"لنقاوم الجدار حتى ينهار"
تنعقد في لاهاي في 23 شباط/ فبراير أولى جلسات محكمة العدل الدولية، وذلك بطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة، تضمنه قرار الإحالة الصادر عنها بتاريخ 8/12/2003، والقاضي بتكليف المحكمة النظر في الآثار والأبعاد القانونية لجدار الضم والعزل العنصري الذي تشيده الدولة العبرية القائمة بالاحتلال على الأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية والقدس الشرقية) في 4 حزيران 1967، خلافاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي ومعاهدة جنيف الرابعة لعام 1949، ولمواثيق حقوق الإنسان.
وإمعاناً من دولة الاحتلال "إسرائيل" في رفض كل ما يصدر عن الشرعية الدولية، قررت "إسرائيل" مقاطعتها جلسات المحكمة تحت دعوى عدم اختصاص محكمة لاهاي (وهي هيئة منبثقة عن الأمم المتحدة) النظر في موضوع الجدار ولا يدخل في ولايتها، مع أن الأمر في حقيقته إيغال في إدارة الظهر، وصلف قل نظيره، واستخفاف بقرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي، وحقوق الإنسان، وبعقول البشر والرأي العام، في الموقف من الاحتلال والاستيطان وسياسة العزل العنصرية الإسرائيلية. فإضافة إلى الإجحاف الأخلاقي والإنساني الذي يسببه الجدار (والاستيطان عموماً) لمئات آلاف الفلسطينيين، وشل حركتهم اليومية وإحداث الاضطراب في حياتهم، والذي يتهددهم بالتهجير، وسجنهم في تجمعات سكانية بأكملها داخل جيوب ومناطق مغلقة (بانتوستات)، وتقطيع أوصالهم لصالح المستوطنات والاستيطان وجدران الضم والعزل العنصرية، وسرقة الأرض والمياه. إضافة إلى كل هذا تحاول إسرائيل من خلال مقاطعتها جلسات المحكمة، منع تحويل المحكمة إلى حدث ومنبر سياسي يستفيد منه الفلسطينيون، والتهرب من الرد على أسئلة جوهرية تتعلق باحتلالها المتواصل منذ العام 1967 للأراضي الفلسطينية، والآثار الناتجة عن الاستيطان وبناء جدران الفصل العنصرية، وسياسة الأمر الواقع التي لا وظيفة لها سوى منع وإجهاض إمكانية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، في حدود الرابع من حزيران عام 1967. وإبقاء الجزء الأكبر من الأراضي الفلسطينية (54% من أراضي الضفة العربية بما فيها القدس) تحت السيطرة الإسرائيلية "ضماً وإلحاقاً واستيطاناً"، وبالتالي رفض إسرائيل العملي لقرارات وحلول الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
الأخوة والأصدقاء:
من موقعكم المتقدم الداعم لقضية الشعب الفلسطيني، ونضاله المشروع في سبيل انتزاع حقوقه الوطنية الثابتة، ندعوكم للمشاركة قبل وأثناء وبعد 23 شباط/ فبراير بكل الوسائل الممكنة الجماهيرية "الاحتجاجية والتضامنية والتعبوية" والقيام بحملة إعلامية تفضح زيف الممارسات والادعاءات الإسرائيلية حول الاحتلال والاستيطان، وبناء جدران الضم والعزل العنصرية، ورفضها لنداءات وقرارات وحلول الشرعية الدولية.
النصر والمستقبل للشعوب
لجنة العلاقات الخارجية