|
بل إنتظروا المزيد - يا أحفاد كلدان وآشور والسريان
هرمز كوهاري
الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 10:01
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
مقمة إ نجاز جديد !! قام به البرلمان العراقي الطائفي الممثل للأقوام الدخيلة الغازية الى بلاد النهرين ، صوب تعميق وتركيز حقدهم الطائفي والقومي وإظهار البعض منهم كراهيتهم الدفينة على الأقوام الأصيلة في بلاد النهرين أو بيت النهرين [ بيث نهرين ] مثل الكلدان والآشوريين والسريان والصابئة والأقليات الأخرى المتواجدين على أرضهم قبل غيرهم ، وبالرغم من علمهم أن نسبتهم القليلة في المجالس والبرلمان غير مؤثرة أصلا ! .وبالرغم من محاربتهم وتهميشهم منذ الغزو الإسلامي لبلاد النهرين وتخيّرهم بين الإسلام والسيف أو الجزية والإهانات فمنهم من دخل في الإسلام حفاظا على حياتهم ومنهم من فضل الإستشهاد إخلاصا لدينهم ومنهم من هرب الى الجبال والقسم الآخر فضل البقاء تحت رحمة الإهانات ودفع الجزية وفق الشريعة السمحاء التي جاءت رحمة للعالمين !!! ولم يكتفوا بالناس المسالمين بل طمروا كل أثر تلك الحضارة التي كانت اللبنة الأولى للحضارة البشرية ، فأتى الغرباء " الكفار " الأوروبيون وأخرجوا ما طمر الأقرباء العروبيون والمسلمون ، فاثارت دهشة العالم المتحضر وسط إشمئزاز العالم المتخلف ! ومع كل هذا فقد ساهمت هذه الأقوام ، الكلدان والآشوريون والسريان وغيرها مساهمة فعالة في الحياة الثقافية والسياسية منذ ذلك الزمن حتى تاريخنا هذا ،وكانت لغتهم لغة العلم والقانون حيث كانوا المترجمين الوحيدين لكتب الفلسفة اليونانية وغيرها ومن الكتب السريانية الى العربية ولذا نرى كثير من قواعد اللغة العربية ومفرداتها مأخوذة عن السريانية ، ولا زالت أسماء الأشهر والأيام وأعضاء الجسم والتفعيلات والتذكير والتأنيث والجمع والتثنية في العربية تكاد تكون مطابقة للسريانية ولا زالت ( أبجد هوز)المستعملة ليومنا هذا هو تسلسل الحروف السريانية حيث كانت اللغة الطاغية في هذه المنطقة ، .ولكن هؤلاء الإسلاميون والعروبيون القوميون من طبيعتهم طرد أهل الدار من قبل أهل العار .
وفي ايا منا القريبة هذه حاولوا طمس كل ماض تليد لبلاد النهرين بعد تأسيس الدولة العراقية ، إستقدموا العروبيين مثل ساطع الحصري ليضع كل تاريخ بلاد النهرين بدءأ بالعروبة والإسلام . وقال عبد السلام عارف في الأيام الأولى لثورة 14/تموز58 في ساحة التحرير باعلى صوته دون خجل وبكل وقاحة وأنا سمعته شخصيا قال : " لا بطرس ولا بولس بعد اليوم"!! وطبعا كان هذا خلافا لمبدأ زعيم الثورة عبد الكريم قاسم الذي كان أكثر نزاهة وتقشفا وحبا للعراق منذ وجود العروبة والإسلام لأنه كان عراقيا فقط .. أما أحمد حسن البكر فعدما زار آثارا كلدانية وآشورية قال : " قامت حضارات عريقة على أراض عربية "!! وكأن العرب لهم سند طابو أو خاقاني ! من السماء بأن بلاد النهرين بلاد عربية منذ الإنفجار الكبير( بيك بونغ )!! وصدام حسين بحجة ترميم آثار بابل فقد وضع إسمه الكريه على كل طابوقة بدلا من إسم نبوخذ نصر ، فمرة كان يدعي أنه حفيد نبوخذ نصر وأخرى حفيد عدنان وقحطان !! أما ملالي اليوم فقد تفوقوا على من سبقوهم في الحقد والكراهية فلم يكتفوا بطمر الآثار بل يريدون طمر إسم أحفاد أهل الحضارات ! بأن ألغوا قانونيا وجودهم كمكوّن مهم للشعب العراقي ! والحبل على الجرار كما يقال
هؤلاء هم الذين يرون الشيئ ويلمسونه ثم ينكرون وجوده لأن كتابهم يقول ذلك ، هؤلاء لا يتصرفون بعقلهم بل بموجب ما حفظوه على ظهر القلب ، ولم يوقضوا من سباتهم إلا بعد أن تأتيهم الكفخات .
إن تواجد شعب ما ،لا يحتاج الى جدال ونقاش ولا بالمطالبة بحق التواجد ! بل هذا التواجد مفروض على الغير، التواجد واضح وملموس حتى على الأعمى ما زال عنده أايادي يتلمس بها وآذان يسمع . ويبدو هؤلاء لايسيرهم عقلهم ولا لمس أياديهم بل ما حفظوه ولا يستعلمون عقلهم إلا بالكفخات التي تعلموها من الملاّ ، ليقولوا لناكر التواجد إذا لم ترى عينيك إلمس وإسمع لتتأكد ،
وقيل أخيرا أن " البرلمان " سيعيد النظر في القراره الذي أصدره بعدم الإعتراف بالواقع ، وهنا رأينا الرجوع الى صفتهم المحببة اليهم وهي النفاق ، ورأيناهم أخيرا يتسابقون على النفاق ، فهذا لا يعرف ماذا جرى وذلك يستنكر وآخر قد أغفل والرابع قد أوهم ، بينما القرارات في البرلمان أو التكية العراقي تقرا ثلاثة مرات ، فلماذا هذا لم يقرأ إلا الرقم فقط ! يبدو أن البرلمان العراقي بدأ يطبق نظام [ الديجتال ] قبل البرلمانات الأوروبية !!أم كان كان بالإتفاق هكذا ، ، إذا مرت بسلام ومرور الكرام بدون كفخات ينتقلون الى الأكثرمنها وهو إعتبارهم [ البدون ] كما في الكويت شعب( البدون ) يحرمون من كل الحقوق المدنية إلا الجزية والتهديد والتهجير والوعيد ! ، وفي تركيا يسمون الأكراد شعب الجبال بدل الأكراد ، وفي مصرالأقباط بدأ الإسلاميون يعتبرونهم دخلاء و مصر تكنى بإسمهم [ إيجبت ] وغير ذلك .
يقول [ ماو تسي تونغ ] : " إني بوحدي قليل ولكني مع الجماهير كثير ، " وسيعاد النظر في القرار وسيعطون كوتا متواضعة ولكن مهما بلغت نسبتنا في المجالس و" البرلمان " فهي لا تكفي لعمل شيئ أو تمشية رأي أو مطلب حسب " الديمقراطية " العراقية .ولذا علينا تطبيق حكمة [ ماو تسي تونغ ] أعلاه أي ما أريد التأكيد عليه هنا أن هذه الشعوب الأصلية والأصيلة عليها ألا تتوقف عند خطوة إعادة النظر والإعتراف بالأقليات ، بل عليها التعاون والتكاتف والعمل الجدي لا قولا وتصريحات فقط ، بلعمى بالإنخراط في جبهة واسعة ضد التعصب الديني الأعمى وضد القومية الشوفينية الفاشية وبالتعاون والتكاتف مع كل القوى الديمقراطية والعلمانية والتأكيد على مشروع إقامة دولة قانون ونظام ، ودولة عالم متحضر لا عالم متخلف ،لاسيما وراينا مدى تعاطف الكتاب والمثقفين والديمقراطيين داخليا وخارجيا معنا ، لأن هؤلاء المتخلفين لديهم نية مبيتة ضد هذه الشعوب [ لأسلمة المجتمع العراقي ] أو تعريب أو تكريد حسب تواجهم !! ويسلكون كل الطرق للإلتفاف على حقوق الأقليات كلما سنحت لهم الفرصة ورفعت عنهم الكفخة حتى إذا حصلنا على (كوتا )في المجالس والبرلمان ، إن هذا الرفض لم يكن إلا جس نبض ، وهو منهج وبرنامج مقرر في أهداف أحزابهم الظلامية .
نعم العراق قد تحرر من البعث العفلقي العربي الإشتراكي !! إلا أنه وقع في مصيدة البعث الديني والقومي الشوفيني المتخلف ، مع عودة البعث العربي أولئك الذئاب بجلد خراف مخفييين أنيابه التي تقطر دما .
هذه التكتلات الثلاث الإئتلاف الشيعي والكردي والسني ، لم ولن تخطط لبناء عراق ،دولة قانون ونظام متمدن ومتحضر فكريا والتخلص من نظام المرجعيات والتكيات والتقاليد والعادات البالية القبلية والعشائرية وإلغاء الغير والأنفال بإغتصاب الأرض والمال والحلال بل إغتصاب الوجود ويوهمون الناس نفاقا بأن بناء العراق يكون من خلال حقوق وحصص الطوائف والقوميات التي تنحصر بأيدي قادتهم .
والخلاصة : أن أية حقوق وحريات لأفراد أية قومية صغيرة كانت أم كبيرة ، وأؤكد على الأفراد ، لم ولن تتحقق بمعزل عن الوضع السياسي العام في البلد ، ومثال على ذلك فما هي حقوق الفقير الشيعي أو السني أو الكردي التي تحققت وخاصة النساء ، بالرغم من أن قومياتهم ، أعني زعما ؤهم يحكمون ويتحكمون بالعراق ؟؟
#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الآلوسي نجح في تعريتهم ، وفشلوا في إخفاء نفاقهم
-
نقد فكر اليسار العربي ، السيدة النقاش نموذجا
-
مسؤولية الدولة عن الإرهاب
-
عند المسؤولين الخبر اليقين عن القتلة المجرمين
-
سجون ومعتقلات غير منظورة ...!
-
السيادة الوطنية والسيادة الشعبية ، والعلاقات العراقية الأمري
...
-
السيادة الوطنية والسيادة الشعبية ، والعلاقات العراقية الأمري
...
-
الحلول التوافقية ، صراعات مؤجلة !
-
ثورة 14/ تموز 58 والدروس المستخلصة منها
-
الديمقراطية ، بطون وأفواه ..!
-
اليوم الثاني..!
-
لماذا نجح الأمريكان ... وفشل العراقيون ؟
-
لماذا نجح الأمريكان ...وفشل العراقيون ؟
-
على المالكي ، أن يكون ر. حكومة ودولة أو لايكون
-
البطل الذي لم يمت !!
-
من يخرج العربة العراقية من أوحال الطائفية ؟
-
دواة علمانية ديمقراطية في العراق !! ولكن كيف ؟
-
هل سيتعافى العراق يوما؟ أشك في ذلك !
-
السقوط ..!
-
الفتوى الأمريكية والعجرفة التركية
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|