زيد ميشو
الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 05:19
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
إضطهاد يليه تهميش وبينهما سلب حقوق وقبلهما إلغاء هوية ومن ثم إنتهاك كرامة ، كل ذلك أصبح مألوفاً لدينا . برلمان عراقي لا عراقي يصوِّت بالإجماع على إلغاء البند 50 حالة شاذة جديدة لكنها ليست مستغرَبة . لعبة طائفية مستحدَثة ذات رائحة نتنة أنتن من رائحة السمك الفاسد دليل على لاعراقيَّة لاعبيها ، أصبح أمراً بديهياً غير قابل للشكوك . كل جديد عراقي سلبي ، وأحدث سلبي هو إلغاء البند 50 . فما الجديد في سلبي مثل هذا ؟
غضب جماهيري عارم وإستنكارات ومظاهرات في كل بقعة يسكنها مسيحيون وأصوات إستغاثة ، ماهي إلا ردّات فعل طبيعية .
وأنا أتابع كل ذلك وإذا بأمل ينتعش بداخلي مرة أخرى بعد أن كان في سبات . المسيحيون صوت واحد والأحزاب السياسية المسيحية متفقة ولأول مرة لإيصال صوتها للعالم أجمع ، هذا جديد . ماذا أفعل ، هل أشكر برلماننا اللاّ عراقي على إجماعه بتصويته المتخلِّف ، هل أذهب وأقبُّلهم على جبينهم الممسوخ كونهم جمعوا أبناء شعبنا المسيحي لأجل غاية نبيلة واحدة ألا وهي كرامة العراقيين الأصلاء ؟
في قصة يوسف نستشف كيف أن الله يحوِّل الشرّ إلى خير ، وبقصة البرلمان اللا عراقي أشعر بتدخل الله لتحويل الشر إلى خير . فمَن أراد لنا التهميش قرَّب الشعب المسيحي أكثر ، ومن أراد إلغاءنا ، لملَم تشتتنا وهو لايعلم ، فهل نحتاج للظلم كي نعود عائلة مسيحية واحدة ؟ فإذا كان كذلك فمرحى بكل القرارات المجحفة ، فما سنناله ونحن متَّحدين أكثر بكثير مما نطالب به وصراع الكراسي على أوجه ، والتفرقة التي نلتمسها كل يوم وتزيد من قبل مكنونات الشعب الواحد والتي هي إزدياد طردي . فما نفع كراسي في البرلمان لمسيحيين مختلفين ؟ وماذا تعني حقوقنا والهوة تكبر مساحاتها بين أبناء الشعب الواحد .
هذه فرصتنا سادتي وإخوتي ، هذه فرصتنا لتسوية الخلافات الكلدانية الآشورية السريانية ، هذه فرصتنا لإلغاء التسميات الثلاثة التي أُبُتكِرت لتفرقتنا . نحن مسيحيّون عراقيّون شعب واحد وعائلة واحدة بإختلاف مرجعيتنا الدينية . كل محاولة تشتيت لنا خارجة عن مسيحيتنا يسهل إجتثاثها ، لكن المشكلة عندما تكون هذه المحاولة منا وفينا وبنا .
لنطالب ونطالب ونطالب بحقوقنا على أن تكون هذه المطالبة نتيجة وحدتنا ومحبتنا لبعضنا ولعراقنا . فهذه فرصتنا لنكون واعين أكثر ، فهل سنفعل ؟
#زيد_ميشو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟