أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - ديمقراطية السماء .. و ديكتاتورية الأرض














المزيد.....

ديمقراطية السماء .. و ديكتاتورية الأرض


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 748 - 2004 / 2 / 18 - 06:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ أن استخلف الله الأنسان فى الأرض رغم علمه أنه سيفسد فيها و يسفك الدماء فقد أعطاه حرية الأختيار بين الصواب و الخطا ثم جاء الأنسان لأنه كان ظلوما جهولا فاخترع كل أنظمة القهر و الديكتاتورية من امبراطوريات و ملكيات و نظم شمولية اشتراكية كانت أم قومية.
أما أسوأ انواع النظم الديكتاتورية فهى تلك النظم التى تستخدم الدين لقهر الإنسان وهى بذلك تخالف أوامر الله و رسله سواء عن قصد أو دون قصد.
فالله عندما خلق الأنسان أعطاه فى نفس الوقت الأرادة الحرة و لم يفرض عليه الدين رغم انه كان قادرا على ذلك بل بعث له الرسل لكى تدعوه ألى عبادة الله بالحكمة و الموعظة الحسنة
و الله يقول لرسوله الكريم لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وهو الذى يقول له أيضا,,فذكر أنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ألا من تولى و كفر فيعذبه الله العذاب الأكبر ان ألينا أيابهم ثم أن علينا حسابهم,, و الأمر هنا واضح هو أن يكون الأنسان فى أمور الدين مذكرا و ليس مسيطرا حتى على من تولى و كفر و يترك لله برحمته الواسعة حسابهم فى الآخرة و هذه فلسفة الخلق, ولكن الأنسان لأنه كان ظلوما جهولا فهو يسفك الدماء لكى يفرض وجهة نظر واحدة ضيقة باسم الدين فكم سفكت من دماء فى مصر و الجزائر و السعودية على أيدى الذين يدعون أنهم حماة الإسلام و كم سفكت من دماء على أيدى الحكام قديما و حديثا فى عالمنا العربى و الأسلامى لأنهم يدعون أنهم يعرفون مصلحة شعوبهم أكثر من الشعوب نفسها.
والله أنزل آية ,, اليوم أتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الأسلام دينا,, فى خطبة الوداع التى أرسى فيها رسولنا الكريم مبادىء الحريات العامة للمسلمين من حفظ الدم و المال و العرض و ارسى فيها مبدأ المساواة,, ليس هناك فضل لعربى على عجمى ألا بالتقوى,, والأهم أنه تقرر فيها على لسان الله و رسوله أنه رضى لنا الأسلام دينا و ترك لنا أمور الحكم و الدنيا شورى بيننا.
أن خطبة الوداع لم تأخذ حقها من الدراسة و النشر بين جموع المسلمين, هل تعرفون لماذا؟ لأنها أول وثيقة لحقوق الأنسان فى التاريخ مما يتعارض مع مصلحة الحكام و فقهاء السلطة فى حفظ حقوق المال و الدم والعرض لمحكوميهم و فى فرض المساواة بين جميع طوائف المجتمع.
أن خطبة الوداع و ضعت لنا المبادىء العامة التى يجب أن نستظل بها من عدل و أخاء مساواة قبل أربعة عشر قرنا, نفس المبادىء التى وصل لها الغرب بعد قرون طويالة من المعاناة و سفك الدماء و رغم ذلك فنحن فى العالم العربى لم نتعلم من رسولنا الكريم و لم نتعلم من تجارب الآخرين و ما زلنا نعشق النظم الديكتاتورية التى تخدعنا بشعارات كاذبة. نحن الذين نتباكى على ديكتاتور ظالم مثل صدام حسين أو نؤيد بن لادن و هو الذى يحاول أن يفرض علينا مفهوما ضيقا للأسلام و تجربة طالبان مازالت ماثلة فى الأذهان ألم يكن بن لادن يطلق على الملا عمر لقب أمير المؤمنين, ياللهول رئيس نظام قمعى مثل طالبان يصبح هو أمير المؤمنين, أرجوكم أغمضوا أعينكم و تخيلوا هذه النهاية المرعبة التى يريدها لنا أنصار بن لادن و أيمن الظواهرى, فيا ترى من هو المسئول عن الدماء البريئة التى سفكتها جماعة الجهاد فى مصر أو أنصار القاعدة فى مجمع المحيا فى الرياض. دماء أطفال بريئة ليس لها فى السياسة أو حتى الدين و كان أمامها حياة عريضة لكى تختار بنفسها طريقها فى الحياة كما أراد لها الله عز و جل.  ويا تري من المسئول عن الدماء البريئة التي تسفك في العراق علي أيدي ابو مصعب الزرقاوي او غيره ممن يدعون الجهاد باسم الأسلام و هو منهم براء.
أن الله فى محكم قرآنه و على لسان رسوله الكريم فى خطبة الوداع قد أقر لنا الأسلام دينا ووضع لنا المبادىء العامة التى نستظل بها ثم ترك لنا حرية الأرادة لكى ندير شئون دنيانا فى ظل هذه المبادىء حتى لو أخطئنا و ترك لنا شئون الحكم و الدولة شورى بيننا لكى نحقق العدل و المساواة و الأخاء التى أوصى بها سيدنا محمد رضوان الله عليه فى خطبة الوداع و أنى أتسائل كم ستسفك دماء بريئة حتى نقتنع بذلك حكاما و محكومين.. لنا الله.
د/ عمرو اسماعيل



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلي المرشد العام للإخوان المسلمين
- عن أي شيء تتحدث جماعات الإسلام السياسي
- يا أهل العراق.. أنتم الأمل فلا تخذلونا
- تخاريف.. الديموكتاتورية هى الحل
- أقتصاد السوق الحر أم اقتصاد النهب الحر
- اسامة بن لادن.. الفرص الضائعة وفشل النظرية
- المرأة.. هل هى العقدة.. أم هى الحل
- العلمانية هى الأمل فى مستقبل أفضل.. والمرأة هى الأمل فى هذا ...
- هذا قميص ألبسينه الله فلا أخلعه
- قرار منع الحجاب فى فرنسا.. بيوتنا من زجاج و بنحدف الناس بالط ...
- أسامة بن لادن..الخطر المحدق و كيفية مواجهته..استلهام التجربة ...
- الخطاب الدينى السائد..هل هو خطاب فاشى؟


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - ديمقراطية السماء .. و ديكتاتورية الأرض