أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - صراع فاروق حسني الديني والثقافي















المزيد.....

صراع فاروق حسني الديني والثقافي


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2424 - 2008 / 10 / 4 - 04:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يخوض وزير الثقافة المصري فاروق حسني معركة للفوز بمنصب أمين عام منظمة اليونسكو. والحقيقة ما أكثر المعارك الوهمية التي يتم صناعتها والخوض فيها بعيداً عن المعارك الحقيقية التي يجب أن نخوضها مثل الإرهاب الفكري والتخلف الحضاري والفقر الفكري والجهل الثقافي لفئات كثيرة في المجتمع، ناهيك عن الفقر التعليمي والمادي والبطالة وغيرها من مشاكل العالم المتدني جداً الذي نعيش فيه منفردين يتعجب لها الداني والقاص من دول العالم الراقية والمتخلفة.

اعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها تنسق مع وزارة الثقافة لترشيح الفنان فاروق حسني لمنصب مدير عام اليونسكو، ذكر هذا الخبر في جريدة الأهرام المصرية 14/8/2008.
وقبلها كتب الأستاذ مجدي صادق في جريدة القاهرة 1/7/2008 مقالة بعنوان: لماذا لا يتخلص الإعلام العربي من أمراضه وعقده ويساند "فاروق حسني" في معركته لليونسكو؟!
وقال الكاتب في مجمل حديثه: متى يوجد لدينا ثقافة "الإعلام المسئول" الذي يجب أن يتخلص من أوجاعه وأمراضه، وعقده النفسية، وذاتيته، وأنانيته ليساند رموزنا "اختلفنا أو اتفقنا عليه" في مواجهة حملات كراهية منظمة ومعارك كسر عظام على المناصب الدولية؟

يحوي عنوان مقال الأستاذ مجدي صادق مشكلتان يجب معالجتهما إن عاجلاً أو آجلاً وهما:
1. عدم التوافق العربي ـ العربي الإعلامي، وهذا يحتاج إلى مزيد من العلاج وتطهير الجراح على المدى الطويل وليس مجموعة شهور متبقية على المنافسة.
2. هذا يجرنا إلى تخمين عدم مساندة الوزير المصري عربياً، فهل نحلم بالمساندة الأجنبية وأبناء جلدتنا لا يتوافقون معنا؟

ثانياً: الكاتب أسامة غريب في كتابه "مصر ليست أمي.. دي مرات أبويا" والمنشور خمس طبعات في النصف الأول من 2008 فقط له مقالة بعنوان: فاروق حسني مديراً لليونسكو. . افرح يا قلبي! كتب قائلاً: "مصر يا سادة ليس لها أي وزن دولي يحمل أحداً على احترامها أو تأييد مرشحها، وهذه الانتخابات للأسف لن تديرها وزارة الداخلية...".

ثالثاً: ليسمح لي القارئ الكريم بمجموعة ملاحظات وأسئلة لوزير الثقافة المصرية والمسئولين عن مصر:

• الفنان المبدع فاروق حسني أحد وزراء الحكومات المصرية المتعاقبة التي أدت بأغلبية الشعب المصري إلى الجوع المادي والفقر الفكري على كافة المستويات، فكيف يثق فيه العالم ليدير منظمة الثقافة العالمية ـ اليونسكو ـ في ظل تردي الأوضاع العالمية الاقتصادية وتوتر العلاقات السياسية؟
• في عهد الوزير الميمون وصل التمييز الديني والتفرقة العنصرية في نشر ثقافة الفكر الديني الواحد حداً كبيراًً رآه كل العالم وشهد به الجميع عن مقدار الظلم الواقع على بقية أصحاب الديانات الأخرى من تمييز في نشر الثقافة الدينية لمن يدفعوا الضرائب مثل بقية أخوتهم من المواطنين!!! وخير مثال على ذلك التمييز الديني للكتب التي تقوم بنشرها الوزارة من خلال مشروع مكتبة الأسرة.
• وزارة فاروق حسني لم تتحمل غير الثقافة الوهابية من السُنة نابذين كل فكر شيعي وبقية المذاهب الفكرية الإسلامية ـ هذا فقط على صعيد الفكر الإسلامي ـ فكيف نطالب بقية دول العالم المتحضر التي تكرم الإنسان أن تأتمنه على ثقافة الأديان الأخرى؟؟
• وإن كانت مشكلة عالمنا العربي أننا لا نرى إلا ما يقوله الفقهاء والمفسرين من أن الدين عند الله الإسلام ومَن يبتغي غير الإسلام ديناً فهو من الفاسقين، ويبنون كل حياتهم وتعاملاتهم من تكفير وتمييز للآخرين أصحاب الديانات السماوية على هذا الزعم. ألا يعلم سيدنا فاروق حسني وأتباعه الذين يدعمونه في الداخل أن بقية أصحاب الديانات الأخرى ـ التي يمنعونهم حتى من التنفس في مصر ـ يرون أن دياناتهم سماوية أيضاً ومُنزلة من عند الله الذي لا شريك له في المُلك؟
• يدخل السيد فاروق حسني معركة الترشيح لأمانة اليونسكو بفكر كراهية إسرائيل وليذهبوا إلى النار أبناء القردة والخنازير رغم أن السياسة العليا لدولته تتعامل في الخفاء والعلن مع إسرائيل طبقاً لاتفاقيات دولية وعقود على مستوى الحكومات والرؤساء، والعالم أجمع يتعاطف مع إسرائيل كدولة ويعترف بها وبثقافتها، ونحن حتى الآن لا نزال نمنع دخول أو ترجمة حتى مجرد رواية إسرائيلية. أية تناقض وأية كراهية نعيشها تلك مع الآخرين؟ وبعد ذلك كيف يقبلنا العالم المتقدم الذي يعطي قيمة للإنسان أياً ما تكون هويته؟
• سؤال بصراحة، هل يرضى الاحتلال الوهابي والتداخل المستمر في كل الشئون الداخلية والخارجية لمصر بأن تقود اليونسكو؟
• في مصر بعد حوالي مائه وخمسين عاماً على دخول وانتشار الديانة البهائية وتواجد البهائيين في مصر، وبعد أن كانت تعترف بهم الحكومات السابقة على مدار عشرات السنوات الماضية كمواطنين مصريين يعيشون على أرضهم ويدفعون ضرائب ودافعوا عن البلد بدمائهم مثل كل المصريين سابقاً، واليونسكو الآن اختار(تم هذا يوم8/7/2008) الأماكن المقدسة للبهائيين في حيفا لكي تكون أحد المواقع الجديدة في قائمة التراث العالمي لليونسكو. بعد كل هذا لا تزال الحكومة المصرية وثقافتها ووزرائها وشيوخها الذين يحركونها لا تعترف لا بالديانة البهائية ولا بالمواطنين البهائيين كمواطنين لهم حق الإنسانية في بلدهم. يا عزيزي فاروق حسني، العالم كله يعترف بالبهائية والبهائيين وأنتم في مصر لا تعترفوا بحق الإنسان في أن يختار ما يعتقده أو يدين به، وبعد ذلك هل تثق في اختيار العالم لك لكي تكون أميناً لليونسكو؟

يا سادة يا كرام، ملف مصر الدولي غير نقي في احترامنا لحقوق الإنسان وثقافة المختلفين مع ثقافة الأغلبية. إن القليلين من دول العالم المتحضر هم الذين يحترموننا لا لجمال عيوننا ولكن لأننا بلد كانت فيه حضارة علمت العالم قديماً. إن الكثيرين يشفقون علينا الآن كمريض شارف على الموت الإنساني. تحنو علينا بعض الدول من باب إنسانيتهم. لكن أبداً لا يمكن لدولة عاقلة أن تختار دولة مريضة لكي تقودها.
أنا لست متشائماً. أنا لا أدعي قراءة الفنجان بأن فاروق حسني لن يكون أميناً لليونسكو. أنا يهمني ملايين الدولارات التي ستفقد من هذه الحملة المزيفة عديمة القيمة إلا من مزيد من التغييب للشعب المصري والمثقفين المحترمين الصامتين.

يا سادة هذه الانتخابات لن تقودها وزارة الداخلية المصرية التي تُنجح مَن تُريد وتسقط مَن تريد في انتخابات مزيفة مِن قبل بدايتها. هذه الانتخابات لن نستطيع حرمان المنافسين مِن خوض المعركة باعتقالهم أو رفض طلباتهم.

يا سادة لقد انكشفت مصر دوليا بحصولها على صفر في نتيجة المنافسة على اختيارها لتنظيم كأس العالم 2010. يا سادة لا يثق بنا العالم لملفنا الأسود في كراهية شعبنا وأنفسنا.

لا تتقدم للمعركة يا فاروق حسني حتى لا تكشف عن وجهنا الكاره للآخرين والمفلس في علاقتنا بالخارج.

هذه المقالة تعبر عن وجهة نظري، وليس وجهة نظر أي موقع أو جريدة تقبل بنشرها من منطلق حريتها التي أفتقد تنفسها في كل مكان أعيش فيه.



#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا تعود الذكرى الرمضانية لإهانة الإسلام.
- كيف يكون الفساد تجسيداً للوحدة الوطنية؟
- لماذا اللحن المتواصل لكراهية إسرائيل؟
- يا فاروق ارتدي حُلة البهاء لتعلوا بها فوق الجهلاء.
- البهائيون: أمل وورود بلا حقوق.
- هناك يعبدون البقر
- صناعة الفتنة الطائفية
- الزوجة الزلزال.
- الأزهر قام بواجبه: الجنسية أو الحرية الدينية.
- أين سخونة جمال وأنوثة المرأة المصرية؟
- رسالة إلى الرئيس مبارك للإفراج عن كريم عامر.
- في ذكرى اغتيال فرج فودة
- الحوار الإسلامي المسيحي.
- لماذا الضجة الإعلامية المصرية لما حدث مع البابا شنودة؟
- ضحكوا عليك يا سفير أمريكا.
- نسوان رئيسات للدول العربية؟ لم لا؟
- المصريون لن يشاركوا في الإضراب.
- مَن السبب في إهانة رسول الإسلام؟
- القذافي والإنجيل والفقر الأفريقي.
- ما هو الحل في إعادة الهيبة لرسول الإسلام؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - صراع فاروق حسني الديني والثقافي