مرحلة ما قبل عام 1967، أي نعيش على مساعدات وكالة الغوث..فقل بربك اين الاستقلالية؟فما هو المطلوب؟المطلوب الآن حوار فلسطيني - فلسطيني مستقل وجاد يتركز حول كيفية الخروج من هذا المأزق، ويكون عنوانه الرئيسي هو حل السلطتين في قطاع غزة ورام الله، وايقاف مسلسل التسول والتوسل الفلسطيني الحالي، بأسرع وقت ممكن، والعودة الى المربع الأول الذي نسيناه جميعاً، وهو مربع المقاومة والتحرير بكل الطرق والوسائل والذي لا بديل عنه طالما ظل الاحتلال قائما..الرئيس عباس الذي راهن على المفاوضات، وحل الدولتين، منذ اشرافه على مفاوضات اوسلو يجب ان يعترف علناً بفشل رهانه هذا، وان يبادر مثل كل الزعماء الشجعان الى حل السلطة التي يتزعمها، وان يبادر بالاستقالة من كل مناصبه الحالية، فهكذا فعل ويفعل جميع الزعماء السياسيين عندما يفشل مشروعهم..وبالمقابل على قادة حماس السير في نفس النهج, فالاوضاع في قطاع غزة مزرية ومحزنة ومن يعاني هو ابن الشعب المسكين..ان الشعب الفلسطيني الذي قدم آلاف الشهداء والجرحى والأسرى من اجل التحرير والتحرر يجب ان يتحرك، لإنقاذ نفسه وهويته، وقضيته، من المستنقع العفن وتقليص الخسائر بأسرع ما يمكن، والعودة الى الطريق الصحيح الذي سارت عليه جميع الشعوب الأخرى، واقالة كل من اوصله الى هذا الوضع البائس المخجل والمعيب...ان ما يجري حاليا من اصدار فتاوي سياسية حول كيفية التعامل مع الوضع بعد التاسع من كانون ثاني المقبل وهو اليوم الذي تنتهي فيه ولاية السيد ابو مازن يشكل خطرا جديدا قد يكون ثمنه باهظا في ظل الظروف الحالية وعليه وكما تم ذكره يجب تنفيذ ما ذكر سابقا وقبل هذا التاريخ والا سنندم حيث لا ينفع الندم..مع اننا ندمنا كثيرا في الماضي ولكن لم نتعلم الدرس جيدا..!
والان الى ردي على تعقيب الأخ ابراهيم علاء الدين على مقالته:
يقول الكاتب"انني لمست بعض التناقض بين وجهة نظر اليسار الفلسطيني ووجهة نظرك، علما بانه تكون لدي ما يشبه القناعة بانتمائك اليساري تنظيميا وليس فكريا فحسب"..واجابتي هنا مع انني غير مجبرا على الاجابة, الا انني اريد ان أطمئن الكاتب المحترم, انني أميل في فكري الى فكر اليسار ولكنني لا انتمي اليه كليا ولا انتمي الى أي فصيل فلسطيني يساري تنظيميا..فمن أين حصلت على هذه المعلومات التي تجعلك متأكدا أو شبه متأكدا بأنني كما تدعي؟وهنا أسجل تعجبي ان يقوم كاتب مثلك له ثقله واحترامه بتدوين أمور لا صحة لها بل لا تعتمد على أي اساس سوى احساسك واجتهادك الشخصيين..!
وأما بالنسبة لما جاء في البند الثاني اعلاه, فيقول:"والله يا دكتور انني استغرب تماما طرح هذه الاسئلة المتواضعة في سياق تحليل سياسي لكاتب يساري، فعلى حد علمي ان اليسار يناقش حاليا اسئلة اكثر عمقا وابعادا ومضامين تكاد تصل الى بلورة رؤيا شاملة لتحديد مسار تاريخي جديد للنضال الوطني الفلسطيني"..وللكاتب الكريم اقول: اننا لا نزال نمر في مرحلة تحرر, وفي مثل هذه المرحلة وهكذا علمنا التاريخ يتوجب علينا وبغض النظر عن الفكر الذي نحمله وعن انتماءاتنا ان نكون يدا واحدة, وأن يكون لنا هدفا واحدا وهو تحرير الوطن من المحتل..ومن هنا جاءت أسألتي المذكورة..في مثل هذه المرحلة تصبح الفصائل والتنظيمات اقزاما امام القضية المركزية وهي الوطن المحتل, ولا انحاز الا اليه..هذا هو رأيي الشخصي المتواضع..!
ويمضي الكاتب قائلا(ولشد ما اعترتني الدهشة وانا اقرا الفقرتين التاليتين).. (الحالة المأساوية والمأزومة لشعبنا العريق العظيم), وتتبعها بعد جملة بكائية بجملة اخرى جاء فيها ( انهم لا يريدوننا هنا وقد نسوا أو تناسوا بأننا ملح هذه الأرض الذي لا يذوب ما دامت الحياة موجودة على كوكبنا هذا).
وفي الفقرتان وبعد تجاوز المفردات العاطفية(مثل العريق والعظيم ، وايضا مثل ملح هذه الارض الى اخره) ففيهما موقف سياسي يقول(ان اسرائيل لا تريد اقامة دولة فلسطينية الى جانبها وانها تريد ترحيل الشعب الفلسطيني). (انتبه لعبارة – حالة ماساوية ومازومة – وانهم لا يريدوننا هنا).
"فهل هذا الموقف هرب من بين اصابعك دون ان تدري وانت مشغول بالخطاب العاطفي في مأتم الشعب الفلسطيني؟ ام ان موقفك السياسي هو هكذا؟ واذا كان هذا هو موقفك السياسي فالى أي حد يتطابق مع موقف الجبهة الشعبية وموقف اليسار عموما الذي تقوم برامجه على اقامة دولة مستقلة في حدود الرابع من حزيران 67؟؟" وبدوري اجيب,لا أدري ما هي المصيبة التي سببتها اقوالي بأننا نعيش حالة مأساوية؟ أليس هذا هو الوضع الذي نعيشه؟ وهل لديك أدنى شك بأن شعبنا شعب عظيم؟..انه فعلا هكذا,فهذا الشعب ورغم الويلات التي اصابته والمجازر الذي ارتكبت بحقه الا أنه بقي صامدا صمود الجبال..وهنا اسجل تحياتي وتقديري لاخواننا" فلسطينيي الاحتلال الأول" الذين لولا صمودهم ورغم كل محاولات العدو لعمل المستحيل من اجل تهجيرهم وبشتى الوسائل, لضاعت القضية الفلسطينية التي تقوم "شركة اوسلو للتجارة غير المحدودة" بالتلاعب والتجارة بها كيفما تشاء وبلا حسيب أو رقيب..! مع احترامي الشديد لليسار الفلسطيني وعلى رأسه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, فلي قناعاتي الشخصية,فأنا لست جهازا يمكن التحكم به عن بعد(ريموت-كونترول), وحتى لا نقع في فخ"المصيدة الأمريكية" الأقوى لا بد من تحرك فلسطيني وعربي فاعل، وسريع، للتأكيد على فشل الرهان على المفاوضات وسقوط حل الدولتين، والتحذير من التفريط بأي من الثوابت الفلسطينية التاريخية، والتأكيد على أن طرفي المعادلة الفلسطينية في رام الله وغزة قد فشلا في تحقيق أي تقدم ملموس للشعب الفلسطيني وقضيته، وانشغلا بأمور حياتية ثانوية بعيداً عن الأهداف العليا والسامية لهذا الشعب.
ويضيف الكاتب الكريم:"وتقول لاحقا (اننا صممنا ان نضيف معاناة جديدة..لقد شرعنا الاقتتال الداخلي, واصبح اخوة السلاح بالأمس القريب أعداء اليوم..لقد قمنا بتغيير بوصلة سلاحنا فبدلا من توجيهه الى صدر العدو, بدأنا بتوجيهه وبشراسة الى صدور بعضنا البعض".
وايضا تجاوزا لعبارات العاطفة الجياشة (وهي بالمناسبة ليست تقليدا يساريا) فاراك اخي تشرعن القتال الداخلي ..!! فعلى حد علمي ان لا احد على الاطلاق في الساحة الفلسطينية حتى الذين تقاتلوا قالوا انه قتالا شرعيا ، بل بالعكس كل طرف يدعي ان الاخر قام باعمال غير شرعية"..!!
وهنا لا اعرف, هل اضحك أم ابكي؟ فعندما قلت لقد شرعنا الاقتتال الداخلي, قلت ذلك من باب السخرية بالطرفين المتنازعين وبغض النظر عن سبب تنازعهما, وهذا الأمر يعرفه حتى المراهقون السياسيون,فكيف يغيب عنك هذا الأمر وأنت السياسي المحنك, وتتهمني بأنني أشرع هذا الاقتتال؟ انني على النقيض اقف ضد كل من تسول له نفسه حتى بالتفكير لايجاد سبب أو تبرير لهذا الاقتتال..!
ويقول الكاتب:"اما الجملة التي تصف فيها (فتح وحماس كما فهمت انهما كانا "اخوة سلاح بالامس.."), فهي الى جانب استمرار اسلوب الشحن العاطفي في مقالك فانها تنطوي على عدم ادراك كامل وعميق لنوعية العلاقة التي ربطت بين الفصيل الوطني الفلسطيني – فتح، وفصيل الاسلام السياسي – حماس، فهي لم تكن يوما علاقات اخوة بل علاقات تنافس وتصادم واصطدام منذ ان نشأت فتح في نهايات خمسينات القرن الماضي، وفي قولك يا دكتور تناقض كبير مع ما يفهمه اليسار ويطرحه للعلاقات بين القوى السياسية المتناقضة برامجيا وسياسيا..وتواصل الوقوع بالحطأ يا دكتور فتقول (ان اعداء عرب ومسلمين وغرب سيبقوا نار الفتنة بين الاخوة دائمة الاشتعال), يا اخي د. صلاح ان الخلافات بين فتح وحماس ليست فتنة لعينة ايقظها الشيطان ، وهي ليست صراعا على السلطة او المقاعد او المسميات كما يراها بعض الصغار والعامة من الناس، انها خلافات بين برنامجين سياسيين، بين رؤيتين ، بين منهجين، وليست فتنة بين جارين او قريتين كما كان يجري في اوائل القرن الماضي ، يمكن لمخاتير القرى المجاورة ان ينهوها"... وردي هنا هو:انني أعي واستوعب التناقضات البرامجية والسياسية بين حركتي فتح وحماس, واكرر ان هذه التناقضات يجب ان تطرح جانبا في هذه المرحلة التي نمر بها, وهي مرحلة التحرر ولا يعنيني رأي اليسار ولا اليمين..بعد اقامة الدولة الفلسطينية المنشودة, فليطرح كل فصيل وتنظيم فكره وبرنامجه السياسي والاجتماعي وما شئت من انواع الفكر, وعندها الشعب يقرر عبر صناديق الاقتراع والانتخابات الديموقراطية من سيكون ممثله,وأما الان فلا حديث عن هذا الموضوع في ظل الاحتلال والمحميات التي لا سلطة لها..!وأما بالنسبة لقولي انه توجد اطراف غربية وعربية واسلامية وكذلك فلسطينية معنية بأن تبقى الفتنة مشتعلة بين الأطراف الفلسطينية المتنازعة فهذا الأمر واضح وضوح الشمس, والتاريخ اثبت صحة هذا الحديث,لأن حل القضية الفلسطينية سيجر وراءه الكثير من المشاكل وخاصة في منطقة الشرق الأوسط..فستتغير الأوضاع في معظم الدول في هذه المنطقة وهذا بدوره سيؤثرعلى موازين القوى في العالم اجمع.
"اما قولك:( تغيير بوصلة سلاحنا..الى اخره..فهل تستطيع ان تقول لي متى تم توجيه سلاح اي فصيل من فصائل المقاومة يسارها ويمينها ووسطها الى صدر العدو، منذ الخروج من بيروت عام 1982 وحتى الان؟ يا دكتور قضيتنا تحتاج الى تعزيز العقل والمنطق ، والفهم الحقيقي وتنمية الوعي والارداك ومحاربة الوهم والتضليل والخرافات، وليس الى تأجيج العاطفة واستدرار الدموع)"...الأخ العزيز, ان وقعت اخطاء في الماضي فهذا الأمر لا يعني ان نستمر بارتكاب الأخطاء, انني على ثقة تامة وكاملة انه لو استمرت الانتفاضة الأولى والتي اوقفتها اتفاقية اوسلو المشؤومة لما كان وضعنا اليوم كما هو عليه الان..وضع من التشرذم والانقسامات(وان اقر بأن الخلفية موجودة), وما الاقتتال الداخلي الا وليد لهذه الاتفاقية, وحتى اكون منصفا, ان هذه الاتفاقية اذابت الثلج وأظهرت ما يوجد تحته, ولذلك لم نكن بحاجة اليها ليس لهذا السبب فقط وانما لأسباب اخرى لا مجال للخوض فيها الان.
ويمضي الأخ ابراهيم قائلا:
"لكن المسالة الاهم وردت في ردك على تعليق على احد مقالاتك فتقول بالتعليق مع التصرف.. المشكلة كما هي فالاحتلال قائم – السلطة تتسول الرواتب – حماس تتسول فتح المعابر -- نعود الى مرحلة ما قبل 67 نعيش على المساعدات – وتتسائل اين الاستقلالية" .
ثم تطرح الحل فتقول " ما هو المطلوب : وتجيب بان المطلوب – اجراء حوار فلسطيني فلسطيني جاد يكون عنوانه الرئيسي هو حل السلطتين في غزة ورام الله ، والعودة الى المربع الاول .. وهو مربع المقاومة والتحرير بكل الطرق والوسائل".
يا سلام يا دكتور لقد اعطيت اجابات لم يأت بها احد من قبل، حل السلطة والعودة الى المربع الاول...!! اكيد ان هذا موقفك الشخصي لانه ليس موقف فصائل اليسار الفلسطيني، بل هو موقف مجموعة متناثرة من العدميين الذين لا قدرة لهم على تقدير الامور وفق اسس العلم والمنطق وباقي الامور ، لان حسب علمي أي من الفريقين المتصارعين (فتح وحماس) لا يطالبا بحل السلطتين ولا حتى بحل السلطة في رام الله، فالصراع ليس على السلطة كما سبق وذكرت ولكن على برنامج السلطة، لان القوى السياسية كلها يمنها ويسارها ووسطها واطرافها تدرك ان السلطة مكسبا وطنيا فلسطينيا لا تنازل عنه، وان صراعها المستقبلي هو حول من هو البرنامج الذي سيتمكن من فرض نفسه على السلطة.
ثم ما حكاية العودة الى المربع الاول ؟؟ هل تحدد لنا يا دكتور أي مربع اول تريد لشعبنا العودة اليه ؟؟ مربع المقاومة الذي تتحدث عنه متى كان ؟؟ في أي فترة زمنية؟ هل في داخل فلسطين ام خارجها؟ هل لدى السيد الدكتور احصائية عن عدد العمليات العسكرية التي قامت بها فصائل اليسار في فلسطين منذ تفجر الثورة الفلسطينية في ستينات القرن الماضي وحتى الان. وماذا يمكن لفصائل اليسار ان تقدم للمقاومة المسلحة اذا قرر الشعب من تلقاء نفسه (وهذا امر لا يحدث ابدا ) العودة الى المربع الاول؟؟ وهل تستطيع كل الفصائل مجتمعه ان تخوض كفاحا مسلحا ضد العدو الصهيوني من فلسطين ؟؟ وما هي الدراسات العسكرية والجغرافية واللوجستية والمالية والغذائية (الطحين والعدس) والصحية والمائية والبنزين والكاز الذي ستعتمد عليهم القوى التي ستعود الى المربع الاول؟؟.
اليست تجربة غزة امام اعينك يا دكتور، الا يصرخ الشعب من الجوع والقهر واعتلال الصحة وفقدان ابسط مقومات الحياة لان اسرائيل تغلق المعابر؟ ام تعتقد ان اسرائيل لا تستطيع اغلاق الجسور؟؟".
وللاجابة اقول:
السلطة الفلسطينية هي وليدة اوسلو المشؤومة والباطلة, ومن نشأ على باطل فهو باطل..ان الكيان الصهيوني وبمعظم اطيافه رفض هذه الاتفاقية رغم انحيازها له وبشكل واضح, وأما الفريق الفلسطيني المفاوض وبتوجيهات عليا لا يزال يهرول وراء هذه الاتفاقية.
السلطة الفلسطينية لا سلطة لها تحت نير الاحتلال, ومن هنا جاءت المطالبة بحلها, بل بحل السلطتين,ولم يعد يعني الشعب ما هي اراء الاخرين من هاتين السلطتين الفاشلتين فشلا ذريعا والواقع يتحدث عن نفسه..فلا اخواننا في عزة راضين عن وضعهم ولا اخواننا في الضفة ايضا راضين عن وضعهم, واذا سألت معظمهم عن هذا الوضع فالجواب سيكون, من الأفضل العودة الى ما قبل اوسلو..الى الانتفاضة, فهي اشرف لنا من ان نعيش تحت رحمة اناس من جلدتنا ولا يرحمونا, بل يقوموا باستغلالنا والى ابعد الحدود, فهم المنتهعون اولا واخرا..!
ان المفاوض الفلسطيني ليس ضعيفا فقط بل انه مسلوب الحقوق التفاوضية,فعليه قول"نعم" وكلمة "لا" تم محيها من قاموسه, وحتى ان وجدت فلا يعرف متى يستعملها؟ ان اهدافه شخصية وحزبية وفئوية ضيقة, ولم تعد تهمه المصالح العليا الوطنية لشعبنا.ان المفاوضات مستمرة منذ سنين عديدة وقد باءت بالفشل, فهل يعقل ان نستمر بها ولسنين اخرى لكي نثبت انها فاشلة..كفى مهاترات والاعيب..!
والسؤال, على ما نفاوض؟هل يعقل ان تفاوض من سرق بيتك وان تقوم في نهاية الأمر بمنحه جزءا منه؟ فكيف يكون الأمر عندما تفاوض من سلب وطنك من بحره الى نهره؟
ان لم نستطيع تحرير الوطن كاملا الان, فنحن لسنا بعجلة من أمرنا, لأن الأجيال القادمة ستقوم بتحريره, وكل المؤشرات تدل على بدء العد التنازلي للكيان الصهيوني, وبالمقابل بدء العد التصاعدي للذين يطالبون ويعملون من اجل تحرير فلسطين كل فلسطين..!
ان التاريخ علمنا ان الشعوب التي ناضلت من اجل الحرية نالتها, وان اعظم الدول خسرت امام حرب العصابات, واكبر دليل على ذلك ما حصل للأمريكان في فيتنام وخسارة الصهاينة في حربهم الأخيرة على لبنان امام عناصر حزب الله..!
وفي النهاية اقول وباختصار ومع احترامي لجميع التيارات من اقصى يمينها الى اقصى يسارها,ومن شرقها الى غربها, الوقت الان لا يسمح الا لشيء واحد وهو النضال وبكل الوسائل والطرق من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المتعارف عليها تاريخيا وبعدها لكل حدث حديث, بمعنى وقتها يكون الزمن المناسب لأن تقوم التيارات المختلفة بعرض فكرها وبرنامجها السياسي..ان المدخل لانهاء الصراع التاريخي بيننا وبين "الاسرائيليين" ممكن، باستعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين الى ديارهم ووطنهم وتشييد دولة فلسطين الديموقراطية على كامل التراب الفلسطيني وصولا لمجتمع حضاري يكفل المساواة والعدالة والحقوق للجميع .
ومرة اخرى أشكر الأخ ابراهيم علاء الدين على تعقيبه الهام على مقالتي, واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية..!



#صلاح_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا, لن أفقد الأمل..!
- و-يا أخا لم تلده أمي-..!
- سجل أيها التاريخ..انها مجزرة العصر..!
- عندما يتكلم شيخ الأزهر بنصف لسان..!
- من وحي مأساة..اكتب لكم..!
- في ذكرى استشهاد-قمر شهداء فلسطين-..!
- وترجل شاعر المقاومة الفلسطينية
- عبد الناصر..وفلسطين..!
- صيدنايا العرب وزمن العبودية المختارة..!
- الى الذي كان شهيدا طيلة حياته..الى غسان كنفاني..!
- في ذكرى رحيل الشاعر والمناضل توفيق زياد..!
- الزعماء العرب لا يمرضون
- اليوم العالمي للاجئين..!
- اطمئني فلسطين..-نيرون- مات ولم تمت روما..!
- في الذكرى الثمانين لميلاد جيفارا
- من وحي النكبة..الشهيد ناجي العلي..!
- عاش اليوم الأول من ايار..عيد العمال العالمي..!
- الحرب آتية لا محالة..!
- رسالة من الجنة الى النار من نزار قباني الى عباس وهنية
- اربعون عاما على انطلاقة جبهة-حكيم الثولاة الفلسطينية-..!


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صلاح عودة الله - ردا على مقالة ابراهيم علاء الدين-الدكتور صلاح عودة الله يساري يكتب باليمين-..!