اكتوبر وحركة التاريخ

جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 09:31
المحور: ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم
    

تشرين في الذاكرة العالمية والعربية يحمل ذكريات ومعاني عظيمه نستلهمها ونحن نمر بمنعطفات عميقة تؤثر على مستقبل نضال شعبنا الفلسطيني والمحيط العربي.

في هذا الشهر انطلقت معجزة " ثورة أكتوبر ألبلشفيه" والتي هّـزت العالم مطالبة بالعدالة الاجتماعية واضعة حقوق ورفض الاستغلال راية للعصر أحدثت تغيرات جوهريه في العالم بعد أن نفذت حتى قِوى الاستعمار والإميرياليه قوانين وانظمه تمنع الاستغلال وتحدد ساعات العمل وتفرض أنظمه ضمانات اجتماعيه.

لم تكن ثورة أكتوبر انقلابات روسيا أدى إلى نشوء الإتحاد السوفيتي حيث منهم كثيرون معتبرين تفكك ذلك الإتحاد انتهاء للعقيدة الإشتراكيه العمليه، بل إن تأثير تلك الثوره ألبلشفيه أمتد بالأفق طولاً وعرضاً وظل منهجاً للمظلومين بالعالم لازال يتفاعل دوره في أميركا اللاتينية وأسيا وإفريقيا، وهو أمر لم يستطع طواغيت المال والراسماليه استيعابه لأنهم يقرؤون الحياة بالأبيض والأسود وان خروج السوقيات بحكم انحرافاتهم عن المنهج العلمي للإشتراكيه وتبينهم البيروقراطية وسيطرة الحزب الواحد وإدارةْ الظهر للديمقراطية كان لا بد من ( بيروسترويكا) شابها إختلالات كثيرة أدت إلى ما حصل.

لكن الماركسية التي ألهمت ثورة أكتوبر لا زالت راية العصر للفكر التقدمي ومحاربة الظلم والاستغلال وقهر الشعوب ، وقد قالها ماركس واضحة [[ االنظريه دليل للعمل ]] لم يضع نصوص مقدسه وضع منهج قابل للتطوير ، لكنه وكما قال // المطلوب تغير العالم وليس تفسيره // وليست الأزمة المالية ألراهنه سوى حاله توقعها وهو يعرض نظريته في تراكم رأس المال مؤكداً أنها أزمات متوالية لتصل نهايتها في ألازمه ألعامه للارأسماليه .........

وثورة أكتوبر عربياً منذ لحظتها الأولى فضحت اتفاقات " سيايكس بيكو " " ووعد بلفور" واستمرت كمدافعة عن كادحي الشرق رغم خيانة الانظمه لها والمشهد المثير هو ( حرب أكتوبر عام 1973) عندما حاربت الجيوش العربية بالأسلحة السوفياتيه وبدعمها وتنكرت لها مع نهاية الحرب ليرفع السادات شعار 99% من الأوراق بيد أميركا، هذه الأنظمة العربية نظرت دائماً إلى الاشتراكية والديموقراطيه بروح العداء لأنها تهدد تفردها وتسلطها في الحكم ، ووجدتِ هذه الأنظمة في التـَّذيل لأميركا ومن في فلكها موقعاً يضمن استمرارها رغم تعامل أميركا معهم باستخفاف لأن الطرف الآخر من المعادلة يقتضي الديمقراطية وحقوق الشعوب.

وفي أكتوبر غادر العالم القائد الوطني الكبير # جمال عبد الناصر# ليكون غيابه فرصه لأصحاب الردة والانفتاح الذي أنتج الفكر السلفي والجهادي والوهابي وتراجعت قِيم الأمة العربية وتمادى نهج الانكفاء والظلاميه مدعوماً بالبتر ودولار الذي كان لحرب أكتوبر 73 سبباً لدفع أسعاره، وبدل توظيفها للنهوض بالأمة ، تمَّ استخدامه في خطط مبرمجه لإبقاء الشعوب مخدّره راضية بقهرها عبر تنشيط حركات الفكر ألظلامي وإطلاق العنان لها.

هذه جميعها انعكاسات لغياب الماركسية فكراً ونهجاً ولمعاداة فكر * أكتوبر الفلسطيني* فقد أدت إلى إطالة أمدْ الظُلم ولم تمنع ولا تستطيع منع عجلة التاريخ الهادرة حتى الفجر وعنان السماء بــــرايــــة :


{ يــا عمــال العــالــم وشعــوبــه المضطهدة إتـــحــدوأ}!....

#جورج_حزبون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات