عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 05:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
محافظة المنيا وبالتحديد مركز سمالوط الأكثر حوادث طائفية في الآونة الأخيرة، فبعد حادث قرية "منقطين" كان حادث "جبل الطير" ثم بعدها كان حادث قرية "دفش" إلى أن وصلنا إلى أخر الحوادث الطائفية وهو قرية "الطيبة" والتي تعد من أكثر القرى التي يقطنها أغلبية مسيحية تتعدى الـ30 ألف مسيحي.
وكالعادة مع القوة العددية هناك القوة الاقتصادية الهائلة التي يتمتع أقباط قرية "الطيبة"، والتي لها أعداد هائلة من المهاجرين المصريين بالخارج وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية، ويوجد بالطيبة سبعة كنائس موزعة على كل الطوائف من أرثوذكس إلى طوائف بروتستانتية مختلفة ولم نسمع عن أي تحرشات بين مسلمين وأقباط في هذه القرية إلا في هذه المفاجئة والتي تمت بطريقة انتقامية وحشية من أهالي الزكايبيه المجاورين لقرية الطيبة.
والسبب بكل بساطة أن صاحب مغلق خشب مسيحي رفض أن يتم استخدام ألواح الخشب الخاصة بمغلقه في الاعتداء على بعض مسلمي قريته فما كان من الإخوة المسلمين إلا أنهم قاموا وفي غفلة وبطريقتهم الغادرة كالعادة بالهجوم على منازل الأقباط وبطريقة جماعية استُخدمت فيها كل الوسائل من أسلحة نارية إلى أنابيب البوتاجاز إلى الأحجار!!!
والذي يجعلك تنظر إلى الأمر باستغراب قيامهم بإشعال المنازل وبداخلها المسيحيين، بل وصل الأمر إلى إغلاقهم الأبواب حتى لا يخرج أحد، ولم يتم الأمر بطريقة عشوائية بل هناك مَن يقوم بإطلاق النار من على أسطح المنازل، وهناك مَن يقوم بالهجوم على المنازل والمتاجر، فقوات الأمن التي تحركت إلى القرية لم تستطع دخول القرية إلا بعد ساعة من الاشتباكات مع المسلمين بالأسلحة النارية وبالقنابل المسيلة للدموع ناهيك عن امتناع الوحدة الصحية بالطيبة عن استقبال أي مصاب من المصابين وعدم تحرك دكتور الوحدة خوفاً على حياتهم من الهجوم الغير مبرر والذي يحمل حقد دفين ومنظم ضد أقباط هم داخل قراهم أغلبية!!!
والحصيلة الأخيرة من هذا الهجوم شهيد قبطي يدعى يشوع جمال ثابت وثلاثة مصابين بعاهات مستديمة بخلاف المنازل التي تم حرقها ثم المتاجر التي تم الاعتداء عليها، فالمسافة بين البلاد التي تمت فيها الاعتداءات الأخيرة لا تتعدى العشرة كيلو مترات بين كل قرية وأخرى ويعتبر قريتي دفش والطيبة من أكثر التجمعات القبطية على مستوى محافظة المنيا، ولكن إلى متى ستظل الأمور تتم بهذه الطريقة البربرية؟؟؟ أعتقد أنه لو لم يتم تفعيل القانون ووضع حد للمجالس العرفية التي ينتهجها محافظ المنيا الجديد والذي قدومه خير على أقباط محافظة المنيا، فمنذ وصل إلى أرض المحافظ لم يمر أسبوع إلا وتقع كارثة في هذه المحافظة الملتهبة طائفياً ويكون الضحايا هم الأقباط تفعيل القانون هو الحل الأمثل بعيداً عن جلسات العرف التي تقتل الحقوق وتهدرها وتسمح بتكرار الاعتداءات.
وقلبي وعقلي مع إخوتي في قرية الطيبة أن يتداركوا الموقف ولا يسمحوا لأحد بالعبث بأمنهم وطريق أمنهم الوحيد هو السلام.
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟