|
المصالحات الفتحاوية لابد ان تكون على اساس الإصلاحات اولا ....
يونس العموري
الحوار المتمدن-العدد: 2425 - 2008 / 10 / 5 - 09:36
المحور:
القضية الفلسطينية
مرة اخرى تجد حركة فتح نفسها امام استحقاق من نوع جديد واخر، وهو الإستحقاق الذي بدأ البعض بالتنظير له وصولا لجعله مادة اساسية من مواد السجال الفتحاوي الراهن، بالإضافة للكثير من الملفات الأخرى والتي تعصف بها الساحة الفتحاوية حاليا، ولعل ما يسمى بضرورة اجراء المصالحات المحورية ما بين اقطاب حركة فتح سيذهب بفتح الى وقائع جديدة، من اهمها ان المصالحات المزعومة ستكون على حساب ادبيات وثوابت ورؤى فتح، الا اذا ما اعتبرنا ان الخلافات الفتحاوية خلافات شخصية بالأساس وهو ما لا نستطيع تثبيته والإعتداد به على اعتبار ان هذه الخلافات بجوهرها ما هي الا نتيجة طبيعية لتضارب المصالح اولا لقادة فتح وما يمثلون (اذا ما جاز التعبير)، ولتضارب المناهج السياسية ثانيا، بل ان هذه الدعوات للمصالحة تأتي في سياق التنازع والتصارع على قيادة الحركة ومحاولة خطفها او اختطافها وجرها الى اماكن اخرى غير اماكنها الطبيعية للتصدى لمهمات من نوع اخر وجديد، بهدف تمرير الحل السياسي التسووي الذي اصبح بشكل او بأخر احد المهمات الملصقة والمتبعة بفتح قصريا وكأن المسألة التسووية قد اصبحت محتكرة من قبل فتح، وهو ما يسيء وبشدة لحركة بحجم فتح وبتاريخ فتح، الأمر الذي يعني برمجة فتح وفقا لملف تفاوضي ليس اكثر، وممارسة فنون العملية السياسية دون اي إسناذ فعلي من قبل الحركة الجماهيرية الشعبية بما يتوافق وقوانين فعل التحرر من الاحتلال، بل اننا بتنا نسمع الكثير من الاطروحات التي صارت تنادي بضرورة تغير المعالم البنيوية الاساسية في فتح ... واعتقد ان المناخ السياسي الراهن يتسم بضغوط دولية ومكثفة على فتح وقادتها ليقوموا بإخلاع فتح ثوبها الحقيقي وذلك من خلال بوابات المصالحات المزعومة التي حتما سـتأتي مع اطراف فتحاوية لها وجهات نطر متناقضة ومتضاربة وفتح ذاتها .... والسؤال الذي يطرح مرارا وتكرارا ما هو مستقبل حركة فتح نتيجة انقساماتها وصراعاتها الداخلية وأزمة القيادة وأزمة الرؤية إضافة إلى هزيمتها "التاريخية" امام حماس في الإنتخابات التشريعية ...؟ وأين هي هذه الحركة التي قادت الشعب أكثر من (4) عقود، هل هي شرائح اجتماعية متناثرة أم تنظيم لجسم هلامي أم مؤسسة حقيقية ولكنها لم تنهض من "الهزيمة"؟ يمكن القول ان هناك أزمة قيادة في حركة فتح، وفي هذا السياق لابد من الإعتراف ان القيادة تخلقها بالأساس المهمات التي تناط بها وفقا وانسجاما والبرامج السسياسية والكفاحية المتوافق عليها بشكل جماعي إجماعي، وحينما تفقد فتح برامجها الإجماعية فحتما ستصاب القيادة بشيء من العجز وهو ما نشهده بالظرف الراهن .... والأهم من كل هذا .... مصالحات من مع من ..؟؟ وما هي طبيعة الخلافات بين قادة فتح وامراءها ..؟؟ اعتقد ان المسألة تتمحور ما بين مناهج متضاربة متصارعة بالجسم الفتحاوي ... والقائد او القيادة هنا جزء من فعل الصراع على رأس فتح، وحركة كفتح لا يمكن ان تنهض دون مواجهة ومجابهة نقدية فعلية ما بين قادتها لغربلة الأطروحة السياسية والبرامجية لقادتها وفتح لا يمكن ان تستوي امورها من خلال عقد المصالحات بين القادة بشيء من التنازلات وبناء تحالفات ائتلافية تخدم مرحلة ما بعد المصالحة للعبور الى مجمع المؤتمر السادس ... حيث ان القيادة الراهنة (التي تتصدر فتح )من الواضح انها ليست محاربة وليست زعامتية بالمفهوم القيادي بل هي نسيج من النخبة التقليدية تمارس مهمة وظيفية تفاوضية في مرحلة قد تكملها أو لا تكملها...... وأمامها مهمة تأمين الوقائع المعيشية للشعب الفلسطيني بالتعاون مع اطراف سياسية مستحدثة على الساحة الفلسطينية لها ارادة اخرى غير ارادتها وهو الملموس والواضح في الأداء الفلسطيني الراهن .... وكأن فتح لها دور محدد ومرسوم بالواقع المعاش، يتلخص بمنح الشرعيات من جهة وتوفير شبكات الأمان لمحترفي الفعل السياسي الدبلوماسي حسب نصوص ومفاهيم النظام العالمي الجديد. ان إجرء المصالحات الداخلية ما بين اقطاب حركة فتح لابد ان تتم على اسس عملية وواقعية، الأمر الذي يعني ان حركة فتح عليها اعادة انتاج خطابها وبرامجها واصلاح أطرها التنظيمية واعادة الحيوية لمؤسساتها وأجهزتها وتجديد لوائحا وتفعيل كادرها وعناصرها وبرمجة نشاطاتها وفعالياتها على اسس عملية التحرير والتحرر وكل ذلك لابد من يرتبط بالإجابة على السؤال الأهم من قبل قادة فتح ومؤسساتها التشريعية، هذا السؤال الذي لابد من ان تجيب عليه فتح حتى يتم تحديد المسار الفعلي لهذه الحركة وهو السؤال الذي من خلاله يستكون اعادة رسم الخارطة الوجودية لفتح وعليه ستتم المصلحات ومن قبلها الإصلاحات. وهو السؤال المرتبط ايضا بتحديد اليات واساليب ووسائل عمل فتح بالظرف الراهن وعلى المدى المنظور بل ان هذا السؤال سيحدد ايضا مصير المصالحات المزعومة وعلى أي الأسس ستقوم .. حيث لابد من ان توصف فتح طبيعة المرحلة ومفاهيمها . بمعنى لابد لفتح من ان تجيب على تساؤل ما هية المرحلة بنظرها وهل هي مرحلة تحرر وطني ام انها مرحلة بناء السلطة على طريق بناء الدولة فقط لاغير ...؟؟ بمعنى ان على فتح ان تواجه المرحلة بتحديد مفاهيمها من وجهة نظرها وبالتالي مواجهتها لمتطلبات المرحلة ومجابهة تداعياتها وعلى مختلف المستويات والصعد ... وعدا ذلك تأتي الدعوة للمصالحات في فتح وكأنها محاولات لإعادة انتاج قيادة فتحاوية من الممكن بلورتها لإهداف انتخابية ليس أكثر ....
#يونس_العموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعويذة مقدسية بحضرة الفتنة من جديد ...
-
مطالعة نقدية لواقع حركة فتح وسبل استنهاضها ...
-
ابعاد الغضب الأمريكي من لقاء عباس بالقنطار ...
-
على متن الفراشات كان رحيل محمود درويش ....
-
الكل يتحمل مسؤولية المأساة ....
-
بالرحيل او الهروب ... لم يعد هناك الكثير من الفرق ....
-
القدس تتوحد مع غزة
-
حينما يصبح التناقض الثانوي رئيسي واساسي في الحالة الفلسطينية
...
-
حينما يعود الشهداء ....
-
لفقراء الوطن كلمة ايضا ...
-
لماذا لم ينعقد اجتماع عباس مشعل في دمشق ..؟؟
-
في حضرة دلال المغربي ....
-
في ظل التهدئة...اين اصبحت حماس اليوم..؟؟
-
هل تقرع اسرائيل طبول الحرب على ايران ... ؟؟؟
-
الدلالات الرقمية لحرب تموز على لبنان ...
-
بيان حزيران الفقراء ...
-
قراءة في بيان المجلس الثوري لحركة فتح في دورته ال (35) ..
-
الفيصل .... الفصل في القدس ...
-
قراءة بانورمية لوقائع اتفاق الدوحة .....
-
في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي ....
المزيد.....
-
الملك سلمان يصدر أمرا بشأن قواعد إجراء التسويات مع مرتكبي جر
...
-
الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم يفوق البنتاغون بع
...
-
ِشريك موميكا حارق القرآن يعلق بعد مقتل الأخير
-
وزارة الدفاع التركية تعلن فصل 3 ضباط -تأديب وانضباط- و5 ضباط
...
-
عباس يهنئ الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السوري
...
-
التلفزيون المصري عن صورة السيسي بصحيفة إسرائيلية: تهديد لا ي
...
-
-واتساب-: شركة تجسس إسرائيلية استهدفت مستخدمين
-
ترودو: جاهزون للرد في حال إصرار واشنطن على تنفيذ قرارها بزيا
...
-
الأمن العراقي ينشر تفاصيل القبض على قتلة محمد باقر الصدر
-
البوندستاغ الألماني يرفض مشروع قانون لتشديد سياسة الهجرة
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|