|
درس انتفاضة كادحي ايفني ايت باعمران-المغرب
المناضل-ة
الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 09:31
المحور:
حقوق الانسان
لا شك أن كفاح ايفني- أيت باعمران يمثل الموقع الأكثر تقدما فيما بلغه نضال كادحي المدن بالمغرب منذ الاستقلال الشكلي. فالحركة الشعبية هناك ليست فشا لغضب تراكم منذ عقود، بل هي واعية لأهدافها، رغم طابعها الأولي والمحلي، ومعتمدة أشكال نضال جماهيرية مباشرة بمشاركة كثيفة من النساء والشباب، وصامدة بوجه القمع ميدانيا، وذات نفس قوي حيث انطلقت في صيف2005 وانبعثت بقوة وعزم أشد في مطلع صيف 2008. فبعد خيبة الأمل من استقلال مغشوش ألقى البلد في مستنقعات التبعية والتخلف، وبعد أضاليل الديمقراطية الحسنية التي لم تكن غير ستار دخان لمواصلة النهب والإفقار والقهر، وبفعل اشتداد الهجوم على المكاسب الطفيفة بتطبيق سياسة البنك العالمي، بدأت تنبجس حركات احتجاجية شعبية مختلفة نوعيا عن هبات الغضب العابر، وذلك في الهوامش المنفلتة من تحكم أحزاب النظام [ يمينا ويسارا] وتسلط البيروقراطيات النقابية، ولا ريب أن كفاح ايفني نموذجها الأكثر اكتمالا لحد الآن. ألقت كفاحات كادحي ايفني- ايت باعمران أنوارا كاشفة على الوضع السياسي ببلدنا. فقد كشفت حقيقة "العهد الجديد" بما هو استمرار لسابقه، حيث سقطت ورقة توت "الانتقال الديمقراطي" على عتبات المنازل المداهمة و أمام الجماهير المهانة. و عرت الأحزاب البرجوازية "التقدمية" التي ادعت كذبا طيلة عقود تبنيها لقضية التحرر والديمقراطية، والأحزاب الرجعية الدينية التي قامت على أنقاض إفلاس الأولى زاعمة أنها البديل. إذ يمثل انسحاب تلك الأحزاب مجتمعة من السكرتارية المحلية بايفني، عندما اقتحمت الجماهير الشارع للمطالبة بحقها في حياة لائقة وللتصدي للقمع، وموقفها من اعتصام الشباب على طريق الميناء، لحظتي سقوط الأقنعة. كما أبانت كفاحات ايفني درجة تردي البيروقراطيات النقابية الممتنعة عن دعم حركة جماهيرية حقيقة في عنفوانها، وقصور يسار جذري لا يطابق الفعل مع القول. وقد أعطاه فرع جمعية أطاك بايفني ومبادرات هذه الجمعية وطنيا درسا بليغا فيما يمكن ان تنهض به جمعية مناضلة متحررة من الحسابات الصغيرة. إن حركة النضال الشعبي مهددة بمخاطر الإنهاك، لا سيما إذا غاب التضامن وطنيا، وبمناورات العدو لبذر التفرقة بتنازلات زائفة، مثل إحداث عمالة دون تلبية المطالب الاجتماعية وعلى رأسها الشغل للشباب المعطل ومجانية خدمات الصحة. كما أن الكفاح الباعمراني معرض لإمكان استعماله من قبل الساسة البرجوازيين وثيقي الصلة بالأعيان المحليين ورموز السلطة والمال من ايت باعمران أنفسهم. هذا إمكان عبر عنه المهرولون إلى التفاوض باسم كادحي ايفني بينما القمع متواصل و المناضلون وراء قضبان السجن. لقد أكدت ايفني الحاجة إلى أدوات نضال للكادحين الذين لا تسعهم النقابات بفعل وضعهم المهمش، والحاجة الى تطوير أشكال التسيير الديمقراطي للنضالات و بنيات التنظيم الذاتي، والحاجة إلى تنظيم أفضل قوى الكفاح في حزب مناضل، حزب يربط النضالات المحلية، العمالية والنسائية و الشبيبية، في اندفاعة موحدة في الأهداف وفي أشكال النضال صوب تغيير حقيقي شامل وعميق، يبدأ بالمهام الآنية و الديمقراطية ويبلغ في سيرورة دائمة مهام التحويل الاشتراكي. ان فرائص المستغلين والمستبدين ترتعد لما يجري في ايفني، لأنهم يدركون أن أسبابه قائمة في المغرب كله، ومثال صفرو بالغ الدلالة، ويخشون خشيتهم الموت نهوض عمال وكادحي المغرب على نطاق أوسع، على نطاق الدار البيضاء وباقي التركزات العمالية والشعبية الهائلة. يعلم المستغلون والمستبدون أن نهايتهم ستحل يوم يعي المقهورون قوتهم الجماعية، ويكتسبوا الشجاعة والثقة بالذات، ولذلك يجد أولئك الأعداء في خنق صبوات الكفاح الشعبي، وإغراق القيادات النقابية في التعاون الطبقي. ان جهود طلائع النضال بايفني، و بمقدمتهم رفاق المناضل ابراهيم بارا، شكل جنيني لأدوار يسار مناضل حقيقي، له كامل الثقة في مبادرات الجماهير الكادحة، ولذلك فهي تستدعي الدعم والتطوير والتعميم بكل جبهات النضال التحرري بالمغرب. تحية نضالية لسجناء النضال الاجتماعي ولمكافحي ايفني، شبابا ونساء وكهولا. والى أمام دوما حتى النصر.
**** النص اعلاه هو افتتاحية العدد 21 من جريدة المناضل-ة. وتجدون اسفله عناوين العدد:
افتتاحية: الدرس الباعمراني ============================================= لوحة عامة للوضع السياسي الراهن الإضراب العام يوم 21 مايو 2008: دلالات ودروس جريدة المناضل-ة والاضراب العام. الإضراب العام الوطني باكدز محطة نضالية بمضمون شعبي
============================================= دحض الأضاليل الرسمية المبررة لتخريب أنظمة التقاعد عواقب خوصصة قطاع الطاقة و دورها في ارتفاع أسعار البترول و الكهرباء
============================================= كفاح كادحي وكادحات ايفني ومسؤولية اليسار المناضل الاستثمار العمومي في الصيد وصناعة السمك إحدى وسائل حل مشكل بطالة شباب المدينة والمنطقة. أراضي ايفني لرجال الأعمال والشركات بدرهم ونصف للمتر المربع... ولا استثمار نداء من أجل التضامن:الحرية للرفيق ابراهيم بارا ولمعتقلي النضال الاجتماعي بسيدي ايفني كلنا مع جماهير افني المناضلة نقابة بحارة الصيد الساحلي – إ.م.ش القنابل المسيلة للدموع:حرب كيماوية ضد الكادحين المحتجين من تاريخ كفاح كادحي ايفني- ايت باعمران: جيش التحرير المغربي
=========================================== "خطة المغرب الأخضر": شروط استثمار للرأسمال الاجنبي والمحلي، وتشديد إفقار الفلاحين الكادحين الشطر الثاني من تصفية شركتي صوديا وصوجيطا: ضرورة مواصلة التعبئة لصد الأسوأ أية بدائل لمواجهة الأزمة الغذائية؟
========================================== قمع الطلاب بمراكش ومستقبل النضال بالجامعة المغربية
=========================================== نظرية ثورية:استراتيجيات اشتراكية في أمريكا اللاتينية
=========================================== فلسطين ولبنان والعراق والحركة المناوئة للحرب:الولايات المتحدة الأمريكية تزرع بذور مأساة طويلة المدة فنزويلا: التحالف مع أرباب العمل يكبح السير نحو الاشتراكية
========================================== وداعا سيليا هارت الرفيقة والصديقة إلى سيليا بقلم سعاد كنون
#المناضل-ة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نداء من أجل التضامن المحلي والدولي: الحرية للرفيق ابراهيم با
...
-
كلنا جميعا نحو الإضراب العام العمالي والشعبي بالمدن والقرى
-
الى اين يدفع -تجمع اليسار الديمقراطي- تنسيقيات مناهضة الغلاء
...
-
عصا -التنمية البشرية- تقمع وتعتقل وتسجن ببومالن دادس
-
عصا -التنمية البشرية- تقمع وتعتقل وتسجن ببومالن دادس
-
أطاك المغرب: مسيرة تقويم عاهة الولادة وجهود البناء الكفاحي
-
الشيوعيون الثوريون ودروس انتفاضة صفرو
-
لنشارك جميعا في القافلة التضامنية الى صفرو: كلنا... الى صفرو
...
-
الأحد 23 سبتمبر 2007 يوم تاريخي مجيد في مسيرة الكفاح من اجل
...
-
فنزويلا الاصلاح الدستوري: أوجه التقدم فيه وحدوده
-
القمع لن ينال من حركة مناهضة الغلاء
-
تكثيف إطلاق نار الأسعار... يريدون فرض تجويعنا بتخويفنا بالقم
...
-
تقرير حول نضال عمال مناجم جبل عوام بالمغرب صاغه مناضلان شيوع
...
-
مقاطعة نشيطة للانتخابات في مدينة ايفني بالمغرب: المقاطعة تعن
...
-
منشور الاشنراكيين الثوريين انصار المناضل-ة: لا تغيير بالانتخ
...
-
هجوم غاشم على عمال مناجم جبل عوام المعتصمين...لناضل من اجل ت
...
-
عدالة الأغنياء تحاكم الكادحين بتهمة المس بالمقدسات:الحكم است
...
-
هل تجب المشاركة في الانتخابات؟ اي معنى للبرلمانية الثورية؟
-
رسالة مفتوحة الى الضمائر الحية داخل الاتحاد المغربي للشغل قي
...
-
دراسة أولية في أصول القضية الأمازيغية
المزيد.....
-
منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية
...
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
-
كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج
...
-
تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي
...
-
وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|