ليلى عبد المجيد
الحوار المتمدن-العدد: 748 - 2004 / 2 / 18 - 04:50
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
أيها الغريب .. تعال نتمشّى معا !لنقطف صباحاً فجّاً ، أو مساءً يابساً ، أو ناولني سكيناً لأذبحك !المهم ، أيها الغريب ، أن يعلو هنا ضجيج ، وأن لا يختنق واحدنا بكل الليل وحده .لا شئ ، أيها الوحيد ، سوى أن نشمّ رائحة عرقٍ بشريٍ هنا !لا شئ .. سوى أن أعلّقكَ على جدار عيني برهةً ،لا شئ سوى أن تسقط عن هذا الجدار وتنكسر !أن نختلف على مذاق الشاي ، والفيلم المفضل ،وأن نتراهن في أي مقطعٍ من " مريم الأخرى " يكون صوت المغني مثل رشفتيْ حليب ،وأن نتشاجر على فتح النافذة .. فأصرخ بك :أيها الغريب ، من جاء بك إلى جنتي ؟!المهم ، أيها الغريب ، أن ينسكب صراخٌ هنا !ما الذي تفعله الجدران حين لا تخبئ شيئاً ؟!***أي شئ أيها الغريب ، أي شئفهذا الهواء يفيض عن رئتي !***صوت وردة تدحرجها الريحُ خارجاً ،قصيدة تغلق الباب خلفها ،بقايا شجار من ليلة البارحة ،قطعة خبز لست أنا من تركها على طرف الطاولة ..أي شئ يجعل الجيران لا ينامون بهدوء ، ويتركني أتذمر من الفوضى التي تعمُ الغرفة ال كانت هادئة !***في أسوأ الأحوال ، دعني أقترحُ عليك أن نذهب للضجر معا .ليس مريحاً أبداً أن تشعر بالوحدة وحدك !لا شئ .. سوى أني أريد أن أشعر بأن ثمة من عبث بفساتيني في غيابي !وأن هناك من رتّب الفاكهة في صحن الثلاجة ..وهناك من سيسعل إنْ أُصبتُ أنا بالزكام !***لا شئ ، أيها الغريب ، سوى أنه من المحرج أن أستقبل الشمس صباحاًولا أحد في البيت سواي !***لا شئ ، سوى أن يعلو صوتٌ .. فترتجف الشجرة الميتة في الغرفة ،وتنجرح كفُ النعاس !
أثينا 2000--------------------* ليلى عبد المجيد / شاعرة سودانية توفيت قي أثينا 15/ سبتمبر/2003 وهي في عز شبابها
#ليلى_عبد_المجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟