أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عواصف ثلجية وعواصف سياسية














المزيد.....

عواصف ثلجية وعواصف سياسية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 747 - 2004 / 2 / 17 - 07:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هناك عاصفة ثلجية تضرب هذه الساعات منطقة الشرق الاوسط وبالتحديد بلاد الشام والهلال الخصيب وسوريا الكبرى، فالثلوج الكثيفة غطت المناطق في فلسطين ولبنان والاردن وحتى في تركيا وقبرص واليونان، وفي جبل لبنان في منطقة الأرز بالتحديد عَلِق السفير الامريكي لدى بيروت في العاصفة الثلجية مما اضطر الجرافات للتدخل لانقاذه لكنها وبسبب مساعدته تسببت في ازدحام سيري كبير ادى في نهاية المطاف الى حجز سيارات المواطنين اللبنانيين في الثلوج التي تخطت حاجز المترين في بعض المناطق،  مما استدعى تدخل قوات الجيش اللبناني لمساعدة العالقين في الجبال.

 

في فلسطين المحتلة ادت العواصف الثلجية البيضاء الى تعطيل اللقاء المزمع عقده بين ابو لبدة مستشار احمد قريع و فايسغلاس مدير مكتب شارون بناء على طلب الجانب الاسرائيلي الذي تحجج بالعواصف الثلجية، وهنا بالذات يستغرب القارئ والمتابع والمراقب من الحجة والسبب في تعطيل اللقاء الذي يحمل الرقم 5 بين الرجلين.حيث كانت ولازالت هناك مئات الاسباب المناسبة والمنطقية والضرورية لتعطيل مثل تلك اللقاءات الغير محببة والغير مقبولة من قبل الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والاسلامية. في السابق فشلت  كل الأسباب السوداء في منع اللقاءات، لكننا نرى اليوم ان الاسباب البيضاء ظاهريا والسوداء باطنيا هي التي منعت اتمام اللقاء، مع العلم ان مثل تلك اللقاءات لا تخدم سوى الطرف المعتدي والأقوى، الطرف الاسرائيلي الذي له الاستفادة من حدوث مثل تلك اللقاءات، لأنها لا تقدم ولا تؤخر على الأرض لكنها تعطي ثمارا سياسية ونتائج اعلامية كبيرة تساعد الطرف الاسرائيلي على الاستمرار والخروج من العزلة وحالة الحصار التي تسبب بها نهجه الدموي والعنصري في التعامل مع الشعب الفلسطيني والعالم الحرّ.

 

طبعا العواصف تستطيع تعطيل اللقاءات وشل الحركة لكنها لا تستطيع ورغم كل الثلوج البيضاء التي تنهمر خلالها من تبييض سجل الدول المارقة والكيانات العنصرية والمحميات الاستعمارية، لذا ليس البياض الذي يحكم على اللقاء بين الضحية والجلاد، وليس من منفعة في اللقاء سوى للقاتل، والعجيب ان الضحية تذهب الى مسلخ النحر والجزر السياسي بمحض ارادتها، نحن نعلم وبحسب الخبراء والمختصين ان البقرة تذهب الى المسلخ وهي تعي انها ذاهبة للموت، كما أن بعض الحيوانات تذرف دمعها قبل ان يتم افتراسها ، لأنها تحس بموعد النهاية و وقوع الجريمة قبل حدوثها بلحظات او هنيهات، لكن الانسان الذي سلحه خالقه بالعقل كيف يمكنه الذهاب الى المسلخ بدون ان يذرف دمعة او يلتفت الى الوراء؟ هل الذهاب الموبوء الى مطبخ الجريمة التي فاحت روائحها الكريهة سيخفف من حدة وشدة الوباء؟ لا نعتقد ذلك لأن الطرف المريض يعاني من مرض مزمن اسمه الاحتلال، أما الطرف الذي يفترض انه المعالج والطبيب فهو بدوره شريك للوباء في تحطيم جسد الضحية المصابة. وليس من المفيد للمريض ان يقبل بدواء أو وصفه علاج من الطبيب القاتل الذي جعل من ضحيته مختبرا للعلاج في منطقة شرق المتوسط  بشكل خاص وفي العالم بشكل عام. لأن التشخيص الحقيقي لهذه الحالة يقود الى ان سبب المرض الحقيقي هو في نفس المرض اولا ومن ثم في العلاج والمعالج الذي يتكامل في التقائه مع الداء في عداء المصاب.

 

ولتدفئة الأجواء الباردة والشديدة التجمد بعد سقوط الثلوج و برودة الطقس وتأجيل اللقاءات بحجة عامل الطقس لا بسبب عامل الموت والحرب والحصار وموت المفاوضات وعملية اوسلو للسلام، جاء اقتراح مارتن انديك السفير الامريكي السابق لدى اسرائيل وسوريا ومدير معهد دراسات الشرق الاوسط التابع لمعهد بروكينغز وهو يهودي من استراليا، حيث قال ان الوضع في الشرق الاوسط يتطلب القيام بعمل مثير ورأى انديك أن الأمر يتطلب مشاركة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ورئيس الحكومة الاسرائيلية شارون في القمة العربية القادمة التي ستعقد في تونس نهاية شهر مارس – اذار المقبل. هذا الاقتراح اشبه بحديث السادات لمجلس الشعب المصري قبل قيامه بزيارته المشئومة للقدس المحتلة، ويعتبر بمثابة قنبلة موقوتة على العرب تفكيكها قبل ان تغطيها الثلوج المنهمرة بقوة فيجافجأهم انفجارها بعد مرور الوقت وفوات الأوان. لأن الاقتراح المذكور  يدخل الارهابي شارون ومعه العنصريين الصهاينة الى عقر الديار العربية من ابوابها الكبيرة، كما أنه يجعل من مشاركة بوش في تلك القمة تكريما له ومكافأة على ذبحه الشعب العراقي واحتلاله للعراق وتبنيه للسياسة العنصرية الصهيونية المتبعة ضد الشعب الفلسطيني على الأرض وفي المحافل السياسية والدولية. ان مثل هذا الاقتراح يجب ان يقبر في مهده لأنه اقتراح يخدم شارون واسرائيل فقط لا غير، والسفير مارتن انديك يعمل كغيره من اليهود الصهاينة في خدمة المشروع الصهيوني اولا ومن ثم في خدمة وطنه الأم أمريكا.

انتهى



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برلماني آخر زمن ..
- مجزرة جديدة !ما الجديد في ذلك؟
- اتفاقية تبادل الاسرى، ماذا بعد ؟!
- القدومي والكويت و ابو مكر ..
- العالم من حولنا يلف ويدور
- ابو عريضة
- غزة وفتح تحت المجهر
- بشارة وبركة ليسا عميلان
- أنور ياسين يُسَلِم على الحرية
- النظر لعملية تبادل الأسرى بعينين مفتوحتين
- ضمائر حرّة و حيّة
- هنيئا للاسرى ، هنيئا للمقاومة وصبرا يا سمير الكبير
- مؤتمر حركة فتح ، هل سيعقد باسرع من البرق ؟
- ريم الرياشي
- تضامنًا مع الصحفي ذيب حوراني (مراسل -المنار-) الذي اعتقلته ق ...
- نهايات و بدايات
- هل هذه بداية النهاية بين اسرائيل والدروز الفلسطينيين ؟
- فنان سوري بقلب عربي فلسطيني
- كانت سنة سوداء
- وداعا احمد صدقي الدجاني


المزيد.....




- قضية قطع رأس رجل الأعمال فهيم صالح بأمريكا.. القضاء يكشف تفا ...
- شاهد دبًا أسودًا يداهم رجلًا في فناء منزله الخلفي.. ماذا فعل ...
- التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن ...
- لحظات مؤثرة لوصول ولقاء جوليان أسانج بعائلته في مطار كانبرا ...
- فيدان: حرب أوكرانيا قد تتوسع عالميا
- شاهد: المنتخب البرازيلي يصل إلى لاس فيغاس استعدادا لمواجهة ا ...
- الرئيس الكيني يصف الاحتجاجات وما أحاط بها من أحداث دامية -با ...
- مشاركة عزاء للرفيق خليل عليان بوفاة أخيه
- -الشبح الطائر-.. مميزات مقاتلة Su-57 الروسية
- -أطباء بلا حدود- نعته.. إسرائيل تغتال مسؤول تطوير منظومة صوا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عواصف ثلجية وعواصف سياسية