أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد طولست - °°°أحلام سائق طاكسي














المزيد.....

°°°أحلام سائق طاكسي


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 03:51
المحور: حقوق الانسان
    


أحد المتتبعين لما أكتبه في‮ ‬جريدتي الورقية " منتدى سايس " ‮والمواقع الإلكترونية وعلى رأسها " الحوار المتمدن" ؛ ‬وهو سائق سيارة أجرة صغيرة، كثيرا‮ ما كان يطالبني ‮ ‬حين ألقاه في المقهى الذي اعتدنا قتل الوقت بها، ويحثني‮ ‬على الكتابة عن سائقي الطاكسي، هؤلاء البؤساء الذين لا‮ ‬يستطيعون بدخلهم المنخفض‮ ‬جدا أن يضمنوا الخبز الحافي لهم ولأبنائهم‮.. ‬ويقول لي‮ وهو يتكلم بصدق الطفل و جسارة المواطن الشريف و قلب المحب لهذه المهنة و لهذا الوطن: ‬اترك الكتابة عن السياسة والشؤون السياسية الوطنية والدولية وما يفعله الوزير الأول وحتى الثاني والثالث، ودع عنك الولايات المتحدة وما تقوم به في‮ ‬العراق وفي‮ ‬افغانستان وما يضمره الرئيس الامريكي‮ ‬بوش من شرور للأمتين العربية والإسلامية‮. ‬نحن‮ - ‬يواصل حديثه‮ - ‬أحق بالكتابة عما نحن فيه من بؤس وضياع ولا أحد‮ ‬يسمعنا أو‮ ‬يوصل أصواتنا إلى المسؤولين،‮ ‬وقد زاد في‮ ‬آلامنا،‮ ‬يقيننا بأننا مهملون ومنسيون،‮ ‬حيث‮ ‬حصلت كل القطاعات على نصيب من الاهتمام دون الإلتفات إلينا،‮ ‬رغم أننا نعمل مثلهم ونقوم بما قدرنا عليه من عمل مخلصين‮في عملنا لله وللوطن وللملك ‮.. ‬لم أتركه‮ ‬يكمل شكواه المتكررة،‮ و‬قلت له‮ ذات مرة: ‬إن هناك نية لدى وزارة النقل في‮ ‬مساعدة العاملين بهذا القطاع ،‮ ‬واخبرته بما نشرته الصحف وما‮ ‬صدر من تصريحات المسؤولين و‮ ‬في‮ ‬مقدمتهم وزير النقل الجديد القديم السيد غلاب الذي وعد ‮أثناء تقديم مدونة السير-التي اُثارت حينها ضجة - في بداية السنة-، برصد مبالغ‮ هامة للنهوض بقطاع النقل عامة ولا شك أنه لم ينس سائقي سيارات الاجرة بأنواعها، لأنكم الأساس‬ و "الديناموا" أي المحور في هذا القطاع الحيوي..
‬سكت قليلا ثم‮ ‬قال‮: ‬إن‮ ‬يوم الحكومة طويل،‮ ‬ونحن في‮ ‬وضع لا‮ ‬يحتمل التماطل و" التجرجير" بعد ما شهدته البلاد ونعيشه جميعا بما فينا الحكومة من الغلاء الفاحش الذي‮ ‬شمل كل شيء وعلى وجه الخصوص المواد الغذائية‮ و أردف قائلا في انفعالية ملحوظة، وكأنه يتدارك شيئا ما نسيه. إن التصريحات التي‮ ‬لا تتضمن مؤشرات ولا بيانات ولا معلومات ولا جدولة زمنية لا تحقق درجات أفضل، فهي في غالبيتها تكون للمخادعة والتسكين وربح الوقت.. فمرارتنا نحن السائقين من هذا الوضع الشاذ، تكمن في شعورنا العميق بأن بلدنا كان يمكن أن يكون كسويسرا و فرنسا أو كغيرهما من البلاد الديمقراطية المتقدمة: تنظيماً ونزاهة ً لولا هذا البلاء المستشري الذي إسمه الانتهازية والزبونية والمحاباة والرشوة واستغلال النفوذ. والذي خلق وضعا عير سليم يهدر إمكانياتنا المادية والبشرية، ويمنح الامتيازات " لاكريمات " للبعض دون وجه حق، و يؤدي إلى ضياع مبدأ تكافؤ الفرص أمام المواطنين، و يقود إلى تشويه إرادة الناس عن طريق استغلالهم واستعبادهم واحتقارهم.. فالكل يحتقر السائق المسكين، بدأ بالزبون وانتهاء بشرطة المرور التي يوجد بها رجال – نحمد الله أنهم أقلية قليلة- لا يحترمون من السائقين إلا من له نفوذ. تجدهم متربصين، ليس لتسهيل المرور والقيام بالدور المنوط بهم. لكن لاصطياد " سائقي الطاكسي " دون غيرهم، مما يجعل هذا السائق حاقدا شاعرا بالإهانة والذل. فكم من سائق يتهم بحرق الضوء الأحمر تجنيا وظلما وعندما يحتج يواجه بتهم أخطر. نحن لسنا ضد قانون السير أبدا، فهو واجب على الجميع. لكن من يحمي السائق المسكين من جبروت بعض رجال شرطة المرور والمخالفات الملفقة التي تبقى السائق بدون شغل غير الوقوف أمام طوابير الكوميساريات ليؤدي ضريبة مخالفة لم يرتكبها . وأنت تعرف أن دعوة المظلوم أقرب إلى الله من حبل الوريد..
‬ لم يكن لدي‮ ‬رد عليه سوى أن أطمئنه بان الأمر‮ ‬يحتاج إلى خطوات عدة ولأن الأمور تتطلب وقتاً‮ ‬غير قصير في‮ ‬رصد الميزانية التي‮ ‬ستكون كبيرة بالنسبة لعددكم ‮.. ‬يصمت محدثي‮،‮ فأحس بصمته ‮ ‬يحدثني‮ ‬ويشي بمعاناته مع ضعف الدخل والغلاء الفاحش الذي عرفته‮ أثمان ‬السلع و المحروقات ‮..‬ وفي النهاية تمنى محدثي أن لا تأخذ قرارات الحكومة الجديدة القديمة المجرى الروتيني‮ المعتاد و الطويل الأمد الذي عرفته الحكومات السابقة..



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرصفة مع وقف التنفيذ
- مقالات حول المدن.
- البقال
- °°°عن تاريخ مدينة يتحدثون
- المقاهي !!!!
- الحرشة والملاوي في بيبان القهاوي
- لاعذر للنساء...
- كل النساء جميلات
- حتى واحد ما هاني
- نزاهة القضاء وعدله ضمانة لحقوق المرأة
- رضاعة الكبار
- °°°الاغتصاب
- بريئة من ذنبها!!!
- °°°ماذا لو حكمت النساء العالم؟
- المرأة ضحية جمالها
- وراء كل إمرأة عظيمة رجل يستحق الاحترام والتقدير
- الضامة ملجأ مسني مدينة فاس
- °°° بسطاء يرفَعهم الفساد إلى طبقة الأثرياء!
- أندية للمتقاعدين؟‮!‬
- الألقاب الطريفة والمثيرة للسخرية


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد طولست - °°°أحلام سائق طاكسي