أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - يحيى السماوي - نريده برلمانا ً- عراقيا - .. وليس - عِرقيا - ..!














المزيد.....

نريده برلمانا ً- عراقيا - .. وليس - عِرقيا - ..!


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2422 - 2008 / 10 / 2 - 08:15
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لم يعرف التاريخ المؤسساتي الحديث ، نظام حكم متخلفا مثل نظام طالبان الأفغاني ... ومع ذلك ، فقد كان في أفغانستان الطالبانية هندوس وسيخ وكانت لهم حقوقهم كمواطنين أفغان ، فلم تسعَ إلى تهجيرهم من بلادهم من خلال تهميشهم كما يحدث لمسيحيينا العراقيين حيث تنادت المنظمات المعنية بحقوق الانسان مناشدة الدول الغربية لانتشالهم ( وها هي الحكومة الألمانية تتعهد باستقبال خمسة آلاف مسيحي عراقي للعيش في المانيا على حساب دافعي الضرائب ، دون أن يحتجّ أعضاء برلمانها ـ وهم من دافعي الضرائب وليس كأعضاء برلماننا العراقي الذين لا يعرفون معنى الضريبة ) ..

إندونيسيا دولة إسلامية ... لكن برلمانها لم يقضم حقوق غير المسلمين بما في ذلك غير الموحِّدين ..

ماليزيا دولة إسلامية .. لكن لغير المسلمين في برلمانها ، ذات حقوق المسلمين ..

الهند دولة غير إسلامية ـ لكن برلمانها سمح لمواطن ٍ مسلم أن يكون رئيسا للهند كلها ..

صدام حسين كان أبشع ديكتاتور عرفه عراقنا عبر العصور ... لكنه كان عادلا في توزيع ظلمه على الشعب العراقي ، فلم يُـفـَرِّق بين عِـرق ٍ وآخر أو بين مذهب ٍ ومذهب ... فالكل متساوون أمام المشنقة والمقبرة الجماعية وغاز الخردل وحوادث الدهس المنسقة ... وأما برلمانه ـ ( وإن كان غـيـر وطني ) فإنه كان يسمح لغير المسلمين بوجود ممثلين عنهم في المجالس البلدية ...

أمّـا برلمان عراقنا الجديد ، فإنه يمنع تمثيل العراقيين الأصلاء في مجالس المحافظات ( وليس في مجلس الأمن الوطني أو مجلس رئاسة الوزراء ليستكثرها عليهم ) في وقت ٍ يتمتع فيه بعضوية هذه المجالس والبرلمان ومناصب رفيعة ، الكثير ممن كان آباؤهم أو أجدادهم يرطنون باللغة الفارسية أو الهندية والتركية ، أو يحملون حتى الان جنسيات أجنبية مع الجنسية العراقية ( يقال ـ والعهدة على الرواة ـ إن عوائل البعض منهم ما تزال حتى اليوم تعيش في أوطانها الأخرى تحسّـبا ً للطوارئ ـ أو ربما لإدارة ملايين الدولارات التي تصلها من مزرعة الفساد الإداري في عراقنا الجديد) ..
يوم الأربعاء الماضي صوت أعضاء برلماننا بالأغلبية على قانون انتخابات مجالس المحافظات، إلا أن الغاءه للمادة 50 من القانون التي تـنص على وجود حصة مقررة للأقليات في مقاعـد مجالس المحافـظـات ، قـد أعطى الإنطباع بكونه بـرلـمانـا ً " عِـرقـيا ً" وليس " عراقـيا " ...

المخجل ، أن بعض أعضاء برلماننا كثيرا ما يتحدث عن العراق باعتباره موطن الحضارات الانسانية ـ وهو يجهل أن هذه الحضارات لم تصنعها قبائل ذبيان وطي أو بني عـبس وشـمّر ... فالذين صنعوا هذه الحضارات هم أهل العراق الأصليون : الكلدان والآشوريون السريان وغيرهم ممن أسقط برلماننا عنهم حق التمثيل في مجالس المحافظات ... فأية مفارقة مضحكة مبكية هذه ؟

يا أولي الأمر :

المجالس البلدية ليسـت " تكايا دروشة " أو " حسينيات لطم " ليُحرَم غـير المسلمين من دخولها أعضاءً ... وليست وزارات ٍ مُـتـْخـَمَـة ً بمئات ملايين الدولارات فتخشى حيتانُ " النهب التحاصصي " أن تستحوذ " الأسماك الصغيرة " على فـُتات موائدها ... فلتطلقوا سـراح الديمقراطية من معتقلاتكم العِرقية ِ والطائفية .. دعونا نصدِّق أنَّ المواطنين في عراقنا الجديد متساوون كأسنان المشط ، وليس كأسنان التماسيح ـ كما هو واقع الحال في مستنقع المحاصصة ...

إن الأكثرية البرلمانية التي لا تحمي حقـوق الأقـلية ، لـيسـت جديرة بتمثيل الـشعـب ..
نريده برلمانا "عراقيا ً" وليس "عِـرقيا " ... فالآشوريون والكلدان والصابئة المندائيون أقـدمُ عَـراقة ً منا نحن عـرب العـراق من شيعة وسُــنـّة ... " بـابـلهـم " أقـدم من " كــوفـتـنـا " ... وأكـَدِهِـم " أقـدم مـن " فـلوجتنا " ... و " زقـّورتهم " كانت أعـلى من بناية برلمانكم ـ فاتـَّقـوا التاريخ قبل أن يلعن ديمقراطيتكم الشائهة ..!



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الفرق بين - الزرقاوي - و - القرضاوي - ؟
- أقلام وعمائم تنضح حقدا طائفيا
- همسة في الأذن السليمة إن ْ كانت سليمة حقا ..
- دبلوماسيو العراق بين الأمس واليوم
- كامل ...( إلى روح الشهيد كامل شياع )
- صوتك ِ مزماري
- أصحيح أن العراق في حالة حرب مع إسرائيل ؟
- الإعلاميون يطالبون الحكومة بحمايتهم ... عجيب !!!
- أعضاء برلمانيون ؟ أم ملاكمون وبلطجية ؟
- المصطلحات الفضفاضة في الإتفاقية الأمنية
- عن محاولة اغتيال الشاعر جواد الحطاب
- بعض ملامح الشاعر
- متى يشبع لصوص عراقنا الجديد ؟
- تناقض التصريحات حول وجود قوات الإحتلال في العراق
- رثاء متأخر ... ( إلى روح الصديق الصديق الفنان الأديب د . ناج ...
- همستان في ليل ٍ موحش ..
- باقة من نبض القلب على ضريح الشهيد كامل شياع
- وصية محمود درويش للرئيس الفلسطيني محمود عباس ..
- رحيل محمود درويش نكبة للإبداع الإنساني
- مقتدى الصدر ليس عميلا لأمريكا .. لكنه يخدمها دون وعي !!


المزيد.....




- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...
- هل تشكل الجزائر -خطرا أكبر- من المغرب على إسبانيا؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - يحيى السماوي - نريده برلمانا ً- عراقيا - .. وليس - عِرقيا - ..!