عبداللة جبار الملكي
الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 05:10
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بعد ان اختلفت الطوائف العراقية في تحديد اليوم الاول لعيد الفطر السياسي ,اجبرتنا المحنة ان نكتفي بالقول ان الذي يحدث في العراق هو مختلف علية جملة وتفصيل .ناهيك عن ازالة الشك ان القادم اهون من امر الشرين !فمسيرة الخمسة سنوات الماضية تعلمنا منها الدروس والمأثر والعبر التي نزلت علينا كنزول المطر للارض المتعطشة لة , وبعد فوات الاوان بعد ان عرفنا ان الذي حدث والذي يحدث مسقبلا ليس للعراقيين بة حبل او رابطة , وانما كان ولا يزال الربان والدفة بيد المحتل الذي رسم خارطة الطريق للعراقيين بعد سقوط النظام المهزوم ,هل العراق البلد الوحيد الذي سقط فية نظام ديكتاتوري ؟ وهل ان الشعب العراقي يختلف عن شعوب العالم ! الانظمة الديكتاتورية التي سقطت في العالم حافظت شعوبها على ممتلكاتها وكنوزها واموالها واستتب الامر فيها وعادت الحياة الى طبيعتها خلال ايم معدودة وكأن شيء لم يكن ,ذهب شاة ايران محمد رضا بهلوي بعد ان عمت ايران سلسلة كبيرة من المظاهرات والاحتجاجات تتوجت بنجاح الثورة والشعب حافظ على مقدرات بلدة واستتب الامر ,القي القبض على نيكولاي شاو شيسكو ديكتاتور رومانيا بعد عودتة من طهران ( كانت اخر زيارة لة ) وتم القاء القبض علية هو وزوجتة وحوكم وانتهى الى المصير المحتوم ,والجيش والشعب معا عملا على استتباب الاستقرار وعادت رومانيا الى احضان المجتمع الدولي من جديد , وهكذا للاخرين , فالثورة التي اطاحت بالدكتاتور باتيستا وفرانكو كوبا واسبانيا وهيلا سي لاسي الحبشة , ومحمد سياد بري الصومال ,والتغيير الذي حدث في قطر وسلطنة عمان ( خلع الامير خليفة بن حمد ال ثاني وتولي لبنة الامارة , وخلع السلطان بن قابوس بن تيمور وتولي ابنة القيادة ) اهناك العديد من التغييرات التصحيحية والانقلابات التي حدثت في موريتانيا , كل ذلك اعطى للشارع العربي متابعة خرج منها باستنتاج ان للشعوب لها الحق في التغيير والتبديل اذا ما رغبت ان تكون حرة ومستقلة وان تتخلص من انظمتها الجائرة .
اما ما حدث في العراق فيدعو الى الاستغراب والبهجة بنفس الوقت ,
الاستغراب ان يسقط نظام ديكتاتوري من قبل قوات الاحتلال وتسقط معة كافة البنى التحتية والفوقية ويعيش العراق في خراب ودمار وفوضى عارمة ونهب وسلب وقتل وتصفيات جسدية للنساء والرجال ويبدأ الانفصال عن لحمة الجسد الواحد وبعلم وتخطيط وتشجيع قوات الاحتلال .... الحقيقة كارثة بحق دفعنا ثمنها وسندفع حساب الفاتورة القادمة !
مصدر البهجة ... ان الشعب العراقي استبشر سرورا ومسرة وبهجة عارمة بسقوط نظام دموي تعسفي ظالم تغنى ان البديل الجديد هو المنقذ الحقيقي الذي طالما انتظرناة وصفقنا للمعاضة التي جائت فاتحة ومنتصرة وكانت ثمرة نضال مرير قدم فية ابناء العراق قوافل من الشهداء داخل وخارج العراق وكان الظفر وتحقق النصر المبين على يد قوات التحالف الصديقة بمعاونة اصدقائنا العرب المقربين جدا الينا !
انشاء مجلس الحكم من قبل المعارضة ومباركة من (كارنر وال بول بريمر ) صاحب العقل المدمر للعراق ومستقبلة !
وكان مجلس المعارضة بحق قد انقذ العراق من المتاهات والفقر والمرض والتخلف ووضع برنامج ناجح جدا للنهب والسرقة والافلات خارج العراق ونجح ايضا في اذكاء النعرات الطائفية والقومية والعرقية ونجح فيها , وقد اعدت حكومة الرفيق اياد علاوي برنامجها المستقبلي الذي كان ناجحا جدا لكنة اصطدم بالاحزاب الدينية .
وبعد الاستعداد للانتخابات الناجحة جدا والتي جرت حسب قوائم المنفتحة على التكتلات والتيارات والتي ارست بحق الديمقراطية الصحيحة في عراق التقدم والرقي والمتطور نحو الاسفل !
وجاء الدستور الذي حلمنا بة الذي اعطى حقوق الاقليات ومنح الجنسية للام واعطى حقوق كاملة للمرأة وحل مشكلة كركوك واعطى الحق في تشكيل النقابات وقدم الحماية الدستورية لكل الشرائح العراقية واستقر البلد وكل الامور سارت باتجاة تحقيق كل معانات الشعب التي سلبها النظام البائد !
هذة الكهرباء مستقرة ورمضان كان باردا جدا ولبسنا المعاطف والبالطو !
المياة الصالحة للشرب لم نشتري قنينة ماء واحدة لتوفر الماء العراقي الخالي من الكوليرا !
البطالة التسول الهجرة الفقر المجاعة تلوث البيئة التخلف القتل على الهوية الفتنة الطائفية قتل النساء خطف الاطفال السرقة التسليب سرقة السيارات
عدم اعطاء حقوق العاملين في القطاع العام غلق النقابات الفساد الاداري والمالي !
الى اين نحن نتجة ؟
هل البديل للنظام السابق كان موفقا في قيادة العراق مثل ما كان رجائنا بة ؟
هل الانتخابات القادمة يمكن لها ان تغير في تخفيف بعض الازمات عن كاهل المعدمين والكادحين ؟
هل تنتشل الحكومة القادمة الاف من العاطلين وتشغل الايدي العاملة ؟
هل تحافظ الحكومة المقبلة على الثروة النفطية وتعطي حق العراقيين العيش بكرام لا سيما ونحن البلد الول في احتياطي البترول ( حسب دراسة للخبير النفطي د. عبدالجبار الحلفي )
هل ينتظر الشعب خمسة سنوات قادمة ؟
لا نريد ان نطيل فلقد بلغ السيل الزبى والشعب اذا قال كلمتة لا يتردد والصبر لة حدود ولا بد من حكومة انقاذ تضع الامور في نصابها .
#عبداللة_جبار_الملكي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟