|
ثورة اكتوبر: المنارة الاكبر في تاريخ البشرية!
جورج حداد
الحوار المتمدن-العدد: 2424 - 2008 / 10 / 4 - 09:16
المحور:
ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية... الانهيار وأفاق الاشتراكية في عالم اليوم
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ـ الدولة والنظام ـ طفت على سطح الحراك السياسي والفكري في الحركة الشيوعية العربية والعالمية، "موضة" مَرَضية، هي موضة التبرؤ من الماركسية ـ اللينينية والفكر الاشتراكي العلمي وخيانتهما، بأسم "تحديثهما" و"عصرنتهما" و"تجديدهما". واذا تجردنا عن النواحي الجدلية الفكرية، نجد ان كثيرين من اصحاب هذه المواقف "التجديدية" المزيفة ـ واذا طبقنا عليهم المقاييس السياسية "البسيطة": الطبقية وخصوصا الوطنية ـ نجد انهم انتقلوا على المكشوف الى معسكر الاعداء الطبقيين والوطنيين، فاصبحوا في معسكر واحد مع الكتل المالية الكومبرادورية كما هي كتلة "الحريري" السعودية ـ اللبنانية مثلا؛ ومع الخونة التاريخيين كما هو "حزب الكتائب" في لبنان؛ ومع الاحتلال الاميركي للعراق ومشاريع "الحلول" الاميركية للازمات العراقية واللبنانية والفلسطينية والعربية عامة. وفي رأينا انه من العبث مناقشة المنحرفين ـ الخونة على اساس فكري، سياسي او فلسفي الخ؛ بل يجب "مناقشتهم" فقط على اساس الممارسة العملية والمواقف السياسية العملية، واخذهم بجريرة الخيانة الطبقية والوطنية، لان الخيانة ليست "وجهة نظر!"، والتعامل مع الخونة ينبغي ان يكون، ضمن ما تقتضيه الضرورة وتسمح به موازين القوى، كالتعامل مع الاعداء بالذات، اي التعامل بكلمة الرصاص وليس برصاص الكلمة. وبمعزل عن هذا الجانب القاتم، فإنه يتوجب على جميع الماركسيين ـ اللينينيين الصادقين، على اختلاف اجتهاداتهم و"معسكراتهم"، ان يقدموا تقييما تاريخيا لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى، التي يراد طمس دورها وتشويهها، عبر ربطها فقط بالعنف الذي رافقها ورافق الحرب الاهلية الروسية وحرب التدخا الاستعمارس ضد الجمهورية السوفياتية الفتية، وعبر اتهامها بالارهاب الستاليني الذي لازم النظام السوفياتي و"تطور" معه. ولا شك ان هذا موضوع كبير جدا يرتبط بمجمل اوضاع الحركة الشيوعية الروسية والعالمية، وبالتاريخ العالمي بأسره. ونرى من الملح طرح بعض العناوين المفتاحية، فيما يتعلق بهذا الموضوع الكبير: ـ1ـ اذا كانت ثورة اكتوبر، بالمحصلة التي وصلت اليها، لم تقدم الحل التاريخي المستدام لتراجيديا الوجود الانساني؛ واذا كانت ثورة اكتوبر قد "انتكست" بالمحصلة؛ فهذا لا يعني ابدا ان نقيضها ـ اي ما يسمى "الدمقراطية!!" البرجوازية والرأسمالية والامبريالية ـ هو الحل؛ على العكس تماما: ان الرأسمالية، بكل اشكالها "الدمقراطية!!" والدكتاتورية والاستعمارية والامبريالية هي المشكلة، وهي اصل كل البلاوي الانسانية، من تمييز طبقي وديني وقومي وعنصري، ومن استثمار واستغلال وظلم واحتلال واستعباد، ومن قمع وفتن ومجازر وحروب، ومن اوبئة وفقر وامراض مستعصية وفساد وجريمة منظمة وانحطاط اخلاقي و"حيونة" للكائن الانساني وتخريب للبيئة وكوارث "طبيعية" وتهديد بفناء البشرية والكرة الارضية؛ واذا كانت ثورة اكتوبر، بكل عظمتها وبكل ما قدمته من تضحيات جسام، لم تستطع تقديم "الحل المستدام" للتراجيديا الانسانية، فهذا برهان ليس على سقوط الحل الاشتراكي، كما يريد ان يقول لنا جهابذة الرأسمالية العالمية وجراويهم الجدد من خونة الشيوعية، بل هو برهان على فداحة المشكلة الرأسمالية، وتأكيد أكبر على الضرورة القصوى للحل الاشتراكي، الذي لا مستقبل للانسانية بدونه. ـ2ـ بعد سقوط النظام السوفياتي، وانتهاء حقبة "الحرب الباردة" والقطبين الدوليين، اصبحت الرأسمالية والامبريالية والصهيونية بزعامة اميركا سيدة الموقف عالميا: اعلاميا وفكريا وثقافيا وفنيا وسياسيا واقتصاديا وماليا وعسكريا الخ. ولم يعد لديها اي "مزاحم" واقعي، يمنعها من تحقيق برامجها ايا كانت، وعلى مدى العالم بأسره. فمن وما الذي يمنع "الدمقراطية!!" الاميركية ـ مثلا ـ من تقديم "حلولها" للمشكلات التي تعاني منها الانسانية؟! بالامس فقط تقدمت ادارة جورج بوش بمشروع قانون او مرسوم او ما اشبه الى الكونغرس الاميركي، طالبة تقديم مساعدة بـ ـ فقط! ـ 700 مليار دولار، لانقاذ النظام المالي الاميركي من الانهيار. اي بكلمات اخرى: ان اللصوص الذين سرقوا الاقتصاد الاميركي، بكل علاته (وهذا موضوع مستقل للنقاش)، ينبغي انقاذهم ـ اي مكافأتهم ـ بـ 700 مليار دولار جديدة، هي ايضا لصوصية جديدة. اذ ماذا ستكون هذه الـ 700 مليار دولار جديدة، من خارج الدورة المالية القائمة؟ هي ببساطة ان يقوم بنك الاحتياط المركزي الاميركي (اي مطبعة الدولارات التي يشرف عليها الرأسماليون اليهود) بطباعة 700 مليار دولار جديدة، لا تتجاوز كلفتها (كحبر وورق وافلام ويد عاملة واستهلاك آلات) بضعة آلاف الدولارات، ورميها في الدورة المالية الاميركية والعالمية، كي يدفع "قيمتها" المواطن الاميركي والعالمي، وخصوصا الاغنياء (مثل عرب النفط) المرتبطين بالدولار، وفقراء العالم الذين لا حول لهم ولا طول، والذين ليس لديهم ما يدفعونه سوى عرق جباههم ودماءهم. ينبغي الاعتراف انه مرحليا غاب عن الافق "الحل الاشتراكي"، حتى الموهوم كما كان النظام السوفياتي السابق او كما هو النظام "الاشتراكي!!" المزيف الصيني الحالي؛ ولكن هذا الغياب لا يعني صوابية او واقعية او امكانية "الحل الرأسمالي"؛ بل ان الرأسمالية تزداد ايغالا وغرقا في مشاكلها المالية والسياسية والعسكرية، وهي نفسها ستقود الى "إجبار" الانسانية بأسرها، في افقر البلدان واغناها على السواء، الى العودة نحو الطرح الاشتراكي والحل الاشتراكي. ـ3ـ يحاول اليوم جهابذة الرأسمالية وجروايهم من خونة الشيوعية ان يقولوا لنا ان ثورة اكتوبر هي "فعل ذاتي" تم بنتيجة "القناعات الذاتية" للينين وشخصيته الكاريزمية واصراره وتآمريته. اي انهم ينفون الطابع الموضوعي لثورة اكتوبر. كما يحاولون ان يعزوها فقط الى الظروف الروسية القاسية والاستثنائية. ولكن الوقائع التاريخية تثبت ان الحزب البلشفي بقيادة لينين كان اصغر واضعف "حزب اشتراكي" عشية ثورة اكتوبر؛ كما ان الجناح اللينيني في الحزب البلشفي كان حتى نيسان 1917 يمثل اقلية ضئيلة جدا داخل الحزب البلشفي ذاته؛ ومع ذلك فقد انتصر الخط اللينيني، اي خط تبني الثورة الاشتراكية والانتفاضة المسلحة: على المعارضة "البورجوازية" (بما فيها معارضة ستالين) داخل الحزب البلشفي، ومن ثم داخل الاحزاب "الاشتراكية" الاخرى التي سارت في طريق الخيار "الدمقراطي" البرجوازي. وحتى بعد انتصار الانتفاضة المسلحة في تشرين الثاني 1917، فإن حزب البلشفيك حصل على اقلية المقاعد في انتخابات الجمعية التأسيسية في كانون اول 1917، مما اضطر الحزب الى حل البرلمان الجديد بعد ان رفض ـ اي البرلمان ـ الموافقة على مرسومي الارض والسلام. طبعا لا يمكن التقليل من اهمية العامل الذاتي في الفعل التاريخي. ولكن الاحداث التاريخية الكبرى لا يمكن ان تحدث بتأثير العامل الذاتي. فالعامل الذاتي يؤثر في العامل الموضوعي سلبا او ايجابا، تقديما او تأخيرا، اضعافا او تدعيما، ولكنه يبقى خاضعا للعامل الموضوعي. فلينين، والجناح اللينيني في الحزب، والحزب البلشفي برمته كان يمكن ان يساهم في اكتشاف ضرورة الثورة الاشتراكية، وان يعمل على القيام بها وانجاحها؛ الا انه لم يكن بامكانه ان يصنع ثورة اشتراكية حيث لا يوجد ظروف موضوعية تقتضي قيام ثورة اشتراكية. انطلاقا من ذلك نحن مع وجهة النظر التي تقول ان ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا لم تكن لتتم، الا كتعبير عن نضج الظروف الموضوعية للثورة، لا روسيا وحسب، بل وعالميا ايضا. فلو لم تكتمل ظروف الثورة عالميا، لكانت ثورة اكتوبر خنقت في المهد، في ظروف الحرب الاهلية الشرسة وحرب التدخل الاجنبي التي شاركت فيها 14 دولة استعمارية وكراكوزية تابعة للاستعمار. وفي اكتمال شروط الثورة في روسيا اجابة عن السؤال "لماذا روسيا؟"؛ حيث ان روسيا كانت حينذاك "اضعف حلقة في سلسلة الامبريالية العالمية" كما انها امتلكت الحزب البلشفي بقيادة لينين (هنا اكتمال او توفر العامل الذاتي يدخل كجزء من توفر واكتمال العوامل الموضوعية). واذا كانت ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا في الربع الاول للقرن العشرين قد قامت، فهذا يعني ان النظام الرأسمالي العالمي قد اصبح "ناضجا" (من وجهة النظر التاريخية (historic)، وليس من وجهة النظر التأريخية الروزنامية (date – calendar) فقط؛ ويعني بالتالي انه ـ اي النظام الرأسمالي ـ ناضج الان، وغدا وبعد غد للثورة الاشتراكية؛ وأنه "لن يصلح العطار ما افسد الدهر"؛ وكل تنظيم يسير في الخط الثوري ضد الرأسمالية والامبريالية والصهيونية هو تنظيم مصيب يسير في انسجام مع مسار التاريخ، وكل من يحاول "تجميل وجه" الرأسمالية والامبريالية والاستعمار والاحتلال، وايجاد "حلول وسط" معها، باسم "اصلاحها" يسير في عكس مسار التاريخ. فالبرجوازية العالمية، بكل معسكراتها الفاشية والدكتاتورية و"الدمقراطية!!" و"الاشتراكية الدمقراطية الخائنة" ذاتها لم يعد ينفع معها اي "ماكياج" ولم تعد تحتاج الا لحفاري قبورها؛ وحتى لو كان حفارو قبور الامبريالية والصهيونية جهلة واميين ومتخلفين لا يعون ابعاد ما يفعلون، فهم يحققون جزءا من "برنامج الثورة الاشتراكية" إذ يزيحون حواجز اساسية من طريقها ويشقون الطريق نحو افق جديد للبشرية هو:الافق الاشتراكي، الذي لا يتراءى أفق غيره لخلاص الانسانية! ـ4ـ ان بلورة، فانتصار "الخط اللينيني" اي "خط الثورة الاشتراكية" لم يسر في طريق معبد، وكنتيجة لـ"محاكمة عقلية" صافية للينين وانصاره، او كنتيجة لاكتشاف "حل صحيح" لمعادلة رياضية قيد النقاش والجدل النظري المجرد، بل انه سار ضمن عملية صراع فكري طبقي، هو انعكاس حي للصراع الطبقي الذي يولده النظام الرأسمالي بكل مراحله: الحرفية والملكية الصغيرة، ورأسمالية المزاحمة الحرة، والرأسمالية الاحتكارية، والامبريالية والاستعمار. وذلك ضمن الاطارين الروسي والعالمي معا. وقد تجسدت هذه الحقيقة التاريخية في الصراع الذي خاضه الماركسيون الثوريون، وفي مقدمتهم لينين، داخل الاممية الثانية عشية وخلال الحرب العالمية الاولى، وداخل الحركة العمالية الاشتراكية الدمقراطية الروسية منذ نهاية القرن التاسع عشر وما بعد، واخيرا لا آخرا داخل الحزب البلشفي ذاته. واذا راجعنا تاريخ الحركة العمالية في روسيا سنرى ان حزب المنشفيك قد انشق عن الخيار الاشتراكي منذ سنة 1903، ثم وقف والسلاح بيده ضد الثورة الاشتراكية في سنة 1917، كما سنجد ان قيادة الحزب البلشفي ذاتها، باستثناء لينين، لم تكن مع خيار الثورة الاشتراكية، بل كانت مع خيار "الثورة الدمقراطية البرجوازية" حتى نيسان 1917 تاريخ عودة لينين من المنفى، الذي رفع حينذاك شعار "تحيا الثورة الاشتراكية". وإنه لمن الخطأ الفادح الاعتقاد ان هذا الصراع، داخل الحزب البلشفي وحوله، قد انتهى بانتصار الانتفاضة المسلحة في 7 تشرين الثاني 1917 (25 تشرين الاول ـ اكتوبر، بالتقويم اليولياني القديم)؛ بل على العكس، فإن هذا الصراع اتخذ شكلا جديدا هو الصراع التناحري داخل الحزب البلشفي وقيادته وقيادة النظام السوفياتي بالذات. وكان لينين بالطبع هو الهدف الاول للاتجاه "الدمقراطي البرجوازي" داخل قيادة الحزب والنظام السوفياتي. وفي 30 اب 1918 حصلت محاولة اغتيال لينين، فأصيب بالرصاص الا انه لم يمت للحال، ولكنه ادرك فورا ان استهدافه هو "من داخل البيت"، فحينما سقط رفض الانتقال بسيارة الاسعاف الى المستشفى وطلب نقله الى بيته، خوفا من اكمال تصفيته في الطريق او في المستشفى. وقيل يومها ان الذي اطلق النار عليه هو فتاة يهودية (من حزب الاشتراكيين الثوريين بزعامة كيرنسكي) اسمها الحركي فاني كابلان. ولكن سيرة هذه الفتاة تقول انها سبق وقضت في السجون القيصرية اكثر من عشر سنوات، وانها خرجت من السجن شبه عمياء بسبب اصابتها بمرض. فكيف اتيح لها ان تصوب ضد لينين وان تصيبه؟ وبعد اعتقال هذه الفتاة تم "اعدامها" او تصفيتها في مقر الشرطة السرية بعد ثلاثة ايام من الجريمة. وقد اختفت بشكل مشبوه اجزاء من ملف التحقيقات معها. كما ان هناك رواية اخرى تقول انها ارسلت الى معسكرات الاعتقال والعمل الاجباري حيث عاشت سرا وأفرج عنها سنة 1945 وماتت بعد ايام من الافراج عنها في ظروف غامضة. ورواية فاني كابلان كلها تدل على "المؤامرة الداخلية" والصراع داخل قيادة الحزب والنظام السوفياتي ذاته. والسنوات الاخيرة من حياة لينين، ووضعه "في قبضة ستالين" حرفيا، بحجة حمايته والحفاظ على صحته، تؤكد هذه الحقيقة، وتؤكد ان لينين ـ بما كان يمثله ـ كان مستهدفا من قبل انصار النهج "البرجوازي" الخائن للاشتراكية في صفوف قيادة الحزب والنظام السوفياتي. وكان هذا النهج بقيادة المتآمر والخائن الاكبر يوسف فيساريونوفيتش دجوغاشفيلي (ستالين)، بالتعاون مع العناصر اليهودية ـ الصهيونية. والملاحظة المؤلمة على هذا الصعيد ان اعداء الاشتراكية المكشوفين والمستورين، ولا سيما خونة الماركسية ـ اللينينية، يحاولون لصق الستالينية بلينين، واعتبارها ـ اي الستالينية ـ بأنها "استمرار" للينينية، في حين ان ستالين هو قاتل لينين، والستالينية هي النقيض القاتل، او السرطان في اللينينية. ومن اوجب واجبات الماركسيين ـ اللينينيين الحقيقيين العمل على كشف كل الحقائق حول طبيعة الستالينية المعادية للينينية والموالية ضمنا وجهرا للصهيونية والرأسمالية والامبريالية. ـ5ـ ان التجربة الغنية لثورة اكتوبر تثبت ان هناك فرقا جوهريا بين شعار "الثورة الاشتراكية" في "الحلقة الاضعف" (واقامة "السلطة العمالية" واستكمال مهمات الثورة الدمقراطية البرجوازية على يد البروليتاريا الروسية) كما طرحه لينين في 1917؛ وشعار "بناء الاشتراكية في بلد واحد" (وبالتالي خيانة البروليتاريا العالمية كخطوة رئيسية على طريق خيانة البروليتاريا الروسية ذاتها) كما طرحه ستالين بعد وفاة لينين في 1924. وقد طرح لينين شعار "الشيوعية الحربية" في ظروف الحرب الاهلية وحرب التدخل الاستعماري؛ ثم طرح خطة "النيب" الاقتصادية الجديدة، كشكل من اشكال الصراع الطبقي في ظروف "السلم النسبي". وترافق هذا الطرح مع تأسيس الاممية الثالثة او ما يسمى "الكومنترن" (الاممية الشيوعية). وهذا يعني ان لينين واللينينيين الحقيقيين كانوا على وعي تام بأن بناء الاشتراكية لا يمكن ان يتم بدون الصراع الطبقي الداخلي وبدون الالتزام بحركة الثورة العالمية. وهو ما عمل بالضد منه تماما ستالين والستالينيون بعد وفاة (قتل!) لينين في 1924، الذين ادعوا العمل لبناء "الاشتراكية في بلد واحد" من اجل تتبيع الحركة الشيوعية العالمية تمهيدا للقضاء عليها، ولاجل بناء نظام توتاليتاري دكتاتوري فرعوني (باسم "الاشتراكية!")، بالتعاون مع الهتلرية في مرحلة، ومن ثم مع الامبريالية "الدمقراطية" في مرحلة اخرى، وفي كل المراحل مع الصهيونية التي كان عناصرها يشكلون على الدوام "غرفة العمليات السرية" لستالين، الذي كان يحاول اخفاء ارتباطه بالصهيونية والتظاهر الكاذب بـ"العداء لليهود" بتوجيه الضربات ضد "الشيوعيين اليهود" بدءا من المشاركة مع "الاشتراكيين الدمقراطيين" الكاوتسكيين في اغتيال روزا لوكسمبورغ في برلين في 1919، وانتهاء بالمشاركة مع المخابرات الاميركية في اغتيال ليون تروتسكي في المكسيك في 1941. وقد توج ستالين امجاده في حل "الكومنترن" في 1943، واغتيال غيورغي ديميتروف في 1949، بعد ان اجتمع بتيتو، والاعتراف باسرائيل في 1947، وشن حرب شعواء على تيتو والحزب الشيوعي اليوغوسلافي بسبب رفض الاعتراف بتقسيم فلسطين، وتسليح اسرائيل والضغط على الشيوعيين اليهود في اوروبا الشرقية للهجرة الى اسرائيل والقتال الى جانبها في حرب 1948 ـ 1949. ـ6ـ فيما مضى انحرفت "الثورة الفرنسية" الكبرى، وتحولت الى "امبراطورية نابوليونية"، ثم سقطت النابوليونية ذاتها، وعادت الملكية، ثم تحولت فرنسا الى دولة استعمارية وحشية. فهل يسقط هذا الانحراف القيمة التاريخية الكبرى للثورة الفرنسية؟! ـ كلا طبعا! فلولا الثورة الفرنسية، لكان المجتمع البشري كله لا يزال الى الان يرزح في عهد الاقطاع والقنانة وسيطرة الوجه البشع لكاثوليكية "محاكم التفتيش". وان شعارات "حرية، اخاء، مساواة" و"الجمهورية" التي اطلقتها الثورة الفرنسية هي اليوم كالخبز اليومي الذي لا وجود للمجتمع البشري بدونه. واخيرا عادت الجمهورية الى فرنسا؛ ومن المضحك الان ان يتصور احد فرنسا ملكية. واذا كانت البرجوازية تفرغ "الدمقراطية" من محتواها الانساني وتحولها الى وعاء مزخرف للتمييز الطبقي والقومي والاستعمار والاستعمار الجديد، فهذا لا يعني انه ينبغي التخلي عن الدمقراطية، ولا يلغي الحقيقة التي اشار اليها لينين، وهي انه اذا ذهبنا بالدمقراطية البرجوازية الى نهايتها المنطقية، نصل الى الاشتراكية؛ وهذا يعني: عدم انتظار البرجوازية كي "تقتنع" بالاشتراكية، بل النضال لاسقاط البرجوازية ذاتها، التي سرقت الثورة الفرنسية من الجماهير التي قامت بالثورة، واعادة المحتوى الشعبي، الجماهيري، للدمقراطية. ومن ضمن هذا السياق نفسه، فإن انحراف "ثورة اكتوبر" عن المسار الاشتراكي الحقيقي، الجماهيري، والوقوع في البونابرتية ـ الستالينية ومن ثم النيوستالينية، لا يلغي الاهمية التاريخية للثورة الروسية، بل يؤكد على ضرورة متابعة النضال لاجل متابعة الطريق الذي شقته. ـ7ـ كانت الدولة الروسية من اعتى الدول واقواها، وفي الحرب العالمية الاولى جندت القيصرية جيشا تعداده 14 مليون جندي. وكان القيصر يتمتع بصفة دينية ـ كنسية شبه الهية ويسمى "الاب الصغير" (على الارض) تمييزا له عن "الاب الكبير" (في السماء) الذي هو الله. وكانت قوات القمع الداخلية (البوليس السري والبوليس السياسي والشرطة وخيالة القوزاق الموالين للقيصر الخ) مرعبة، بالمعنى الحرفي للكلمة. ومع ذلك فإن الجماهير المنظمة، الجائعة شبه العارية وشبه العزلاء، بقيادة قلة من الثوريين الواعين، الذين ادركوا وامسكوا اللحظة التاريخية وساروا مع ايقاع التاريخ، استطاعوا اسقاط هذه "القلعة المرعبة" للظلم والاستبداد والطغيان. وبذلك اعطت ثورة اكتوبر الدرس العظيم لجميع شعوب العالم، وزعزعت تماما والى الابد الاساس الاول والاخير للنظام الاستغلالي العالمي، ونعني به: الاستسلام والخنوع "القطيعي" للجماهير والشعوب المظلومة. اي: ان ثورة اكتوبر مزقت الى الابد قشرة الخوف التي كانت تغلف قلوب الناس البسطاء ومنحتهم الثقة بقوتهم التي لا تعادلها قوة. وليس هناك قوة على الارض او خارجها يمكن بعد اليوم ان تلجم المارد الشعبي في اي زاوية من زوايا الارض. والنظام الرأسمالي العالمي انما يستمر بالوجود ـ وليسمح لنا باستعمال هذا التعبير الرياضي ـ "في الوقت الضائع" لا اكثر ولا اقل؛ ولم يعد لديه اي مبرر واي قوة للاستمرار في الوجود، وهو يعتمد فقط على التضليل والكذب والديماغوجية، بما في ذلك او بالاخص سرقة الشعارات "الاشتراكية" التي اطلقتها ثورة اكتوبر ذاتها: حقوق الانسان، حقوق الامم والشعوب، العدالة الاجتماعية، الحكم الشعبي، الخ. الخ. ومهما حاول الستالينيون والنيوستالينيون (من القادة الصينيين الى سيرغيي خروشوف وغورباتشوف، ومن فخري كريم وكريم مروة الى فؤاد النمري، الذي يتحفنا بنظرية ان النظام الاميركي لم يعد نظاما "رأسماليا" واصبح نظاما "استهلاكيا؟؟!!") تلميع وجه "الدمقراطية!!" الاميركية ونفي وجود الامبريالية وصبغها باللون "الاحمر"، فإن حبل الكذب الديماغوجي سيبقى قصيرا وقصيرا جدا، بالمعنى التاريخي، مهما طال بالمعنى الروزنامي. ـ8ـ عشية الحرب العالمية الاولى كانت الازمة العامة للرأسمالية قد وصلت الى درجة الاختناق، وقد انفجرت بشكل الحرب العامة والثورة الروسية وسلسلة من الثورات الاخرى في بلدان اخرى. وكان هدف الحرب اعادة تقسيم المستعمرات والاستيلاء على مستعمرات جديدة، من اجل حلحلة الازمة الرأسمالية العامة. ومع ان روسيا كانت تحارب الى جانب "المعسكر الرابح"، الا انها كانت تمثل "الجائزة الكبرى" التي يمكن الحصول عليها لنهب ثرواتها الاسطورية من قبل الاستعماريين الغربيين. وقد حصل الاستعمار الغربي على الامبراطورية العثمانية كـ"جائزة ترضية". لقد كانت الامبراطورية العثمانية تـُستحلب بواسطة "الامتيازات الاجنبية" والقروض التي تقدم للسلطنة والتجارة الخارجية. ولكن هذا لم يعد يكفي. وجاء الاستيلاء المباشر على الاراضي السابقة للامبراطورية العثمانية، وبالاخص الاستيلاء على منابع النفط، لينقذ الرأسمالية العالمية من الانهيار التام. ولنتصور فقط ازمة 1929 ـ 1933 بدون نفط الشرق الاوسط والممرات التجارية العالمية من والى اميركا واوروبا وافريقيا واسيا. ولكن الاقتصاد الرأسمالي العالمي وصل الان الى درجة من "النمو"، لا تعرف "الشبع". وقد اخذ "يأكل بعضه بعضا". وظهر ذلك بوضوح في افتراس ما كان يسمى "النمور الاسيوية"، التي عادت الى نقطة الصفر بين ليلة وضحاها. والازمة الرأسمالية الحالية تطرح السؤال المصيري الكبير: من "سيأكل" من اولا، اميركا، ام اليابان وكوريا الجنوبية والصين، ام الاتحاد الاوروبي؟؟ علما ان ايا من هذه الفرائس الدسمة لم تعد تكفي لشبع الوحش الرأسمالي الاحتكاري العالمي. فحتى لو اكل طرف او طرفان طرفا ثالثا، فإن "الاسترخاء بعد الوجبة" لن يدوم طويلا. يوجد منطقة واحدة في العالم يمكن للاستيلاء عليها حل مشكلة الازمة الرأسمالية العالمية لفترة طويلة من الزمن، وهي: روسيا، لما فيها من ثروات اسطورية. ولكن قيام ثورة اكتوبر اقام حاجزا نفسيا وثقافيا وسياسيا عاليا بين روسيا والغرب. ومن ثم قطع الطريق نهائيا امام اي احتمال لتحويل روسيا، في اي وقت، الى مستعمرة غربية، وحل الازمة الرأسمالية العالمية على حسابها. وبالرغم من الانحراف الستاليني والويلات التي حلت بالشعب الروسي بسبب الدكتاتورية الوحشية للبيروقراطية التي استخدمت الارهاب والقمع الوحشي من اجل الاحتفاظ بسلطتها، ـ بالرغم من كل ذلك، فإن "الثقة بالنفس" التي اعطتها الثورة للجماهير الشعبية الروسية، هي التي مكنت الشعب الروسي من القضاء على الهتلرية، وحولت روسيا الى دولة عظمى يحسب لها الف حساب. ومن المستحيل بعد اليوم تحويل روسيا الى مستعمرة، حتى لو كانت فرضا منهارة اقتصاديا وفي حالة مجاعة، فهي ستقاتل بشراسة متناهية من اجل حريتها القومية. واي حصار اقتصادي ضد روسيا لا يمكن ان ينفع. واي مهانة او استفزاز يمكن ان تتعرض لهما روسيا، فإن الشعب الروسي سيرد عليهما بشدة لا تستطيع اي قوة خارجية تحملها. وقد اثبتت تجربة حكم غورباتشوف ويلتسين اللذين حاولا تحويل روسيا الى "مزرعة خلفية" تابعة للرساميل الغربية واليهودية الصهيونية، ان اي سلطة روسية لا تتصرف كدولة عظمى لها مصالحها القومية العليا واستقلالها وهيبتها، فإن هذه السلطة ستسقط كورقة خريف. وان مجرد حرمان الغرب الامبريالي من امكانية استعمار روسيا، بصرف النظر عن طبيعة النظام القائم فيها، يضع النظام الرأسمالي العالمي كله في حالة ازمة مستدامة وعلى شفير الهاوية في كل لحظة. ـ9ـ لقد حققت ثورة اكتوبر انجازا تاريخيا ضخما هو تأسيس الاتحاد السوفياتي السابق. وهذه التجربة كان ينبغي ان تحظى باهتمام خاص كبير جدا من قبل الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية والاسلامية. ولكن وقوع هذه الاحزاب تحت هيمنة وتأثير الستالينية حال بينها وبين الالتفات الى هذه القضية المفصلية في التاريخ الانساني بأسره، والذي يكتسب اليوم اهمية استثنائية خاصة. فاذا تجردنا عن الجانب السياسي والايديولوجي، واخذنا الجانب القومي، وتساءلنا: ممن كان يتألف الاتحاد السوفياتي؟ ـ باستثناء الشعبين الصغيرين الارمني والكارتفيلي (الجيورجي)، كان الاتحاد السوفياتي يتألف اساسا من الشعوب المسيحية السلافية (الروس والاوكرانيين والبيلوروس) ومن الشعوب الاسلامية في آسيا الوسطى. اي ان الاتحاد السوفياتي هو تجسيد حي لتجربة التحالف العضوي بين الشعوب السلافية والشعوب الاسلامية. ولو لم يقم هذا التحالف (الذي ادى الى قيام الاتحاد السوفياتي)، لكانت الشعوب الاسلامية في اسيا الوسطى تحولت الى شعوب مستعمرة كغيرها من الشعوب الاسلامية الاخرى، ولكان الشعب الروسي (ومعه الشعبان الاوكراني والبيلوروسي) عزلوا وسحقوا سحقا تحت ضغط التدخل الاستعماري الاجنبي لـ14 دولة استعمارية في 1918 او بعد ذلك. ـ فكيف امكن قيام هذا التحالف العضوي التاريخي بين الشعوب السلافية والشعوب الاسلامية في الامبراطورية الروسية السابقة؟ ـ لا شك ان الحزب الشيوعي البلشفي، بقيادة لينين واللينينيين، لعب دور "المايسترو" او "المخرج" التاريخي الذي استطاع اخراج هذا المشهد العظيم على مسرح التاريخ. ولكنه سيكون من السخف ان يدعي احد ان الحزب الشيوعي الروسي (البلشفي) استطاع اقناع الشعوب السلافية المسيحية او الشعوب الاسلامية، بالتخلي عن الدين المسيحي او عن الدين الاسلامي، والتحالف على قاعدة "الالحاد". والتجربة التاريخية الان تثبت عكس ذلك. اي ان شعوب الاتحاد السوفياتي السابق، المسيحية والاسلانية، لا تزال في غالبيتها الساحقة شعوبا مؤمنة بعقائدها الدينية الاصلية. طبعا ان سوء استخدام الدين من قبل الكنيسة، لصالح الحكم القيصري، وسوء استخدام الدين من قبل بعض الشيوخ المسلمين، لصالح السلطة العشائرية وغيرها، كل ذلك لعب دورا في وقوف الجماهير ضد رجال الدين المسيحيين والمسلمين. ولكن حتى الجماهير التي وقفت ضد رجال الدين، فهي لم تتخل عن الايمان الديني ذاته، بل ربما العكس هو الاصح. وهنا علينا ان نغير قليلا في صيغة السؤال كي يصبح: كيف استطاع الشيوعيون (البلاشفة) ان يجدوا "اللغة المشتركة" التي جمعت الجماهير الشعبية الروسية والسلافية المسيحية والاسلامية ووحدتها في جبهة ذات طابع عالمي، او قومي ـ اممي، هي التي قام عليها الاتحاد السوفياتي؟ تروج اليوم "موضة" حوار الاديان، وحوار الحضارات (ضد: صراع الحضارات) وعموما: شتى اشكال الحوارات الثقافية والفكرية والايديولوجية والدينية. طبعا ليس لدينا اي اعتراض على ذلك. بل ان هذه الظاهرة هي دليل صحة للمجتمع الانساني، ضد التوحش اللاحضاري للرأسمالية والامبريالية. ولكنه ليس من الثابت تاريخيا انه، عشية ثورة اكتوبر وخلالها وغداتها قد قام حوار ايديولوجي بين الدينيين واللادينيين وحوار اديان بين المسلمين والمسيحيين في روسيا القيصرية السابقة، وبناء على هذا الحوار او الحوارات توحدت الشعوب (ونكرر: الشعوب!!!) المسيحية السلافية والاسلامية. الا انه من الثابت تاريخيا، انه عشية وخلال الحرب العالمية الاولى فإن الثقل الاساسي في الصراع ضد الاستعمار في العالم كان يقع على كواهل الشعوب الاسلامية التي كان يسحقها الاستعمار. كما ان ثورة اكتوبر، اي الثورة الاشتراكية ضد الرأسمالية والامبريالية المتخالطتين بالحكم القيصري المطلق الفردي والاستبدادي، قامت اساسا غلى كاهل البروليتاريا الروسية والانتلجنتسيا الثورية والفلاحين الفقراء الروس وتاليا على كاهل الشعب الروسي بغالبيته الساحقة، اي بجماهيره الكادحة. هذه هي "اللغة المشتركة" التي جمعت ووحدت الشعوب المسيحية السلافية والاسلامية التي اسست الاتحاد السوفياتي: الثورة ضد الاستعمار، ضد الحكم المطلق والاستبداد، ضد الرأسمالية والاحتكار والامبريالية، ضد الحرب الاستعمارية؛ لاجل الخبز والسلم والارض والحرية والاشتراكية. هل يختلف المسلمون والمسيحيون دينيا؟ ـ نعم يختلفون! وهل يختلف الدينيون واللادينيون ايديولوجيا؟ ـ نعم يختلفون! ولكن: هل يمكن ان يتفق المسلمون والمسيحيون، الدينيون واللادينيون، على التحرر والحرية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية، مع امكانية احتفاظ كل طرف بمعتقداته الدينية والفكرية؟ ـ نعم يمكن ان يتفقوا! ان هذا الدرس التاريخي العظيم لثورة اكتوبر هو اصلح ما يكون لزمننا الراهن، حيث تكتوي الشعوب العربية والاسلامية بنار الكفاح ضد الامبريالية والصهيونية العالمية، وحيث الشعب الروسي العظيم يقف في الصف الاول بمواجهة نزعة الهيمنة الاميركية ـ الصهيونية على شعوب العالم. ـ10ـ ان المؤامرة ضد ثورة اكتوبر قد بدأت مع اطلاق الرصاص على لينين، وحققت اولى واكبر نجاحاتها باستيلاء الخائن ستالين على السلطة، ونجحت اخيرا بالقضاء النهائي على النظام السوفياتي والاتحاد السوفياتي على ايدي الخونة امثال غورباتشوف ويلتسين. ولكن من زاوية نظر اخرى، فإن الذي سقط فعليا الان هو الانحراف، هو الستالينية والنيوستالينية؛ لان النظام الذي بني في عهد الستالينية لم يكن النظام الاشتراكي الذي طمحت اليه وقاتلت لاجله جماهير ثورة اكتوبر. وسقوط هذا النظام المنحرف سيفتح الطريق لدورة تاريخية جديدة، في روسيا والعالم بأسره، من اجل اعادة الاعتبار لمبادئ ثورة اكتوبر، ومن اجل انتصار حقيقي، تام ونهائي، للثورة الاشتراكية! ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ * كاتب لبناني مستقل
#جورج_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نشر الصواريخ الاميركية في بولونيا: اميركا تخسر المعركة قبل ا
...
-
العقوبات ضد روسيا: سلاح معكوس
-
كرة الثلج... من القوقاز... الى أين؟
-
الصراع الاوروبي الاميركي على جيورجيا والمصير المحسوم لسآكاش
...
-
روسيا واميركا: الحرب السرية الضارية
-
اميركا تتلقى لطمة جديدة(!!) من اذربيجان
-
جيورجيا: -حرب صغيرة-... وأبعاد جيوبوليتيكية كبيرة!!
-
الامن العالمي و؛؛الامن القومي الاميركي؛؛
-
جورجيا: قبضة الخنجر الاميركي الصهيوني التركي في خاصرة روسي
...
-
وروسيا تخرق -اتفاقية يالطا- وتمد -حدودها- الى حدود اميركا
-
-عملية باربروسا- الاميركية: وهذه المرة سينقلب السحر على السا
...
-
-حزب ولاية الفقيه- والمسألة الشرقية
-
فخامة الجنرال
-
مطب السنيورة، و-الارصاد الجوية- الاميركية!؛
-
-حلف بغداد- يطل برأسه مجددا: من انقره -الاسلامية!-؛
-
كوميديا الدوحة وأيتام دجوغاشفيلي
-
حزب الله و-فخ الانتصار-!
-
المشكلة السودانية
-
لبنان في الساعة ال25
-
-نبوءة- نجيب العزوري
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
ثورة أكتوبر .. منجزات مذهلة تتحدى النسيان
/ حميد الحلاوي
-
بمناسبة مرور(91) عاما على ثورة اكتوبر ((الاشتراكية)) الروسية
/ حميد الحريزي
-
الرفيق غورباتشوف
/ ميسون البياتي
المزيد.....
|