أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - الأنتخابات العراقيه غاية كل العراقيين..ولكن!!















المزيد.....

الأنتخابات العراقيه غاية كل العراقيين..ولكن!!


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 749 - 2004 / 2 / 19 - 05:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


صندوق الأنتخابات هي اللغة الأكثر حضـــاريه في التخاطب الجمعي للتعبير عن تطلعات الضمير العام قي قضية ما.وقد أخذت شـعوب عديده وأنظمه مختلفة بهذا المبدأ,فحققت توازنا أجتماعيا ذو معطيات تكامليه,مرسيتا قواعد قبـول الأخر وعدم ألغاءه التي تؤطر النتائج التي يتمخض عنها صندوق الأنتخاب.أن صندوق الأنتخاب
الكفيل الوحيد بأشاعة ثوابت ثقافة عدم التناحر في سيرورة أمة ما,لتخلد تلك الأمة أو ذلك الشعب الى الوئام المتصالح,لا التصارع المتناحر.
ولكن هل يسقط صندوق الأنتخاب من السماء,فيقبل عليه الناس هكذا دون معرفة أوليه بماهيته؟أو انه نتاج مخاض فكري وأجتماعي وثقافي؟
الحاصل لحد الأن ان صندوق الأنتخاب وفي سياق التجربه الأنسانية,هو نتيجه لنشاط
آدمي أمتد لآماد طويله,مارا بكل أصناف النجاح والفشل,الى أن تبلور على ما هوعليه
الأن من شكل وآلية تعملان على تجميد التناحر الذي يؤدي الى الألغاء,ويصون فـي
ذات الوقت حرمة الأختلاف التي دعت الى الأحتكام الى ذلك الصندوق. فعندما يدار
الصراع من قبل الصندوق الأنتخابي,تتنظم الروافد الأجتماعية,وتستوي الأرضية التي
 يقف عليها المجتمع الذي أنتج بنشاطه العام ذلك النوع من الآلية التي هي الصندوق
الأنتخابي.
أذا فالعملية الأنتخابية هي نشاط وجداني آدمي,وليست بنشاط أفتراضي,قادم من خارج
منظمومة النشاطات الأنسانية.وتقوم تلك العمليةعلى ركيزتين أساسيتين,الديمقراطيـه
والحريه.وهاتان الخصيصتان يوفرهما ويفرخهما أيضا النشاط الأجتماعي الأنسـاني.
أذ أن أنسنة هذه الخصائص وغيرها,يجعل من لغة التفاوض الأجتماعي,التي هــي
الأنتخاب,لغة سهلة الفهم وتستمد ديمومتها من ذلك القبول العام,الذي يشرعن قانونا.
ولكن قبل كل شيءعلينا أن نقتنع قناعة مطلقة أن هذا النشاط أنما هو نشاط أخلاقـي
والذي يسميه علم الجمال بالأختيار الأخلاقي الذي ينتج عنه مفاضلة واعيةلمنهج مـا
أونهج بالسلوك,المقترن بالأرادة الأنسانية وسيان لوأتت النتيجه الذي يفرزها الصندوق مختلفة أو متفقة,لأنها في الأخير تعبير عن رأي غالبية رجحت خيارها الأخــلاقي
الذي يأخذ طابع القبول العام,وينســحب هذا الأختيار الأخلاقي على فردا وهو يقرر أمرا ما,أو مجموعة من الناس وهي تصوغ قواعد علاقاتها المتبادله(وهو ما نسميـه
بالقواعد العرفية) ,أو أن المجتمع برمته يسعى الى تغيير شامل لنظامه السياسـي من عدمه,اوتغيير دستور أمة ما أو الأبقاء عليه.أن كل هذا النشاط الأنساني يعكس مقدار الحرية الأخلاقية التي يتمتع بها ذلك المجتمع,على صعيد أفراده أوجماعاته على حد  سواء.ولا نغفل أن هذا الأذعان الأجتماعي العام للأختيار الأخلاقي العــام مرتبط بالظرفيه المثالية المناسبه التي تحقق اهداف الأذعان العام,وبخلاف ذلك تنشأ كثر من حالات تصادم القيم السياسية والفكرية والأجتماعية المختلفه.       
الى هنا ونحن لا نزال في في حوار باطنـــي ونظري,تمهيدا للوصول الى الحقل التطبيقي(صندوق الأقتراع) الذي يدنوا منه شعبنا العراقي في غده القريب,والــذي
يتمناه الناس صندوقا شفافا بكل المقاييس,لاكما ألفوه في زمن الدكتاتورية البائــدة,
صندوقا حديديا لا تخترقه الا الأوراق الأنتخابية المدموغة بكلمة "نعم لصدام". وحتى
لا يقال أن صداما,كان الحاكم الوحيد الذي مارس التضليل والتزوير في الظاهــرة الأنتخابية ,فأن ما كان يجري في الزمن الملكي في الظاهرة الأنتخابية,يئوول الــى
ذات النتيجه.فصندوقهم الأنتخابي رغم شفافيته,ما كان ينتج ألا الأسماء التي كانـت
تحضى برغبة الحاكم,أو المندوب السامي,أو السفير البريطاني.اما رغبة المواطن فقد
كانت ملغية عبر التزوير أو التهديد او الترغيب,بل بكل الوسائل التي تعرقل تحقيـق
الأذعان العام الحقيقي.أما في الفتره التي أعقبت ثورة 14 تموز/يوليوالخالده,فبالرغم
من العدد اليتيم التي جرت فيه ممارسة الصندوق الأنتخابي,وفي مواقع محدده ,تشمل
مؤسسات المجتمع المدني,ورغم وجود أرضية مناسبة لممارسة الأختيارات الأخلاقية
(صندوق الأقتراع),ألا انها تعرضت للكسر والعنف من قبل الشرائح الأجتماعية التي
لم تتخلق بأسس التفاوض الأيجابي الذي قامت عليه تلك الثورة الوطنية الديمقراطية,
والمتمثل بالجبهة الوطنية,وتحالف الجيش والشعب.أما الفترة التي تلت أنقلاب 8شباط
الأســـود عام 1963,والتي تشمل حكم الأخوين عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف,فلم توفر أي ظرف ولو بأدنى درجات النضج لأستعمال الصندوق الأنتخابي.
تلكم هي حيثيات الممارسة الأنتخابية التي درج العراقيون على ممارستها منذ تأسيس
الدولة العراقية الحديثة منذ العام 1920,أما قبل ذلك التأريخ فأن العراقيين كانـــوا
بلا هوية وطنية يتسمون بها,فالدولة العثمانية لم تعط مواطنيها الحق في ممـارسة أي
نوع من أنواع الأختيار,وعلى كل الصعد, وذلك بسبب من طبيعة نظامها السياســي الذي يعتمد السلطنة كسلطة مطلقة غير خاضعة للمسائلة,شأنها قي ذلك شـأن أغلب دول العالم في ممارستها للسلطة بأعتبار أن اصحاب السلطان من ملوك وسلــاطين
وأمراء وشيوخ,مصانون غير مسؤولين.أزعم أذا,أن قرابة الثمان عقود من تجربــة
العراقيين مع حق الأختيار,لم تكن ألا علاقة مشوهة,لم يتجلى للمواطن منها غيركونها
وسيلة لأضفاء الطابع الشرعي على ما يريده الحاكم , أو صاحب الأمتياز الذي يسعى
لتأمين مصلحتة عبر شرعية مغتصبة , جاءت من بطن صندوق أنتخابي مفاتيحه بيد
ذلك المستفيد,وهو الذي يؤشر ويدمغ ال"نعم"وال"لا" أو أية جمــلة تقتضيهـا ورقة الأنتخاب.
بالعودة الى الميدان التطبيقي لصندوق الأقتراع في العراق, يطرح الواقع نفسه بثقـل
كبير,فنراه واقع مثقل بعقديات مختلفه,لاتؤمن شروط انجاح العملية الأنتخابية ,وهـذه
العقديات تتمثل بالأحتلال وتركة مترهله من التشويه الأجتماعي والثقافي المتعمده كان النظام الكتاتوري الفاشي قد رسم لها ,لمواجهة حالات التغييرالمحتمله,تلك التي كانت قوى المعارضة تعمل على أنضاج ضروفها الذاتية والموضوعية ,وكذلك فقــدان السيطرة الكاملة على الوضع الأمني مما يتيح للذين يهمهم عدم أستقرار الأوضــاع الأمنية في العراق لمآرب مختلفه,سواء من بقايا ذيول النظام السابق,او من أولائـك
الذين تضخ بهم الحدود من تنظيمات أسلامية سلفية,كما لايمكن تناسي وجود اكثــر من ربع مجموع العراقيين قاطبة,مهجرين ومهاجرين خارج الحدود العراقية,لم ينظر  في أمرهم , وفوق كل ذلك هناك الفوضىالتي لاتؤمن أي حد من الأجواء الصحية
المرتبطة بالعملية الأنتخابية النموذجية ,التي نطمح كعراقيين أن تتوفر لها كل أسباب
نجاحها, فكل ما يتأسس على صحيح تكون نتائجه صحيحه,والعكس صحيح.
وحتى نخرج من دائرة الحديث المفرغ,الذي يدعوا الى أجراء الأنتخابات,حتى قبل أو
قبيل تسليم السلطة الى العراقيين,ومبررهم, هو توفر الوعي الأنتخابي للعراقييـن.ان حقيقة توفر العراقيين على الوعي الأنتخابي قضية لايشكك احد بصدقيتها,ولكن النظر
الى الأمر من هذه الزاوية فقط ـرغم صحتهاـ هي رؤيا تفتقد الرويه,وهي رؤيا لا
ترى في الأمر غير الأنجازية,لأستباق الزمن,وهي رؤيا مشبعة بروح الوصـــاية المقيته التي أدمنها النظام البائد,والتي جلبت المآسي للناس.وهنا لابد من التأكيد  على وجوب وجود ثلاث مقومات لأنجاح الظاهرة الأنتخابية,السياسية,الفنية والأمنية,فبعدم
توفر هذه المقومات,تواجه الأنتخابات ونتائجها أشكاليات لاتحقق نزاهتها ونجاحها.
تؤكد مؤشرات الأخبار المتداوله,بأن هناك حوار مستمر بين مؤيدي التريث ومخالفيه, سواء في الشارع العراقي ,أو بين أقطاب مجلس الحكم الأنتقالي , أثناء تداولياتــهم الدورية أو اليومية,وهذا يعني أن الأرادوية لايمكن أن تفرض شرعتها وأحتكامهـا, مهما كان موقعها,ومهما مارست من ضغوط,أو تضبيب للأجواء لتمرر رغباتها. 
أن الظرفية التي يعيشها العراق تسمح للأرادات والأرادوية ان تفتل عضلاتها,لكــن
في نفس السياق,لاتسمح لها ذات الظرفية بالأستمرار بفتل العضلات الى ما لانهايه.     



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 14شباط يوم الشهيد الشيوعي في العراق
- الدكتور كاظم حبيب والدكتور المسفر
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي قي العراق 2ـ2
- سبعون عاما من الحضور الشيوعي في العراق 1ـ2
- مبروك للعراقيات بوقف العمل بالقرار137
- مصلحة العراقيين ومصالح الأخرين
- على الحزب الشيوعي العراقي أن يكون أكثر حذرا
- أنتبهوا يا رجالات مجلس الحكم!
- ملاحظات وفيه للفاضل باقر ابراهيم


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - الأنتخابات العراقيه غاية كل العراقيين..ولكن!!